السلاح المنتصر حتماً

السنة الحادية عشر ـ العدد 137 ـ ( جمادى الثانية ـ رجب 1434  هـ ) أيار ـ 2013 م)

بقلم:الشيخ محمد عمرو

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

الخامس والعشرون من شهر أيار سنة 2000م. يوم مجيد وفريد في تاريخ الأمة العربية والإسلامية خلال القرنين 20 و21....

هو مفصلٌ تاريخي نَقلَ الأمة- كل الأمة- من حال الهزيمة إلى الفرح بالنصر والعز.

يومٌ أعاد للأمة مخزونها الثقافي والحضاري، أعادها للحياة من جديد، أعادها للوجود بعد أن  أعتلتها غبائر هزائم اليأس والإحباط... فجاء ذاك اليوم لُيعيد الشعور بالوجود وبالكرامة وبالحياة لأمةٍ إمتهنت تزيين عارها وشنارها لعقودٍٍ من الزمن.

وكان يوم الانتصار، الذي كُتب بأيدي وعرق ودماء المجاهدين، وكان مصداقاً للآية الكريمة: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ).

فعملوا على أنفسهم جهاداً وصقلاً وصبراً وحباً وعشقاً وعقلاً وحكمةً، إقتداءً برسول الله (ص) وآله المعصومين والرعيل الأول من الصحابة الأبرار.

وسهروا الليالي الطوال ومشوا في الجبال والوديان والقفار، وتركوا الملذات والشهوات ونوم الليالي ودفء الفراش وامتطوا صهوة الجهاد والتعب وباعوا أنفسهم خالصة لله، فنصرهم الله وأيدهم وثبَّتهم فأصبحوا من دون منازع " الأمة المنصورة " في أكناف المسجد الأقصى.

نعم انتصروا وكتب التاريخ أن النصر يكون لذوي العزم والإرادة فقط، لا لأولئك المتربعين... المتكرشين... المتبلدين... المستكبرين... أشباه الرجال... وحكم الصبيان... نعم ثلة مؤمنة بإسلامها المحمدي الأصيل وتتّبع قرآنها كاملاً، والقرآن الكريم يقول: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ).

فعلموا أن العدو الأوحد للأمة هم الصهاينة وحدهم، فقط وأنه لا عدو غيرهم، فعدَّوا واستعدوا وجاهدو بلا هوادةٍ لإزالة شبح الاحتلال عن الأرض والعرض والمال، ونصرهم الله، وكان النصر الإلهي حتماً مقضياً.

وأرغد وأزيد أولئك المتربعون والمتكرشون المتبلدون حيث أضاء جهاد المجاهدين ظلام أنفسهم.

وبانت ضِعَة حالهم وخذلانهم وجبنهم وبعض عمالتهم فانتفضوا يلعنون الشمس وضوءها، واجتمعوا وتهامسوا وتداولوا وقرروا محاربة الشمس عبر خطين:

إعلام الشتائم والكذب والخداع والغرف السوداء، والنفخ في آتون الفتنة ...لعلَّ وعسى؟؟!!!

( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).

دعم الحرب الإسرائيلية على المقاومة بشرط أن تكون حرباً ساحقة وماحقة ومُغيّرة للديموغرافيا...لعلَّ وعسى؟؟!!!

ففاجأتهم المقاومة، وانتصرت في حرب " التثبيت" سنة 2006 و2008...

وأسودّت الوجوه وارتعدت الفرائص وبدلاً من أن يستروا عوراتهم ويعترفوا بما ارتكبت أيديهم، أصَّروا واستكبروا استكباراً.

وذهبوا في مغامرات كبرى، فهم يريدون تغيير وجه المنطقة العربية بالكامل، والانتقال بها من العصبيات القومية والقبلية إلى العصبيات الفئوية والمذهبية حيث يسهل عند ذلك الهضم واللفظ، وعند ذلك يستطيعون – حسب اعتقادهم- أن يثبتوا الأمة مرض " عمى الألوان" لعلها ترى الضوء ناراً والدخان نوراً!!

وكانت الحرب على سوريا المقاومة، وعلى سوريا الممانعة ...لعلَّ وعسى؟؟!!! يقدرون أن يُسقطوا بالضربة القاضية محور الخير والنور.

لكن هيهات، هيهات، فقد ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات...

وكلما أوقدوا حرباً جديدة أطفأها الله وعباده وجُنده وحزبه ... فيكون كل مرةٍ الانتصار الجديد أكبر وأعظم مما سبق.

ولهؤلاء المغامرون الناكسين إلى جاهليتهم... المدافعين عن سيدهم الصهيوني بكل ما يملكون.

نقول لهم:

(لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ)

اعلى الصفحة