|
|||||||
|
مخطط كوني أحيك لسوريا انطلقت شراراته في ١٥ آذار ٢٠١١، اختلفت حوله العناوين والمسميات، لكن هدفه واحد، هو إقصاء سوريا من محور الممانعة وشطب دورها الريادي من المعادلة الدولية وتقطيع كيانها إلى دويلات تتناتش وتتناحر وتدخل في نفق صراعات طائفية لا تبقي ولا تذر. عامان مرا دون أن تحقق الدول الراعية للمعارضات السورية هدف إسقاط النظام. وما بين المطالبة بالإصلاح وممارسة المجموعات المسلحة، سقط القناع وتكشفت الحقائق وظهر الوجه الحقيقي لما دبر لسوريا في ليل. أزمة كلما لاحت في الأفق بوادر حلحلة للجمها تسعى بعض الدول للنفخ في هشيم المعركة لتأجيج نارها، إلا أن القراءات الميدانية تشير إلى أن سوريا استوعبت تلك المخططات وأجادت مواجهة ضراوتها ودرء أخطارها الرامية إلى تمزيق النسيج الداخلي. شعارات للإصلاح تبنتها أنظمة يحتاج كل ما فيها إلى إصلاح، و"ثورة" يتنقل قادتها الموهومون في فنادق النجوم الخمس في الدوحة واسطنبول وباريس وغيرها، ويدفعون من يسمونهم بـ"الثوار" إلى أتون حرب يحترقون فيها ويحولونهم إلى مجرد حطب يحرق الأخضر واليابس في بلدهم. "ثورة" قامت على أنها من أجل الحرية والديمقراطية، فإذا بها في لحظة الحقيقة ثورة ظلامية تقوم على الإرهاب والتكفير وعمليات القتل والذبح واستباحة المحرمات. سنتان حشدت فيهما قوى الاستعمار القديم والحديث وبعض الأعراب كل ما يمكنهم من أموال وأسلحة ووسائل إعلام وتضليل، فاق ما تم حشده في الحرب العالمية الثانية، في حرب استعمارية كونية غير مسبوقة ضد شعب مسالم، هدفها الحقيقي إسقاط كيان الدولة السورية في ما تعنيه من خط مقاوم. تجربتا أفغانستان والعراق تحكمان التردد الأمريكي لا أحد في واشنطن يعرف مخرج الأزمة السورية، إلا أن هناك اتجاها لاحتواء التداعيات إلى درجة التأقلم معها، بالتزامن مع تحسين شروط تفاوض المعارضة السورية بانتظار واحد من سيناريوهات ثلاثة هي: الأول، تسوية غير معروفة الأفق مع موسكو. الثاني، اختراق مجاني يغير موازين القوى. أما الثالث، فسقوط مفاجئ لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. يبدو أن واشنطن قد تفاعلت مع الحدث السوري فقررت السير في خطين متوازيين. الأول، أخذ المبادرة في مسألة تسليح وتدريب المعارضة السورية، لكن من دون إيصال مساعدات عسكرية أمريكية مباشرة، بهدف ضبط إيقاع التسليح، ولضمان عدم وصول تلك الأسلحة إلى المجموعات المتطرفة. وبالتالي، تعزيز نفوذ واشنطن داخل هذه المعارضة بمنحها أدوات قتالية متطورة. أما الخط الثاني، فهو مواصلة الحوار مع موسكو وبلورة إجماع داخل المعارضة السورية للقبول بالتواصل مع النظام السوري. هناك دور أمريكي متقدم على حدود دول الجوار مع سوريا. فالإعلام الأمريكي يتحدث عن انتهاء (البنتاغون) مؤخراً من تدريب حوالي ٣٠٠ عنصر من ما يسمى بـ"الجيش السوري الحر" في الأردن على استخدام الأسلحة المضادة للدبابات والطائرات. وقد عادت هذه العناصر إلى جنوب سوريا لمواصلة القتال. كانت واشنطن قد بدأت هذا التدريب منذ عدة أشهر بشكل سري، وطلبت من قيادة الجيش المذكور ترشيح العناصر التي يمكن تدريبها. هناك محاولات الآن لإقناع الحكومة التركية بإقامة مراكز تدريب مشابهة في شمال سوريا. تأتي المقاربة الأمريكية في سوريا في ظل تجربتين أمريكيتين في التاريخ الحديث هما في أفغانستان خلال ثمانينيات القرن الماضي وفي العراق عام ٢٠٠٣. ففي أفغانستان، قامت واشنطن بتسليح المجاهدين الأفغان الذين كانوا يقاتلون القوات السوفياتية، مما أدى نهاية المطاف إلى صعود حركة " طالبان " وتنظيم "القاعدة"، هذا السيناريو يسبب قلقا للأمريكيين. التجربة العراقية تجعل، بدورها، صناع القرار في واشنطن متمهلين حيال سوريا، حتى إن صقور الإدارة الأمريكية يكتفون بالحديث عن إمداد السلاح وفرض منطقة حظر جوي، وليس عن خيار التدخل العسكري في سوريا. في المحصلة، تبقى واشنطن أسيرة ضوابطها الاقتصادية الداخلية وقلقها من انتشار تنظيم "القاعدة" في المنطقة، بالإضافة إلى هواجس إسرائيل على الحدود السورية. والأهم من ذلك، أن خلاصة تجربتها في العراق تجعلها مترددة في التعامل مع التعقيدات السورية. لماذا القلق في أوروبا من الأزمة السورية؟ كلما طال عمر الحرب في سوريا ازدادت المخاوف في أوروبا من تعاظم قدرة النزاع على جذب المقاتلين الأوروبيين إلى سوريا. المخاوف الأوروبية هذه لا تحركها الخشية من ازدياد نفوذ الجماعات المتطرفة وانعكاس ذلك على صياغة حل الأزمة السورية فحسب، وإنما القلق أيضاً إزاء تداعيات هذه الظاهرة على الأوضاع الأمنية بعد عودة هؤلاء المقاتلين إلى بلدانهم في أوروبا. المؤسسات الأمنية الأوروبية تقدر بالمئات عدد الأوروبيين الذين يقاتلون إلى جانب الجماعات المسلحة في سوريا. فقد كشف المسؤولون في كل من هولندا وبلجيكا وفرنسا مؤخراً أن أجهزتهم الأمنية والدبلوماسية تتابع عن كثب أنشطة وتحركات هؤلاء المقاتلين الأوروبيين، وهي تأخذ، بالتالي، تنامي ظاهرتهم على محمل الجد. أجهزة الرصد الأمني الأوروبية التي تعنى خصوصاً بشؤون مكافحة الإرهاب سجلت، من ناحيتها، تزايد عدد الشبان المتنقلين بين أوروبا وسوريا، حيث يتصلون بحركات أصولية على ارتباط بتنظيم "القاعدة". لذلك، فإنهم يمثلون، بالنسبة لهذه الأجهزة، خطراً كبيراً لدى عودتهم إلى الأراضي الأوروبية. في ضوء هذه المعطيات، يمكن فهم حرص وإصرار بعض الأوروبيين كالفرنسيين والبريطانيين على وجوب استخدام كل الوسائل، بما فيها تسليح ما يسمى بـ"الجيش السوري الحر" بما يلزم، لتحقيق توازن عسكري بين المعارضة السورية والنظام، لتسريع الخطى، حسب رأيهم، نحو حل سياسي للأزمة في سوريا. فاستمرار النزاع السوري على وتيرته الحالية، حسب وجهة نظرهم لا يمكن إلا أن يزيد من نفوذ الحركات المتطرفة على حساب الفصائل المعارضة الأخرى المتضررة من الحظر على السلاح، الأمر الذي زادهم خوفاً من عواقب ذلك على الساحة الأوروبية في المستقبل. لقد حلت سوريا محل باكستان والصومال وأصبحت الوجهة المفضلة للمتطرفين الذين يسعون إلى القتال بشكل فوري، وهو أمر متاح في سوريا حاليا، مع الاحتفاظ بميزة غياب الأمن والمراقبة من قبل السلطات. تأتي هذه التطورات المقلقة انعكاسا للظهور القوي للجماعات المسلحة المتشددة، التي يعتقد أنها على صلة بتنظيم " القاعدة " في سوريا وهيمنتها على ساحة المعارك ضد الجيش السوري. يقدر عدد المقاتلين البريطانيين الذين غادروا البلاد بالفعل متجهين إلى سوريا بنحو ١٠٠ شخص على أن هذا العدد قابل للزيادة. هناك إحصائيات رسمية تشير إلى أن ما بين ٥٠ إلى ٨٠ شاباً فرنسياً التحقوا بصفوف ما يسمى بـ"الجيش الحر" طلباً للقتال في سوريا. إن عدد الملتحقين بجبهة القتال في سوريا حطم رقما قياسيا، سواء في فرنسا أو في غيرها من الدول الأوروبية الأخرى نظراً لسهولة الذهاب إلى ذلك البلد، حيث يسلك هؤلاء المقاتلون الطريق إلى تركيا التي يدخلونها دون تأشيرة سفر، ثم يعبرون عبر الحدود إلى سوريا دون أن يمنعهم أحد. حرب غير معلنة ضد سوريا إن أغرب ما في الحرب في سوريا، أو بالأحرى، الحرب على سوريا هو أن العالم الغربي بزعامة الولايات المتحدة، ومعها بريطانيا وفرنسا وهولندا وكل توابعها، يقف إلى جانب المعارضة. إنه واقع بالغ الغرابة، إذ إن الغرب يقف إلى جانب ما يسمى ب " الثورة السورية "، وهذا وحده يكفي معرفة طبيعة هذه الثورة وأهدافها. مع ذلك، مرت سنتان كاملتان دون أن تنتصر هذه الثورة، فكيف يحدث ذلك؟ لكن أهم من هذا السؤال هو عن السبب في استمرارها دون نتيجة حاسمة على الرغم من أن الغرب كله وجميع توابعه من دول العالم تقف إلى جانب ما يسمى بهذه "الثورة" ضد النظام الحاكم. إن الحرب الإعلامية مستمرة ضد الدولة السورية، وهي تردد النغمة نفسها التي توحي بأن الثورة تنتصر، دون أن يلوح في الأفق طيف انتصار حقيقي لها، لأن حرب التدمير والقتل لا تزال تتمتع بدعم عسكري ومالي من دول عربية تملك الكثير من الثروات. يكفي أن نذكر أن السعودية وقطر والإمارات العربية تفتح أبواب خزائنها على مصراعيها، نزولاً عند رغبة الأمريكيين والأوروبيين و"الثوريين الجدد"، لتستمر حرب التدمير والقتل ضد سوريا، وكذلك حرب الدعاية في الوقت عينه، لرسم صورة لا تنطبق مع الواقع في أي حال من الأحوال. من الواضح أن الولايات المتحدة التي غيرت إستراتيجيتها لتقف إلى جانب ما يسمى بـ"القوى الثورية"، إنما تريد لهذه الحرب على سوريا أن تستمر، حتى لو اقتضى الأمر أن تستغرق سنوات طويلة وليس مجرد سنتين. فقد أدركت الولايات المتحدة من تجارب تونس ومصر وليبيا أن النتيجة التي يمكن تنتهي إليها هذه الثورات هي أكثر جدوى في حال عدم استقرار الأنظمة الحاكمة فيها. إن سوريا، بحكم التاريخ والجغرافيا، أهم وأشد خطورة استراتيجياً وسياسياً في المنطقة من حيث التأثير، الأمر الذي لا يمكن لأي طرف إقليمي أو دولي أن ينكره. لذلك، تستمر الحرب على سوريا بوجهيها العسكري والإعلامي. فالتمويل والسلاح متوفران، طالما أن بعض الدول العربية النفطية مستمرة في توفير المال والسلاح. أما أمريكا وأوروبا فترصدان الموقف من بعيد حتى الآن، بينما تتكفل الحرب الدعائية التي تشترك فيها المؤسسات الإعلامية الغربية بتغييب صوت الشعب السوري الذي لا يؤيد المعارضة الهدامة. تفشل ثورات الربيع العربي واحدة تلو أخرى، ويلوح خطر السيناريو السوري على بلدان ذلك الربيع، وتظهر في الأفق ملامح الثورة على تلك الثورات في تونس ومصر وليبيا. في الوقت نفسه، يبرز خطر الدور الأمريكي والإسرائيلي على المنطقة، ويتضح للولايات المتحدة أن الشعب العربي يتهيأ لثورات حقيقية قادمة تلغي أثر ثورات الربيع الزائف الذي كان يلعب دور توطيد النفوذ الأمريكي في المنطقة. أما إسرائيل، فتتظاهر بالحرص على أنها بعيدة تماماً عن تطورات الوضع في سوريا، وفجأة يتلاشى هذا الحرص، فتقدم على الإغارة بطائراتها الحربية على موقع شبه عسكري داخل سوريا، الأمر الذي يدحض مزاعمها بأنها تقف على الحياد حيال ما يجري في سوريا. من المؤكد أن حال الغليان الثوري في البلدان العربية بدأت رحلتها لمواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، في الوقت الذي بدأت فيه ملامح الارتباك الأمريكي إزاء ما يحدث في الوطن العربي. لقد برز هذا الارتباك عندما غيرت أمريكا اتجاه خططها بالتحالف مع التنظيمات الدينية المتطرفة في المنطقة، وخاصة تنظيم الإخوان المسلمين الذي لم يستطع على مدى تسعين عاما أن يبتعد عن إستراتيجية التحالف مع الولايات المتحدة، حتى عندما كان هذا التحالف عاجزا عن تحقيق أهداف التنظيم الإخواني في مصر. تجنيد مئات التونسيين للحرب في سوريا بدأت الأجهزة الأمنية التونسية بتفكيك شبكات تعمل على تجنيد مئات الشبان التونسيين وإلحاقهم بالمجموعات الإرهابية في سوريا. لقد حصلت تلك الشبكات على عمولة قدرها ٣ آلاف دولار عن كل شاب تونسي يتم تجنيده لصالح هذه المجموعات الإرهابية، حيث إن هناك مبالغ ضخمة وردت من قطر، بالإضافة إلى أكثر من ٢٠ جمعية تونسية تدعي بأنها حقوقية وخيرية، وكذلك أعضاء في المجلس التأسيسي التونسي، مستغلين حال الفقر والعوز المادي التي يعيشها هؤلاء الشبان. بعد مغادرة أولئك الشبان لتونس، يتم عزلهم في معسكرات في المثلث الصحراوي بين تونس وليبيا والجزائر، تمهيدا لترحيلهم لاحقاً إلى تركيا، حيث توجد جمعيات أخرى لاستقبالهم وإدخالهم إلى الأراضي السورية بعد تدريبهم. لقد كشف عن مقتل أكثر من ٣٠ تونسيا ممن شاركوا في القتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا خلال شباط الماضي، ونحو ٢٠ آخرين خلال النصف الأول من آذار، بينما بات العشرات في حكم المفقودين. إن شبكات تجنيد التونسيين داخل تونس وإرسالهم إلى القتال في سوريا ما زالت ناشطة منذ خريف عام ٢٠١١، إلا أنها شهدت تغييرات كبيرة على مستوى هيكلتها، إذ انقسمت إلى ٣ محاور. إن ممثل "مجلس اسطنبول" في تونس المدعو عبد الله تركماني تلقى مبالغ ضخمة من المجلس المذكور، كما شارك هو نفسه في تأمين تمويل هذه الشبكات. بدورها، حصلت حركة " النهضة " التونسية على عملات كبيرة تم تحويلها من بنوك تركية وقطرية وصرف بعضها لحسابات جمعيات مقربة من حركة النهضة في ألمانيا. لقد باتت ظاهرة المقاتلين التونسيين تشكل مأساة، إضافة إلى أنها تسيء إلى سمعة تونس التي تحولت من بلد يصدِّر الكفاءات العلمية إلى دول العالم إلى مصدر للإرهاب والإرهابيين التكفيريين. فتح جبهة جديدة ضد الدولة السورية إن أطرافاً في الحرب الإرهابية على سوريا، وفي مقدمتهم السعودية وقطر وتركيا وإسرائيل، يدرسون فتح جبهة جديدة ضد الدولة السورية عبر الجولان المحتل. فقد عقدت لقاءات بهذا الشأن، وبشكل سري، بين هذه الأطراف لجذب آلاف الإرهابيين إلى المنطقة وضخ السلاح الإسرائيلي إليها، بحيث تصبح تلك المنطقة مدخلا جديدا للوصول إلى أبواب العاصمة السورية دمشق، بعد أن نجح الجيش السوري في مرات سابقة في دحر الإرهابيين وتصفيتهم عندما حاولوا اقتحامها. إن تصريحات الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أمام البرلمان الأوروبي، التي دعا فيها إلى تدخل عسكري عربي ضد الشعب السوري تشكل غطاء لما يجري الإعداد له بين تل أبيب والدوحة والرياض وأنقرة ضد العاصمة السورية. إن عملية حجز بعض الجنود التابعين للأمم المتحدة في المنطقة القريبة من الحدود السورية مع الجولان المحتل، ما هو إلا حادث مفتعل له أبعاد خطيرة بدأت تتضح من خلال هذه اللقاءات السرية للمشاركين في الحرب الإرهابية على سوريا الذين يسعون إلى تغطية عربية ودولية لتصعيد الأزمة في هذا البلد. تدخل الأزمة السورية عامها الثالث ولا تزال سوريا تسطر مجداً وعزة وترسل البراهين الساطعة لكل من لا يزال خاضعاً لتأثير التخدير والتزييف اللذين تقوم بهما فضائيات فضحتها مواقفها المشينة، إذ إنه لا حقيقة لوجود ثورة، وإنما هناك على الأرض السورية إرهاب ومؤامرة لهما هدف واحد، ألا وهو تدمير سوريا. تبدو سوريا ماضية في الحفاظ على وحدتها لتفويت ما يسعى المتآمرون إليه من تفتيتها وتحويلها إلى كيانات متناحرة لخدمة الكيان الصهيوني، وتبدو كذلك أنها عصية على دول الاستعمار القديم الجديد بريطانيا وفرنسا اللتين تصران على خرق اتفاق الحظر الأوروبي على الأسلحة وتزويد العصابات الإرهابية في سوريا بها. في مناخ الحريق الذي افتعلته الإدارة الأمريكية تحت عناوين خادعة، تلاقت قوى الشر والظلام على تعميم هذا الحريق والوصول به إلى أبواب سوريا، فأيقظوا كل خلاياهم النائمة في الداخل والخارج واستنفروا كل عملائهم وأعلنوا حرباً على سوريا وفق مخطط أعد في الغرف السرية المظلمة بهدف تدميرها وإسقاطها على أيدي قطعان من الإرهابيين والتكفيريين. لقد سخروا لهم المال والسلاح ومعسكرات التدريب خلف الحدود المجاورة، وجندوا فضاء واسعا من الإعلام الرخيص لإيهام العالم بأن ما يجري في سوريا هو ثورة شعبية من أجل الحرية والديمقراطية كما يزعمون. منذ عامين، وشركاء الحرب على سوريا يستميتون للوصول إلى تحقيق أهدافهم التي رسموها دون أن يفلحوا، ومنذ عامين ورؤوس المؤامرة الكونية على هذا البلد يرمون بكل أثقالهم لتأجيج الأزمة وإلقاء الحطب في أتونها. أما السوريون فهم صامدون يقبلون على التضحية ويواجهون المؤامرة بعزم لا يلين، إذ إنهم أدركوا منذ الأيام الأولى لأزمتهم أن مقاومتهم هي المستهدفة وأن مبادئهم وتشبثهم بحقوق أمتهم هي غاية الحرب وسببها. إن الحرية والديمقراطية هي خيار حر يعمل الشعب السوري على تحقيقه بملء إرادته وعلى الأسس التي تلائم قيمه، أما الإرهاب فلا يصنع إلا القتل والدمار. لذلك، قبل الشعب السوري التحدي وصمد في المعركة، فحول الأزمة وتداعياتها القاسية إلى ملحمة بطولية ما زال يكتب كل يوم أنصع سطورها، فيدهش العالم بتصديه لأقذر حرب في التاريخ البشري. |
||||||