|
|||||||
|
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾ سورة البقرة (آية 166- 167) صدق الله العظيم أهم مشكلة عانى منها عالمنا العربي وما يزال ـ منذ قرنين وأكثر من الزمن ـ هي التبعية الكاملة لهيمنة القوى العظمى الغربية. فمن المملكة المتحدة (انكلترا) وألاعيبها وخدعها لأمتنا، واختراعها لقوميات وقبليات ومشيخات ومذاهب. حتى وعودها الكاذبة للشريف حسين وأولاده، ورضاهم وخنوعهم لكل ما يرسمه المندوب السامي، وصولاً إلى تقسيم بلادنا العربية إلى أجزاء في كل منها مشكلة حدود ومشكلة حكم ومشكلة ثروات، مع هيمنة كاملة على الأمن والسياسة والاقتصاد، واختراع مصطلحات ومفاهيم، وتنزيلها منزلة "المقدس" وكل ذلك برضى أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والنيافة و...في بلادنا. لقد حولوا هذه البلاد المقسَّمة إلى محميات خاصة وبرعاية خاصة من صاحبة الجلالة في المملكة المتحدة، وقاموا بزرع الكيان الصهيوني في بلادنا وجعلوه محمية حقيقية والقلعة العسكرية المتقدمة والحارس لسياساتهم الخفية. وانتهى عهد الاستعمار العلني وانكسرت بريطانيا العظمى في لعبة الأمم واستلمت أمريكا دفة العالم، وبذات المواصفات والسياسات مع زيادة في بعض الأقنعة. وبقي عالمنا العربي يعيش حالة الغفوة التامة فأمريكا هي راعية مصالحنا وحامية عروشنا ومديرة ثرواتنا. وذهبنا في سبات عميق والأحلام تدغدغ "عقول" (مجازاً) أصحاب الجلالة والسمو والرفعة بأنهم سيحكمون البلاد العربية من الماء إلى الماء وبأن أموالهم المودعة في بنوك الغرب هي ضمانة تنفيذ ذلك. وبأن الغرب "الكافر" محتاجٌ لثرواتنا ومحتاجٌ لصداقتنا وقد يكون محتاجاً لبركة جلالاتنا. وأن الإدارات الأمريكية والأوروبية المتعاقبة ليس لها همٌ سوى خدمة خيالاتنا الطفولية المسماة "بالرؤية الملكية أو الأميرية". وفجأة لاحت استفاقة صغيرة بأن من قدموا له الرقاب استدار عنهم وبدأ البحث عن وسائل واتفاقات وتفاهمات مع من ناصبوه العداء العربي المقدس منذ نشأته وليداً سنة 1979م. والمفاجأة الكبرى أن أمريكا وأوروبا ذهبتا إلى ما تريده "إيران ولاية الفقيه" مع أننا- والكلام للجلالة والسمو.. و...: "كنا منذ لحظات نعيش حلم تفكك هذه "الدولة المارقة على المجتمع الدولي". بعد ضرب وإسقاط "بشار الأسد" وفجأة وجدنا أنفسنا في سياق جديد علينا. فلماذا لا نغضب والحقد يأكل أحشاءنا؟!!.. فالمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن و...و... هذه المسميات التي كنا نستعملها سيفاً في وجه شعوبنا، تبين لنا أنها لا تستمع إلا لمن تراه، وتراه فقط".- وهي لا ترى إلا الأقوياء..- "لقد صرفنا أموالنا في مصانعهم الحربية والإنتاجية ووضعنا ثرواتنا كلها في بنوكهم واقتصادهم، وكنا رهن إشارتهم جالسين على رُكَبِنَا ننتظر إيماءة، وكنا الحراس الأمناء لإسرائيل وأمنها، وكنا الجندي الوفي في ضرب العمل الفدائي في إسقاط عبد الناصر وذيوله، وفي الحرب على إيران، وفي تفكيك اليمن والعراق والسودان ومصر، وكنا السباقين في إدانة المقاومة الإسلامية في لبنان واعتداءاتها على إسرائيل. وفي محاصرة المقاومة الإسلامية في غزة والضفة.. وفي استنفار "جهاديي(!!) العالم" وجلبهم إلى سوريا لإقامة "ديمقراطية" بما يليق بالعالم!!!... وكنا وكنا.... فلماذا يا سيد كيري ويا سيد أوباما تركتنا في لحظة وجلستَ مع ألد أعدائنا "التاريخيين" ونزلت على ما يريدون، واعترفت بهم وبقوتهم وبسلطتهم وبوجودهم رغماً عنك...؟.. وا حسرتاه ما العمل؟..". أيها الأغبياء في أكثر من حقبةٍ ولا تزالون على (هبلكم)... ولم تتعلموا.. فأنتم مصداق مضمون الآية الكريمة: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ للإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ منكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾(سورة الحشر/16). |
||||||