|
|||||
|
حين تشربُنا المآسي...في بئر العبدِ.. والرويس 1- عقيق الرويس لضحايا الرويسِ على الروحِ مني جرحٌ لا يطاقُ سأذرفُ العبراتِ آيةً من جرحِهِا المجبولِ بالأوجاعِ في خببِ الخيولْ. فأنا سُبيتُ على قارعةِ الزمانِ كمداً.. وعراني الأفولْ.. أينثني الوقتُ ويُدلِفُ فجراً على جرحِهِ فيسلوني الأسى.. ويجافيني الأفولْ.. لأشلاءِ الضحايا طعمُ الأرضِ.. ونكهةُ الذهولْ.. تبتدعُ السماءُ غيماً لها، وتصوغ من النجيع قمحاً، تستعيدُ به الطريقْ. وعلى ذرى الرويسِ يبزُغُ جرحُ الأحبةِ مئذنةً.. فتحكي الأرضُ مسكَ الأرجوانْ.!!.. وتبكي السماءُ دمعها الحريقْ... يا مطلق التفجير شُلَّت يداكَ.. غداً سيعتريكَ ما يعتري الرجيمَ من حروقْ.. ألا ترى أن السماء تبكي لأوجاعنا.. وتمُهّد الأرضُ دوماً تربتها لنزف دمائنا ويتهيأُ الصبحُ بعدها للشروق؟.. والغيمُ يُرسي ناظريه على ورود الجرحِ دمعاً، يقبِّلُ رفاتَ الذاهبين إلى أرزاقهم يخبئ لمطر الشتاءِ المقبلِ دمعاً أحمر من ثريّات العقيقْ.. 2- ضاحيةُ الإباء أنا يا ضاحيةَ الإباءِ.. منذ عَلَّقَتِ الأراجيحُ البريئةُ ضحكتي أيقونةً في دفترِ الذّكرى يسابقُني الرَّحيلُ إلى حقائبيَ الخجولةِ وانكساراتُ الهوى تجتاحني.. كالرّيحِ تنسجُ عُريَ أكفانِ الشجرْ. كم كنتُ أنتظرُ انهمارَكِ كي أوازيَ في الشّموخِ كواكبَ النّخلِ احترقتُ ولم أَذقْ من عمري الماضي سوى طعمِ الحجرْ. وأنا بلا دفءٍ، أمرُّ على إسفلتكِ لأبتَني بيتاً بلا حزنٍ، أحاولُ أن تصافحَني بيوتُكِ مَرةً فأعودُ مكسوراً يلاحقني احتراقُ أصابعي وسقوطُ وجهيَ في تعاريجِ الكآبةِ والضجرْ. لم أنتبهْ أنَّ العيونَ تعقُّني لتراكِ دمعةَ حُلمِها المهزومِ يحبو فوقَ أرصفةِ الخريفِ، ولا ترى للسيلِ أصداءَ المطرْ. حاولتُ ضَمّكِ أعواماً من الدفءِ.. ليسكنني النبضُ.. ويحتويني القمرْ.. فارتداني نبضُكِ الشوكيُّ عُرياً فاكتفيتُ وما انكفأتُ. ورأيتُ فيكِ الليلَ يبكي الراحلينَ خلفَ أرزاقِهم.. يرثي المطمورينَ تحتَ ركامِ الانفجار.. بالدمعِ المنهمرْ.. وليسَ تحرقُهم دموعٌ فاحترقتُ.. واندثَرتُ جنَّةً من يبابٍ ما جاءَها الغيثُ بالمطرْ.. 3- ضاحيةُ العمر حسبي أراكِ يا ضاحية العمرِ تغافلينَ مخاوفي بالشجونْ.. بالياسمينِ يلوحُ عبرَ تسكُّعي.. ينسلُّ في أغصانِ وقتِ المتعبينْ يا ضاحيةَ الولهِ المقبلةِ نحو الدمار.. حسبي ابتداؤك بانتهائي إنَّ نزفَ الرّوحِ أتعبني.. وآبُ الذي ألهبكِ ذات اجتياحٍ أحرقني.. وما في القلبِ متسعٌ لأحزانٍ تجدّدني فيخطفني الرَّدى. ماذا أقولُ.. وأيُّ أطلالٍ سأرثي.. حين تشربُنا المآسي في بئر العبدِ.. والرويس ماذا أقولْ؟؟ ولم يعدْ من مركبِ الطّوفانِ غيرُ ثعالبِ الوديانِ واللغةِ القتيلةِ والتعاويذِ الهزيلةِ لا يُسِرُّ بها الضَّبابُ. لم يَبْقَ إلاّ خطوةٌ أُخرى ويشتعلُ الوريدُ حرائقاً وتطوفُ حولَ نوافذي للعيشِ مقصلةٌ ونابُ. هي عبوةٌ أخرى وتهجرني ارتعاشاتُ القيودِ وينحني للأرضِ رأسُ السُّنبلةْ.. ويعانقُ الزلزالُ أجفانَ المسافاتِ الجريحةِ حين يدهمُني اللهيبُ ويمتطيني الموتُ تسبقني إلى المنفى دموعُ القافلةْ.. وحين أرى طُفلي أيمنُ الذي رماه الانفجارُ قريباً من الموتِ قيدَ أُنملة.. سأقولُ والشَّفةُ الجريحةُ رُبَّما اتّسعتْ لخوفٍ من فتنةٍ تُحاكُ لهذا الوطنْ.. إنّي أعوذُ بآيات الرحمنِ من أمّةٍ تدفنُ ضمائرها في جحيم الهلاكِ بلا كفنْ.
|
||||