يهرولون نحو "أمهم"... ولا عجب!!

السنة الثانية عشر ـ العدد142 ـ (ذو القعدة ـ ذو الحجة 1434 هـ ) تشرين أول ـ 2013 م)

بقلم:الشيخ محمد عمرو

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

ذكرت صحيفة هآرتس الصهيونية أن دبلوماسيين عرباً من السعودية والإمارات والأردن ودولاً "سنية" أخرى التقوا دبلوماسيين إسرائيليين على وجه السرعة لتنسيق الخطوات في مواجهة الاتصال الأمريكي- الإيراني... مرَّ الخبر، ومرَّ عليه عدة أيام وبالطبع لم يصدر أي توضيح عربي من هذه الدول التي سماها خبر الـ"هآرتس" ولا من الدول "السنية" والتي تحمل راية الدفاع عن أهل السنة والجماعة؟؟؟!!! كما يدعَّون.

"وقد تكون إشارة إلى مصر وتركيا"، - وهذا تخمين- ولكن الملفت للنظر هو أنه حتى الخبر الصحفي في الصحافة الإسرائيلية يخدم الفكرة الصهيونية ببث الفرقة المذهبية بين المسلمين، فكيف بباقي أجهزة الدولة وخصوصاً أروقة وزارة الخارجية؟؟.

والمثير في الموضوع أكثر هو الصمت الشعبي المطبق في تلك البلاد التي ذُكرت بالتقرير وبالخصوص "الحركات الإسلامية!!" التي تقاتل يميناً وشمالاً للاستيلاء على السلطة في بلادها...؟؟..

ماذا حصل؟ ولماذا هذه الهرولة صوب إسرائيل؟ ألهذا الحد يصل الحقد بأهله؟.. وما ذنب الجمهورية الإسلامية؟ وماذا فعلت لكم أيها العرب الأعراب؟؟!!.. أي حرب شنتها عليكم؟ بل أي قرار فرضته عليكم؟ بل أي أرضٍ احتلتها لكم؟ بل أي مقدسات انتهكتها لكم؟ بل أي شعب طردته لكم؟؟؟؟!!!.. ماذا فعلت إيران بكم، لتشنوا عليها الحروب منذ سنة 1980 وحتى تاريخنا الحاضر؟. هل الأمر مرتبط بالملف النووي، وماذا يضركم هذا الأمر ولماذا هو مسموح لغيرها وحرام عليها؟. هل الأمر مرتبط بالتطور العلمي والثقافي الهائل الذي تشهده إيران، فما ذنبها، إذا كنتم ما تزالون منذ الجاهلية تكرهون العلم والمتعلمين والثقافة والمثقفين؟!. هل الأمر مرتبط بحرية القرار وأنها لا تريد أن تكون تابعة للشرق ولا للغرب؟!. فما هذه الخطيئة إذا كنتم أنتم لا تزالون ومنذ ألفي سنة تتبعون الأقوى في جواركم "كسرى" أو " قيصر"؟؟.

لقد بحثنا كثيراً لنعرف خطيئة إيران ضد جيرانها، فلم نجد سوى تحويل سفارة إسرائيل في طهران إلى سفارة فلسطين!!. حيث كانت أول دولة في العالم ترفع العلم الفلسطيني كممثل شرعي لفلسطين كل فلسطين.. وقطعت علاقتها النفطية والاقتصادية مع الكيان الإسرائيلي الغاصب.. وتبنّت بالكامل القضية الفلسطينية لتحرير كامل الأراضي والمقدسات الفلسطينية..

نعم هو الذنب العظيم الذي لا يمكن أن تغفروه لها. فقد انتهكت محرماتكم أيها الأعراب ولهذا شُنت الحروب عليها وما تزال. هل الحقد يعمي إلى هذه الدرجة، فلا بصر ولا بصيرة ولا عقل ولا تدبير.

هرولتم يا أيها الحاقدون الجاهلون المتهرئون سراعاً إلى نتنياهو؟؟!.. فنصَّبتموه ملكاً عليكم جميعاً!!.. ملوكاً وأمراء و"إسلاميين!!" فأصبح ملكَ ملوككم. كما كان شاه إيران ملك ملوككم!!.. والقاسم المشترك واحد: "هو تنصيب أمريكا لهما ملكيْنِ عليكم بالوكالة عنها".

فهل تعتقدون حقاً أيها العرب المتصهينون أن رئيس أمريكا ـ  فرعونكم ـ قد اتصل بإيران الإسلام رغبة منه؟.. لا بل اتصل بإيران مرغماً لأن إيران فرضت إرادتها الحرة الإسلامية المحمدية على كل العالم... بما فيه فرعونكم... لكنّ ما يعزَّينا بالموضوع هو انه كلما ازددتم عتواً وفساداً وحقداً، كلما بان ضوء الحقيقة ناصعاً أكثر وانقشعت الغشاوة عن بعض الأعين.

فأنتم منذ نشأتكم في البادية كنتم وما زلتم الحارس الأمين والصديق الوفي لليهود منذ بني قريظة والقينقاع؟ وما غزوة الأحزاب حيث تحالفتم سراً، "قبائلكم الجاهلية ويهود المدينة" وهُزِمتم شر هزيمة وتعاقدتم وتقاسمتم على سحق مجتمع النبوة. وتحالفتم وغزوتم.. لكن تذكّروا أن اليهود لا يعملون لحساب أحد، فخانوكم وباعوكم... ودمركم الله...

واليوم أيها الأعراب الجاهليون فإن تحالفكم وتعاهدكم مع أبناء عمكم السالفين، لن يغير في الموضوع شيئاً.. فهم هم.. وأنتم أنتم.. ونحن أبناء محمد وعلي وعمر. ولن يكون جمعكم إلا بدد وأمركم إلا فند.. وقد اقترب يومكم الذي توعدون...

بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيّاً عَزِيزاً﴾ صدق الله العظيم.

ملاحظة: اليهود يعتبرون الأم هي الأصل في النسب ولهذا فهؤلاء الأعراب الجاهليون قد عادوا إلى أصلهم النسبي... ولا عجب!!

اعلى الصفحة