|
||||||||
|
الصفحة الأولى: إصدارات
بدأت صحوة التوحيد على يد مناهضي فكر الاستبداد والتغلب والاستئثار بالولاية على البشر، مهما ادعى هؤلاء البشر من حق فيما يحملونه؛ فالعبرة بفرض الحق عبر رضا الأمة المعصومة واختيارها، وليست العبرة بفرض الحق بالتسلط والإكراه بجماعة أو فئة تدعي العصمة. إنها صحوة تهدد كل من به شبق الولاية والتحكم في مصير البشر. ومن يظنَّ أن قيام التوحيد يقوم بملاحقة البدع والخرافات، فهو يسعى بذلك إلى إقامة جزء من التوحيد، وهو إقامة القسط. وإقامة القسط لا معنى لها ما لم تكن في مواجهة الطغيان البشري، الذي يمثّل الإنسان مصدره الأول. صحوة التوحيد ستعيد ترتيب حياة الإنسان المسلم من جديد؛ لتجعله صالحاً في نفسه ليعبد ربه لا شريك له بلا قيود، هي صحوة وهي تجديد في الخطاب الفقهي والعقدي والسياسي، بعد صحوة جزئية كرست مفاهيم التفرد ولم يكتمل نموها ولم يستفد من حراكها وموجهاتها إلا التغلب والتفرد فإذا بها تزيد من ضراوة الجور وتخلف الإنسان. *********************************************
صدر حديثًا عن دار دوِّن للنشر، كتاب بعنوان "أيام الأمل والحيرة" للكاتب بهاء طاهر، ويقع الكتاب في مائتي وعشرين صفحة من القطع المتوسط، متضمنًا اثنين وثلاثين مقالاً بدأ شاعر الرواية العربية في كتابتها منذ الأسابيع الأولى للثورة المصرية، ونشرت بين صحيفتي الشروق والأهرام. والمقالات التي يتضمنها الكتاب تروي عبر فصولها، تاريخ الآمال العظيمة التي رافقت الثورة والتي أعقبتها مباشرة، ثم اصطدام هذه الآمال بعثرات وكبوات يؤمن بهاء طاهر أن القوة الدافعة لهذه الثورة، وهي ما زالت مستمرة سوف تتغلب عليها في وقت قريب؛ لتحقق أهدافها في كفاية العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وتحقيق الاستقلال الوطني الكامل. ويؤكد بهاء طاهر في مقدمته على أنه لا يدعى أنه في هذا الكتاب كان يملك ناصية الحكمة، ولكن قيمته في رأيه أنه يسجل التطورات في أيام فارقة من تاريخ مصر أسبوعاً بأسبوع. *********************************************
"لست فيلسوفاً، ولكنني رجل علم فقط، قضيت الشطر الأكبر من حياتي في المعمل أدرس الكائنات الحية، والشطر الباقي في العالم الفسيح أراقب بني الإنسان، وأحاول أن أفهمهم، ومع ذلك فإنني لا أدعي أنني أعالج أموراً خارج نطاق حقل الملاحظة العلمية..". بهذه الكلمات بدأ ألكسي كاريل مقدمة أشهر كتبه: "الإنسان ذلك المجهول"، الذي استقبل بحماسة عظيمة عندما نشر لأول مرة ولذلك أعيد طبعه عدة مرات، لأنه يشتمل على كثير من تجارب مؤلفه عن الإنسان والحياة من وجهة النظر العلمية البحتة، وقد حصل الدكتور كاريل على جائزة نوبل عام 1912 لأبحاثه الطبية الفذة.
الصفحة الثانية: حبر على ورق للمقاومين في هذا الصباحِ المندلقِ مِن أكمامِ الدهشةِ تبزغون فجأةً.. فتهزجُ مدائنُ الوحدة نتشبثُ بأذيالِ طلَّتكم.. نأنسُ لصوت رصاصكم يدفعُ عنا الضيم.. ونستنشقُ أريج صباحاتكم.. فهل تُعطّرونَ موانئنا المهددةَ بالزوال؟. حياة أيتُها الحياةُ "الخؤونةُ" أحياناً!!.. سأُسَبِبُ لكِ صداعاً مُخيفاً.. كُلما رَميْتِني.. بزهرةِ الدوارْ!!. ريقُ الحياة ذاهباً في العذوبةِ والماءِ الدفوقْ.. ذاهباً في الإرجوانيِّ الغامقِ والأصفر الشفيفْ.. ذاهباً في الفضّةِ الخضراء.. ذاهباً في السرِّ واللاعجِ الخفي.. ذاهباً في جماَّرةِ شوقكَ واكتحالِ عينيكَ.. ذاهباً في لوحةِ الغّياب حتّى ينقَ ضفدعُ الحضوْر.. ذاهباً... ذاهباً... ذاهباً في موتي حتّى ينشفَ ريقُ الحياةْ. دفء في الشتاءِ.. حينَ يصهلُ البردُ في ثكناتِ الروحْ.. أَتلفعُ بعباءة صمتي.. وأتوهجُ قطرةَ دفءٍ حانيةٍ تُذيب الصقيعَ المترامي. حريةْ أيتها الحريةُ.. يا وردةَ دمي المتوثبة عندَ بوابةِ القرونْ.. كم تحتاجينَ مِن نزيفِ الضوءِ لتولدي مِن رحمِ الصهيلْ؟... مكان للمكان دائماً ندفيءُ أرواحَنا بعطرِ المكانْ.. مِن أين للمكانِ مكانٌ يستظل بنخيلِ فيئهِ ويختلسُ شيئاً مِن حنان!!؟. حنين أنا ساحةٌ مكتظةٌ بالزوارْ.. وغصنٌ تشرّبَ مياهَ العزلةِ.. فاندلعت في قيعانهِ مجامرُ الحنينْ. مجرد.. لو!! لو يستحيلُ الحرُّ في تموز إيّلةً نافِرَةً تسرحُ في مراعي جنوني.. لو.... لقطفتُ زهرةَ الثلج.. تَوَّجْتُ رأسي الضاج بصهيل الأمنياتْ.. يا إلهي إنها لو.... مجردُ لو.... !! اكتئاب أيها العقلُ العظيمْ.. هيا اخلعْ نعاسَكَ الجبانْ.. امتشقْ وردةَ قهرِكَ.. وازحفْ بجيشِكَ الجرّارْ.. اقتحمْ معاقلَ هذا الآثمَ المُسمى "اكتئاب".. لا تَدَعْهُ يفلتُ مِن بين يديكْ.. فهو مطلوبٌ للعدالةِ.. منذُ غابرِ القرونْ!!.
|
|||||||
