المقاومة الالكترونية واختراق المواقع الإسرائيلية
إزالة خريطة إسرائيل من على شبكة الإنترنت

السنة الثانية عشر ـ العدد 137 ـ ( جمادى الثانية ـ رجب 1434  هـ ) أيار ـ 2013 م)

بقلم: عدنان عدوان

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

إن الصمت الذي أحاط  به الكيان الصهيوني الهجوم الإلكتروني الأخير والذي تعرض  له لا يدلل على أن أمراً بسيطاً قد حدث ولا يشكل في نفس الوقت أمراً قاطعاً بأن كل ما أعلن عن تخريبه في الفضاء الإلكتروني الإسرائيلي قد تم بالفعل. فهناك فرق ما بين موقعٍ معطل نراه بأم أعيننا وقائمة بأرقام حسابات بنكية وأسماء أصحابها.

فالموقع الإلكتروني المعطل لا يمكن إنكاره أما البيانات المخترقة والمنشورة أياً كانت قد تحتمل الشك والتشكيك.

الأمر المهم في ذلك هو أن التشكيك الأهم الذي سيواجه إسرائيل هو في محاولاتها المستميتة للإدعاء بأن الهجوم الإلكتروني لم يحدث اختراقات فعلية أو أن تلك الاختراقات لا قيمة لها. فإسرائيل ومن دون أدنى شك لا بد وأن تعترف بخسارتها للحرب المعنوية وسقوط الإدعاء الدائم والمفرط بأنها تقود نظاماً أمنياً محصناً. فقد شهدنا ارتباكاً واضطراباً غير مسبوقين خلال اليومين السادس والسابع من شهر نيسان الماضي.

الأهم من كل هذا يكمن في كون إسرائيل باتت تشهد انتفاضة عالمية أو حرباً عالمية ثالثة أهم ما يميزها أن من يقودها هم مجموعة من الأشباح العائمين في الفضاء الإلكتروني ممن لا يحملون صواريخ الكاتيوشا أو مضادات الطائرات ولا يقودون دباباتهم وعرباتهم المصفحة وطائراتهم الشبحية وإنما يحملون أجهزة حاسوب وعقلاً قادراً على التفكير المتقدم.

المشكلة أن البشرية قد قرنت الحروب والانتفاضات في عقولها وبصورة أوتوماتيكية بحرب البارود والنار دون أن تعرف بأن المواجهة الجديدة تحمل معاني جديدة وسبلاً ووسائل غاية في الحداثة والتعقيد.

نعم نحن أمام انتفاضة فلسطينية ثالثة تترعرع في أحضان حرب عالمية ثالثة وقودها الفيروسات الحاسوبية والقرصنة المنظمة وعلوم البرمجة والتحكم الرقمي. لكن هذه الانتفاضة ليست فلسطينية بحتة وربما لا تشهد مساهمة فلسطينية كبيرة من داخل فلسطين بل هي انتفاضة عالمية ضد الاحتلال مختلفة عن سابقاتها كونها لا تتجه من الداخل نحو إسرائيل بل من الخارج نحو دولة الاحتلال.

لا يمكن اعتبار هذه الانتفاضة عملاً ارتجالياً بل هي عمل منظم وكبير وموزع حسب القرصنة المتدفقة والتي شهدناها في اليومين السادس والسابع من نيسان الماضي على العديد من دول العالم.

ما يؤلم الكيان الصهيوني فعلاً هو كونه منتجاً للتكنولوجيا وليس كغيره من مستهلكي التقانة. فكيف اكتوى من يصنع التكنولوجيا بنارها؟ وكيف له بعد أن قطع شوطا كبيراً في عالم الخبرة التقنية أن يضطر للجوء إلى خبرات خارجية للسيطرة على الهجمات الإلكترونية؟ ولماذا لم يتمكن رغم أنه أُعلم بالهجمات قبل أسبوع من حدوثها من أن يمنع تلك الهجمات ويقوض أثرها؟

إزالة خريطة إسرائيل

بتاريخ 07/04/2013  ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، انه تم اختراق حوالي 19.000 حساب فيسبوك إسرائيلي، من قبل قراصنة في العالم ينتمون لمنظمة مجهولة، هددوا بإزالة خريطة إسرائيل من على شبكة الإنترنت، عبر شن هجمات واسعة النطاق، ضد عدد من الموقع الرسمية الإسرائيلية.

بدوره، أقر التلفزيون الإسرائيلي بأن فرق "الهاكرز" استهدفت مواقع إسرائيلية حساسة بينها موقع الاستخبارات الإسرائيلية، وأن صورة الأسير الفلسطيني سامر العيساوي ظهرت على مواقع إسرائيلية.

وقالت القناة الإسرائيلية إن القراصنة تمكنوا من اختراق الموقع الالكتروني لجامعة "بار ايلان" والتي تعتبر إحدى أكبر الجامعات الإسرائيلية.

وأضافت، أن السلطات الإسرائيلية استخدمت على الفور مجموعة من القراصنة للرد على الهجوم، لكن دون جدوى، بالرغم من نجاح قراصنة إسرائيليين بإسقاط عدة مواقع إخبارية، باكستانية إضافة لمواقع إسلامية أخرى.

 

كذلك، اعترف روني بكار، المسؤول الإسرائيلي عن عالم "السايبر" بان إسرائيل لا تمتلك القوة اللازمة لمواجهة الهجوم الالكتروني، وليس أمامها سوى الجلوس ومشاهدة الحرب التي تدور بين القراصنة.

وكشفت القناة العاشرة الإسرائيلية عن سقوط عدد من المواقع الرسمية الإسرائيلية، بينها موقع وزارة الاستيعاب ووزارة التعليم وموقع سوق الأوراق المالية وموقع المحاكم الإسرائيلية، إضافة لاختراق بعض المواقع الشخصية.

كذلك، قالت صحيفة معاريف على موقعها الالكتروني، إن المهاجمين تمكنوا من اختراق عدة مواقع تابعة لمؤسسات إسرائيلية، بما فيها موقع وزارة التربية والتعليم والموقع /144/ التابع لشركة الاتصالات "بيزك" ومواقع شركات تجارية، كما تمكنوا من نشر تفاصيل بطاقات ائتمان لاصطحابها الإسرائيليين.

وأقرت وسائل إعلام إسرائيلية، بنجاح مجموعات قراصنة الإنترنت "الهاكرز" الذين تجاوز عددهم الخمسة آلاف مهاجم، في اختراق مئات آلاف المواقع الشخصية والحكومية والأمنية الحساسة في إسرائيل.

وقالت الصحف الإسرائيلية، إن القراصنة نجحوا في اختراق موقع جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي "الموساد"، وموقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومواقع أغلب الوزارات، إضافة لبيانات آلاف بطاقات الائتمان والحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً موقعي فيسبوك وتويتر.

وذكرت صحيفة معاريف، أن المواقع التي تم استهدافها هي موقع البورصة الإسرائيلية، وموقع رئيس الوزراء، وموقع وزارة الحرب وموقع جهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، وموقع الصناعات العسكرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى موقع مكتب الإحصاء الرسمي، وموقع وزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى عشرات المواقع المهمة الأخرى ومئات آلاف الحسابات الخاصة بمشتركين إسرائيليين على موقعي فيسبوك وتويتر.

وأضافت الصحيفة، أن من بين المواقع التي تم اختراقها أيضا، مواقع حساسة جدا، مشيرة إلى انه تمت السيطرة على 17 ألف اسم من موقع الموساد الإسرائيلي، هم ممن ينتمون للجهاز وقد يكون بينهم عملاء له.

وأوضحت الصحيفة، أن إسرائيل استعانت بشركات حماية أمريكية وأوروبية لمساعدتها في صد الهجمة الإلكترونية، مشيرة إلى أنه تم حتى مساء يوم الأحد07/04/2013، استعادة موقعي وزارة المالية والخارجية، بشكل مؤقت، قبل أن يتعرضا في وقت لاحق لهجمات جديدة من "الهاكرز".

من جهته، وصف التلفزيون الإسرائيلي، الهجوم الالكتروني بأنه الأكبر من نوعه، وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية إنه عنف من غير دماء يُشن على إسرائيل، ضحاياه مواقع إلكترونية ورموز سيادية كمواقع الأمن والبورصة. واعتبرت القناة الإسرائيلية انه لا بد لإسرائيل من متابعة هذه الحملة وأخذ العبرة في المرحلة القادمة التي يتوقع أن تتواصل فيها الهجمات الالكترونية.

وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن ضخامة الهجوم، دفعت الجيش الإسرائيلي للطلب من شركات الحماية الأمنية التدخل لحماية ملفاته التي بدأت تتسرب، وتتضمن معلومات حساسة للغاية، وأسماء وبيانات شخصية لآلاف العاملين مع جهاز"الشاباك".

وأضافت المصادر الإسرائيلية، أن كبرى الشركات الإسرائيلية التي تقدم خدمة الإنترنت في إسرائيل، حذّرت من أنها ستوقف الخدمة عن كافة أنحاء إسرائيل خلال ساعات، في حال استمرت هجمات القرصنة بهذه الكثافة.

وفي يوم الاثنين, 8 إبريل, 2013, أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشين بيت"، أن الهجوم الالكتروني واسع النطاق ضد (إسرائيل) الذي بدأ يوم السبت 6 إبريل, 2013 ما زال مستمراً لكن الضرر متواضع، على حد زعمه. وقال الجهاز في بيانه: "اعتبارا من ظهر اليوم 8 إبريل, 2013 فإن حالة التأهب متواصلة والجهود لمنع الهجمات الالكترونية التي بدأت مساء السبت مستمرة". وأكد البيان أن الشين بيت وغيرها من الوكالات المسؤولة عن الأمن الالكتروني "نجحت في تحديد ومنع هجمات استهدفت الإضرار بعدد من المواقع الالكترونية ومزودي خدمات الانترنت التي تخدم المدنيين".  وأضاف البيان أن جهاز الأمن الداخلي أصدر مؤخرا مجموعة جديدة من المبادئ التوجيهية الأمنية للجهات الحكومية وقطاع الأعمال.

لكن المختص في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي، رأى أن الهجوم الالكتروني الذي تعرضت له (إسرائيل)، أثر بشكل واضح على كافة مناحي الحياة في الدولة العبرية لاعتمادها الكبير على الانترنت في العمل.

وأكد مجلي أن الدولة العبرية تخشى من عمليات إلكترونية جديدة يكون لها خطر كبير على أمنها، أو أن تستمر لفترات طويلة، مبينًا أن الاحتلال الإسرائيلي فشل في مواجهة الاختراق بعد أن لجأ لتخصيص وحدات إسرائيلية لصد الهجمة عن المواقع الهامة. ولفت إلى أن (إسرائيل) تعتبر من أكثر الدول المتطورة في مجال الاختراقات؛ وذلك للصناعات الإلكترونية والرقمية التي تنتجها، مبينًا أن عملية اختراق المواقع الإلكترونية هي بالدرجة الأولى إسرائيلية أمريكية.

بدوره، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي عماد النتشة، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول تضليل وسائل الإعلام وعدم الإدلاء بمعلومات عن حجم الخسائر التي تتعرض لها جراء الحرب الإلكترونية التي يشنها قراصنة الانترنت لإبادتها.

ورأى النتشة، أن الاحتلال الإسرائيلي لن يعلن عن خسائره الناجمة عن الحرب الإلكترونية بشكل فوري بل سيلجأ إلى تسريب بعض الأرقام والإحصائيات عن الخسائر بشكل قليل وغير دقيق عبر السنوات القادمة.

ولفت إلى أن الدولة العبرية وظفت التكنولوجيا في عملياتها واعتمدت عليه بشكل كبير منذ عام 1989 وذلك لما تملكه من تفوق في هذا المجال بسبب الدعم الأمريكي والغربي لها، لافتًا إلى أن الاحتلال يعلم أن من يقفون وراء هذا الهجوم هم من الدول العربية والإسلامية، وستعمل على معاقبتهم إذا تعرفت عليهم.

وكانت المواقع الالكترونية الإسرائيلية تعرضت في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي إلى هجوم الكتروني وتعرضت حسابات وزراء للقرصنة بسبب الحرب على قطاع غزة.

وأعلنت مجموعة "انونيموس" وقتها أنها قامت بتعطيل أو شطب بيانات أكثر من 700 موقع الكتروني إسرائيلي احتجاجا على ما قالت بأنه تهديدات إسرائيلية بقطع "كل الانترنت ووسائل الاتصالات من وإلى غزة".

وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بتاريخ 2013/04/07  أن الهجوم الإلكتروني الذي تعهد قراصنة متعاطفون مع القضية الفلسطينية على الإنترنت بشنه بالتعاون مع مجموعة "أنونيموس" قد بدأ منذ مساء السبت2013/04/07 .

وتداول مئات الناشطين على الإنترنت أخباراً عن اختراق عشرات المواقع الإسرائيلية الحيوية بالإضافة إلى اختراق أكثر من تسعة عشر ألف حساب على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) وسط أنباء عن أن معظم الهجمات جاءت من كوسوفو وألبانيا والمغرب وتونس وتركيا وإندونيسيا ومصر والسعودية.

وأعلنت إسرائيل إصابة عشرات المواقع الحكومية والمحلية بالشلل التام جراء هجمة عنيفة شنتها مجموعة من قراصنة "أنونيموس" تحت اسم "عملية إسرائيل" وذلك دعما للقضية الفلسطينية.

قال الهاكرز في رسالة على أحد المواقع الإسرائيلية المخترقة: "نحن نسمع صراخاً من غزة.. نحن ندافع عن منطقتنا.. بالسابق كانت الحروب بالطائرات والدبابات أما الآن فنحن ننتصر الكترونياً ونهزمكم في الفضاء الالكتروني... نحن ندمر.. نحن نستطيع الوصول لصفحتك الشخصية.. وجهازك الشخصي أينما تكون".

ووضع الهاكرز رسائل مختلفة داعمة للأسرى الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وأخرى منددة بالسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين على المواقع المخترقة، إلا أن أغلب تلك المواقع أغلقت تماما وذلك لحين التعامل مع الاختراق وإعادتها للعمل مرة أخرى.

ووصف التلفزيون الإسرائيلي عبر قناته الثانية الهجمة الإلكترونية بأنها حرب تشن على إسرائيل، كما وصفت وسائل إخبارية محلية إسرائيلية الهجمة الإلكترونية بأنها الأكبر ضد البلاد. وأوضح القراصنة القائمون على العملية عبر حسابهم الرسمي على موقع (تويتر) استمرار هجومهم الإلكتروني ضد المواقع الإسرائيلية وبعض الحسابات لناشطين داعمين للسياسة الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، حيث يأملون أن تصل أصوات الفلسطينيين إلى العالم عبر تلك الهجمات. وعلّق مسؤول إسرائيلي قائلاً: يبدو أن إسرائيل سوف تقطع الانترنت قريبا لأنها لن تستطيع إيقاف الهجوم إلا بهذه الطريقة التي سوف تخسرها مليارات الدولارات وانهيار بالبورصة مؤقتاً.

وفي أحد التعليقات التي وضعها المخترقون في موقع تابع لقوات الاحتلال: إن كـان الإسـرائيليـون يمتـلـكون طائـرات حربيـة ..!فإن الفلسطينييـن يمتلكـون عقـولا إلكترونية..!

حرب الكترونية

قال عدد من نشطاء القرصنة الهاكرز من قطاع غزة إنهم تمكنوا من مساء 7/4/2013م  شن هجوم جديد على عدد من المواقع الإسرائيلية، واستطاعوا فيه الحصول على قاعدة بيانات مصرفية لأكثر من 440 ألف إسرائيلي في بنك ليؤمي اكبر البنوك الإسرائيلية، وجزء من قاعدة بيانات طلاب وموظفي جامعة "تل أبيب". وأوضح القراصنة الذين أطلقوا على أنفسهم اسم  "قراصنة القسام" إن هجومهم هذا يأتي رداً على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الأسرى والشعب الفلسطيني.

وكتب هؤلاء القراصنة على تلك المواقع التي اخترقوها عبارات تهاجم دولة الاحتلال وتركوا فيها رسائل قالوا فيها: "الرسالةُ الآن أصبحت واضحة, لقد وصلت إلى تل أبيب بصواريخ المقاومة، والآن تصلكم إلى منازلكم، لقد حاورناكم الآن باللغة التي نعتقدتم أنكم تفهمونها، نتمنى أن تكون رسالتنا قد وصلت، لستم بمأمن منا لا انتم ولا مواقعكم ولا أموالكم، ستُهزمون".

ليلة حمراء عاشها الكيان الإسرائيلي.. الحرب الالكترونية التي تمكن قراصنة الانترنت عبرها من اختراق عشرات آلاف الصفحات والمواقع الإسرائيلية على الانترنت، وصفتها صحيفة "هآرتس" الصهيونية بأنها  "الحرب الالكترونية الأكبر في تاريخ البشرية".

وتنفيذاَ لتهديد أطلقته مجموعة " OpIsrael " بمحو "إسرائيل" عن الشبكة العنكبوتية  في 7 نيسان/ أبريل رداً على جرائمها وانتهاكاتها، تمكن من اختراق وتدمير صفحات ومواقع حساسة، منها مواقع أمنية وبنوك، وعشرات آلاف الحسابات الإسرائيلية على موقع التواصل الاجتماعي  قدرت بـ 400.000  صفحة أو حساب.

وقد حددت مصادر إسرائيلية أن الهجوم انطلق من مناطق بجنوب إفريقيا. ولاحقاً انضمت إلى المجموعة قراصنة الكترونيين آخرين من دول عربية وإسلامية لبنان وسورية فلسطين والأردن والسعودية والجزائر وتونس والمغرب، كما انضم مجموعات من إيران واندونيسيا، وأشارت معلومات أن حوالي خمسة آلاف هاكرز شاركوا في استهداف المواقع الإسرائيلية.

وتم اخترق مواقع أمنية حساسة بينها موقع وزارة الحرب الإسرائيلية وموقع الموساد، إضافة إلى مواقع كل من رئاسة الوزراء ووزارة التجارة والصناعة إضافة إلى مواقع كل من : سوق الأوراق المالية (البورصة) الإسرائيلية، وشؤون المحاكم التابع لوزارة العدل الإسرائيلية، والمعني بالبنى التحتية، وشرطة حيفا، وشرطة تل أبيب، وموقع التعليم، إضافة إلى بعض المواقع الإخبارية.

ورُفعت تلاوات للقرآن الكريم على العديد من المواقع المخترقة وصوراً لجرائم ارتكبها كيان العدو الإسرائيلي، إضافة إلى صورة الشهيد القائد عماد مغنية والأسير الفلسطيني سامر العيساوي.

ونقلت معلومات صحفية أن الكتيبة الإسرائيلية المختصة بعمليات القرصنة الالكترونية أبدت عجزاً تاماً عن صد هذه الهجمات، طالباً مساندة من حلفاء أوروبيين من بينهم مجموعات هاكرز فرنسية.

ورداً على ذلك فقد أعلنت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والجيش والتنظيمات الكبرى، حال استعداد قصوى لمواجهة ما أسمته إسرائيل "حرب السايبر الكبرى" أي الحرب الإلكترونية الكبرى، في أعقاب التهديد الذي أطلقته مجموعة هاكرز داعمة للفلسطينيين وأعلنت فيه أنها تنوي "محو إسرائيل من عالم الإنترنت.

الحملة أطلقت عليها المجموعة. "Opisrael" وبحسب الإسرائيليين،  فإن المجموعة المهاجمة من شمال أفريقيا ومرتبطة مع حركات المقاومة الفلسطينية المختلفة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذه المجموعة مرتبطة أيضاً بحزب الله و"جيش الحرب الالكترونية الإيراني".

وأشارت مصادر إسرائيلية إلى ارتفاع الهجمات على المواقع بنسبة 10 في المئة مقارنة بأيام عادية.  وعلى رغم محاولة جهات إسرائيلية التخفيف من حدة التوتر الذي دخلت إليه مؤسسات عدة، في أعقاب الإعلان، إلا أن المسؤولين، خاصة في الجيش، يبدون اهتماماً كبيراً في الموضوع. إذ توقع خبراء أن المهددين بهذه "الحرب" سيشنون هجوماً واسع النطاق من مواقع مختلفة في العالم، على أكثر المواقع الالكترونية الحساسة في إسرائيل، بهدف إغلاق قنوات الاتصال وإحداث شلل في عمل الحواسيب والمؤسسات الإسرائيلية.

وهكذا إذن فــ"الأنونيموس" هو ذلك المسمى الذي أرعب ما تسمي نفسها دولة إسرائيل، وكانت البداية في سواد ليلٍ واحدٍ عبر العالم الافتراضي، أوقعت الهزيمة في إسرائيل وكبدتها خسائر فادحة جداً، حيث استطاعت تلك المجموعة أن تعزل إسرائيل عن العالم، ونجحت في جعل أسرار الدولة العبرية خارجها وفضح وثائقها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وكأن هناك غرفة عمليات مشتركة من بين مجموعة الهاكرز  وشباب التواصل في العالم العربي والإسلامي، وكان النجاح كبيراً لأن أحداً من رؤساء الدول لم يكُن من قادة المعركة.

بالبداية كانت الهجمات منظمة جداً على المواقع الحكومية الحساسة لدولة الاحتلال الإسرائيلية بعد إصدار الأنونيموس لرسالة عاجلة مصورة على موقع يوتيوب  تهدد بإزالة دولة إسرائيل عن وجود العالم الافتراضي وفضح وثائقها وخططها المستقبلية أمام الجميع، حيث تمت الاختراقات "بالجُملة" مما وتر الأمن الإسرائيلي في لحظات وأصبحت في حال الذهول الكبير، وبدا واضحاً عليها عدم قدرتها في الدفاع عن نفسها وكانت في حال الثبوت التام في عملية تهدئة أجواء الداخل في أراضيها.

ثلاثة مليارات هي خسارة إسرائيل ليوم واحد كان أبطالها من خلف الشاشات يلاعبون إسرائيل على "البيضة والحجر"، ويتحكمون في النقاط الحساسة الإستراتيجية للكيان الصهيوني، وكأن إسرائيل أصبحت ألعوبة في يد مجموعة من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاماً، حيث عجزت أقوى أجهزة مخابرات بالعالم في تحديد هوياتهم أو حتى أماكن سكناهم، وأثبتوا للعالم أن الجيش الذي لا يُقهر هو بالأساس جيش وهمي أبطاله من ورق وكرتون، ولا يوجد رادع حقيقي لهم وهو السبب الرئيسي في أن يسيطروا على العالم بحسب السُمعة. وبالنهاية غيروا مجرى اللعُبة من حروب عسكرية إلى حرب الفضاء، فأنا أنحني لهم احتراماً وتقديراً، لأنهم أثبتوا للجميع أن الشباب هُم الأساس.

وكشفت جماعات الهاكرز التي اخترقت مواقع مختلفة في الكيان الصهيوني انطلاقاً من كافة الدول العربية والإسلامية وأسفرت عن انهيار فضائه الالكتروني، عن حقيقة الضعف الذي يعيشه كيان الاحتلال لتكرس معها مقولة لطالما أكدتها المقاومة العسكرية انه اوهن من بيت العنكبوت. هذا إلى جانب اتساع نطاق المعركة التي لم تعد تقتصر على الفلسطينيين فحسب بل امتدت لتطال الشعوب العربية والإسلامية، وهو ما بدا واضحاً من خلال توعد الهاكرز المساند للفلسطينيين بإزالة كيان الاحتلال على الشبكة العنكبوتية.

وأقر كيان الاحتلال بضراوة الهجمات التي تشها جماعات الهاكرز من أنحاء مختلفة من العالم، مؤكداً صعوبة مواجهتها وهو ما دفعه على الاستنجاد بجماعات الهاكرز في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، ويضيف قادة الاحتلال أن هذه الهجمات هي الأخطر منذ نشأة الكيان وستلقي بظلال ثقيلة يصعب الخروج منها خلال السنوات القادمة، ووفقاً لخبراء صهاينة في المجال التقني فإن القراصنة تمكنوا من اختراق مواقع حساسة في داخل الكيان والسيطرة عليها وإرسال رسائل مختلفة، مؤكدين أنه لا خيار أمام كيان الاحتلال في مواجهة هذه الحرب الالكترونية الأكبر في تاريخ البشرية سوى الجلوس ومتابعة انهيار المزيد من المواقع الصهيونية، وذلك رغم تجنيدها لآلاف من الأدمغة في جيشها الالكتروني الذين اجتمعوا إلى جانب قادة الأمن تحت سقف واحد للبحث عن سبيل يوقف تهاوي مواقعهم.

ويؤكد الفلسطينيون أن ساحة المواجهة باتت مفتوحة على كافة الصعد مع دخول الفضاء الالكتروني على الخط من خلال هذه المعركة الالكترونية التي باتت تهدد بانهيار الكيان الصهيوني الكترونياً، في مقابل إعادة القضية الفلسطينية لتكون من جديد القضية المركزية للعرب والمسلمين وهو ما أكدتها المقاومة الالكترونية التي يقودها الشبان العرب والمسلمون.

مقاومة وجهاد

الهجوم الإلكتروني من قبل مجموعات فلسطينية وعربية وعالمية على العديد من المؤسسات الاقتصادية, والاجتماعية, والسياسية, والأمنية التابعة للاحتلال الصهيوني شكل مهم ومُؤثر من أشكال المقاومة ضد هذا الغاصب, الذي يتفنن في نهب مقدرات الأمة وفي إذلال أبناء شعبنا, فكما أنه عدد بطشه وإرهابه فإن المقاومة نوعت كذلك من أساليبها, واستفادت من التطور الهائل التكنولوجي.

هذا النوع من المقاومة الإبداعية يُدلل على أن الأمة زاخرة بالطاقات والعقول, وأنها تملك مقومات العزة والكرامة, وتحوز على أدوات الفعل والتأثير, وهذا حافز مُتجدد لنا كي ننفض غبار الواقع الذي راكمه علينا المستعمر.. ونخلع ثياب الذل والخضوع , ونلبس ثياب النهوض والحضارة.

ولقد أثبتت المقاومة الالكترونية ضعف الكيان الصهيوني, وهلامية قوته القائمة على البطش والإرهاب, وعجزه عن الصمود, وشكلت إثباتاً متجدداً أن العدو يُقهر وينهزم ويتقهقر, وهنا من المهم أن نستحضر محطات تاريخية سجلت الأمة فيها هزيمة للمحتل, ونقصد بالهزيمة هو تسجيل نقاط ضده إضافة لإفشال مخططاته وصد هجماته: فلقد انهزم في يوم الكرامة عام 68م. وانهزم في حرب أكتوبر عام 73م, وانهزم في لبنان أكثر من مرة وآخرها كان في تموز 2006, وانهزم في الفرقان 2008م, وانهزم في وفاء الأحرار 2011م , وانهزم في حجارة السجيل 2012 م , وها هو ينهزم في الهجمة الالكترونية 2013 م. وهذا حافز مُهم للأمة نحو التحرير, ورفع للهمة وللمعنويات.

الاختراق الالكتروني بالفعل هزيمة إضافية ونوعية لـ(إسرائيل)!! صحيح أنها معركة لم تجرح جندياً ولم تختطف مستوطناً، ولم تدمر دبابة، لكنها انتزعت أحشاء (إسرائيل) وشوشت قدرتها الذهنية والعقلية.

إنه نوع من المعارك "الطريفة " ذات النكهة المميزة. صحيح أنها حرب "باردة " لكنها تلسع المحتلين وتشعرهم بضعفهم وعزلتهم, وتشجع من باعدت به الأقطار والحدود الجغرافية من ألبانيا وحتى أندونيسيا أن يساهم بالحرب على الاحتلال.

لم تعد عمليات الحرب الإلكترونية مجرد عمليات عشوائية تتم بدافع الفضول، بل أصبحت عملية مخططة ومتخصصة، تعتمد على أحدث الوسائل والبرامج للدخول إلى الأنظمة الإلكترونية وسرقة محتوياتها، مثلما حدث في الولايات المتحدة عندما تعطلت أجهزة الكمبيوتر بمكتب وزير الدفاع الأمريكي.

الأعوام القادمة ستشهد مزيدًا من عمليات القرصنة الإلكترونية التي تمهد لاشتعال سباق حربي إلكترونية حول: من يتزعم هذا المجال ومن يكون الرائد فيه، وكل المعطيات تشير إلى بداية حرب باردة إلكترونية بين الولايات المتحدة والصين، بل إن وزير الدفاع الأمريكي قد صرح بضرورة تفادي "حرب عبر الإنترنت" بين الصين وأمريكا!.

"إسرائيل" تخضع لحرب من نوع جديد, حرب من الصعب أن تقف أمامها على الرغم من تفوقها الإلكتروني على أغلب دول منطقة الشرق الأوسط.. حرب تمثل إضافة نوعية لنوعية الحرب التي تعري الاحتلال وتكشف سوأته وتزيل القناع عن وجهه القبيح.

هناك حرب الصواريخ، وحرب المقاومة الشعبية، وحرب الملاحقة القانونية، وحرب عزل (إسرائيل) دولياً من خلال القوافل التضامنية وحرب دبلوماسية ضدها في المحافل الدولية.

هؤلاء أبطال المقاومة الإلكترونية كتبوا اسم فلسطين والقدس وغزة والعيساوي على كل شارع وبيت ومؤسسة حكومية. لقد دخلت إليهم فلسطين عنوة وبقوة الهاكرز. إنه إبداع مذهل وعقلية فذة وجهد استثنائي ومعركة منظمة ذات مستوى عال من التخطيط والتنفيذ. لقد زحفت جيوش "الهاكرز" وأتتهم من حيث لم يحتسبوا, ووصلت إلى ما لم تصله الجيوش العربية وضربت ضربتها الكبيرة في الدماغ الإسرائيلي.

نحن اليوم أمام حرب من نوع جديد, أهم معالمها إنها جمعت العرب والعجم والمسلمين في أول حرب شمولية ضد (إسرائيل).. حرب جمعت الفلسطينيين والسعوديين والألبان والاندونيسيين والإيرانيين والمغاربة والجزائريين والعراقيين ضد دولة الاحتلال.

إن الشعارات التي اقتحمت المواقع الإلكترونية الإسرائيلية قوية في العبارة والدلالة.. عبارات تقول "إذا كانت لديكم أسلحة فللفلسطينيين عقول إلكترونية فذة.. نحن نسمع صراخ غزة.. اخرجوا أيها القتلة.. لم يعد لكم مكان على الخارطة"..

والأدهى من ذلك أنك تستطيع أن تسمع القرآن الكريم من موقع الشرطة الإسرائيلية, وبإمكانك أن تتفرج على صور الأسير العيساوي على موقع الموساد, وأن تتمتع بصور المقاومين على موقع الشاباك, وأن تتجول بين صور الحرب الأخيرة على غزة على موقع الحكومة الإسرائيلية. لم يعد اليوم ما يحول بين هؤلاء الأبطال الضاغطين على زناد الكمبيوتر أن يحولوا (إسرائيل) إلى أضحوكة أو مسخرة, وأن تجعل من هذه الدولة "القوية" نمرا على ورق!! هذا بفضل الجهود الموحدة, فكيف لو كانت الفصائل موحدة, وكيف لو كانت الجيوش العربية موحدة ؟؟؟.

لم تعد "إسرائيل" اليوم آمنة أو محصنة, فلا هي قادرة على حماية نفسها من الصواريخ بالقبة الحديدية.. ولا على تحصين نفسها من قوة الإعلام الفلسطيني الذي كشف عورتها وهمجيتها, ولم يعد بإمكانها أن تحمي مواقعها العسكرية والأمنية من "الجهاد الإلكتروني".. ولم تستطع أيضا أن تتصدى للمقاومة الشعبية في بلعين وباب الشمس.. ولم تتحمل غصة تأييد 130 دولة وقفت تصوت لفلسطين في الأمم المتحدة.

على الرغم من جرائمها وضحاياها الكثيرة فإنها دائما تخسر!! إنها سنة الله التي كتبها في قرآنه "وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب".. إنه بسبب كذبها وفجورها وعتوها وبما كسبت أيديها!!.

صحيح أن (إسرائيل) اغتالت المئات منا بالصواريخ المبرمجة إلكترونيا، ودكت بيوتنا بالقنابل الموجهة إلكترونيا, وهي من الدول المتطورة جدا في مجال الصناعات الإلكترونية, لكن هذا لم يمنع من اختراق "قبتها" الإلكترونية وتشويش عملها وإبقاء جيشها ومؤسستها الأمنية في حالة ذهول وارتباك.

لم تعد (إسرائيل) "البعبع" الذي يزرع الخوف فينا ولا في أمتنا.. وصار بإمكان طفل صغير (مثل فارس عودة) أن يقف أمام دبابة الميركافا الضخمة.. وبإمكان الأسير العيساوي أن يصمد أمام جبروت السجان... وبإمكان غزة أن تتحمل ضربات الـ(أف 16) المزلزلة وترد عليها. لم يعد هناك ما يحمي هذه الدولة المارقة من فتى في جاكرتا أو فتاة في المغرب أو شيخ في كوسوفا..

إن هؤلاء الذين حرموا متعة ونعمة المقاومة والتصدي للاحتلال بسبب البعد الجغرافي لم يستسلموا, وباتوا ينقبون في الأرض ويحفرون في الصخر ليكونوا إلى جانب أبناء فلسطين.

يقولون إنه "جهد متواضع" لكن نحن نقول لهم إنه عمل عظيم.. عمل أسطوري أن تنقشوا اسم فلسطين على مساحات لم نستطع الوصول إليها. إذا كانت الصواريخ قد ضربت أطناب تل أبيب وعسقلان فأنتم أطلقتم صواريخكم الإلكترونية لتدمر مقار الكذب والتضليل والإفساد والتحريض.

اعلى الصفحة