|
|||||||
|
نظم علماء بلاد الشام في قرية الساحة عصر يوم الثلاثاء 02 تموز 2013، المؤتمر العلمائي الدولي تحت عنوان "سماحة الإسلام وفتنة التكفير" حضره ممثل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الشيخ حسن المصري، سفير إيران الدكتور غضنفر ركن أبادي، سفير سوريا الدكتور علي عبد الكريم علي، مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون، نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، رئيس اتحاد علماء بلاد الشام محمد توفيق البوطي، مفتي موسكو البير كارغانوف، رئيس هيئة إفتاء أهل السنة في العراق وممثلون عن الفصائل الفلسطينية. إضافة إلى وفود علمائية من: سوريا، مصر، الأردن، العراق، السعودية، سلطنة عمان، تونس، اندونيسيا، ماليزيا، أفغانستان، ساحل العاج، سيراليون، نيجيريا، لندن، استراليا، تتارستان، سلطنة بروناي، البحرين، تركيا، إيران، وحشد من علماء الدين في لبنان. الافتتاح بدأ برنامج الافتتاح بتلاوة آيات من القرآن الحكيم للمقرئ الدولي الشيخ سليم عبدو العقاد، وتلا ذلك عرض فيلم عن حياة المفتي الراحل محمد سعيد البوطي الذي قضى اغتيالاً في تفجير بدمشق منذ أشهر. كلمة عريف الحفل ومنسق المؤتمر الشيخ محمد عمرو الذي قال: إذا ظهرت البدع فعلى العَالِم أن يُظهر علمه، وهل هناك أكبر من هذه البدع حيث هناك محاولة لحرف الإسلام السمح الذي جاء به النبي محمد(ص) رحمة للعالمين، وتحويله إلى دين نقمة وسيف ودم وعداوة وبغضاء وأحقاد. وهل هناك غير العلماء الربانيون للوقوف سداً في وجه هذه الفتنة العمياء الطخياء.. وعلماء بلاد الشام، علماء الرباط إلى يوم القيامة وهم علماء أكناف بيت المقدس حيث الوعد الإلهي. ومن هنا كان هذا المؤتمر المبارك بعنوان "سماحة الإسلام وفتنة التكفير" وفقنا الله وإياكم للكلمة الطيبة والموقف الحق. كلمة البوطي ثم ألقى رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الشيخ محمد توفيق البوطي كلمة شكر فيها لبنان على استضافته هذا المؤتمر، مؤكدا "أهمية نشر كلمة الحق، ومعرفة الحكم الشرعي لحمل الأمانة، لأن الجهل في الحكم الشرعي أمر خطير، لاسيما لمن يتصدى للعمل في هذا الشأن". وقال: "إن الدعوة الإسلامية أمانة في أعناقنا ويجب أن نؤديها كما تدعو إلى الرحمة، وعدم الجهل، ونشر الكلمة الطيبة بالحكمة والموعظة الحسنة، والاختلاف بين الناس أمر طبيعي، وهو ما حصل عند الصحابة وفي ذلك حكمة إلهية كي يشحذ أهل العقل والعلم عقولهم في الشرح والتفسير". ودان التكفير "الذي يعمد إليه البعض، وهو أمر لم يكن ليحصل أيام الصحابة والتابعين والسلف الصالح، مشيراً إلى "الفتاوى التكفيرية التي صدرت مؤخراً وأباحوا فيها دماء الأمة"، مشدداً على "أن هذه الفتاوى لا تستند إلى أي سند شرعي، بل جاءت على خلفيات سياسية". وتابع: "إن الدعوة إلى مقاتلة المسلم إنما هي دعوة خطيرة ولن ينجو منها مطلقها، وحسابه أخطر أمام الله. كلمة الشيخ حسان عبد الله ثم تحدث رئيس المكتب التنفيذي في اتحاد علماء بلاد الشام سماحة الشيخ حسان عبد الله فقال: "نقيم هذا المؤتمر وندرك معنى أن تكون الفتنة حربا على الإسلام وليس بين المسلمين، هناك ابتلاءات كثيرة تتعرض لها وحدتنا، ولكن كل هذا كي ندرك معنى الثبات. لكن هل سنترك هكذا؟ بالأمس اغتالوا سماحة العلامة الكبير الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي ظناً منهم أن قتله سيسكت صوت الحق الداعي إلى فضح مؤامرات الاستكبار، الذي بات الصديق العزيز لمن يدعون الإسلام. اليوم من كانوا يتظاهرون ضد الحكام تحت مسمى "الربيع العربي" باتوا يحاربون ويقتلون المتظاهرين لمصلحة الحاكم الذي ابتدع لنفسه صلاحيات لم يقم بها ديكتاتور". وخاطب الحضور قائلاً: "لقد تداعيتم من كل أصقاع العالم لدرء الفتنة"، منتقداً بعض السنة والشيعة وانخراطهم خلف غرفة عمليات تدير هذه الفتنة، وفضائيات تعمل على نشرها. نحن لا نلقي الخطابات فقط، وإنما نشد على أيادي من منعتهم بلدانهم من الحضور إلى هنا"، منتقدا فتاوى التكفير ضد الغير وليس ضد الصهاينة، "وهو ما نشهده على أيدي التكفيريين والصهاينة وعملائهم والأمريكيين في سوريا من خلال قتل ونحر وذبح أهلنا هناك". ودعا المسلمين إلى "العودة للإسلام واستعادة الكرامة ولم الشمل وتأليف الفرقة وصلاح ذات البين"، داعياً العلماء الحاضرين إلى "التنبه إلى هذا الخطر، والعمل على التواصل والتحرك ووضع إستراتيجية وأعلام كبير وحدوي يحكي عن اللقاء بين المسلمين كي تتحقق وحدة الدين ووحدة المسلمين وهذا هو الإسلام المحمدي". تاج الدين الهلالي ثم تحدث مفتي استراليا السابق الشيخ تاج الدين الهلالي باسم علماء مصر فدان الفتنة العمياء والتي يتولى أمرها بعض العلماء. مؤكداً "أن الإسلام أسمى من إعلان الحرب على أهل القبور، في حين أنهم يتمولون من سكان القصور"، مستنكراً فتاوى التكفير، داعيا الشباب المبرمج والمفخخ بألا يكونوا في خدمة مشاريع الغير، وإلى إنشاء جيش فلسطين لتوجيه جميع الطاقات من أجل القدس، وإلى تكوين حزب الله المقاوم السني من أجل تحرير فلسطين، مشدداً على توحيد الكلمة والصف. الشيخ محمد علي التسخيري ثم ألقى كلمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية سماحة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري قال: "باسم علماء الجمهورية الإسلامية الإيرانية شيعة وسنة أبارك لعلماء بلاد الشام هذا المؤتمر وهذه الفكرة في هذه الظروف، ونحن على أعتاب شهر رمضان الكريم، شهر التكافل والتواصل والوحدة والصفاء والدعاء والفناء في حب الله". وشدد على تجنب مجتمع الطواغيت، والعمل على تربية الإنسان على وعي الوحدة والإيمان، والوحدة الإسلامية وتركيزها، مؤكداً "أن الدعوة إلى الوحدة لا تنسجم مع التكفير، ولأن التكفير ضد الوحدة والحرية في الاجتهاد والتسامح والمحبة". واعتبر "أن الذين يؤمنون بفكرة التكفير يعرفون ذلك". وانتقد تحريض الشباب بحجة الجهاد في سوريا لأن هذه الفكرة خطيئة كبرى لأنهم يتحملون مسؤولية هذا القتل والتفجير الشامل". مهدي بن أحمد الصميدعي وألقى رئيس هيئة إفتاء أهل السنة في العراق سماحة الشيخ مهدي بن احمد الصميدعي قال:"إن التكفير دمار في معناه وفي اسمه، لقد صار التكفير لغة يومية شاذة عن الدين". وتطرق إلى جماعة التكفير ومخالفاتهم في الآراء التي يقولون بها. سماحة الشيخ نعيم قاسم ثم ألقى نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم كلمة حزب الله فقال:"من فوض المكفرين ليكونوا رعاة لهذه الأمة يعيثون فيها الفساد ويتدخلون في خلاف أمر الله تعالى، الفتنة المذهبية والتكفيرية وجهان لعملة واحدة, من ضمن المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي. من نصب هؤلاء من أجل أن يحاسبوا الناس ويميزوا بينهم بإدخال بعضهم إلى الجنة وإدخال الآخرين إلى النار، ومن فوض المكفرين ليكونوا رعاة لهذه الأمة يعيثون فيها الفساد ويتدخلون في خلاف أمر الله تعالى، صورتهم لا تنسجم أبداً مع صورة الإسلام، صورة الإسلام هي التي تنعكس على كل مفردات السلوك، أما الصورة الوحشية، وفرض الفهم الإسلامي بالقوة، وقتل المخالفين فهو خارج عن صورة الإسلام والإسلام من هذه الصورة براء. حتى عندما دعا إسلامنا العظيم إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، إنما دعانا للدفاع المشروع بالصورة الإنسانية التي تعطي أرقى معاني المواجهة مع الأعداء، فلا يجهز على الجريح، ولا يلاحق الهارب من المعركة كتعبير عن شرف القتال وشرف المواجهة. نعم هناك مجاهدون في سبيل الله قدموا في زماننا نموذجا راقيا رائعا أذهل البشرية جمعاء، لأنه أعاد إلى الذاكرة تلك التعاليم العظيمة لإسلامنا الحنيف، عنيت بهم أولئك الذين قاوموا عدو الله إسرائيل، وواجهوا بكل صلابة وصدق، قالوا لا إله إلا الله وقاتلوا، وآمنوا برسول الله محمد(ص) وواجهوا، وإذ بهم يدحرون إسرائيل ويحققون شرف الأمة ونصرها وعزتها وتحرير أرضها. نعم هذه المواجهة هي التي تعطي العنوان لأولئك الصادقين الذين يعملون في درب الحق، علينا أن نواجه المشروع التفتيتي لبلاد المسلمين، الذي يحاول أن يبني شرق أوسط جديدا ليهيمن من خلاله على مقدراتنا وعلى أجيالنا، ونحن مسؤولون أن نضع حدا لهذا العمل الإجرامي. التكفير مشروع عبثي لا أفق له، هو يحقد على كل من حوله, وهو انحراف تربوي واضح, لا يمكن أن نقبل بأن يكون هذا المنهج هو السائد في بلادنا، وهو الذي خربها وعمل فيها الفتن والمشاكل والمصائب التي لا تحصى ولا تعد. ماذا تقولون عن تفجيرات العراق في الأسواق والمساجد أليست هذه الأعمال تذكرنا بأعمال إسرائيل في دير ياسين وباقي القرى الفلسطينية قبل أن تحتل من قبلهم؟ هل تريدون تحقيق الأمن والحقوق والدولة بقتل الناس ونبش قبور الصالحين، وأكل القلوب والأكباد، إنكم تخربون على الناس وعلى مستقبلهم. ماذا نقول عن الاغتيالات التي حصلت في مصر بدافع التكفير فغي مواجهة أناس يخالفونهم في الرأي والموقف!. وعندنا في لبنان فتنة متنقلة يحاول البعض إثارتها بين حين وآخر، ويحضرون عليها ليل نهار، من أجل أن يحققوا الفوضى، ومن أجل أن يأخذوا بلدنا إلى المجهول. البعض يسلك المسار التكفيري تحت عنوان أداء الدور الذي ينقذ البلد، كيف تنقذون هذا البلد وأنتم تعيثون فيه فسادا وإرهابا وتحريضا، لقد سمعنا بالأمس مساعد وزير الخارجية الأمريكية "بيرنز" وقبله "أوباما" قالوا بأن حزب الله هو المشكلة فردد مسؤولو العرب وأتباعهم من اللبنانيين العبارة نفسها بأن حزب الله هو المشكلة، وأقول نعم، حزب الله مشكلة لإسرائيل وأمريكا وللتكفيريين، فمرحباً بمشكلتنا على ثلاثي الإفساد الدولي في القرن الحادي والعشرين: أمريكا وإسرائيل والتكفيريين. بالله عليكم أية صورة قدمها المجاهدون وما هي الصورة التي قدمها التكفيريون؟ صورة المجاهدين: تحرير وعزة وكرامة ووحدة والتحام وتكبير موحد، وإيمان موحد، وقرآن واحد وموقف واحد في مواجهة التحديات وتربية لأجيال الأمة حتى تكون على طاعة الله وعلى خط الاستقامة. أما صورتكم أيها التكفيريون فصورة القتل والإجرام والبشاعة والتخريب ونشر الفساد، وخدمة أمريكا وإسرائيل، هل هذه الصورة هي صورة الإسلام! لا والله ليست صورة للإسلام. المشكلة في سوريا سياسية، والمشكلة في العراق سياسية، هي إسرائيل، والمشكلة في البحرين سياسية، وفي كل المواقع إنما تثار الفتنة بأيدي العاجزين والمستكبرين والحكام الظلمة. بكل وضوح الفتنة المذهبية والتكفيرية وجهان لعملة واحدة, من ضمن المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي، والآن أمريكا وإسرائيل يعيشان على الفتنة بعد أن سدت الأبواب الناعمة والصلبة أمامهم، ولكن أنتم تواجهون رجال الله، ورجال الله يقظون وسيبقون في الميدان بإذن الله تعالى، كلما وجهتم سهام الفتنة إلينا وجهنا البوصلة إلى العدو الحقيقي لنكشفه ثم نكشفكم معه ثم يكون الانتصار لرجال الله بحمده وشكره جل وعلا. كل التحية إلى اتحاد علماء بلاد الشام، والرحمة كل الرحمة لشهداء هذا الخط وعلى رأسهم الشهيد الكبير العلامة الشيخ الدكتور محمد سعيد البوطي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الدكتور جعفر عبد السلام "مصر" وألقى الدكتور جعفر عبد السلام "مصر" الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية في العالم كلمة أكد فيها على الكلمة السواء في الأمة ونبذ الفتنة. مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون وألقى مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون كلمة خاطب فيها الحضور من العلماء وروح الشهيد البوطي "الذي يسمعنا الآن"، معرباً عن سعادته بهذا اللقاء في لبنان الذي أعادنا إلى الجذور، مؤكداً على "أن خريطتنا الوطنية رسمتها آية قرآنية وليس سايكس بيكو". وتساءل "لماذا لا نقرأ التاريخ كي نصوغ المستقبل؟ مشيراً إلى "توقف الفتوحات عندما أطلت الفتن برأسها وعندما تم اغتيال الخلفاء الراشدين، وعندما تحولت الخلافة إلى ملك في خدمة السياسة". ولفت إلى سوريا ودورها التاريخي "وهو ما يجعل الدول تتآمر عليها". كما تحدث عن سوريا التي حضنت كل من يريد الجهاد في فلسطين وكيف أنها حمت العمل الفدائي، وكيف أن العالم تحرك لإفشال حرب 73 بسبب وحدة حصلت في الموقف العربي". وأشار إلى المؤامرة التي حصلت لحصار وتدمير إيران والعراق معاً، مؤكداً انه "لولا الحرب العراقية - الإيرانية لبلغت إيران أوجها العلمي". أضاف: "ها هم يتآمرون على سوريا لأنها حامية المقاومة في فلسطين ولبنان، والحرب عليها لتدمير جيشها أولاً"، واعداً بكشف أسماء "من طالب الرئيس بشار الأسد بالتخلي عن المقاومة مقابل وقف المعارك فيها". ودعا كل اتحادات علماء المسلمين في الدنيا والأزهر ورابطة العالم الإسلامي إلى عقد اجتماع في دمشق وليس في جنيف، "كي تكونوا انتم من يصلح بين الناس". ووجه تحية إلى لبنان "الذي انعم عليه بتنوع حضاري وجيش ومقاومة رفعت رأس العرب، ففلسطين هي المستهدفة في كل الفتن التي تثار. كلمة علماء فلسطين الشيخ عبد الله كتمتو وألقى كلمة علماء فلسطين الشيخ عبد الله كتمتو فقال "إن التكفير اليوم سياسي وليس تكفيراً سياسياً أو دينياً. التكفير اليوم ليس قراراً فقهياً وإنما سياسي"، مشيراً إلى "مصاعب تحكم سياسة الاستكبار بشباب امتنا، وإلى خيانة هؤلاء لأمتهم". وسأل: من هو الخاسر الحقيقي في هذه المعركة الوهمية والمصطنعة"؟ وقال: "إنهما الإسلام وفلسطين". أضاف: "في الفتن سوف نخسر عمائمنا أكانت سوداء أم بيضاء إذا لم نواجهها، مشددا على "عدم الوقوف مع أنصاف الحلول لأنها بداية تقسيم المقسم لمنطقتنا المستهدفة من العدو الصهيوني وحلفائه". وأكد "أن وحدة الأمة تجعلنا نصلي في القدس مع السيد علي الخامنئي والمفتي أحمد الحسون وغيرهما من المجاهدين. الشيخ ماهر حمود وألقى إمام مسجد القدس في صيدا سماحة الشيخ ماهر حمود كلمة حدد فيها عشر نقاط كي تصبح جزءا من خريطة عمل أبرزها "أن التكفير ليس جديداً، ولكن الجديد اليوم أن التكفيريين يستعينون بأمريكا وغيرها. وثانيا لا مجال لتوحيد الفقه إلا بإرادة الله لذا علينا قبول بعضنا البعض، وثالثاً إن الجزء السياسي الجهادي تطبقه إيران والمقاومة التي تدعمها في لبنان وفلسطين والعراق وهذا أمر لا يجوز أن يكون موضع جدل، ورابعاً لا يمكن اتخاذ قرار مستقل عن التجاذبات الدولية إلا في إيران". وأعرب عن خشيته من تكرار ما حصل في صيدا مؤخراً، منتقداً أدعياء الوسطية والعلمانية بتغطية الانحراف الذي شهدناه في صيدا. منبها من هؤلاء من إعطاء الشرعية السياسية لهؤلاء التكفيريين، مستنكراً المنطق البربري الذي نسمعه هذه الأيام. وشدد على انه لا اجتهاد إلا اجتهاد واحد والذي نحن عليه وهو الداعم لفلسطين والمقاومة. وليس في استجداء أمريكا لإقامة دولة الإسلام في سوريا، داعياً الأمة كلها إلى "الوقوف مع الحق وإن كنتم أقلية". وكانت الكلمة الأخيرة لمفتي تتارستان كامل سميع الله. برنامج المؤتمر الأربعاء 03 تموز 2013 الساعة 19:11 1- المحور الأول بعنوان "الإسلام وتعددية المذاهب"، وأدارها الشيخ أكرم بركات حيث رحب بالحضور وعدد الأبحاث والمحاضرين للمحور الأول، وتلا بعض النصوص الشريفة التي تؤكد على الوحدة الإسلامية ثم فتح المجال للمحاضرين. - بداية مع الشيخ جواد الخالصي(العراق) وتحدث عن "تعدد المذاهب في ظل وحدة الأمة الإسلامية" ومما جاء في بحثه: "اعتبر بأن هذا اللقاء مهماً ومفصلياً في ظروف الأمة الحالية، أتمنى أن يكون هذا اللقاء رداً حكيماً ودعوة صالحة على اللقاءات التي عقدت لإحداث الفتنة في الأمة، أن تكون الرسالة من هنا رسالة حب وإخاء ووئام ووحدة صادقة فاعلة لكي نجمع الأمة على طريق الحق لمواجهة الأخطار المحدقة بها". - ثم تحدث الشيخ الدكتور محمد شريف الصواف عن "أسباب ظهور الهوية التكفيرية" وقال: "يشرفني أن أتكلم بهذه الكلمات بين يدي هذا الجمع الكريم الذي اجتمع على هذا المقصد الأسمى مقصد وحدة الأمة، فوحدة الأمة من أهم مقاصد الرسالة فقد أرسل الله النبي الأمي(ص) ليوحد الأمة، وبناء الحضارة الإسلامية العالمية، واستطاع الإسلام أن يحقق المعادلة الصعبة التي لا تصلح الحياة إلا بها. نستغرب اليوم أشد الاستغراب عندما نرى هذه الظاهرة التكفيرية التي بدأت تفتك في جسد الأمة الإسلام والقرآن والأحاديث تتحدث عن الوحدة مع بعض الاختلاف، فكيف ظهرت الظاهرة التكفيرية وانتشرت وأصبحت اليوم تهدد وجود الأمة. فسبب هذه الظاهرة ضحالة العلوم الشرعية عند دعاة التكفير". - فبحث للشيخ الدكتور حسام الدين فرفور(سوريا) عن "الحكم بالإسلام والكفر في ضوء السيرة النبوية"، وأهم ما جاء فيه: "ما يسمى اليوم بالأصولية الدينية فالعالم اليوم يئن من الأصولية الدينية، وكما تعلمون هذه الأصولية الدينية هي اعتقاد أن صاحب الرأي وحده يملك الحقيقة دون سواه وأنه وحده المؤتمن عليها، فهنا المشكلة، ومن خالفني هو كافر مبتدع مشرك إلى النار...، نحن بحاجة إلى وحدة فيها اختلاف القلوب والأرواح والأهداف والمنطلقات على أن تكون الغايات واحدة وهذه هي مصلحة الأمة. - فالدكتور الشيخ احمد محمود كريمه(مصر) عن "حقيقة التكفير وحكمه". فقال: ما هو التكفير؟. معلوم أن التكفير من الجرائم العظمى المحرمة المجرمة، ودعا الأمة إلى أن تنبه وتنوه على مضار التكفير وعلى تجريمه وخطورته وقال إن أيادي التكفير الواردة تمتد الآن إلى الأزهر الشريف وتتهمه بفساد العقيدة وجعلت حائطاً فيما بين الأزهر الشريف وبين الناس. - والبحث الأخير في المحور الأول للشيخ بلال شعبان بعنوان: "الهوية الإسلامية في ضوء القرآن الكريم والسنة المطهرة" حيث قال: "عندما تبحث عن الروابط التي تجمع الناس فيما بينهم يقول لك الإمام علي كرم الله وجهه: (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) فمشروع الإسلام هم مشروع بحث عن المشتركات، عما يجب أن نشترك به مع هذا المشروع الإنساني العظيم. من هنا مشروعنا كمسلمين هو مشروع البحث عن نقاط الالتقاء. أما المشاريع الأخرى التي يراد بها لنا اليوم أن نقتتل وأن نختلف وأن نتجزأ، فديننا العظيم يحض على الالتقاء ومشروعهم هو مشروع تفتيت وتشرذم. فاليوم البقعة الوحيد الآمنة هو الكيان الصهيوني الغاصب لأننا بدلنا أولوياتنا فأصبحت هويتنا الإسلامية أصبحت هوية مظهرية، من هو العدو حتى أعاديه ومن هو الولي حتى نواليه، الذي يحدده هو القرآن الكريم. 2- المحور الثاني بعنوان: "التكفير عبر التاريخ"، وأدارها الشيخ حسان عبد الله حيث قدم السيد عبد الله نظام (سوريا) ليقدم بحثه. - السيد عبد الله نظام (سوريا) وكان بحثه بعنوان: "الخوارج وبداية التكفير في التاريخ الإسلامي". وقد جاء فيه بعض ما يلي: مثلث حركة الخوارج ظاهرة مقلقة خارجة عن النظام العام في للإسلام، ومثلت جرحاً نازفاً على مدى قرون من حياة الأمة الإسلامية ولا تزال جذورها الفكرية تعمل عملها حتى الساعة، وقد تفطن لذلك الإمام علي (ع) عندما قال له بعض أصحابه بعد معركة النهروان "لقد أبدانهم يا أمير المؤمنين، قال لا والله إنهم في أصلاب الرجال" فإن الرجال يموتون لكنها لا تموت الأفكار، فالفكر يخبو لكنه لا يموت، وكثيراً ما يعاود الفكر المكبوت إعادة إنتاج نفسه كلما سنحت له الفرصة وتوفرت له الظروف. فالذين يحملون فكر الفتن هم ليسوا بيننا لذا علينا أن نحمل فكر الوحدة ونبلغه للناس. - ثم قدم الشيخ ماهر حمود(لبنان) بحثه تحت عنوان: "الحكم بالإسلام والكفر في ضوء السيرة النبوية" وقال: علينا أن لا نستغرب وجود التكفيريين ولكن علينا أن نقوم بدور رسول الله(ص) والأئمة والفقهاء لأن وجودهم مثل الميزان في الأرض، ونحن لنا تجارب مع بعض هؤلاء (التكفيريين) فمنهم من كان تكفيرياً بالحد الأدنى دموياً ويستعجل استعمال السلاح والقتل والاغتيال. بشيء من الحوار وبشيء من الشدة أحياناً أتينا ببعض هؤلاء إلى الطابق السلمي وهم يؤدي بعضهم اليوم دوراً هاماً في حقن الدماء في المنطقة التي يتواجدون فيها. - ثم كان بحث الشيخ الدكتور سمير الشاوي (سوريا) عن "أئمة المذاهب ومواقفهم من التكفير"، وجاء في بحثه: أنواع الكفر نوعان: الأول: كفر يخرج عن الملة ويُطلق عليه اسم الكفر الإعتقادي أو الحقيقي، وهذا النوع من الكفر يوجب للإنسان الخلود في النار بالنسبة لأحكام الآخرة. الثاني: كفر لا يُخرِّج عن الملة ويسمى الكفر العملي أو المجازي وهذا النوع من الكفر يوجب لصاحبه الوعيد دون الخلود في النار على أنه لا ينقل صاحبه عن ملة الإسلام. - تلاه الشيخ محمود عبده (سلطنة عمان) تحدث عن "أسباب وتواصل التكفير"، وقال: إذا كان الله تعالى فطرنا الإسلام، فإن إطلاق كلمة الكفر على عواهنها شيء دخيل على كيان المؤمنين، غريب على طبعهم، يرفضه القلب الطاهر والضمير الحي ولا تنسجم معه الفطرة السوية، فكلمة الكفر جرثومة دخيلة قلب العبد يهاجمها ضميره الذي هو جهازه المناعي، كما تدافع كرات الدم البيضاء عن الجسم. لهذا امتن الله علينا بأن شرح صدورنا للإسلام لأن قلب المسلم يسع المخالف والموافق، أما مريض القلب فإنه ضيق الصدر لا يحتمل الآخر، لأن الشيطان أوهمه أن الآخر يزاحمه في إيمانه فأطلق عليه كلمة الكفر دون أن يتبين. - ثم تحدث الشيخ محمد هلال (مصر) عن "مواجهة التفكير بين مسؤولية الأمة لا مسؤولية المذاهب". وجاء في بحثه: كل إنسان مسلم مطالب بالحفاظ على إيمانه من النواقض التي تنقضه وتهدمه ولكن معرفة ما يتربص بالإسلام المؤمن وخروجه عن ملة الإسلام سلاح له حدان، حد نافع وحد جارح، أما الحد النافع فيكمن في التعرف على ما يقتضي كفر المسلم وردته.أما حده الأخر وهو الحد الخطير فإنه يكمن بالتسرع في تكفير المسلمين. من هنا يجب أن نتثبت ونحتاط واجب الاحتياط في هذا الأمر ولا نتسرع في تكفير المسلم. - وختم المحور الثاني الشيخ علي خازم (لبنان) وتحدث عن "وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ودورها في فتنة التكفير". وجاء في البحث ما يلي: مما ينبغي التركيز عليه أن العلاقة المبحوث عنها هنا هي علاقة بين واقعين واقع وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي من جهة وواقع حالة التكفير من جهة أخرى، فالتكفير هي حالة نعيشها اليوم وتتكاثر وتتسع وكذلك وسائل الإعلام إلى جانب وسائل التواصل الاجتماعي أدوات موجودة وهي في حالة تكاثر وانتشار. لذلك يدب أن يكون لعلماء الدين موقف يحدد من خلاله في وضع بروتوكول خاص أو ميثاق خاص للتعاطي بين المؤسسات الإعلامية المرتبطة دينياً تجاه بعضها البعض وتجاه العمل الإعلامي. 3- المحور الثالث فكان بعنوان "التكفير ومعاناة الأمة في الوقت الراهن"، وأدارها الشيخ خضر شحرور (سوريا) وقال يسرني أن أدير هذه الجلسة وأن أكون بين ثلة من العلماء الطيبين الذين يُشار إليهم بالبنان وجلستنا الآن تحت عنوان "التكفير ومعاناة الأمة في الوقت الراهن" هذا العنوان الذي أرق أعداؤنا جمعهم في هذا العصر. - ثم الشيخ نعيم قاسم (لبنان) عن "مسؤولية السلطات السياسية والحركات الإسلامية في مواجهة الفكر الظلامي التكفيري". وقال: أولاً من المهم أن ننطلق من تثبيت المسلمات التي تعتبر من القواعد والأولويات التي تصبح من الأمور الواضحة التي لا نقاش فيها، بحيث ينطلق الجميع منها في أي عملية نقاش أو في أية عملية مواجهة وهذا الانطلاق من المسلمات يستلزم أمور خمسة: 1- أن نؤكد الانسجام مع بالإسلام . 2- إيجاد مناخ عام يبرز سماحة الإسلام. 3- تعزيز مرجعية المراكز الدينية الأساسية كمصدر للحكم الشرعي. 4- الترويج والاعتماد على النموذج الجهادي الإسلامي الايجابي. 5- العمل الحثيث لإبراز الأولويات الأربعة عند المسلمين (الوحدة، فلسطين، مواجهة مطامع الاستكبار، الاستقلال) - ثم قدم الشيخ تاج الدين الهلالي بحثه بعنوان: "معالم التفكير لمواجهة التكفير" وقد تحدث قائلاً: فمن واقع تجربتي الدعوية التي ناهزت الخمسين عاماً ومعايشتي ومواكبتي لمسيرة العمل الوحدوي التقريبي لأكثر من ثلاثين عاماً. وبعد دراسات مستفيضة لفكر آل البيت (عليهم السلام) ومطالعات فاحصة ثاقبة لفكر الحركات الإسلامية بسلفها وخلفها وما أنتجته من فرق وجماعات على مختلف مشاربها ومذاهبها. نعم إن التقيد والالتزام في فهم القرآن الكريم بفهم سلفنا الصالح في الأحكام القطعية المتصفة بالدوام والثبوت أمر واجب التطبيق والالتزام أما المسائل الشرعية الفرعية التي سُوِّغ فيها الاختلاف فإن مصالح العباد والمستحدثات في حركة حياتهم تستلزم التطور والتجديد. وقولهم بوجوب بقاء الأمة (معتقلة جامدة محصورة) في دائرة فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم للكتاب والسنة. حجر على العقول وتجميد للمتغيرات. ذلك أننا مطالبون بالاتفاق والاجتماع على الأهداف والغايات ولكننا قد نختلف كثيراً مع سلفنا الصالح في الوسائل التي تحقق هذه الأهداف وهذا من المسلمات البدهية التي يدركها جميع العقلاء. والمولى تبارك وتعالى قد طالب الأمة وكلفها بالتآلف بين قلوب أبنائها. - وتحدث الشيخ حسن التريكي عن "علماء الأمة في مواجهة فتنة التكفير- الدور والآليات"، وجاء في بحثه: قبل الحديث حول أسباب التطرف وعلاجه نود أن نؤكد؛ على أن الفتنة الطائفية هي أهم وأخطر سلاح بيد أعداء الإسلام، ويتميز هذا السلاح بأنه رخيص ولا يحتاج إل تصنيع ولا تدريب ولا نقل، وهو سهل وسريع الاستعمال، فكل ما يحتاج إليه هو ساحة يسيطر عليها الجهل، وهذا العنصر متوفر ـ والحمد لله ـ في بلداننا بشكل كبير بجهود الحكام العملاء الذين عملوا على تجهيل الأمة حتى وصلت مستويات الجهل إلى أعلى المستويات في العالم. كما يمتاز هذا السلاح بأنه سلاح قذر وخطر، وقذارته وخطورته تكمن في الفكر الجاهل والمتخلف والمتطرف الذي يستعمله. وتقع مسؤولية مواجهة هذا النوع من التطرف الفكري على العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، وتقصير العلماء في القيام بدورهم، أو حتى سكوتهم يحملهم المسؤولية الكاملة أمام الله وأمام المجتمع وأمام التاريخ. - تلاه الشيخ محسن آراكي (إيران) وتحدث عن "اثر الفكر التكفيري على وحدة الأمة"، وقد تحدث عن التالي: صحيح أننا نواجه فتنة التكفير وهي فتنة خطرة جداً ولا بد من أن نتكاتف وأن نتضامن في مواجهاتها وعلاجها ، ولكن لا بد أن نلتفت إلى نقطة أساسية وهي أنه أنا في اعتقادي أن ما نشهده اليوم في أمتنا الإسلامية من الفتن والمؤامرات التي اشتدت على أمتنا هو مخاض لولادة جديدة لهذه الأمة، فلا بد من نهضة لهذه الأمة،فهي نهضة كي تعود إلى حياة سُلبت منها. الاختلاف صفة تناقض صفة الإسلام، فالأمة التي تُصاب بمرض النزاع الداخلي وتصاب بمرض التكفير تكون هذه الأمة أُصيبت بمرض أساسي في هويتها. - ثم الدكتور كمال الهلباوي (مصر) وتطرق إلى "المشروع الغربي وصناعة الفكر التكفيري". وقال في بحثه: المشروع الغربي وصناعة الفكر التكفيري الذي سأتحدث عنه ليس بعيداً عن مصر، سأذكر بعض الأشياء التي توضح ما أردت قوله، لقد تركت مصر مجزأة ومقسمة ليس تقسيماً جغرافياً إنما تقسيماً فكرياً ووصف من بعض المغالين الذين يقفون إلى جانب الحكام في السلطة وصف هذا الانقسام بأنه انقسام عقدي. لا يمكن أن يبشرنا ما يجري بالخير. لا أدري أين يذهب هؤلاء الغلاة بالشعب وبالأفكار وبالشباب، حتى أنه بعض العلماء في الأزهر الشريف ويسوؤني ذكر ذلك فبعضهم من الغلاة والمتشددين الذين كفروا الناس. نتمنى قناة إسلامية تدعو إلى وحدة الأمة وتجمعه ولا تفرق، كي يلتئم شمل الأمة. ما أحوجنا إلى شخص كالإمام الخميني رحمه الله فهو لم يخشى إلا الله عندما طرد السفارة الصهيونية وأهداها للفلسطينيين، وهو الذي جعل أخر يوم جمعة من شهر رمضان يوماً للقدس الشريف. البيان الختامي لـ(المؤتمر العُلمائي الدولي) قبل تلاوة البيان الختامي كانت كلمة مقتضبة لرئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ حسان عبد الله جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. بعون الله تعالى وبكثير من الجهد وكثير من التوفيق تمكنا في اتحاد علماء بلاد الشام أن نعقد هذا المؤتمر بوقتٍ قياسيٍ قصير، لم نكن نتوقع أن يكون بهذا النجاح ولكنه لأنه لله ولأنه من أجل الدفاع عن الخط الإسلامي الأصيل في وقت تتكالب فيه أميركا والكيان الصهيوني وكل الغرب المتآمر علينا من أجل أن يزيد الفرقة بيننا وأن نتقاتل فيما بيننا، وفقنا الله ولا بد هنا من أن أشكر إخوتي العلماء في سوريا وفي لبنان الذين عملوا بجهد ووصلوا ليلهم بنهارهم لكي يخرج هذا المؤتمر على الشكل الذي خرج فيه، فشارك أكثر من عشرين دولة إسلامية، وكان الحضور مميزاً على مستوى الشخصيات التي حضرت، كذا والأبحاث التي قُدمت والمداخلات القيمة للإخوة الضيوف. وهنا نعتبر أن هذا العمل الأول الذي أُوفدنا إليه من بركة دماء شهيدنا سماحة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وبعناية من الرئيس الجديد خير خلف لخير سلف سماحة الشيخ محمد توفيق محمد سعيد رمضان البوطي استطعنا أن نخرج بموقف موحد وتأكدنا أن هذه الأمة ما زالت بخير وأن فيها علماء يصدحون بالحق وأن نهج التكفير هو نهج غريب عن أمتنا ونحن نعتبر أن الخلاف هو خلاف سياسي بين نهجين نهجٍ يدعو لإسلامٍ مقاوم يسعى لتحرير فلسطين وإزالة العدة السرطانية ونهج يريد أن يضّيع الإسلام والمسلمين باقتتال وتناحر فيما بينهم. إخوتي الكرام سأترك المجال للشيخ أحمد الجزائري لتلاوة البيان الختامي فليتفضل. الشيخ أحمد الجزائري بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين يقول تبارك وتعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾ صدق الله العظيم برز الإسلام بأصالته وسماحته في أمتنا وخاصة في العقود الأخيرة، حيث التفَّ حوله الناس على الرغم من كل محاولات الاستكبار العالمي لإبعاده عن مسرح الحياة، ولكنَّ المؤامرات على الإسلام والمسلمين لم تتوقف، وإذا بالأمة تُبتلى في عالمنا العربي والإسلامي بجماعات تكفيرية، تتخذ من الإسلام شعاراً، ولكنها تخالف أهدافه وسماحته في سلوكياتها، حيث تلجأ إلى تكفير كل من عداها من المسلمين، وتُحلُّ دمه وماله وعرضه، مخالفة بذلك أوليات النطق بالشهادتين، وهي تبث العقائد الزائفة، والإجرام المتنقل، والقتل المتعمد للأبرياء من المسلمين وغيرهم، في أسواقهم وبيوتهم ومساجدهم، وتثير الفتن بين المسلمين خادمة بذلك أعداءهم، إن لم نقل أنهم يتحركون بتوجهاتهم. إنَّ اتحاد علماء بلاد الشام، تأكيداً منه على سماحة الإسلام، ورفضاً لفتنة التكفير، وتحذيراً من هذا الانحراف الخطير عن منهج الإسلام، ومن شرور فتنة التكفير ومخاطرها على الأمة الإسلامية خاصة وعلى الإنسانية عامة، فقد عَقد مؤتمراً عالمياً في بيروت حضره كبار علماء الإسلام من مختلف المذاهب الإسلامية، وذلك يومي الثلاثاء و الأربعاء 23-24 شعبان 1434 هـ ، الموافق: 2 و 3 تمّوز 2013م. تحت عنوان "سماحة الإسلام وفتنة التكفير"، عالج السادة العلماء والمفكرون والمشاركون بأبحاثهم و كلماتهم ومداخلاتهم الموضوع المثار، وخلصوا إلى النتائج التالية: أولاً: إنَّ الإسلام عقيدة وشريعةُ مصدرهما كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وصحبه)، قد إشتمل على كل ما يصلح شأن الإنسان في الدنيا والآخرة، وهو يقيم بين أبناء المجتمع الإنساني أسلم العلاقات وأرحبها، لاسيما بين أبناء الدين الإسلامي على قاعدة الأخوَّة، والنصح والدعوة بالتي هي أحسن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتعاون على البرّ والتقوى. ثانياً: إنَّ منهج التكفير الذي تعتمده الجماعات التكفيرية هو منهج مخالف لهدي كتاب الله وسنّة رسوله محمد صلّى الله عليه وآله وسلم، الذي دعا إلى الإيمان بالخالق عزّ وجل و إفراده بالألوهية والعبودية من دون إكراه، ورضي من الناس إقرارهم بالشهادتين ليدخلوا في دين الله فيصبح لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم. ثالثاً: قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، ما يرتب على المسلمين التكاتف والمناصرة، قال رسول الله(ص): "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى"، بل يحرم مس المسلمين بسوء، فعن رسول الله (ص): "كل المسلم على المسلم حرام: " دمه وماله وعرضه". رابعاً: أجمع المسلمون بأنَّ النصوص الشرعية من كتاب وسنّة، ليست عندهم في مرتبة واحدة من حيث الدلالة والثبوت، وأنَّ المذاهب الفقهية قد نشأت جراء الاختلاف في فهم النص أو درجة ثبوت النص، ولا ينكر أهل العلم الاختلاف، بل صرَّح كبار علماء المذاهب قديماً وحديثاً بالاعتراف بالمذاهب الأخرى وصحة العمل وفقها، ولم يكفر المسلمون بعضهم بعضاً رغم كل ما جرى بينهم من خلافات أو حتى نزاعات على السلطة والمواقف السياسية. خامساً: إنَّ أصحاب المنهج التكفيري الذين يتخذون من التكفير سبباً للقضاء على خصومهم ومخالفيهم بإباحة دمائهم وقتلهم وطردهم من بلادهم لا يفعلون ذلك من منطلق ديني أبداً وإنَّما من منطلقات أخرى، ولأهداف مشبوهة، سياسية أو طاغوتية أو إجرامية، وهم بإجرامهم يجرّون على الأمة الويلات والكوارث التي لا يعلم مداها إلاّ الله عزَّ وجلّ، وعلى علماء الأمة في كل الظروف والأحوال مواجهتهم بمنطق العلم الشرعي الذي يبطل افتراءاتهم ويفضح ضلالهم وجرائمهم أمام المسلمين. سادساً: لقد نجح هؤلاء التكفيريون صرف رؤية عامة الناس عن الأعداء الحقيقيين للأمة الإسلامية، من اليهود الصهاينة المغتصبين لأرض فلسطين والقاتلين لشعبها، وحوّلوا هذا العداء إلى عِدَاءٍ بين أبناء الأمة الواحدة مذهبياً وعرقيا وإقليمياً. سابعاً: إنَّ الفضائيات التكفيرية التي لا همَّ لها سوى بث روح العداء والفرقة ونبش خلافات التاريخ والتحريض على الفتنة والتباغض بين المسلمين تلعب دوراً خطيراً في تفتيت وحدة الأمة وإنَّ المتحدثين عبر شاشاتها من محرضين للفتنة لا يقلّون إجراماً عمن يباشرون القتل بأيديهم، بل هم أكثر إجراماً ومسؤولية عن الفتنة وآثارها. ثامناً: إنَّ الجرائم التي ارتكبها التكفيريون في كل من مصر وسوريا والعراق وباكستان هي وصمة عار، عدا عن كونها جرائم ضد الإنسانية ارتكبت بحق مواطنين مسالمين، ويستحق مرتكبوها المحاكمة باعتبارها جرائم إبادة، لاسيَّما جريمة التفجير الانتحاري التي أدَّى إلى استشهاد العلامة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وحشد من المصلين في المسجد بدمشق، وارتكاب مجزرة قرية حطلة السورية بقتل العلامة السيد إبراهيم السيد وزوجته وابنتيه وعدد من أنصاره، والقتل العمد بالضرب والسحل للشيخ حسن شحاته وعدد من أنصاره في مصر، والتفجيرات المتنقلة في مساجد وأسواق وأزقة العراق. تاسعاً: يتوجه المؤتمر بالدعوة إلى أبناء الأمة جمعاء ولاسيَّما المتقاتلين أن يعودوا إلى سماحة الإسلام، ويتقوا الله تعالى في البلاد والعباد ويبحثوا عن حلول لخلافاتهم عبر الحوار والتفاوض، لأنَّ التقاتل والصراع العسكري لا يستفيد منه إلاَّ أعداء الأمة، لاسيّما إسرائيل وراعيتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الذين يناصبون الأمة العداء جهاراً نهاراً. عاشراً: يدين المؤتمر كل تدخل خارجي في شؤون الأمة الإسلامية وخصوصاً التدخل الأمريكي – الأوروبي، ويدعو الدول العربية التي تمد التكفيريين بالمال والسلاح إلى الكف عن ذلك، ووجوب إنهاء التدمير المنهجي لسوريا وقتل أبنائها، وضرورة ترك الشعب السوري يقرر مصير دولته بنفسه عبر انتخابات حرة ديمقراطية يعبّر فيها عن إرادته بحرية واستقلال. حادي عشر: يذكرِّ المؤتمرون الأمة بواجبها الأساس تجاه فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وهو واجب تحريرها من دنس الاحتلال الصهيوني، مع التأكيد على أنَّه لا سبيل لتحرير فلسطين إلاّ بالاستمرار في اعتماد نهج المقاومة بكل أبعادها، لاسيَّما البعد العسكري، وهو البعد الذي أجبر العدوّ الصهيوني على الانسحاب من لبنان. ثاني عشر: يتحمل علماء الأمة ومفكروها ومثقفوها وسياسيوها مسؤولية كبرى في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ أمتنا، بتبيان سماحة الإسلام وعظمته ودوره في إحياء الأمة وإنقاذها وإحياء دورها، وتوعية الأجيال الصاعدة على هذه المعاني، وتعريف الناس على مسؤوليتهم الشرعية التي يترتب عليها حساب عسير عند الله تعالى في حال التقصير، وأن التكفير منـزلق شيطاني خطير ضد مصلحة الأمة، ولا يمت إلى الإسلام بِصلة. ثالث عشر: يوصي المؤتمر بتجنب تجريح الهيئات والمؤسسات الدينية والأكاديمية وغيرها بوصفها هيئات اعتبارية، وإن يرد على الأخطاء والطروحات الفاسدة بالدليل الشرعي والحجة العلمية والقيم الأخلاقية. رابع عشر: طرح في المؤتمر تشكيل هيئة تضم الاتحادات العاملة للوحدة الاسلامية على أن تضم النواة الأولى: مجمع التقريب بين المذاهب وتجمع العلماء المسلمين واتحاد علماء بلاد الشام، وقد أحيل هذا الاقتراح للمكتب التنفيذي للإتحاد ليُعمل على طرحه مع الهيئات الأخرى. خامس عشر: تقدم المؤتمرون بأبحاثٍ ومقترحات ضُمت إلى أوراق عمل المؤتمر ليُصار إلى إصدارها لاحقاً ضمن كتاب يصدر عن المكتب الإعلامي لإتحاد علماء بلاد الشام. والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. رئيس التحرير |
||||||