|
||||||
|
استقبل تجمع العلماء المسلمين في مركزه سماحة أمين عام مجمع التقريب بين المذاهب آية الله الشيخ محسن أراكي، وأقام له حفل غداء تكريمي بحضور كافة أعضاء التجمع وبحضور الوفد المرافق لسماحته وسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور غضنفر ركن أبادي والوفد المرافق له. ثم حصل لقاءٌ عام تكلم فيه كل من رئيس مجلس الأمناء لتجمع العلماء سماحة الشيخ احمد الزين مرحباً بالوفد الكريم، ثم كلمة رئيس الهيئة الإدارية لتجمع العلماء سماحة الشيخ حسان عبد الله تحدث فيها عن العلاقة بين التجمع ومجمع التقريب ، وبعدها كانت كلمة لسماحة آية الله الشيخ محسن آراكي. وهذا أهم ما ورد في الكلمات: كلمة رئيس مجلس الأمناء الشيخ أحمد الزين: أولاً أتوجه إلى الله تبارك وتعالى بالحمد والشكر والثناء الحمد لله رب العالمين ومن هذه الدار أتوجه إلى سيدنا محمد (ص) بأزكى تحية وأعطر سلام الصلاة والسلام عليك يا رسول الله وعلى آلك وأصحابك وعلى جميع أولياء الله والمرسلين. كما ويشرفنا من هذه الدار على ما يربطها من علاقة في طهران منذ بداية تأسيسها وإنشائها يشرفنا أن نتوجه إلى السيد الخامنائي حفظه الله بأزكى تحية وأعطر سلام وإلى الشعب الإيراني العظيم كذلك بتحية قلبية خالصة ونلتقي الآن مع سماحة أمين عام مجمع التقريب بين المذاهب آية الله الشيخ محسن أراكي في داره في دار تجمع العلماء المسلمين في لبنان مشيرين ومؤكدين أن هذه الدار هي دار العلماء إنما أنشأت ببركة الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) و استمرت لترفع راية الإسلام راية الالتزام بشرع الله، راية الدعوة للوحدة الإسلامية ولقيام العلماء المسلمين من جميع المذاهب وبخاصة من السنة والشيعة برسالتهم في الدعوة إلى الوحدة إلى تحرير القدس الشريف وحماية المسجد الأقصى وحماية سائر المقدسات الإسلامية في سائر أنحاء العالم، نرحب بكم في هذه الدار الطيبة مشيرين إلى أن العلماء من السنة والشيعة عليهم أن يقوموا بمسؤولياتهم بالدرجة الأولى بحمل راية الإسلام وخاصة بهذه الظروف الصعبة مشيرين إلى ناحية واحدة نكتفي بها لنترك لسماحتكم الكلام. الناحية التي أريد أن أقف عندها وأترك لكم المجال هي ما نراه وما نسمع من مؤتمرات تنعقد في فلسطين في تل أبيب في نيويورك في سائر بلاد الغرب يكون القرار الأول هو إثارة النعرة المذهبية وبخاصة بين السنة والشيعة، هنا نلتقي معشر العلماء ليكون اجتماعاً رداً على هذا القرار الذي نراه يقصد ضرب الإسلام بالذات، الدعوة الإسلامية وضرب المقاومة الإسلامية ولهذا يأتي اجتماعنا معشر العلماء المسلمين من السنة والشيعة في دار تجمع العلماء المسلمين ليكون رداً سياسياً وإعلامياً وإسلامياً على مثل هذه القرارات. وإننا نعاهدكم سماحة الشيخ على الاستمرار في رفع راية الوحدة الإسلامية والدعوة للوحدة الإسلامية التي التزمنا بها في طهران ونسير بها في سائر أمورنا . أهلاً وسهلاً بكم في داركم دار تجمع العلماء المسلمين في لبنان. كلمة رئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ حسان عبد الله: نحن هنا نجتمع لنأنس بوجودك بيننا حاضراً بشخصك حيث أن طيفك ومناهل يديك سبقتك إلينا سعياً لترسيخ الوحدة وبناء سدها المنيع بوجه الفتن لأن الباطل اجتمع اليوم كي يزرع هذه الفتنة لنتلهى بجراحاتنا المفتعلة بأيدينا ويكون الأمر وبالاً على الأمة. بكلمات بسيطة أحب أن أقول: نريد أن نستفيد من حضوركم بيننا أولاً بالاستماع إلى نصائحكم وأنتم من عهدناك خبيراً وعالماً مقدماً في كل مجالات العمل الإسلامي، هناك في لندن كما في طهران، نستفيد من هذا اللقاء لتفعيل الاتفاق فيما بين تجمع العلماء المسلمين ومجمع التقريب بين المذاهب، تفعيلاً يؤدي إلى إنتاج عملي. نحن على استعداد لأن نكون نواة تشكيل تجمع العالمي لعلماء المقاومة، نحن على استعداد لأن نضع كل إمكاناتنا التي نمتلك وهي على تواضعها مهمة سواء من خلال اتحاد علماء بلاد الشام الذي أتشرف أن أكون رئيساً لمكتبه التنفيذي وأيضاً من خلال علاقاتنا مع جمعيات إسلامية في أفريقيا وفي آسيا وفي أوروبا وفي كل أنحاء العالم الإسلامي لأن نتعاون في سبيل إيجاد تجمعات إسلامية ترفل خط الوحدة الإسلامية، نحن على استعداد في أن نكون ممثلين لكم في لبنان ننفذ ما يمكن أن يكون في خدمة هيئتينا ونأمل أن تكونوا ممثلين لنا هناك في طهران تساعدوننا على نقل هواجسنا وطموحاتنا، لدينا سماحة الشيخ من الطموحات الكثير إلا أن ما بين أيدينا من الإمكانيات لا يصل إلى واحد بالمئة من الطموحات هو كثير وأكثر مما بين يدينا. كلمة سماحة أمين عام مجمع التقريب بين المذاهب آية الله الشيخ محسن أراكي: هذا الإنسان المسلم المنقاد لله سبحانه وتعالى الذي أولده رسول الله (ص) بالولادة الروحية وهذا هو الإنسان المسلم والمولود لرسول الله (ص) ولأن المسلمين هم أبناء رسول الله فهم إخوة، لأن هويتهم هوية واحدة، وهذه الإخوة إخوة حقيقية وهذه الأبوة لرسول الله أبوة حقيقية ليست أبوة اعتبارية، ، فنحن حينما نقول وحدة إسلامية ليس هذا تكتيكاً ولا استراتيجياً وإنما هو أساس لهويتنا، نحن لا يمكن أن نكون مسلمين إذا لم نكن متوحدين، هنالك خطان متناقضان لا يجتمعان إما الطاعة لله ولرسوله أو التنازع، وهناك خطان متوازيان وهنالك فرقتان متمايزتان لا يمكن أن تجتمع فرقة المسلمين طائفة أهل الإسلام ولا يمكن لهذه الطائفة أن تختلف، إذا كانت من أهل الإسلام حقاً، وهنالك طائفة أخرى يسميها القرآن بأهل البغي وبأهل الخلاف وبأهل الفرقة وبالذين فرقوا دينهم، فهنالك خطان متمايزان متوازيان لا يجتمعان خط الإسلام وهذا الخط هو خط الوحدة والإنسجام والطاعة لله والبنوة لرسول الله (ص) والإخوة بين المسلمين بعضهم لبعض، هناك خط آخر هنالك اتجاه آخر، واقعنا كأمة إسلامية عامة بمعنى أولئك الذين تسموا باسم الإسلام وانتموا إلى الإسلام بالاسم، هذه الحالة العامة، لو أردنا أن نعرضها على الإسلام ثم هذه الحالة التي بدأ العدو أخيراً يركز عليه، الخلاف موجود، الخلاف الفكري والعقائدي بين المسلمين وهو كما ذكرت هو تنافس في طاعة الله سبحانه ما دام الخلاف فكرياً وما دام الخلاف علمياً، لعلني أختلف مع أخي المسلم الآخر في أننا كيف نطيع الرسول (ص) هل إذا فعلت هكذا أكون أقرب لطاعة الله ولرسوله أو إذا عملت بطريقة أخرى، كلٌ منا يقترح طريقة وكلٌ منا يزعم بأن هذه الطريقة هي الأوفق بما جاء به رسول الله (ص) ولا بأس بهذا النوع من الخلاف، ليس خلافاً في الواقع وإنما هو تنافس في طاعة الله وطاعة رسوله (ص) وهو إلى أن يكون مكملاً لبعض المسلمين لبعض أقرب من أن يكون مدعاة للفتنة ولكن المشكلة أن العدو وحينما يريد أن يسلبنا هويتنا أول ما يقوم به هو أن يفرقنا. المتطرفون الشيعة والمتطرفون السنة كلاهما يشتركان بهذه الحالة أنهم أشداء على المسلمين ورحماء بالنسبة للكفار، عندما يقفون الموقف مع الصهاينة مع الأمريكان مع الاستكبار العالمي نجدهم يقولون هؤلاء أصدقاؤنا ولا عداء فيما بيننا وبينهم وحينما يواجهون المسلمين نجدهم على أشد حالة من البغضاء والحقد والدعوة إلى القتل والإبادة والعداء لا حد له هذه الحالة من الواضح أنها مناقضة لما جاء به القرآن الكريم ولما دعا به رسول الله(ص)، لا حاجة إلى أن نستدل وإلى أن نبين الأمر واضح هناك تناقض بين هذه الحال وبين تلك الحالة التي يصفها الله سبحانه وتعالى، ثم نجد هذا الانبطاح أمام الاستكبار العالمي وهذا الانصياع وهذا الذل وهذه الحالة من الشعور بالهزيمة أمام العدو، ولكن تجدهم أمام الصديق وإذا بهم أشداء شجعان أسد عليّ وفي الحروب كذب فهذه الحالة التي نجده في واقع أمتنا الإسلامية هذه الحالة من السعي إلى الفرقة وإلى الفتنة وإلى بث روح العداء وتحويل حالة العداء بين الأمة الإسلامية وبين الأعداء الحقيقيين. الصهاينة لن يرحموننا اغتصبوا أرضنا قتلوا أبنائنا قتلوا رجالنا قتلوا نساءنا هدموا بيوتنا ومع ذلك نجد المنطق الذي يحكم هؤلاء الذين يدعون إلى الفرقة بين المسلمين أن هؤلاء ليسوا أعداء كأنما لا يشعرون بالعداء مع الصهاينة أبداً وكأنه ليس هنالك عداء وليست هناك أي حالة حرب بيننا وبين هؤلاء الصهاينة ومن يحالفونهم ولكنك تجد أنهم إزاء المسلمين إزاء من يشتركون معنا إزاء من نشترك معاً في كل شيء وإذا اختلفنا فإنما نختلف في أمور جزئية يرون أنه لا سبيل إلى الاتحاد أبداً ويروجون لهذا في وسائل إعلامهم في كتبهم في محاضراتهم، يجب أن نكون على وعي وعلى بصيرة أن الحالة التي وجدت بعد الثورة الإسلامية حالة الصحوة حالة الرجوع إلى الإسلام حالة الشعور بأن هنالك هوية إسلامية لهذه الأمة يجب أن ترجع إليها وان هنالك حضارة إسلامية يمكنها أن تنقذ البشرية هذه الحالة التي بدأت بالثورة الإسلامية ثم انتشرت في العالم الإسلامي وانتقلت إلى كثير من بلدان العالم الإسلامي إلى أن انتهت إلى هذه الصحوة المنتشرة في بلاد الإسلام، يجب أن نؤمن أن هذه الحالة الجديدة أقلقت الأعداء وأقلقت الاستكبار العالمي، وبدأ الاستكبار العالمي يفكر ليس اليوم وإنما منذ 30 سنة الآن بدأت خطط الاستكبار العالمي بدأت تثمر بدأت تظهر على السطح، لم يبدأ هذا التخطيط منذ يومين أو ثلاثة، تخطيط رُسم له منذ 30 سنة، الآن نحن نرى أن من واجبنا الشرعي، هذا الذي نقوم به من مشروع التقريب ومن مشروع الدعوة إلى الوحدة الإسلامية نراه واجباً شرعياً بل من أهم واجباتنا الشرعية، نرى أن هذا يعني أن نعود إلى هويتنا الإسلامية، ونؤمن نؤمن بأن الفوز معنا مع كل صعوبات الدرب ومع كل الصعوبات التي نواجهها مع أن العدو أقوى منا في الظاهر ولكننا أقوى عزيمةً وإيماناً إنشاء الله تعالى ونحن في خدمة أخوتنا في تجمع العلماء المسلمين هذا التجمع الإلهي المبارك الذي لا نشك أن رسول الله(ص) فرحاً بهذا التجمع، لو كان رسول الله اليوم بيننا لرحب بهذا التجمع و لوضع يده مع هؤلاء المجتمعين ومع هذا التجمع المبارك، هذا ما لا نشك فيه من أرضى ما يرضي رسول الله(ص) أن يجد أتباعه وقادة المؤمنين به يجتمعون بغرض أن يوحدوا جهودهم بطاعة الله سبحانه وتعالى، لا نشك بأن هذا من أرضى ما يرضي الله سبحانه وتعالى وأنا أجد نفسي فخوراً بأن أكون شريكاً لأخوتي ولأساتذتي في هذا المشروع العظيم المبارك وأنا صغير من أصغر من يشارككم بهذا المشروع. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقني في أن أقدم ما يسعني من خدمة لهذا المشروع وأن نكون إن شاء الله معاً في جهدٍ مشترك يحاول أن يرضي الله بتوحيد الأمة ويدرأ ما يفرقها وبالمواجهة مع أعدائها إن شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
|||||