|
|||||||
|
أنطوني كوردسمان مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إن الشكل الأكثر تهديداً للمنافسة الأمريكية الإيرانية يحصل على الساحة العسكرية والأمنية. وهذه التهديدات تحدث جراء نمو القوات العسكرية الإيرانية اللا متناظرة والتهديدات "بإغلاق الخليج" عبر التطورات الحاصلة في أنظمة إيران النووية والصاروخية والمضادة للصواريخ ومن خلال أعمال مجموعات كلواء القدس الذي ينفذ نشاطات عسكرية وشبه عسكرية في البلدان الأخرى ويدعم تشكيلة واسعة من المجموعات العسكرية كحزب الله. إن تزايد قدرات إيران للحرب في الخليج تغير الميزان العسكري في المنطقة ويؤدي إلى خطورة متنامية على المنافسة الأمريكية الإيرانية التي من شأنها أن تقود إلى مواجهة كبيرة أو حرب في الخليج، ليست لأنها مرجوة بل كنتيجة عرضية للتوتر المتصاعد وعدم الثقة. هذه المخاطر تنمو ويرتفع منسوبها جراء التوترات المتصاعدة بشأن برامج إيران النووية والصاروخية. والمنافسة العسكرية بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها تنطوي على خطورة الوصول إلى نقطة الأزمة حين تنتج إيران اليورانيوم عالي التخصيب وتطور كل التقنية المطلوبة لإنتاج الأسلحة النووية، على الرغم من الضغط المتزايد جراء العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة والأوروبيين والأمم المتحدة. وهذه الخطوات قد تؤدي إلى ضربات استباقية تنفذها إسرائيل أو الولايات المتحدة ضد منشآت إيران النووية ما من شأنه أن يُشعل حرباً في منطقة الخليج. والمواجهة المتنامية بشأن برامج إيران النووية تدفع كلا الجانبين إلى تعزيز قواته وإعداد مواطنيه لتقبل تكاليف الحرب وتنفيذ مناورات عسكرية لسيناريوهات تهديدية متبادلة وإصدار التصريحات التي تستفز الطرف الآخر. إضافة إلى ذلك، هناك خطورة جراء تهديد الضربة الاستباقية الإسرائيلية أو الأمريكية ضد منشآت إيران النووية ومحاولات إيران لمنع هكذا هجوم. في الوقت نفسه، للمنافسة العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران مجال أوسع يمتد إلى شبه الجزيرة العربية والعراق وخليج عمان والمحيط الهندي والشرق والصراع العربي الإسرائيلي وتركيا وأفغانستان وأبعد من ذلك. هي منافسة عسكرية تشمل مروحة واسعة من الدول الأخرى وأطراف غير رسمية يقوم بها الوكلاء لتصل إلى مستوى المواجهة المألوفة بين دولة وأخرى. هي منافسة حيث لا يمكن فصل دور الولايات المتحدة عن دور حلفائها، خصوصاً الدول الخليجية وإسرائيل. وهي منافسة تحاول فيها كل دولة إلى جانب حلفائها بإنكار الخيارات العسكرية للطرف الآخر وتسعى إلى تأسيس أو تعزيز قدرة الاحتواء والردع وحدود التصعيد من أجل التأثير على سلوك الدول الأخرى. وهي أيضاً مواجهة لا يمكن فصلها عن السياق الأوسع لسباق التسلح طويل الأمد في المنطقة أو عن تاريخ الصراعات الأخيرة مثل الحرب الإيرانية العراقية والجهود الأمريكية للحد من تدفق الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية إلى إيران. فتواصل إيران تعزيز قدراتها اللا متناظرة والأطراف الوكيلة فيما تسعى إلى الحصول على الأسلحة التقليدية المتطورة لاستبدال الخسائر التي تكبدتها خلال الحرب الإيرانية العراقية وتلك النابعة من صعوبات تمويل الأسلحة التقليدية المتطورة أو تطويرها أو شرائها، خصوصاً الطائرات وصواريخ أرض - جو والدفاعات المضادة للصواريخ. إن الإستراتيجية العالمية الجديدة التي أعلنتها الولايات المتحدة في أوائل العام 2012 تجعل من الشرق الأوسط وآسيا "محوَريْن" توأميْن في الخطط العسكرية الأمريكية. وهذا يقود الولايات المتحدة لبناء قواتها في الخليج وتعزيز القوات العسكرية للدول الخليجية باعتبار الأمر جزءاً مهماً من الإستراتيجية الجديدة. كما أن تلك الإستراتيجية وضعت بذل جهود دبلوماسية أمريكية لوقف برامج إيران النووية كأولوية قصوى ودفعت الولايات المتحدة إلى تعزيز الخيارات العسكرية لمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية واحتواء إيران إذا ما نجحت الأخيرة في مسعاها. وهو سبب أساسي وراء محاولة الولايات المتحدة الحفاظ على مبيعات الأسلحة العسكرية والدور الاستشاري في العراق والعمل مع دول إقليمية أخرى مثل مصر والأردن والعمل مع حلفاء مثل بريطانيا وفرنسا. وهو السبب الكامن وراء الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة من أجل تقوية حلفها مع إسرائيل وتركيا وتعزيز قدرات جديدة في مجال الدفاع الصاروخي ومواجهة القوات اللا متناظرة لإيران في الخليج. وعلى نحو حاسم، ما من سبيل لإجراء تقييم المخاطر ذات الصلة للصراع مع إيران أو المخاطر الناتجة عن التعزيز العسكري المستمر في المنطقة. فتلك المخاطر على حد سواء هي سمات أساسية للمنافسة الأمريكية الإيرانية. ولكن من المهم الإشارة إلى أن المنافسة في الحرب التقليدية واللا متناظرة وتلك التي تجري بالوكالة مرتبطة بقدرة إيران على اقتناء صواريخ أكثر فتكاً وأسلحة نووية. فإيران النووية يمكن أن تكون أكثر فاعلية في ردع تنفيذ الضربات الأمريكية أو الإسرائيلية أو الخليجية والتي ستكون ذات نتيجة أجدى إن حاولت طهران استخدام قواتها اللا متناظرة أو القوات الأخرى بُغية الضغط أو مهاجمة الحركة الملاحية عبر الخليج أو حاولت التأثير على الدول الإقليمية الأخرى. لذا، رغبة إيران في الحصول على قدرة نووية محتملة أو واقعية هي جزء أساسي من إستراتيجيتها لتحسين قدرتها في الحرب التقليدية واللا متناظرة وتلك التي تجري بالوكالة. القوات التقليدية لإيران فيما العالم يتجه للتركيز على برامج إيران النووية، يتبين أن الأنماط الحالية للمنافسة العسكرية بين إيران والولايات المتحدة وجيران إيران العرب لها أربع سمات أساسية: قوات إيران التقليدية وقوات إيران اللامتناظرة والقوات الصاروخية بعيدة المدى لإيران وأبحاث إيران من أجل الأسلحة النووية. إن المنافسة في القوات التقليدية يعود تاريخها إلى مرحلة سقوط الشاه في العام 1979. فتحافظ إيران على قوات تقليدية كبيرة مع قدرات هامة لتهديد جيرانها والتأثير عليهم. وهي تحسن قدرتها لردع العمليات البحرية والجوية الأمريكية، إضافة إلى العمليات المحتملة من قبل إسرائيل والدول الأخرى ولديها خيارات عسكرية هامة يمكن أن تستخدمها ضد العراق وأهداف في الخليج وخليج عمان ودول مجلس التعاون الخليجي. وكما أظهرت حرب إسرائيل - حزب الله واستخدام العبوات الناسفة في العراق، فإيران قامت أيضاً بتقوية وكلائها في مناطق أخرى حيث خاضت منافسة مباشرة وغير مباشرة مع الولايات المتحدة. وتسعى إيران إلى استخدام القوات التقليدية للمساعدة في التضييق على عمليات الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج، مُقلصةً القدرة الأمريكية في التأثير على خيارات طهران السياسية. وتكون النتيجة النهائية تحدياً ثابتاً ومستمراً للولايات المتحدة في المنطقة الخليجية، خصوصاً في الحرب الجوية والصاروخية والبحرية، إضافة إلى تحدي الولايات المتحدة في تقديم الدعم العسكري ونقله إلى دول مجلس التعاون الخليجي وإسرائيل والعراق. لم تقم إيران بتحديث قواتها التقليدية بالوتيرة نفسها التي أجرتها الولايات المتحدة أو جيرانها الخليجيون، لكنها تبقى على الدوام تسعى من أجل تحسين قدراتها التقليدية بطرق الغاية منها توسيع نفوذها والحد من الخيارات العسكرية الأمريكية وتأمين القدرة المطلوبة لإلحاق الذعر بجيرانها وتعزيز قدراتها الصاروخية. كما ردت إيران على القيود في قواتها التقليدية من خلال تطوير جزء غير تقليدي في جيشها، أي الحرس الثوري الإيراني، وتحويله إلى مزيج من القوات اللا متناظرة والتقليدية التي باستطاعتها حماية إيران من أي اجتياح. فقد بُني الحرس الثوري الإيراني بناءً على دروس مُستقاة من حروبها السابقة ونشاطات وكلائها وعناصر القوة الأخرى التي تدعمها، إضافة إلى الاستفادة من دروس أوسع لحركات تمرد أخرى وحروب جرت في الشرق الأوسط الأبعد. وفي المحصلة، أصبح الحرس الثوري الإيراني وقوات إيران التقليدية أكثر قدرة على شن حرب لا متناظرة ضد القوات التقليدية الأمريكية والخليجية الأخرى. هذا لا يعني أن إيران أوقفت مساعيها من أجل الحصول على المزيد من الدفاعات الجوية الحديثة أو الطائرات القتالية المعاصرة أو العمل على تعديل أو إنتاج أسلحة وذخيرة واسعة النطاق. فالولايات المتحدة تعمل على مواجهة إيران عبر حرمانها من الأسلحة التقليدية المعاصرة وتحسين قواتها وقدراتها الصاروخية وتطوير أنظمة متخصصة في مواجهة التهديدات اللا متناظرة لإيران وتعزيز قوات الدول الخليجية الصديقة، خصوصاً تلك التابعة للسعودية والإمارات. وتتنافس إيران والولايات المتحدة على حد سواء من أجل التأثير على التطوير العسكري المستقبلي للعراق. وأحرزت إيران بعض النجاحات في تحسين قدراتها التقليدية إضافةً إلى القوات اللا متناظرة التي تستطيع تطويرها. فقد استوردت إيران بشكل ناجح غواصات روسية وغواصات صغيرة كورية شمالية وطائرات هجومية سريعة وتشكيلة من الصواريخ الصينية المتطورة المضادة للسفن. واقتنت إيران صواريخ جو/جو، وجو/أرض ودفاعات جوية قصيرة المدى روسية وصينية متطورة، إضافة إلى الصواريخ المضادة للدروع. كما حصلت على طوربيدات روسية الصنع متطورة وهي تمتلك حسب التقارير أنواعاً متطورة من الألغام الروسية والصينية. كما أنها تُنشئ ببطء قدرة على تصميم وتصنيع الأسلحة التقليدية الهامة، مع تأكيد خاص على صواريخ كروز وصواريخ بحر/بحر وأسلحة أرض/جو. ولكن، أحرزت الولايات المتحدة نجاحاً معقولاً في إقناع دول أخرى على عدم بيع إيران أسلحة أساسية متطورة وحصلت على دعمهم في تمرير قرارات الأمم المتحدة التي تعوق نقل الأسلحة المتطورة إلى إيران. وهذا الأمر أجبر إيران على محاولة إنتاج الكثير من أنظمتها الخاصة مع نجاح محدود. والنتيجة النهائية مفادها أن إيران لا تزال تعتمد بشكل كبير على أسلحة ومعدات أساسية يعود تاريخها إلى أيام الشاه والتي اهترأت جراء كثرة استخدامها في الحرب الإيرانية-العراقية. ولم تصبح إيران قادرةً على الحصول على أعداد كبيرة من المدرعات والطائرات الحربية وصواريخ أرض - جو ذات المدى الأبعد أو السفن الحربية الهامة. وفي جزء منه بسبب الجهود الأمريكية، تكون معظم قوتها العسكرية التقليدية آيلة إلى الزوال أو هي مجهزة بأنواع من الأسلحة ذات قدرة أدنى. في المحصلة، تعتمد معظم المنافسة الأمريكية والإيرانية في مجال القوات التقليدية على كيفية تعاطي الدول الأخرى مع بيع الأسلحة لإيران. وقد تفاوضت إيران مع روسيا بشأن بيعها أنواع متطورة من الطائرات الحربية الحديثة وصواريخ بر/ جو والدفاعات المضادة للصواريخ البالستية. كما أنها تسعى جاهدةً للحصول على أنظمة متطورة من بلدان أخرى. ومع فعاليتها الأكثر الأهمية في شبكات القيادة والسيطرة، ركزت إيران على الحصول على الحواسيب والأنظمة التي تسمح لها بدمج أسلحتها. الحرب اللا متناظرة وغير النظامية بذلت إيران جهوداً أكثر نجاحاً من أجل تحسين قدراتها للحرب اللا متناظرة ومن أجل استخدام هذه القوات للضغط أو التهديد أو مهاجمة القوى الأخرى بحيث تجد الولايات المتحدة صعوبة في مواجهتها. وقد ركزت الجهود الإيرانية تلك على تحسين قدرة الحرس الثوري الإيراني، وقد كان لهذا الأمر أثر على جميع سمات الجهود العسكرية والأمنية الإيرانية. وأي سلاح وأي نوع من القوة يمكن استخدامه في وسائل لا متناظرة أو غير نظامية أو هجينة، بدءاً من الوكيل الإرهابي ووصولاً إلى السلاح النووي. وقد أظهرت إيران قدرتها على استخدام قواتها في الحرب اللا متناظرة وغير النظامية في عدد من الوسائل: - حرب ناقلات النفط الإيرانية مع العراق - تسريب النفط ونشر الألغام في الخليج - استخدام لواء القدس في العراق - سلسلة مناورات الحرس الثوري والمناورات البحرية/الجوية في الخليج وخليج عمان - الاستخدام الإيراني لطائرات بدون طيار فوق العراق - تمويل وتدريب حزب الله، بما في ذلك منح حزب الله طائرات بدون طيار وصواريخ بعيدة المدى وصواريخ متطورة مضادة للدروع مثل الكورنت - الحوادث والمظاهرات خلال الحج في مكة - نقل المتفجرات والعبوات الناسفة المتطورة الأخرى إلى جيش المهدي وغيره في العراق؛ تدريب المتمردين العراقيين - إدخال الأسلحة إلى غربي أفغانستان - إرسال شحن من الأسلحة إلى حماس ومتطرفين فلسطينيين آخرين - إرسال الأسلحة وتدريب نظام الأسد في سوريا - دعم المجموعات الشيعية في البحرين والسعودية - اختبار الصواريخ البالستية بعيدة المدى والتجارب الفضائية؛ توسيع مدى البرامج الصاروخية. إظهار تصور إيراني عام باحتمال تنفيذ هجمات صاروخية ضد إسرائيل التي تظهر بشكل غير مباشر قدرة إيران على مهاجمة جيرانها - حجز الحرس البحري للمراكب البريطانية، مواجهة البحرية الأمريكية - سلسلة طويلة من مناورات الحرس الثوري والجيش الإيراني في الخليج، مظهرةً قدرة مهاجمة الأهداف الساحلية والملاحة والمنشآت الساحلية - التفجيرات المزعومة ومحاولة تنفيذ هجمات تستهدف الإسرائيليين في بلغاريا وجورجيا وتايلاند والهند - استخدام لواء القدس خارج المنطقة (أمريكا اللاتينية، أفريقيا) لا يمكن فصل الجهود العسكرية الإيرانية لمنافسة الولايات المتحدة وجيرانها الخليجيين عبر تطوير القدرات من أجل الحرب اللا متناظرة عن تشديد إيران على الصواريخ وأسلحة الدمار الشامل. وكلاهما يُعوض حدود قواتها التقليدية والعمل كبديل. علاوة على ذلك، إذا ما حصلت إيران، أو لُمس أنها ستحصل على الأسلحة النووية، فهذا من شأنه أن يكون له بعض التأثير على ردع أي رد لاستخدام إيران للحرب اللا متناظرة. فجيران إيران، إضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، عندها على الأقل سيأخذون بعين الاعتبار خطورة أن تقوم إيران بالتصعيد. وقامت إيران بقطع خطوات معقولة في استخدام الوكلاء لتقويض التواجد والنفوذ الأمريكي في البلدان الإقليمية. وتشمل الأمثلة الدعم الإيراني للمجموعات المليشياوية الشيعية في لبنان مثل حزب الله والجهاد الإسلامي، الذي أدى إلى تفجيرات العام 1983 التي استهدفت ثكنات البحرية الأمريكية في بيروت وحتى أنها دفعت بالتواجد العسكري الأمريكي ليصبح خارج البلاد. ومؤخراً، قدمت إيران الدعم المادي الشامل والتدريب للمليشيات الشيعية في العراق بعد العام 2003، ما أدى إلى عرقلة مهمة قوات التحالف إضافة إلى إنشاء معضلة أمام تأسيس دولة عراقية مستقرة. لقد أدى تطور إيران في الحرب اللا متناظرة بالولايات المتحدة للرد عبر السعي إلى بسط الهيمنة التصعيدية وتنفيذ إجراءات مضادة للتكتيكات الإيرانية على حد سواء. من ناحية التصعيد، أوضح القادة العسكريون الأمريكيون مراراً وتكراراً أن الولايات المتحدة تتمتع بالقدرة الكافية من أجل قمع شبكة الدفاع الجوي الإيرانية وضرب أهداف في إيران من خلال صواريخ كروز والهجمات الجوية إذا ما شهد الوضع العسكري تصعيداً. وقد أصبح هذا التهديد جلياً عبر نقل حاملات الطائرات إلى الخليج يرافقها عدد متزايد من الطائرات (من ضمنها طائرات أف-22). كما أجرت الولايات المتحدة المناورات ودفعت باتجاه تقنيات جديدة من أجل منافسة التهديدات اللا متناظرة الإيرانية. وكانت مناورة الإجراءات المضادة للألغام الدولية، التي انتهت في أيلول 2012 وكانت رسمياً مناورة دفاعية صرفة، تهدف إلى إظهار قدرات الولايات المتحدة المضادة للألغام وتبيان عدد الدول التي يمكن أن تدعم الولايات المتحدة ضد إيران في حال استهدفت الأخيرة الخليج. إضافة إلى ذلك، كانت الولايات المتحدة تعرض أسلحة من شأنها أن تعيق أسراب الزوارق الصغيرة والصواريخ التي تمتلكها إيران وتكشف عن السفينة الحربية الساحلية وتظهر أسلحة خفيفة مثل سبايك القادر على استهداف أهداف عدة بشكل فعّال. المناطق الموسعة للعمليات والنفوذ إن التركيز الإستراتيجي للمنافسة العسكرية الأمريكية الإيرانية يستند على جهود إيران لبناء قدرات عسكرية في الخليج ومضيق هرمز وخليج عمان. ولكن، استخدمت إيران أيضاً أدوات مثل لواء القدس ودعمت المتطرفين أو المجموعات المسلحة في مناطق عديدة أخرى، من ضمنها غزة وأفغانستان وأمريكا اللاتينية. وصرحت القيادة الوسطى الأمريكية وضباط أمريكيون رفيعو المستوى علناً أن لإيران قدرة محدودة في إيقاف معظم الملاحة التجارية عبر الخليج لفترة قصيرة. وبالتحدث عن قدرة إيران لإغلاق مضيق هرمز، صلة الوصل الإستراتيجية التي تربط خليج عمان بالخليج، صرّح رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في كانون الثاني 2012 أن الإيرانيين استثمروا إمكانات قادرة في الواقع على إغلاق مضيق هرمز لفترة من الوقت. ومؤخراً في آب 2012، ظهر ديمبسي ووزير الدفاع ليون بنيتا سوياً على شاشة السي بي أس. فكرّر ديمبسي كلامه أن إيران لديها القدرة العسكرية على إغلاق مضيق هرمز لفترة من الوقت، لكن الولايات المتحدة ستعمل على إعادة فتحه. وأضاف بنيتا أن الولايات المتحدة لن تتهاون في مسألة إغلاق المضيق، قائلاً إن هذه المسألة خط أحمر وستؤدي إلى رد عسكري. هناك شكوك عديدة بأن إيران الآن لديها مزيج من القوات التي باستطاعتها تنفيذ هجمات منخفضة الوتيرة ومضايقات لفترات ممتدة بطرق من شأنها أن تصعب الأمر على الولايات المتحدة وحلفائها للرد بشكل فعال عبر التصعيد بطريقة يمكن أن تبدو مبررة. فقد بذلت إيران مجهوداً معقولاً على أسلحة يمكن إنكارها، ما يسمح لها باستهداف ناقلات النفط وزرع الخلاف بين الحلفاء الأمريكيين وضرب أهداف مدنية حول العالم، مع تهديد المصالح الأمريكية فيما يمكن إنكار المسؤولية. الصواريخ وأسلحة الدمار الشامل تُعد إيران قوة صاروخية كيميائية ولديها صواريخ بعيدة المدى ويمكن أن تكون تعمل على تطوير أسلحة بيولوجية ويبدو أنها تسعى إلى الحصول على الأسلحة النووية لمواجهة قدرة الولايات المتحدة على تهديدها وردعها، إضافة إلى سعيها لكسب النفوذ على جيرانها. وتسعى الولايات المتحدة في المقابل من أجل منع إيران من اقتناء الأسلحة النووية والصواريخ بعيدة المدى فيما تعمل في الوقت نفسه من أجل تطوير الخيارات بُغية ردع إيران وتحقيق الدفاع ضدها إن هي نجحت في مسعاها. وفي تقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الثاني 2011 وتقارير جديدة في العام 2012، وردت مؤشرات قوية تدل على أن إيران تعمل منذ منتصف الثمانينات من أجل الحصول على الأسلحة النووية. وتظهر تقارير الوكالة الدولية وغيرها من التقارير أن إيران أقامت منشآت نووية تحت الأرض الغاية منها إبقاؤها سريّة وبدا أن لديها اهتمام شديد في تصميم الرؤوس الحربية النووية من أجل صواريخها البالستية. وتظهر التقارير أيضاً أن إيران تحرز تقدمات في تصميم أجهزة الطرد المركزي التي من شأنها أن تزيد بشكل كبير من قدرة التخصيب إضافة إلى أن هذا الأمر يجعل من السهولة على إيران إنشاء مواقع صغيرة مشتتة يصعب اكتشافها. وحتى إن وافقت إيران على نشاطات تفتيش الوكالة الدولية وكانت عُرضة لبعض أشكال الهجوم الاستباقي، فإن قاعدتها التكنولوجية المتنامية ستستمر في البحث عن خيارات جديدة لإخفاء برنامج الأسلحة النووية و/أو عبور حافة القدرة النووية. |
||||||