|
|||||||
|
مما لا شك فيه أن الأسلحة الكيميائية تشكل خطراً على البشرية جمعاء كغيرها من أسلحة الدمار الشامل. ويفاقم من هذا الخطر الحقيقة التي أشار إليها يوثانت - السكرتير العام السابق للأمم المتحدة - حيث كتب في مقدمة كتاب "الأسلحة الكيميائية والبيولوجية" الذي صدر عن الأمم المتحدة في العام 1962 ما يلي: " كل الدول تقريباً - بما فيها الدول النامية والبلدان الصغيرة - بإمكانها الحصول على الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، نظرا لسهولة تحضير بعضها بمصاريف زهيدة وسرعة فائقة في مختبراتنا ومعامل بسيطة. وهذه الحقيقة تجعل مسألة السيطرة على هذه الأسلحة ومراقبتها شديدة الصعوبة". ويمكن لأي شخص إقامة معمل لتحضير هذه الجراثيم القاتلة. ولن تكلف العملية سوى معدات بعشرين ألف جنيه وشقة مساحتها من 50 –100 متر مربع. ويمكن زراعة الجراثيم في "قازان" بحجم برميل الطرشي. ويوضع به مواد غذائية بروتينية وسكرية ليحدث عملية الزراعة بالتخمر حيث تتضاعف بالبلايين. ولهذا فالأسلحة البيولوجية سهلة الاستخدام لأي دولة، ما يجعلها تنتشر بسهولة وتُشكل خطراً أكبر. وتستخدم الأسلحة الكيميائية لتدمير أو تحجيم أو الحد من نشاط مجموعة بشرية معينة لتحقيق أهداف مختلفة، حيث أن ما تتميز به الأسلحة الكيميائية هو التأثير غالبا على الكائنات الحية فقط (ماعدا الأسلحة النووية التي يكون تدميرها شاملا ومتعديا حدود المكان الجغرافية). وتصنف الأسلحة الكيميائية عدة تصنيفات، إما حسب شدة تأثيرها أو حسب إمكانية السيطرة عليها والحد من سرعة انتشارها. من المعروف أن غالبية دول العالم لديها غازات كيماوية، ولاسيما غازات الأعصاب والغازات المسيلة للدموع (غاز الكلوروفينون)، وتستخدمها في تفريق المتظاهرين، وعلى الرغم من أنها غازات غير قاتلة، إلا أن تأثيرها قد يكون كبيراً، وقد يحدُث اختناقاً لدى مَن تُـطلق عليهم هذه الغازات، غير أن أثرها يزول في نهاية الأمر بعمل بعض الإسعافات السريعة. ومن المعروف أن الولايات المتحدة، هي أكبر دولة في العالم مصدِّرة لهذه الغازات، بل إن هذه التجارة تشكل مصْدَر رزق أساسي لكُبريات الشركات الأمريكية.. حيث يمتلك العدو الإسرائيلي ترسانة ضخمة من الأسلحة الكيمائية تحتل الترتيب الثالث عالمياً، بعد أمريكا وروسيا في هذا المِضمار وغيره من أنواع الأسلحة غير التقليدية (الذرية/ النووية/ الكيمائية/ البيولوجية/....)"، مشيراً إلى أنها لا تنكُـر ذلك وترفُـض التوقيع على معاهدات الحظر الدولية، باعتبارها دولة مارقة ومدعومة من أمريكا". سوريا والسلاح الكيميائي ولم تكن سورية لتسعى لامتلاك السلاح الكيميائي لولا أنها مهددة ومعها المنطقة كلها بالكيميائي والنووي الإسرائيلي، ولطالما عملت بجد لإخلاء المنطقة من كل أسلحة الدمار الشامل . ولم تكن الولايات المتحدة ومعها دول الغرب الاستعماري وملحقاتها تسعى لإزالة هذا السلاح إلا خدمة لإسرائيل، ولكسر شيء من توازن الرعب الذي ربما رغبت سورية به. وقد بدأ السوريون بتطوير أسلحة كيميائية منذ منتصف السبعينات، خصوصا بفضل تبادل للتكنولوجيا مع مصر ثم مع روسيا، واستمر الأمر حتى اليوم. لقد طوروا هذا البرنامج في إطار التوترات مع إسرائيل واعتبروا دائماً أن السلاح الكيميائي كان إلى حد ما قوة ردع موازية للبرنامج النووي الإسرائيلي. وهم يملكون مروحة ضخمة من العناصر الكيميائية ولديهم طرق عدة لنشرها.كما نجحوا في إتقان تخليق مركبات الفوسفور والكربون: هذا الجيل الجديد الأشد فعالية والأكثر تسميما من الأسلحة الكيميائية. وفي هذه العائلة الكيميائية، نجد غاز السارين وغاز الأعصاب (في اكس). وقد استخدموها تحت أشكال عدة، في قنابل، صواريخ خصوصا من نوع سكود "بي" و"سي"، وبالتالي يمكن ضرب مناطق بعيدة والوصول بشكل خاص إلى إسرائيل. كما لديهم مركبات أقدم بكثير مثل غاز الخردل الذي استخدم للمرة الأولى خلال الحرب العالمية الأولى. كما أنهم استخدموا غاز الخردل في تصنيع قنابل وراجمات صواريخ أو حتى قنابل تلقى من الجو. وتتوزع على قواعد عسكرية متفرقة بشكل واسع على الأراضي السورية. الترسانة الكيميائية الأكبر في الشرق الأوسط إسرائيلية وبالاستناد إلى وثائق للمخابرات الأمريكية فإن "إسرائيل" بدأت تصنيع الأسلحة الكيميائية، بعد حرب تشرين الثاني/أكتوبر عام 1973. حيث تشير الوثائق إلى أنه فُتح قسم للأسلحة الكيميائية، في مفاعل ديمونا النووي وتتضمن هذه الأسلحة غاز الأعصاب "سارين"، الذي تمتلك منه إسرائيل كميات كبيرة. وتكشف الوثيقة أن أقماراً صناعية أمريكية للتجسس كشفت عن "موقع محتمل لإنتاج غاز الأعصاب، وموقع محتمل آخر لتخزين الأسلحة الكيميائية في صحراء النقب. ومن المعتقد أن هناك أسلحة كيميائية أخرى موجودة في مصنع كيميائي إسرائيلي متطور". وتعود هذه الوثيقة إلى عام 1982، حين رُصدت عمليات تصنيع السلاح الكيميائي، وغيره من الأسلحة المحرمة دولياً، في منطقة الشرق الأوسط، وكان من ضمنها ما تقوم بتصنيعه "إسرائيل". وعلى الرغم من أن "إسرائيل" وقعت عام 1992 اتفاقية الأسلحة الكيميائية، التي تحظر استخدام الأسلحة الكيميائية، إلا أنها لم تصدق عليها". وكانت وكالة السي آي إي قد أصدرت تقريراً، أرسلت نسخة منه إلى البيت الأبيض، يظهر أن الاستخبارات الأمريكية كانت تشك في امتلاك إسرائيل مخزوناً من الأسلحة الكيميائية لعقود، لكنها أبقت شكوكها هذه سرية. لكن ثمة تقارير تتحدث عن استخدام العدو الإسرائيلي للمواد الكيميائية منذ وقت مبكر حيث كانت مصر عام 1946 قد تعرضت لوباء الكوليرا عندما وضعت العصابات الصهيونية بكتيريا الكوليرا في مياه النيل. كما قام الموساد الإسرائيلي بعملية مماثلة في أعقاب حرب 1967 ووقتها كان يطلق على وباء الكوليرا أمراض الصيف. ولكن اللافت، أن أمريكا لا تتحدث البتّة عن ترسانة "إسرائيل" من الأسلحة الكيمائية، والتي تغلب عليها غازات الأعصاب القاتلة، التي يمكن أن تصل لأهدافها عن طريق صواريخ المدفعية وقذائف الطائرات والذخائر؟ تورط كيماوي صهيوني.. من يحاسب؟ وكانت "إسرائيل" وقعت على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية (احسك) لكنها لم تصادق عليها. على الرغم من امتلاكها لبرنامج متطور للأسلحة الكيميائية مقره في معهد إسرائيل للأبحاث البيولوجية في نيس زيونا، تل أبيب. وقد تم اكتشاف 190 لتر من ثنائي ميثيل الميثيل فسفونات في حمولة تابعة لرحلة العال للطيران 1862، وهى مادة كيميائية مدرجة في جدول 2 من (احسك) تستخدم في تركيب غاز الأعصاب سارين، بعد أن تحطمت الطائرة في عام 1992 وهى في طريقها إلى تل أبيب. أصرت إسرائيل أن المادة كانت غير سامة، وأنها كانت لتُستَخدم في اختبار المرشحات التي تحمي الأفراد من الأسلحة الكيميائية، وأنها أدرجت بشكل واضح على بيان الحمولة وفقاً للوائح الدولية. كانت الشحنة صادرة من مصنع أمريكي للمواد الكيميائية إلى "معهد إسرائيل للأبحاث البيولوجية" بترخيص من وزارة التجارة الأمريكية. في عام 1993، قام مكتب التقييم التكنولوجي التابع للكونغرس الأمريكي بخصوص تقييم انتشار أسلحة الدمار الشامل بتسجيل إسرائيل كدولة ورد في العموم أن لديها قدرات للحرب الكيميائية غير معلنة. و في عام 1998، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق المسؤول عن الدفاع الكيميائي والبيولوجي، بيل ريتشاردسون: "ليس لدي شك في أن إسرائيل عملت في (أشياء) هجومية كيميائية وبيولوجية كليهما لفترة طويلة... ليس هناك شك أن لديهم (أشياء) منذ عدة سنوات". وكان ماركوس كلينغبرغ قد أمضى 20 سنة في السجن كعقوبة عن البوح بأسرار إسرائيل الكيميائية للاتحاد السوفييتي. الأسلحة البيولوجية الإسرائيلية ويعتقد الخبراء بأن "إسرائيل" قد طورت قدرة هجومية على الحرب البيولوجية. وقد قام مكتب التقييم التكنولوجي للكونغرس الأمريكي بتسجيل إسرائيل كدولة تمتلك على المدى الطويل، برنامجاً للحرب البيولوجية غير معلن. مع العلم بأنها ليست من الدول الموقعة على اتفاقية الأسلحة البيولوجية والسامة. ويعتقد أن معهد إسرائيل للأبحاث البيولوجية في نيس زيونا يطور لقاحات وترياقات من أجل الحرب الكيميائية والبيولوجية. الكيميائي الإسرائيلي: آلاف الأطنان من المواد المحرمة دولياً وتضم الترسانة الكيميائية الإسرائيلية كميات بآلاف الأطنان لغازات خطيرة محرمة دولياً.. من شأنها إلحاق أضرار قاتلة بالإنسان والبيئة نذكر منها: 1- غاز الخردل: هو عنصر كيميائي سائل يصدر بخاراً خطراً، ويسبب حروقاً وتقرحاً في الجلد المعرض... يؤذي الخردل الجهاز التنفسي عند تنشقه، ويسبب التقيؤ والإسهال عند ابتلاعه، ويلحق أضراراً بالأعين والأغشية المخاطية، والرئتين والجلد والأعضاء التي يتولد فيها الدم. اخطر التأثيرات الطويلة الأجل تحصل بسبب كون غاز الخردل مسببا للسرطان والتغييرات الوراثية. لا يوجد أي علاج له. 2- التابون: سائل يتراوح لونه بين اللا لون واللون البني وهو عامل مؤذ للأعصاب ومفعوله غير دائم مثل مبيدات الحشرات. تشمل عوارضه - حسب فترة التعرض له - غشاوة البصر، وصعوبة التنفس، واختلاج العضلات، والتعرق، والتقيّؤ، والإسهال، والغيبوبة، والتشنجات، وتوقف التنفس الذي يؤدي إلى الموت. وقد قام النظام العراقي الحالي بتحويل هذا العنصر الكيميائي واستخدامه. 3- السّيانيد: عامل كيميائي سام جداً يؤثر على قدرة استخدام الجسم للأوكسجين في حال تنشّقه أو ابتلاعه أو مسّه لجلد الإنسان. وتشمل عوارضه صعوبة التنفّس، والتشّنج، والغيبوبة، وإمكانية الوفاة. 4- السارين: سائل أو بخار لا لون له. تشمل عوارضه، التي تتوقف على مدى التعرّض له، غشاوة البصر، وصعوبة التنفس، واختلاج العضلات، والتعرق، والتقيّؤ، والإسهال، والغيبوبة، والتشنجات، وتوقف التنفس الذي يؤدي إلى الموت. يمكن أن يؤدي التعرض الطويل له إلى الموت.. 5- في أكس: سائل زيتي لا لون له ولا رائحة وله مفعول دائم ويعتبر من بين أكثر المواد سمومية التي تم إنتاجها حتى الآن. بإمكان مادة في اكس المنتقلة بالهواء أن تقتل بغضون دقائق، لكن امتصاصه الرئيسي يكون عبر الجلد. تشمل عوارضه غشاوة البصر، وصعوبة التنفس، واختلاج العضلات، والتعرق، والتقيؤ، والإسهال، والغيبوبة، والتشّنجات، وتوقف التنفس الذي يؤدي إلى الموت. 6- السلاح الكيميائي الثنائي المزدوج: ـ يتكون من عاملين منفصلين ،يكون اتحادهما معا عند الاستخدام فقط خليطا له صفات مهلكة . 7- غاز الكلور C I2: وهو يسبب تهيجا في الجلد، وتدهوراً في الشِّعَب الهوائية ويؤدى إلى الموت . 8- غاز الفوسيجين C G: يؤدى لإيقاف الدورة الدموية، وتخثير الدم وحدوث الجلطات والموت 9- غاز السومان g D : ورائحته تشبه الكافور، ويؤدى لارتخاء العضلات وصعوبة التنفس ثم الموت . 10- حامض الهيدروسيانيد a C: ويسبب ضيق التنفس والاختناق والغيبوبة ثم الموت. 11- غازات الشرطة: وغازات العقل مثل ال D .l .s عقار الهلوسة وغيرها... 12- غاز ـ C S: هو تركيب كيميائي له رائحة الفلفل ،وهو يحدث إحساسا حارقا وقارصا في الجلد ،وسعالا ، وسيلان دموع ،وضيقا في الصدر ،ودوارا مع غثيان يصحبه قيء. 13- قنابل النابالم: هو خليط من مادة بترولية وبعض أملاح الأمونيوم، مثل حمض الأوليك، وحامض البالمتيك، وحامض النفثاليك، ويؤدى خلط هذه المواد إلى إنتاج تركيبة شديدة الاحتراق تعبأ في قنابل وعند انفجارها تتناثر مكوناتها الحارقة ،لتلتصق بجسم الضحية مسببة حروقا بالغة وتشويها شديدا للشكل ولو الأعضاء المصابة 14- الترميذ أو الترميت: وهو مركب معدني يتكون من الألمنيوم وأكسيد الحديد ومشتقات معدنية أخرى، وهو شديد الاحتراق حتى بمعزل عن الهواء. 15- الفوسفور الأبيض: وهو شديد الحساسية للأكسجين ،حيث يشتعل فور ملامسته له في الجو منتجاً درجة حرارة تبلغ 250 درجة مئوية، وينتج عن احتراقه غاز شديد السمية، وسقوطه على الجلد يؤدى إلى تلفه وإحداث تقرحات وفقاعات قشرية سوداء. وتقسم المواد الكيميائية السامة في الترسانة الصهيونية إلى ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى – مهيجات الرئة: وهى المواد التي تتلف الرئة مثل الفوسجين مسببة سعالاً قاتلاً وازرقاقاً للبشرة لقلة الأكسجين وتجمعا للماء في الرئة فيلزم لبس قناع واق مصنوع من مادة NBC ثم التخلص من الملابس وتركيب اسطوانة أوكسجين للتنفس وغسل العيون بمحلول NaHCO3 تركيزه(1%) ثم التحويل للطبيب المجموعة الثانية – سموم الدم: وهى التي تتلف كريات الدم الحمراء مثل HCN حيث تكون أعراض الإصابة على شكل دوار وتقلصات وفقدان للوعي فيلزم لبس قناع ثم استنشاق مادة نتريت الاميل واستنشاق الأوكسجين النقي وتنفس اصطناعي إن كان المسبب غاز AsH3هيدريد الزرنيخ أو الارسين المجموعة الثالثة -غازات الأعصاب: مثل غاز سارين الذي يهيج الأعصاب ويسبب تهيجا في حدقة العين وصعوبة الرؤية وصعوبة التنفس وتصلب الذقن وإسعافه يكون بلبس القناع وخلع الملابس الملوثة والتنفس الاصطناعي ووضع كمامة الأكسجين ثم الحقن بالا تروبين من قبل الطبيب ثم المضمضة بمحلول NaHCO3 تركيزه (5%) وغسل الجسم بصابون بوتاسى آو بمحلول NaOHتركيزه (2%) المجموعة الرابعة-المدمعات: وهي المثيرة للغدد الدمعية مثل برومو أسيتون والتي تظهر أعراضها على شكل الآم وحرقة في أغشية العين والأنف والحلق وضيق تنفس وعطاس وسعال وانهمار دموع وعمى مؤقت وللإسعاف انبغى لبس القناع وخلع الملابس للتهوية مع عدم التعرض للرطوبة ثم غسل العينين بمحلول NaHCO3 (3%) وغسل الجزء المصاب بالماء والصابون آو كحول (96%) المجموعة الخامسة - مهيجات الجلد: وهى التي تؤثر على الجلد وتسبب الحروق والجروح مثل الخردلMustard وأثاره تكون على شكل فقاعات جلديه والتهابات في العين واضطرابات في الجهاز الهضمي والتنفسي ويتم الإسعاف بلبس القناع الواقي وقفازات لحماية اليدين والغسل بمحلول بيرمنجنات البوتاسيوم KMnO4 ثم الغسل بمحلول NaHCO (3%) ثم بالماء والصابون. المضبات والحارقات: وهي مواد تكون على شكل ضباب وبحرارة عاليه مثل SO3 وعند استنشاقها تسبب سعالاً شديداً وآلاماً في الصدر ونزيف حاد في الرئة وحروق شديدة على الجلد. "إسرائيل" تزيد من نسبة تركيز العناصر المشعة كشفت دراسة جديدة عن زيادة في نسبة تركيز العناصر المشعة من مفاعل ديمونة الإسرائيلي، وهو ما يؤدي إلى أضرار صحية خصوصاً ما يتعلق بالإصابة بأمراض السرطان في مدن الضفة الغربية. وفي دراسة أعدها محمود سعادة مسؤول فرع فلسطين للأطباء الدوليين لمنع نشوب حرب نووية إنه بعد إجراء فريق البحث من جامعة الخليل لعينات مختلفة من التربة، وجد ارتفاع في نسبة تركيز عناصر اليورانيوم (U238) في عينات من تربة مدينة حلحول شمالي الخليل، وصل على 105 بيكريل/كغم. كما وصلت تلك العناصر في بعض عينات التربة في تربة بيت أمر إلى 98 بيكريل/كغم وهو أكبر بثلاثة أضعاف من المتوسط العالمي الذي يبلغ 30 بيكريل/كغم. كما أكد سعادة أنه بالنسبة لعنصر السيزيوم (137CS) الصناعي الناتج عن التسرب الإشعاعي النووي أو من التفجيرات النووية, ارتفعت نسبة تركيز العناصر المشعة والناتجة عن تحلل أنوية ذرات تلك العناصر في الهواء الطلق كثيراً في مناطق محافظة الخليل. نسبة عالية من الإشعاعات وفي تعليقه على الدراسة قال إن التركيز الطبيعي يجب أن يكون صفراً لكل كغم, وبالتالي تكون النسبة الموجودة في الخليل عالية جدا, وإنها لم تسجل إلا في مناطق أوروبا الشرقية عندما انفجر مفاعل تشرنوبيل. وعن الأضرار المتوقعة من تلك الإشعاعات قال سعادة إن هناك تزايدا بأعداد الإصابات بالأمراض السرطانية وتشوهات الأجنة والإعاقات والإجهاضات المتكررة, خاصة مع عدم وجود الأجهزة الخاصة بالفحوص والمعالجات ونقص الأدوية في مناطق السلطة الفلسطينية. كما أنتقد عجز السلطة عن اتخاذ قرارات خاصة بالوضع، وعدم طرحه أمام المحافل الدولية, إضافة إلى عدم اتخاذ الإرشادات الوقائية وطرق مقاومة هذه الإشعاعات التي تقع على جميع مؤسساتها. وتوقع الباحث بزيادة الإشعاعات في كل المناطق الفلسطينية, وشدد على أن هناك مدافن للنفايات الإسرائيلية في مناطق متعددة بالضفة لرخص تكلفتها، حيث إن تكلفة التخلص من البرميل الواحد للنفايات في الخارج يقارب 5000 دولار، بينما تقدر التكلفة في المناطق المحتلة بـ20 دولارا فقط. بعد اتفاق نزع الكيميائي السوري.. ماذا عن ترسانة "إسرائيل"؟ وتتصاعد أبواق الدعاية الأمريكية والصهيونية اليوم منادية بنزع السلاح الكيميائي السوري بعد اتهامات متبادلة بين النظام السوري ومعارضيه باستخدامه في بعض مناطق النزاع في سوريا وما نتج عن هذا الاستخدام من ضحايا في صفوف المدنيين. وكان لها ما أرادت بعد تهديدات بضرب سوريا وحشود أمريكية في المنطقة ما لبثت أن انجلت عن تفاهم روسي - أمريكي أنتج اتفاقاً على نزع هذه الأسلحة من سوريا وتدميرها. ما زال الاتفاق الروسي ـ الأمريكي بخصوص نزع أسلحة سوريا الكيميائية يستدعي الكثير من الجدل على الرغم من وضع مواقع تخزين تلك الأسلحة، سواء لدى الدولة السورية أو المعارضة، تحت المراقبة الدولية توطئة لتدميرها. لكن هل ثمة من يحرّك ساكناً ليرغم العدو الإسرائيلي المتغطرس على نزع ترسانته الكيميائية وتدميرها؟ هذا ما يجب أن تسعى إلى تحقيقه الدبلوماسية العربية والإسلامية اليوم. وهذا ما تخشاه "إسرائيل" اليوم.. فقد حذر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق يعقوب عميدرور، من أن نزع السلاح الكيميائي من سوريا سيؤدي إلى تصاعد مطالب دولية بأن تظهر إسرائيل شفافية حيال ترسانة أسلحتها غير التقليدية، وقال إن إسرائيل تواجه وضعاً دولياً هو الأكثر تعقيداً منذ 40 عاماً، ودعا إلى مواصلة وضع الخيار العسكري ضد إيران. ونقلت صحيفة (هآرتس) عن عميدرور قوله خلال تقرير قدمه للحكومة الإسرائيلية: إن التقدم في تفكيك السلاح الكيميائي في سوريا هو تطور إيجابي، لكن يكمن فيه تحد مقلق بالنسبة لإسرائيل، وفي حال تنفيذه كما هو مقرر فإن إسرائيل ستجد نفسها في حالة دفاع أمام ضغط دولي يطالبها بإظهار شفافية بشأن السلاح غير التقليدي لديها، علما أن إسرائيل تفرض تعتيما على هذا السلاح. وأضاف عميدرور إن إسرائيل تواجه وضعاً دولياً معقداً "وربما هو الأكثر تعقيداً في الأربعين عاماً الأخيرة". فهل سيتحرك العرب والمسلمون فعلياً في المحافل الدولية لنزع وتدمير الترسانة الكيميائية الصهيونية التي تهدد حاضرهم ومستقبلهم أم سيكتفون بإطلاق بيانات التحذير والشجب كما هو معتاد؟!.. |
||||||