|
|||||
|
"ينابيع الفكر": الإنسان يسمو بسموّ عقيدته
عن مركز نبأ لرعاية الإبداع يصدر قريباً كتاب "ينابيع الفكر" للكاتب والخطيب الأستاذ علي محمد عساكر. ويشير الكاتب في مقدمة كتابه إلى أنّ الكتاب هو عبارة عن أربعة بحوث مختصرة كتبها في أوقات مختلفة وأزمنة متباعدة، ولكنها تلتقي عند نقطة واحدة، وتصب في مصب واحد هو الحديث عن مفهوم العقيدة، وقيمة الدين في الحياة، وقضية وجود الذات الإلهية المقدسة، والهجمات التي يواجهها الدين الإسلامي من جهة الاستعمار. وفيما يلي عرض مختصر لفكرة الفصول الأربعة: • البحث الأول بـ(العقيدة الإسلامية): وتحدث فيه عن مفهوم العقيدة، وعوامل تكوينها وأسباب دراستها.. وفيه يتساءل: ما هو سرّ الاهتمام بالعقيدة الدينية؟ ولماذا نقبل عليها بالبحث والدراسة؟ ويلخِّص الإجابة في عدد من النقاط كالتالي: - أنَّ العقيدة الدينية هي القيمة الأقدس في سلم القيم لدى الإنسان. - حركة الإنسان مرهونة بعقيدته، والعقيدة هي المحرك الأساس للإنسان، والدافعة له نحو الجد والعمل، فإنَّ من يؤمن بقضية ويعتقد صدقها ويدين بأهميتها، تراه يتفاعل معها تفاعلاً كبيراً. - ندرس عقيدتنا لنسمو بسموها: فإنَّ الإنسان يسمو بسموّ عقيدته كما يتسافل بتسافلها، فمن يدين بعقيدة عظيمة ذات قيم سامية ورفيعة، تنعكس آثار تلك العقيدة عليه، لأنَّها - كما قلنا - هي المحرك الأول له، وحينها سيسمو ويرتفع بقدر ما في تلك العقيدة من سموٍّ ورفعة. - من أجل التعرف على الأصول التي ترتكز عليها العقيدة: فبقدر ما تكون تلك الأصول متينة وقوية بقدر ما يكون ذلك الشيء المرتكز عليها متماس ومحكمًا، مبينا أن الدين ينقسم إلى معرفة وطاعة، وتمثل المعرفة جانب العقائد، فيما يمثل العمل جانب الطاعة. - لكي نتعرف على أدلة العقيدة وبراهينها: فمما يدفعنا إلى دراسة العقيدة التعرف على أدلهَّتا، وبراهين أصولها التي ترتكز عليها، ليكون تديننا مبنيّاً على العلم قائمًا على المعرفة مستنداً إلى الدليل والبرهان، الذي يثبت لنا أصالة هذه العقيدة وسلامتها من العيوب، مما يرسخ الجانب الإيماني لدينا ويدفعنا إلى التمسك بالعقيدة. - لأن العقيدة تمثل حاجة ثابتة للإنسان، الدين يمثل حاجة ثابتة للإنسان في كل عصر ومصر، وهو غير خاضع لازدهار الحضارة وتطور الحياة، ومهما تقدم الإنسان في حقول العلم والمعرفة فإن ذلك لن يغنيه عن الدين والإيمان. وفي مكان آخر يتناول أربعة مصطلحات منطقية تستخدم لوصف الحالة المعرفية ودرجاتها، وهي اليقين، الظن، الشك، الوهم، مبيناً أن العقيدة تترتب على حالة اليقين وليس على الحالات الأخرى. وفيه تفريع وتقسيم لهذه الأقسام السابقة. • البحث الثاني (قيمة الدين): الدين بين الماديين والإلهيين تحدث عساكر فيه عن قيمة الدين وأهميته عند الإلهيين، بعد أن بين بطلان رأي الماديين ونظرتهم السلبية إلى الدين والتدين. وفيه يقول عن رأي الماديين: انطلاقاً من إيمانهم العميق بالمادة، وذوبانهم الكامل فيها، وكفرهم بكل ما عداها، يرى الماديون أن جهود البشرية وطاقاتها الجبارة يجب أن توجه إلى دراسة المادة وما يتفرع عنها، باعتبار ذلك – في نظرهم - الطريق الأمثل الذي يجب أن نسلكه لنحقق لأنفسنا التطور والازدهار، وننعم بالسعادة والرفاهية والرخاء. أما البحث عما وراء المادة والطبيعة فإنه في رأيهم -لاسيما الماركسيين منهم- بحث عقيم، ولا فائدة ترجى من ورائه، بل فيه ضياع لوقت الإنسان الثمين، وهدر لطاقاته العملاقة التي يجب أن نسخرها لما فيه الفائدة والنفع العميم، لا أن نهدرها ونضيعها في دراسة الأشياء الغيبية ومحاولة التعرف على ما وراء المادة والطبيعة. وهذا الرأي لا يتغير بكون الدين حقيقة ثابتة بالبراهين أو مجموعة من الخرافات والأساطير، ففي الحالتين ليس للبحث فيه قيمة للإنسان برأيهم. ثم يناقش أسس النظرة المادية ليبين أنها ليست قائمة على البرهنة بقدر ما هي قائمة على الهرب من النظرة الدينية مقدما عدد من الشواهد من أقوال ماديين تدل إلى ميلهم النابع عن التعصب. • البحث الثالث: (الله شمس الحقيقة) أشار عساكر إلى قدم التساؤل عن وجود الله، مع الإشارة إلى عدم وجود من ينكر وجود خالق لهذا الكون وإن وقع الاختلاف في ماهية ذلك الخالق، كما أوضحت أن أدلة المنكرين للصانع كلها ضعيفة ولا تصمد أمام النقد والتحقيق، وختم بذكر بعض أدلة وجود واجب الوجود وعظمته ووحدانيته، مستفيدًا في ذلك مما أفاده العلم الحديث. • البحث الرابع (الإسلام في ظل التحديات) تناول الكاتب ما يواجهه الإسلام من هجمات شرسة من قبل المستعمرين تشمل كل المجالات: الاقتصادية والسياسية والأخلاقية... خاتماً بالتأكيد على المسلمين أن يقوموا بواجبهم في صد هذه الهجمات باعتبار أن ذلك من أقدس الواجبات وأوجب المقدسات عليهم.
|
||||