|
|||||||
|
طوال السنوات الماضية دأب الكيان الصهيوني على انتهاج منطق الغموض والتضليل فيما يتعلق بمسألة امتلاكه للسلاح النووي. فهو ومنذ اغتصابه لفلسطين عام 1948 وحتى الآن، يتخذ من سياسة التخويف والإرهاب أسلوباً ثابتاً له، محاولاً تحقيق ما يدعيه "ردعاً ضرورياً ومُلحاً"، أي ردع الأمة عن استعادة حقوقها ومنعها من الدفاع عن وجودها حاضراً ومستقبلاً أو التفكير في حقوقها التاريخية ومصالحها المستقبلية. وفي هذا الإطار طوع قادته منطق الغموض والتضليل بكل ما يكتنفه من مفردات ومصطلحات زئبقية ـ رمادية وأدواتٍ ومسلتزمات ضرورية لخدمة هذه السياسة، التي ارتكزت على عدم تأكيد أو نفي امتلاكه للسلاح النووي. وقد تعمّد هؤلاء القادة على الدوام الإيحاء للعالم بأن كيانهم يمتلك ترسانة نووية ضخمة وأن خياره النووي قائم "طالما أن المخاطر محدقة به من جيرانه". وقد َجَنّدَ هؤلاء العديد من رجال الإعلام الإسرائيليين والغربيين المؤيدين لهم لغرض خدمة الدعاية الصهيونية في هذا الشأن والترويج لسياسة التخويف والإرهاب التي يعتمدونها. وعادة ما كان ذلك يعبر عن نفسه تارةً من خلال "التلميح" المتعمّد والمباشر إلى هذه الترسانة النووية وطوراً من خلال "التلويح" المتعمّد والمباشر أيضاً بالخيار النووي الإسرائيلي خدمة لمزاعم "الردع الضروري والملح"!!. وعلى الرغم من منطق الغموض والتضليل الإسرائيلي فيما يخص السلاح النووي، فإن الخبراء الدوليين وحتى بعض الإسرائيليين أجمعوا على أن "إسرائيل" هي القوة النووية الخامسة في العالم. وأظهرت استطلاعات للرأي العام نُشرت في تل أبيب أن 77.4 % من الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، وأن 81.7 % منهم يشككون بوجود أمنٍ وطني في إسرائيل في ظل امتلاكها هذه الأسلحة. ولقد أسهم العالم النووي الإسرائيلي مردخاي فعنونو الذي أطلق سراحه في أبريل/ نيسان 2004 بعد اعتقال دام 18 عاماً في الكشف عن برنامج إسرائيل النووي عندما سرب أسرار مفاعل ديمونا لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في عام 1986. وفعنونو يحذر منذ إطلاق سراحه من مخاطر السلاح النووي الإسرائيلي. ما هو واقع البرنامج النووي الصهيوني؟ لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد على محاولة الدول العربية والإسلامية امتلاك تكنولوجيا للأغراض السلمية بينما يغض النظر عن ترسانة "إسرائيل" النووية؟ ما هو واقع مفاعل ديمونا؟ ماذا عن الإشعاعات التي تتسرب منه وتسبب الكثير من الأمراض التي تحصد آلاف الأرواح؟ ماذا عن الخطر الاستراتيجي الذي يهدد المنطقة نتيجة تسرب هذه الإشعاعات؟ التلوث النووي الإسرائيلي إن احتكار "إسرائيل" للسلاح النووي والدعم الأمريكي للتفوق الإسرائيلي، جعل دول حوض البحر الأبيض المتوسط في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط تحث المجتمع الدولي للضغط على "إسرائيل" لجعل هذه المنطقة خالية نهائياً من السلاح النووي وسباق التسلح العسكري لمصلحة مشاريع اقتصادية وإنمائية سلمية وذلك لأن "إسرائيل" لم توقع – حتى الآن – على معاهدة حظر نشر واستخدام الأسلحة النووية ولانها تعارض قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بمراقبة وتفتيش منشآتها النووية الأمر الذي لا يزال يشكل خطراً كبيراً على المنطقة والعالم، بعكس ما تفعله واشنطن تجاه دول أخرى. لقد كان مفاعل (ديمونا) في صحراء النقب حجر الأساس في النشاط النووي الإسرائيلي واستخدم منذ إنشائه لتخصيب اليورانيوم المستخدم في الأسلحة النووية ولكن هذا المفاعل أصبح اليوم يشكل خطراً كبيراً على المنطقة بأسرها، حيث تشير التقارير إلى أن البنية المعدنية التي تغلف مفاعل ديمونا تآكلتْ بسب مستوى الإشعاعات العالي وذلك حسب الخبير النووي الأمريكي "هارولدهاو" الذي لم يستبعد حدوث انهيار في المفاعل في أي لحظة وأعد هارولد تقريره بعد حصوله على وثائق من داخل المفاعل وكذلك صور التقطتها طائرة تجسس روسية في العام 1985 تعطي دلالات على حدوث تسرب إشعاعات كبير وقارن بين غياب المساحات الخضراء التي تلاشت من المنطقة المحيطة بالمفاعل وبين ظاهرة مماثلة في منطقة محطة هانفورد النووية القريبة من واشنطن حيث غابت المساحات الخضراء وسارعت واشنطن عقب ذلك إلى إغلاق المفاعل وأنفقت مليارات الدولارات من أجل إزالة التلوث الذي أصاب المنطقة المحيطة بالمحطة النووية. وقبل هارولد حاول الخبير النووي الإسرائيلي مردخاي فعنونو – قبل أن تختطفه وحدة خاصة من الموساد من روما – حاول أن يحذر من خطر السلاح النووي الإسرائيلي عندما كشف لصحيفة صنداي تايمز البريطانية معلومات سرية عن البرنامج النووي الإسرائيلي أُتيح له الإطلاع عليها خلال عمله كتقني في مفاعل ديمونا حيث أكد أن "إسرائيل" تمتلك ما لا يقل عن 200 رأس نووي صنعت في ديمونا من البلوتونيوم. وما يؤكد معلومات "فعنونو" شدة العقوبة التي حكم بها حيث صدر حكم بسجنه عام 1986 لمدة 18 سنة وظل رهين السجن الانفرادي حتى سنة 1998. ولم تكتف "إسرائيل" بتلويث النقب والأراضي المحيطة بها عبر مفاعل ديمونا بل إنها وسعت نشاطاتها إلى البحر المتوسط وقد وجهت إحدى الدول المتوسطية تحذيراً مباشراً لـ"إسرائيل" للحد من نشاطاتها النووية وخصوصاً نشاطات غواصاتها النووية كما وجهت الدولة نفسها تحذيراً غير مباشر عبر واشنطن التي كلفت البنتاغون بدراسة التحذير، وقد توصل في تقرير له إلى أن "إسرائيل) تلجأ إلى المياه الدولية في المتوسط لممارسة أنشطة يعتقد أنها تتصل بأنشطة نووية يمكن أن تكون متطورة وأن غواصات إسرائيلية مجهزة بصواريخ يتم التدرب عليها وأن هناك أسلحة على متن الغواصات لا يتم استخدامها إطلاقاً. كذلك فقد وسعت "إسرائيل" نشاطاتها النووية من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر حيث حظيت بموافقة كل من أثيوبيا وارتيريا مقابل الحصول على السلاح الإسرائيلي. وقال رئيس الهيئة العربية للطاقة الذرية أن الهيئة العربية تتولى التنسيق بين الجهات المعنية في الدول العربية وخصوصاً في الدول المجاورة لإسرائيل وتشجع إنشاء شبكات للرصد المبكر. وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلا عن صحيفة الحياة أن محمود نصر الدين أعلن انه: "أصبحت لدينا الآن شبكات لرصد هذا التلوث في حال حدوثه, وبشكل مبكر, حتى يمكن التصدي له ويعقد اجتماع سنوي لهذا الغرض". ورداً على سؤال عن تقارير تتحدث عن إمكان حدوث زلزال في المنطقة بسبب التجارب النووية الإسرائيلية, قال رئيس الهيئة العربية إن هناك "لجنة إسرائيلية أبدت تخوفها من حدوث مثل هذا الزلزال, ليس لنا في هذا الوقت سوى العمل على إعادة الدراسة والتقويم, وعندما يقولون إن هناك تخوفاً من حدوث زلزال فهذا لا يعني وقوعه حتماً, ولكن مثل أي منطقة بها فالق جيولوجي يوجد احتمال". ودعا إلى وضع خطط للطوارئ لمواجهة أي حادث ووصف ذلك بأنه "ضروري مثل التأمين على السيارة. يجب أن نستعد لأي حادث إشعاعي أو نووي". وقال إن اللجنة العربية المعنية بمتابعة النشاط النووي الإسرائيلي المخالف لمعاهدة عدم الانتشار النووي المنبثقة من مجلس وزراء الخارجية العرب كلفت الهيئة العربية للطاقة النووية وضع دراسة في شأن الاستعدادات الموجودة حالياً في الدول العربية لمواجهة مثل هذه الحوادث. ورداً على سؤال عن الإمكانات المتوافرة لدى الدول العربية للتعامل مع المخاطر المحتملة, قال: "الإمكانات الفنية متوافرة لكن هناك اليوم تقييداً لحركة العلماء العرب الذين يريدون الاستزادة من التدريبات والعلوم النووية في الخارج, وهناك بعض المضايقات وعلينا أن نسد هذا الفراغ, وإذا لم يسع العرب إلى تعليم أنفسهم فلن يعلمنا أحد في المستقبل, ولذلك فإن دور الهيئة دور تنسيقي مهم لوضع المعلومات وعلوم التطبيقات السلمية للطاقة الذرية بين أيدي الدارسين العرب". ونفى وجود أي سلاح نووي في أي دولة عربية وقال: "نحن لا نتعاطى مع موضوع امتلاك السلاح النووي ولا توجد أي دولة عربية تمتلك سلاحا من هذا النوع". خطر حقيقي يهدد الحياة منذ فترة طويلة وإسرائيل تسعى لوضع برنامج طويل الأمد لمحاربة المواطن الفلسطيني بشتى الوسائل، ويأتي موضوع البيئة أحد أهم المواضيع المركزية التي أعدتها إسرائيل في هذا السياق، وذلك لارتباط البيئة الوثيق بقيمة الإنسان والتي وضعوها هدفاً نصب أعينهم. ومن هنا تبرز قضية المنطقة الصناعية الإسرائيلية الموجودة غرب مدينة طولكرم والمقامة على أراضي الوقف الإسلامي, وعلى أراضي تعود ملكيتها لمواطنين من المدينة المذكورة. وتشكل المصانع الكيماوية الإسرائيلية خطراً حقيقياً على المواطنين في المدينة والمناطق المحيطة، نتيجة الأبخرة السامة الناتجة عنها والتي تؤثر على صحة الإنسان والحيوان والبيئة. المنطقة الصناعية التي نتحدث عنها تضم عدداً من المصانع الخطرة التي يقول عنها المواطنون في طولكرم إنها مصانع الموت، وتضم مصنع "غاشوري" للمبيدات الحشرية ومصنع "شاحف اسخوخيت" ومصنع "ديكسون للغاز"، ومصنع لينوي اسخوخيت لصناعة ومعالجة الزجاج، وفلاتر المياه وأنابيب السماد الكيماوي الزراعي وجميعها تقع على الحدود الغربية لمدينة طولكرم. يذكر أن هذه المصانع سبق وأنشئت في منطقة كفار سابا ونتانيا داخل فلسطين المحتلة العام 1948، إلا أن السلطات الإسرائيلية قامت بنقلها إلى طولكرم سنة 1987 لأسباب بيئية، وبناءً على قرارات المحاكم الإسرائيلية التي أغلقتها لخطورتها على صحة الإنسان والبيئة. مدير سلطة جودة البيئة في طولكرم عصام قاسم، تحدث عن خطورة هذه المصانع، قائلاً: "لم يكن نقل هذه المنطقة الصناعية مجرد صدفة ولكن خُطط لها من أجل استهداف المدينة الأقرب إلى الخط الأخضر، ونحن نتحدث عن مجموعة من المصانع المحظورة داخل إسرائيل والتي تم نقلها من هناك بناءً على اعتراضات قدمت للمحاكم الإسرائيلية من قبل المواطنين الإسرائيليين المتضررين منها". وحول ما تقوم به السلطة الوطنية الفلسطينية من إجراءات وخطوات ضد هذه المنطقة الصناعية، قال قاسم: "كما هو معروف أنه ليس بإمكان أفراد السلطة الوطنية أو مؤسساتها الدخول إلى هذه المنطقة وتبقى المتابعة عن بعد هي سيد الموقف، ومن خلال إجراء الأبحاث والدراسات التي تستهدف المواطنين المتضررين وكذلك جوف التربة والمياه في المنطقة، ونحن في سلطة البيئة دائماً نقوم بالتعاون مع جميع الجهات وخصوصاً المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان، لنفضح هذه الممارسات من ناحية، ونقوم أيضاً برصد وتوثيق كل الملاحظات وكذلك الدراسات لتزويد صناع القرار بها من أجل حملها كملف حيوي يوازي كل الملفات التي بحاجة إلى طرح ووضع حد لها". وأشار مدير سلطة البيئة، إلى أنه هناك "وثائق ومراسلات موجودة لدى سلطة جودة البيئة أجريت بين مجلس مستعمرة "سنعوز" القريبة من هذه المصانع وأصحابها، تفيد بأن هذه المصانع لن تؤثر على سكان هذه المستعمرة لكون الرياح عادة تهب باتجاه الشرق، وإذا تحول اتجاه الرياح فإن أصحاب المصانع يلتزمون بإيقاف العمل طوال الوقت". لقد أثبتت الدراسات والأبحاث التي أجريت إلى وجود نسبة عالية من أمراض الجهاز التنفسي والجلد والعيون كذلك أثبتت الدراسات والإحصاءات الصحية الصادرة عن صحة طولكرم إلى وجود نسبة من المرضى المصابين بالأمراض الصدرية والسرطان. أحد أطباء عيادة الأمراض الصدرية قال: "لا نجد سبباً لزيادة حالات السرطان والأمراض الصدرية في محافظة طولكرم إلا الأثر التراكمي للمواد والغازات الصادرة عن هذه المنطقة الصناعية، علماً بأن دراسة مقارنة أجريت في منطقة عتيل شمال طولكرم والمنطقة الغربية من المدينة، أثبتت صحة ذلك، وتبين أن منطقة عتيل تقل الأمراض فيها عما هو منتشر من الأمراض في المنطقة الغربية من طولكرم". خالد الزغل مدير الدائرة الاقتصادية ورئيس لجنة السلامة العامة والبيئة في محافظة طولكرم أكد: "أن المشكلة ليست في مصنع غاشوري بل في أكثر المصانع خطورة وهو مصنع إنتاج الغاز المعقم للتربة المحرم دولياً والذي ينتج عنه سموم ودخان أسود، يؤثر على صحة الإنسان ويؤدي إلى كارثة بيئية كبيرة". وأكد الزغل على ارتفاع نسبة الأمراض الصدرية والسرطان بصورة كبيرة مقارنةً مع السنوات السابقة، حيث ربط ذلك مع تلوث الجو المشبع بالغازات السامة والأبخرة الناتجة عن المصانع وقال: "إن الغازات والدخان الناتج عن تلك المصانع تنتقل لمسافة تزيد على عشرات الكيلومترات، بسبب اتجاه الريح والذي يكون عادة باتجاه الشرق، فيما يصل لمعظم مناطق الضفة الغربية الواقعة شرق المصانع الكيماوية". وحول تأثر القطاع الزراعي في المنطقة قال فايز الطنيب رئيس اتحاد المزارعين في محافظة طولكرم: "لقد تأثر القطاع الزراعي كثيراً ابتداءً من الزحف باتجاه الأراضي الزراعية وانتهاءً بتلويث ما تبقى من الأراضي بمخلفات المصانع الكيماوية، بحيث أصبحت هذه الأراضي صحراوية ولا يمكن استغلالها وقد تم توثيق ذلك في المنطقة المحاذية للمصانع". وفي خطوة خطيرة، شرع مصنع غاشوري للمواد الكيماوية بتنفيذ مخطط توسعي جديد لزيادة مساحته وقال مواطنون في المدينة إن المصنع المذكور بمساندة سلطات الاحتلال بدأ بإقامة سور كبير يمتد من منطقة الارتباط العسكري الإسرائيلي غرب المدينة وحتى حدود الضفة الغربية، ما يعني مصادرة المزيد من الأراضي الزراعية. يذكر أن قراراً عسكرياً وقعه "موشيه كبلينسكي" قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية في آذار 2004، يقضي بوضع اليد على مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية. ويبدأ سريان هذا القرار من تاريخ توقيعه وحتى كانون أول من العام 2005. ويأتي هذه القرار استكمالاً لمسلسل الاعتداءات الإسرائيلية على أراضي المواطنين في تلك المنطقة، حيث سبقه قرار بمصادرة عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية لصالح توسيع حدود المصنع المذكور، رغم امتلاك أصحابها شهادات طابو مسجلة بأسمائهم لدى دائرة طابو طولكرم، ومنها أراضي سكة الحديد التي تعتبر وقفاً إسلامياً. سرطان وتشوهات خلقية في بلدتي يطا والظاهرية اللتان تبعدان قليلاً جنوبي الخليل ذات الطبيعة الجميلة استيقظ أهالي البلدتين ذات يوم ليجدوا أن المرض يفتك بهم كما قال المواطن "ن,هـ" من بلدة يطا: "عندما يكون هنالك أربعة مصابين أو ثلاثة مصابين في العائلة الواحدة!! إذن هذا شيء واضح". وعلل أسباب هذا المرض قائلاً "السبب الرئيسي لمرض السرطان هو الإشعاعات النووية الصادرة عن مفاعل ديمونا ومكب النفايات النووية إذ أنها مواد مشعة مخبأه في الباطون!". وأضاف قائلاً "في منطقة عرعرة ومنطقة الليقية ومنطقة السبع يأخذون أقراصاً أسمها "اللوغول"مضادة للإشعاعات النووية, وأكد أن كافة المسؤولين يخافون التحدث وذلك خوفاً من ملاحقة إسرائيل لهم حيث تساءل قائلاً: "من ماذا يخافون لا أعرف؟ حتى أن بلدية يطا تخاف!!". د.محمود سعادة من بلدة الظاهرية قال: لا يوجد معدل طبيعي للسرطان مثل مقياس ريختر!! وأكد أن هنالك حالات إصابات بالسرطان غير موثقة لدى وزارة الصحة من خلال سفر المصابين للأردن حتى أن بعض التقديرات والتي نسبت لمستشفى الحسين في الأردن قالت إن عدد المراجعين سنوياً ما يقارب 500 مصاب بالسرطان من الضفة. وقال "لدي عائلات بكاملها لديها عقم وأحياناً يصل عدد المصابين بالعقم إلى 7 أشخاص في العائلة الواحدة نتيجة هذا الإشعاع". وأشار أن هناك أكثر من 6 حالات إجهاض مرت عليه وذكر أكثر من امرأة أجهضت خلال فترة شهور من 6-4 مرات وأكد أن هناك أكثر من100 حالة سرطان و40 حالة عقم و13 حالة إجهاض وأكثر من 115حالة تشوه وأضاف أمثلة لأنواع سرطانات غريبة الشكل. حيث قال أن المواطن "أ." من الظاهرية والد أحد الأطفال المصابين أتى بابنه البالغ من العمر سنتين وثمانية أشهر وحيث تبين أنه مصاب بالسرطان منذ كان عمره سنة وثمانية شهور وأكد أنه خلال 8 أيام بعد الفحص دخل السرطان 12سم في البطن و8 سم في الظهر أي بطول 20سم وبدأ الأمر على شكل نقطة في ظهره إلى أن أصبح شكلها مثل ثمرة القرع وهو نمو غير طبيعي للأمعاء!. أم محمد من الظاهرية أحضرت ابنها البالغ من العمر 3 سنوات وتبين انه مصاب بالسرطانات منذ عام ونصف! أيضا أشار"خ.م" والد الطفل البالغ من العمر 5 أشهر أن نجله يعاني من مرض السرطان في عينيه "لا يرى", حيث تم نقله إلى مستشفى هداسا في القدس وبعد فحصه رفض المستشفى استقبال الحالة وتم نقله إلى الأردن حيث أخبره الأطباء أن هذا الخلل ناتج عن تعرض الطفل إلى إشعاعات. وذكر المواطن (ر.ع) أن نجله "م" 5 سنوات يعاني من مرض السرطان في الدم حيث تم نقله إلى مستشفى في الولايات المتحدة بعد أن فشل في علاجه في فلسطين حيث اخبر من قبل الأطباء في أمريكا أنه تعرض لإشعاعات أو أن المنطقة التي يسكن بها يوجد بها نشاط إشعاعي وسأله الأطباء عن مكان إقامته وعندما اخبرهم بالموقع أكدوا صحة التشخيص. وقال الدكتور سعادة هذه من أنواع السرطانات النادرة والواجبة البحث والتمحيص. وأضاف هناك طفل ولد نصف وجهه أحمر, وتم اكتشاف سرطان الثدي لدى عجوز, وهناك أطفال يولدون دون أيدي ومنهم من يولد بتشوه في وجهه أو جسمه, عدا أن الرجال في جنوب الخليل يعانون من تساقط الشعر بشكل كبير. وبخصوص اللجنة المشكلة لدراسة أسباب زيادة حالات السرطانات في جنوبي الخليل قال الدكتور محمود "للأسف يوجد في اللجنة أناس لا يعرفون العمل على الأجهزة التي يحملونها!!". ومن الأماكن التي تم الحديث عنها كمواقع لدفن النفايات النووية "مكب بني نعيم", حيث تفرغ شاحنات إسرائيلية كبيرة حمولتها داخل مغارة كبيرة أغلق مدخلها بإحكام بقطع أسمنتية موهت بلون الصخر وأُحكمت ببراغي كبيرة. وأيضاً منطقة تسمى بالجرن الصغير. بعض السائقين قالوا أنهم كانوا ينقلون من تلك المناطق براميل زرقاء فارغة عليها إشارات وعبارات غريبة ويتم بيعها في سوق الخليل دون أن يعرفوا ما كانت تحتوي؟؟؟ وتاريخيا يمكن القول بأنه:في عام 1987قامت إسرائيل بدفن نفايات صلبة في أراضي قرية عزون قرب قلقيلية ويعتبر هذا المكب مصدرا خطرا على المواطنين. وفي عام1999 تم أكتشاف250 برميلا تحتوي على مواد سامة مجهولة ومهربة من إسرائيل إلى قرية أم التوت في جنين. كما تم إنشاء مكب للنفايات الصلبة بالقرب من مستوطنة يافيت في غور الأردن بعد نقله من منطقة العفولة داخل إسرائيل. ولكن الدكتور خليل ذباينة الحامل لشهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية والتلوث الاشعاعي قال "الأجهزة المستخدمة من قبل سلطة الطاقة قديمة ولا يمكن التحسس بها حتى وان وضعناها في منطقة ملوثة إشعاعياً وقد قمنا بدراسات على الغطاء النباتي في جنوب الخليل وأخذنا عينات من التربة وأرسلناها للفحص في مصر فتبين أن هنالك مناطق جنوب الظاهرية وجنوب يطا وجنوب السموع نسبة الإشعاع بها عالية نسبيا حتى أن بعض النسب فوق المعدل الطبيعي بعدة أضعاف", وقال أيضاً "يوجد جهاز لدينا حصلنا عليه بدعم من البنك الدولي وهو من احدث الأجهزة التي تقاس بها الإشعاعات الطبيعية وما يؤخر عملنا به أن الجهاز بحاجة إلى غاز النيتروجين للتبريد لان سعر العبوة يصل إلى 300 شيكل في الأسبوع وحال حل هذه المشكلة سنكون مستعدين لإعطاء من يريد خريطة إشعاعية عن المنطقة بعد شهرين", وأكد أن اللجنة المشكلة لفحص الأسباب التي أدت لزيادة هذه الأعداد من المصابين بالسرطان انحصرت دراساتها في معرفة أعداد المصابين ولم يكن هنالك مسح شامل وبناءً عليه فقد خلى تقرير اللجنة من دراسات علمية. الباحث الإسرائيلي افنر فينغوش من جامعة بنغوريون أكد من خلال بحث نشر في "إسرائيل" أن النشاط الإشعاعي ناجم عن وجود مواد مشعة مثل اليورانيوم وغاز الرادون وأكد أنها ظاهرة تشمل الأردن وشبه جزيرة سيناء وقال "وجدنا كثافة أكثر بعشر مرات من المعدلات الطبيعية في طبقات المياه الجوفية من الراديوم". وعلى أثر هذه الدراسة حذر 15 نائباً بمجلس الشعب المصري آنذاك من احتمال تلوث المياه الجوفية في المناطق المتاخمة لـ"إسرائيل" بالإشعاعات الخطيرة الناتجة عن الأنشطة النووية الإسرائيلية, وطالبوا بإرسال فريق علمي على مستوى رفيع يضم كافة التخصصات العلمية والزراعية والصحية إلى سيناء للقيام بعمليات بحثية وتحليلية عاجلة لعينات من المياه والتربة والمزروعات, وكذلك لقطعان المواشي في هذه المناطق المحتمل تضررها, لبحث نسبة الإصابة بالإشعاع النووي. أيضاً الخبير النووي الإسرائيلي موردخاي فعنونو كان قد دعا الأردن إلى إجراء فحوص طبية لسكانه المقيمين في المناطق القريبة من الحدود مع "إسرائيل" لمعرفة مدى تأثرهم بالإشعاعات وتوزيع الأدوية الضرورية لهم,كما فعلت إسرائيل مع سكانها المقيمين قرب مفاعل ديمونا حيث وزعت أقراصا وقائية من الإشعاع النووي سميت بـ"اللوغول". الناطق الإعلامي باسم مجلس محلي عرعرة في بير السبع سابقاً صقر أبو صعلوك مدير عام وكالة نبأ للإعلام قال "تم توزيع اللوغول على سكان عرعره في النقب وضواحيها بعد أن تنكرت بداية إسرائيل للعرب ووزعتها فقط في ديمونا, حيث اخبر السكان انه في حالة تسرب إشعاعي وإعلان ذلك في وسائل الإعلام على كل مواطن التهام حبة لمنع دخول الإشعاعات داخل الجسم". حتى أن الدكتور سفيان التل المستشار الدولي الأردني في شؤون البيئة الأردنية قال "إن مفاعل ديمونا أنتج أربعة ملايين طن من النفايات دفن منها 48% بصورة رسمية و52% بصورة غير رسمية". أيضا أكد الطبيب الإسرائيلي ميخائيل شابيرا من مستشفى هداسا أن هنالك انتشاراً لسرطان الدم في جبل الخليل على نحو غير طبيعي وذلك من خلال أعداد المصابين المحولين لمستشفى هداسا وخاصة من بلدة يطا كما قال. وكان المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة قد حذر من خطورة الإشعاعات النووية الصادرة عن مفاعل ديمونا الإسرائيلي الموجود في صحراء النقب حيث جاء في المذكرة المعممة على الدول العربية إن الدراسات والأبحاث التي أجرتها مراكز الرصد المتخصصة أكدت وجود تسرب إشعاعي نووي من مفاعل ديمونا النووي اثر تعرض المفاعل لمشكلات وأعطال فنية مؤخراً بسبب انتهاء فترة العمر الافتراضي للمفاعل النووي الذي أقيم عام 1964 بدعم وتمويل من فرنسا. المصادر: 1- رئيس الهيئة العربية للطاقة الذرية محمود نصر الدين لصحيفة الحياة, نقلاً عن وكالة مهر للأنباء الإيرانية ۱۳۸۲/۱۱/۰۹. 2- المصانع الكيماوية "الإسرائيلية" في طولكرم: خطر حقيقي يهدد الحياة في المدينة, يديعوت احرونوت, 2/6/2005. 3- انتشار مرض السرطان في جنوبي الخليل, هيثم الشريف, عن منتدى الركن الأخضر, 3/10/2006. 4- "إسرائيل" دفنت آلاف الأطنان من النفايات السامة في غزة , صحيفة تشرين, دمشق, الاثنين 1 آب 2005. 5- مصانع حيفا تلوث البحر المتوسط, هآرتس 19/5/2004. 6- دراسة أعدها خبراء في القانون الدولي بالولايات المتحدة الترسانة النووية الإسرائيلية خطر على الأمن الأمريكي!, إعداد – عايدة السنوسي, 31/1/2006 مجلة الجزيرة السعودية. |
||||||