|
|||||||
|
أكدت درسة صادرة عن معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، التابع لجامعة تل أبيب، إن التوصل إلى سلامٍ مع الفلسطينيين في المستقبل المنظور هو من رابع المستحيلات، ذلك لأن المجتمع الفلسطيني ليس مستعدا بعد للتخلي عن الهدف المشترك لجميع الدول العربية وهو الذي كان قائمًا حتى قبل تأسيس الدولة العبرية: منع دولة يهودية، والآن القضاء عليها، على حد تعبير الدراسة. وحذرت الدراسة من أن ممارسة الضغوطات على إسرائيل سيكون لها تداعيات سلبية للغاية، منها، على سبيل الذكر لا الحصر، تعزيز الشعور لدى الفلسطينيين بأنه من الممكن القضاء على إسرائيل من ناحية وتقويض فرص السلام من ناحية أخرى، وتعترف الدراسة الإسرائيلية بأن ما أسمته بالتشخيص الإستراتيجي المعروض هنا لا يُثير التفاؤل، والسيناريو ليس إيجابيا، ولكن المأمول هو أنْ ينشأ الجيل الفلسطيني الذي يقود شعبه بعيدًا عن الحروب، ولكن الدراسة تُشكك في وجود قيادات شابة على استعداد لأداء هذا الدور. ولفتت الدراسة أيضا إلى أن التشخيص الإستراتيجي المطروح في هذه الدراسة لا يُبشر بالخير للدولة العبرية، الأمر الذي يعني أنها ما زالت في وضعٍ خطير، وربما سيزداد هذا الوضع سوءًا إلى حد كبير الأمر الذي سيجعل السلام مستحيلاً مع الفلسطينيين، ومع ذلك تؤكد الدراسة على أن التعامي عن الواقع المرير، الذي تم عرضه لا يعود بالفائدة على إسرائيل، ولكن السلام لا يُمكن أنْ يتحقق عن طريق التظاهر أوْ عن طريق الأمل بأنه سيتحقق. لا وجود لإسرائيل عندما دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى تخيل العالم بدون إسرائيل تعرض لهجوم إعلامي وصل إلى حد القدح والذم واتهامه بمعاداة السامية والمطالبة بمحاكمته. ولكن بالرجوع إلى التقارير الإخبارية الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني، فإن مستشار الأمن القومي السابق وأشهر وزير خارجية في تاريخ الإدارة الأمريكية هنري كيسنجر وستة عشر مؤسسة أبحاث أمريكية أجمعت بالموافقة على أنه في المستقبل القريب لن تكون إسرائيل موجودة. ونقلت الـ"نيويورك بوست" قول كيسنجر حرفياً: "لا وجود لإسرائيل في غضون عشر سنوات".. لأنه وبكل بساطة قال حقيقة ساطعة نصها: "في عام 2022م لن تكون إسرائيل موجودة". والملفت في الأمر أن مجموعة مؤسسات الأبحاث الأمريكية وافقت على ذلك، ربما ليس بالتمام سيكون تاريخ انتهاء إسرائيل في عام 2022 م. وفي التفاصيل فإن ست عشرة مؤسسة بحث أمريكية تبلغ ميزانيتها الإجمالية سبعين بليون دولار أصدرت بحثاً تحليلياً مشتركاً في 82 صفحة في هذا التقرير لاحظت تلك المؤسسات أن سبعمائة ألف (700000) مستوطن إسرائيلي يقطنون بشكل غير قانوني على أرض مسروقة في عام 1967 م. تلك الأرض التي يعترف ويتفق كل العالم على أنها تعود للفلسطينيين وليس للإسرائيليين، وترفض إسرائيل أن تخليها وتتركها بسلام. وعليه فإن العالم لن يقبل إطلاقاً استمرار وجودهم على أرض مسروقة. إن إسرائيل اليوم تشبه أفريقيا الجنوبية أواخر عام 1980 م. إن حكومة إسرائيل الحالية بقيادة تحالف الليكود المتطرف تعتبر في نظر مؤسسات الفكر والبحث الأمريكية مشجعة وداعمة لشغب وعنف هؤلاء المستوطنين غير الشرعيين. وقال التقرير إن وحشية وإجرام المستوطنين وممارسة سياسة التمييز العنصري المتصاعدة من قبل حكومة إسرائيل، بما فيها جدار العزل العنصري، ونظام الأمن الوحشي المتمثل في تزايد عدد الحواجز ونقاط التفتيش غير المقنعة وغير المبررة هي مضادة للتقاليد والقيم الأمريكية. وأجمعت مؤسسات الفكر والبحث الست عشرة على أن إسرائيل لن تستطيع الصمود طويلاً أمام شعوب الربيع العربي المؤيدة للفلسطينيين، وأمام الصحوة الإسلامية، وظهور جمهورية إيران الإسلامية. في الماضي كان حكام المنطقة الدكتاتوريون يشكلون غطاءً حاجزاً بين شعوب المنطقة وبين إسرائيل. ولكن بدأ هؤلاء الدكتاتوريون يتساقطون منذ سقوط شاه إيران المؤيد لإسرائيل عام 1979 م ونشوء جمهورية إيران الإسلامية الديمقراطية، لأن حكوماتها ليس أمامها إلا خيار الانحياز لمشاعر وتوجهات شعبها في معارضتها لإسرائيل. وعلى نفس المنوال فإن تساقط الدكتاتوريات التي عملت مع إسرائيل، أو على الأقل الحكومات التي كانت تتسامح مع إسرائيل بدأت بالزوال، والنتيجة هي نشوء حكومات أكثر ديمقراطية، وأكثر ميلاً للتوجهات الإسلامية، وأقل صداقة مع إسرائيل. وقال التقرير في ضوء هذه الحقائق المستجدة، فإن الحكومة الأمريكية وبكل بساطة لن تكون قادرة على استمرار دعم إسرائيل عسكرياً ومالياً بنفس الزخم ضد رغبات وتوجهات البلايين في الدول المجاورة لإسرائيل. ولأجل إنشاء علاقات طبيعية بين 57 دولة إسلامية اقترح التقرير أن تنصاع الحكومة الأمريكية لمصالح شعبها وتوقف الدعم السخي عن إسرائيل. والمثير للانتباه الممتع في ذلك أنه لا هنري كيسنجر ولا الست عشرة من مؤسسات البحث والفكر المؤلفون لهذا التقرير لم يبدوا أي إشارة إلى أنهم سوف ينعون إسرائيل أو يندبون حظها أو يأسفون لمصيرها. وهذا ملفت للنظر على اعتبار أن هنري كيسنجر يهودي الأصل، وكان دائماً ينظر إليه على أنه صديقٌ لإسرائيل (وإن جاز القول صديق صارم في صداقته لإسرائيل) وأن جميع الأمريكيين ومنهم من عملوا بهذه المؤسسات وكتبوا هذا التقرير واقعون اليوم تحت تأثير الإعلام الأمريكي المؤيد بقوة لإسرائيل. إن الأمريكيين المهتمين بالسياسة الخارجية والدولية – ومنهم كيسنجر ومؤلفو هذا التقرير تزداد قناعتهم بصلف إسرائيل ويزداد تعجبهم من تعنتها وعنادها. كما أن تصرف نتنياهو الغريب في الأمم المتحدة والذي سُخِر منه على نطاق واسع وذلك عندما رسم كاريكاتير قنبلة نووية وشهرها واضعاً عليها خطافات وخطاً أحمراً بطريقة ساخرة تشبه تماماً منظره الساخر والذي بدا كمظهر "الصهيوني الأحمق" حيث كان يمثل آخر السلسلة من قادة إسرائيل الذين يخادعون العالم بالانبطاح والتمويه بالضرب بالأيدي. العامل الثاني هو شعور الأمريكيين بالاستياء من الدُّمل المقيِّح وهو اللوبي الإسرائيلي المتغطرس والمسيطر على الرأي العام الأمريكي. ففي أي وقت يتم إزاحة أي صحفي أمريكي يخرج عن وجهة النظر الإسرائيلية كما حدث لــ Helen Thomas و Rick Sanchez وكأنه (أي اللوبي) يعمل بالخفاء متموجاً بين مد وجزر كأمواج البحر تندفع بقوة من تحت سطح المحيط وتتزايد في عنفها. وفي كل وقت يصفع اللوبي الصهيوني ويهين أي صحفي يخرج عن المنظور الإسرائيلي كما حدث لــ Maureen Dowd الذي لاحظ أخيراً ولفت الانتباه إلى أن اللوبي الإسرائيلي هو الذي دفع الولايات المتحدة للتورط في غزو العراق، ويريد تكرار نفس السيناريو مع إيران. السبب الثالث الذي يجعل كيسنجر لا يندب حظ إسرائيل التي يتوعدها الزوال هو أن جماعات التعاون الأمريكي اليهودي لم تعد مجمعة على دعم إسرائيل وبشكل خاص في ظل هذه الحكومة المتطرفة بقيادة الليكود. الصحفيون اليهود المرموقون والمحللون مثل Phlip Weiss اعترفوا بحماقة هذه القيادة الحالية ومأزقها المحبط. واستناداً إلى تقارير حديثة لم تعد هذه القيادة تلقى قبولاً في أوساط الشباب اليهودي الأمريكي ولم يعودوا يكترثوا بمصير إسرائيل. إذ وعلى الرغم من محاولات نتنياهو المسعورة للتأثير على مزاج الناخب اليهودي الأمريكي ليصب في صالح المرشح الجمهوري ميت رومني إلاّ أن صناديق الاقتراع أظهرت أن معظم أصوات اليهود ذهبت لصالح باراك أوباما الذي صرح يوماً ما أنه "يكره نتنياهو الكذاب". وأخيراً هنالك سبب إضافي يبدو أقل وضوحاً ولكنه أكثر أهمية وقوة وفاعلية وهو السبب الرئيس الذي جعل كيسنجر والــ(C.I.A) لا يندبون ولا يأسفون على اختفاء إسرائيل في المستقبل، وهي المعلومات التي بدأت ترشح بالقطارة مفادها أن إسرائيل وحلفاءها من المؤيدين لها هم وراء أحداث 11/9 التي حدثت بالولايات المتحدة وليس الراديكاليون الإسلاميون. علاوة على ذلك فإن هذه المعلومة لا تصدر عن مجموعات معادية للسامية، ولكنها تتردد على ألسنة مراقبين من مستويات مرموقة ومطلعة صرحوا بذلك ومنهم Alan Sabrosky مدير كلية الدراسات الإستراتيجية في الجيش الأمريكي حيث يقول "أنه ناقش هذا الأمر مع طلابه وهو اقتناعه بنسبة 100% أن إسرائيل وحلفاءها هم من فعلوا الأحداث في 11/9". وكذلك Alan Hart كبير مراسلي الـ(بي بي سي) في الشرق الأوسط (الصديق الشخصي لغولدا مائير وياسر عرفات) والذي يقول أن إسرائيل وحلفاءها هم من نسقوا وخططوا لعملية 11/9. السبب الرئيس وراء أحداث 11/9 هو "ختم العلاقة الإسرائيلية الأمريكية بحبر الدم" لتكون علاقة ذات روابط ووشائج قوية عصية عن الكسر، ودعوة ملحة للعطف على إسرائيل لحفظ بقائها وسط هذه الغابة من الأعداء المحيطين بها. وذلك بجر الولايات المتحدة إلى حروب طويلة المدى على الدول التي تشكل خطراً على إسرائيل. وعلى خلفية أحداث 11/9 اعتقل البوليس الأمريكي إسرائيليين كانوا يرقصون فرحاً بمناسبة الأحداث وحاولوا يومها إقناع البوليس بقولهم "إن أعداءنا هم أعداؤكم, إن أعداءكم هم الفلسطينيون". ولكن المزيد والمزيد من الأمريكيين ومن ضمنهم مؤسسات البحث والفكر كلهم مقتنعون بأن أعداء إسرائيل (واحد ونصف مليار شخص من الشعوب الإسلامية حول العالم ومعظم العالم غير الأوروبي) لا يمكن أن يكونوا أعداءً للولايات المتحدة. في الحقيقة فإن الولايات المتحدة قد تعرضت سمعتها للخدش والكسر وفقدت الآلاف من مواطنيها في الحروب من أجل إسرائيل علاوة على المساعدات الباهظة على حساب المواطن الأمريكي وعلى حساب المصالح القومية الأمريكية. ومن هذه المصالح بالطبع شراء النفط والغاز من أقطار تتمتع بالاستقرار وتديرها حكومات متعاونة. وحيث أن القناعة في أن إسرائيل وراء أحداث 11/9 وليس الراديكاليون الإسلاميون أصبحت تتنامى يوماً بعد يوم، حيث يعتبر هذا عملاً دموياً جباناً وغادراً، وخيانة عظمى من قبل إسرائيل ومؤيديها، سيصبح الأمر أكثر سهولة على صانعي السياسة الأمريكية أن يتبعوا خطوات هنري كيسنجر وست عشرة مؤسسة بحث وفكر أمريكية بالتحقق بوضوح بأن "إسرائيل وصلت نهاية الخاتمة لحياتها". إسرائيل لعنة من الله كان لافتاً جداً التحرك المحموم الذي تقوم به جماعات يهودية لا ترى في إسرائيل إلا لعنة من الله.. لا يرون في قيام "دولة إسرائيل" إلا مخالفة صريحة لنصوص التوراة... ومن هذه الجماعات جماعة (ناطوري كارتا) وهي الأشهر بين هذه الجماعات اليهودية التي ظلت على عدائها لإسرائيل باعتبارها مشروعا صهيونيا لا يمثل التراث اليهودي أو التعاليم اليهودية. وتعد جماعة (ناطوري كارتا) أو حراس المدينة أكبر الجماعات اليهودية الدولية التي بقت على عدائها لإسرائيل والحركات الصهيونية؛ حيث ترى هذه الجماعة التي أسست عام 1935م أن الصهيونية أخطر المؤامرات الشيطانية ضد اليهود وأن إسرائيل دولة غير مشروعة. ولجماعة ناطوري كارتا نمطهم الاجتماعي والاقتصادي الخاص بهم، ويقع مقرهم الرئيس في بروكلين في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، كما توجد لهم تجمعات رئيسة أخرى في تل أبيب والقدس وبريطانيا وأستراليا ودول أخرى عديدة. وقد أرسلوا إلى الأمم المتحدة عام 1948م رسالة احتجاج يعلنون فيها رفضهم قيام إسرائيل، ويرفضون الاعتراف بها حتى الآن، كما يعدون يوم إعلان إسرائيل يوم حداد ينكسون فيه الأعلام، ويسيّرون فيه المظاهرات، ويصدرون البيانات المعادية لإسرائيل والصهيونية. وقد بدأت (ناطوري كارتا) في الآونة الأخيرة في إعادة تنظيم صفوفها من جديد؛ حيث ينادون بإسقاط إسرائيل، وإعلان الدولة الفلسطينية على كامل تراب فلسطين، وتدويل القدس. ونظموا عدة مسيرات، وأصدروا بيانات تصف إسرائيل بالعنصرية والدموية. هذه الحركة اليهودية المعارضة تدعو إلى الرجوع إلى الديانة اليهودية المحقة التي تنص على عقاب الله لليهود بالطرد من الأرض.. ويقول المتحدث الرسمي باسمهم الحاخام يزرائيل ديفيد وايس: "اليهودية دين من آلاف السنين له كتاب التوراة من الله للشعب اليهودي، والشعب اليهودي يتبع التوراة دائما، كتاب التوراة يقول: إن الجيش اليهودي أعطى أرضاً، ومن يرتكب الخطيئة يخرج من الأرض، وكتب الأنبياء تقول بكل صراحة: إننا طردنا بسبب خطيئتنا من تلك الأرض، كل يهودي يعترف بذلك، نحن نقول ذلك في صلواتنا، بسبب أخطائنا طردنا من الأرض، هذا اعتقاد يهودي، اليهود قبلوا بهذا العقاب من الله، وقبلوا أن يعيشوا بين الأمم بسلام وباحترام القانون في كل بلد يقيمون فيه. إلى مائة سنة تقريبا عندما جاءت حركة الصهيونية، وجاءت حركة الإصلاح التي تركت الديانة اليهودية التي تتبع التوراة، من هنا ولدت حركة الصهيونية، هؤلاء لم يكونوا متدينين. وترى جماعة (ناطوري كارتا) أن الديانة اليهودية لا علاقة لها بما تفعله إسرائيل، بل تتبرأ منه... وأن قيام إسرائيل أساساً كان اختراقاً من الصهيونية... لكن لماذا اليهودية؟ لماذا لم يخترقوا ديانة أخرى؟ يجيب الحاخام (وايس) لقناة الجزيرة في حوار معه: ببساطة لقد كانوا يهوداً، ولدوا يهوداً، وأرادوا أن يحولوا اليهودية التي كانت تمنعهم من التمييز من شعوب أخرى. لأن الناس كانوا ينظرون إليهم كيهود، وأرادوا الابتعاد عن ذلك التمييز، وبذلك قاموا بتحويل اليهودية من دين روحي قدسي إلى حركة وطنية علمانية، كيان علماني أن نقيم دولة ونحمي أنفسنا، ولا يزعجنا أحد، هذه بالنسبة إلينا كفر بالله. إلى زمن الحرب العالمية الثانية، كان اليهود يعارضون الصهيونيين ويطردونهم من الجامعات، ومن المجتمعات، كل اليهود كانوا يعرفون أن الصهيونية ضد الله في أن تقيم دولة؛ لأنها تعارض حكم الله، ولذلك قبل قيام "دولة إسرائيل" كان اليهود يعارضون الذهاب إلى فلسطين وإقامة دولة قبل أن يقوم أي ضرر ضد الفلسطينيين، أو ضد أي شعب آخر. قال الحاخامات: أنتم تقتلون اليهودية. إنكم تحولون اليهودية من دين روحي إلى دولة... إلى أمة علمانية. هذه ستأتي عليكم بمصائب كبيرة. يقول يزرائيل ديفيد وايس: "نحن ندعو حتما بالتأكيد لإزالة دولة إسرائيل بالكامل، ليس كما قالت اتفاقات أوسلو أو غيرها من الاتفاقيات التي تقول إنه يجب أن تكون هناك دولتان، لأننا نحن نعمل بموجب التوراة.. لسنا حركة سياسية.. بموجب التوراة نحن كيهود محظور علينا أن يكون لدينا دولة على حساب الشعب الفلسطيني صاحب الأرض.. نريد أن نعيش تحت ظل الفلسطينيين... تحت حكم الفلسطينيين، ونقول إنه لن يكون هناك نجاح للسلام طالما أن هناك دولة صهيونية، أو ما يسمونه دولة عبرية.. نعم نحن نقول وقلنا هذا أيام أوسلو، تظاهرنا في واشنطن، وفي مدريد وقلنا إن هذه الاتفاقيات لن تكون ناجحة ولن تأتي بالسلام، لأنه طالما أن هناك دولة فهذا تمرد ضد الله، والتمرد لا ينجح، الناس نظروا إلينا على أننا راديكاليون في ذلك الوقت... "...الحاخامات الكبار في حركتنا قالوا إنه لا يجب العيش في ظل الصهيونية، هناك عشرات الآلاف تركوا فلسطين حتى لا يعيشوا في ظل الصهيونية، هناك منهم في لندن ونيويورك، وهناك مدرسة فكرية أخرى في الجالية اليهودية لا تريد أن تترك إسرائيل على أساس أنها تريد أن تحارب الصهيونية من الداخل، ويقومون بالتظاهر، ودائما يعارضون الصهيونية.. ولكن؛ هل من هاجر إلى فلسطين يستحق غضب الرب؟ أجاب وايس: أنا لا أحكم بما يقول الله، ولكن الله يقول بوضوح: إن من يخالف التوراة فإنه يتعرض لغضب الله، إن الذهاب إلى فلسطين كالصهيوني، وتقوية الحركة الصهيونية هذا يأتي على الإنسان بغضب الله، ونحن نعارض الهجرة إلى فلسطين، هذه كانت غلطة، أنا لا أقول ذلك، لكنه موجود في الإنجيل. يقول يزرائيل وايس: "إن دولة إسرائيل سوف تنتهي لا محالة لأنها ضد الله، الله لا يريد إسرائيل. كابوس نهاية إسرائيل من جديد يثير أحد الأعمال الدرامية المنتجة داخل الكيان الصهيوني ذعر الإسرائيليين ويجعلهم يفكرون في النهاية المتوقعة للكيان الصهيوني. حيث قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن حالة من القلق تسود أوساط الإسرائيليين خصوصاً المهاجرين الجدد منهم والذين قدموا حديثا إلى فلسطين المحتلة بسبب بث فيلم سينمائي يحمل عنوان "عام 2048" في مهرجان القدس للأفلام السينمائية وذلك لأن الفيلم يحكي عن نهاية إسرائيل وزوالها من الوجود وهو الهاجس الذي يطارد كل مستوطن صهيوني. وعلى الرغم من أن التلفزيون الإسرائيلي رفض عرض الفيلم على أي من قنواته وعلى الرغم من أن إسرائيل وضعت الكثير من العراقيل أمام عرض الفيلم في أي من القاعات السينمائية إلا أن تفاصيل الفيلم وصلت تقريباً لكل يهودي في الكيان الصهيوني. وقال مخرج الفيلم ـ وهو يهودي يحمل الجنسية الإسرائيلية ويدعى كفتوري ـ لصحيفة "الجروزاليم بوست" الإسرائيلية: "أشعر أننا نسير في الاتجاه الخاطئ ونهدد بتدمير الدولة.. وهذا لا يأتي بموجب تهديد خارجي، بل من الداخل وعلى رغم أن كفتوري يرى أن إسرائيل قوية ومؤمنة، إلا أنه لاحظ أنها مقسمة وتضم مجموعات متنازعة من الناس لا يراعي أي منهم الآخر، فيما يقدم في شريطه صورة خيالية كالحة للمستقبل الذي ينبئ بزوال المجتمع الإسرائيلي بعد 38 عاماً من خلال قصص شخصيات مختلقة يعرضها ضمن رؤيته. وتدور أحداث الفيلم عام 2048، بعد نهاية إسرائيل، حين يعثر شاب على شريط سجله جدُّه عام 2008، في وقت الأزمة التي يمر بها المجتمع الإسرائيلي، دون تحديد السبب المؤدي إلى زوالها، فيقابل الشاب خمسة من المهاجرين الإسرائيليين ويسألهم عن سبب زوال "دولتهم"، ويشرح أحدهم وهو حاخام، أن تيودور هرتزل (مؤسس الصهيونية وعراب الدولة) كان في مهمة من الرب وانتهت المهمة، ويرى مهاجر آخر أن نظام التعليم كان السبب، ويشير ثالث بشكل غامض إلى نهاية عنيفة، دون التمييز: هل مصدر العنف هو حرب أهلية أم غزو خارجي، ويرى المخرج أنها جميعاً تمثل أسبابا للانهيار. وطوال الفيلم، الذي يستغرق 50 دقيقة، لم يقدم المخرج أي حلول ولا أسباب محددة لزوال إسرائيل لكنه ركز على جوانب مثالية معينة بطريقة تثقيفية، مشدداً على أنه لا يحمل أية رسائل سياسية من وراء إنتاج ورفض التلفزيون الإسرائيلي بث الفيلم على الرغم من محاولات كفتوري المتتالية، فيما اندهش من الحضور الكثيف الذي جاء لمشاهدة العرض الأول للشريط في القدس المحتلة. الجدير بالذكر أنه يندر أن تجد أديباً أو كاتباً إسرائيلياً واحداً لم يكتب عن نهاية الكيان الصهيوني واختفائه من الوجود ولعل أبرز ما كُتب في هذا الإطار هي رواية الآن ينتهي إرسالنا والتي تم نشرها في بداية الألفية الثالثة وتحكي عن نهاية الكيان الصهيوني على يد الجيوش الإسلامية بعد أن توحدت تحت لواء الإسلام واختفت الخلافات السياسية بين كل الدول الإسلامية والغريب أن القصة رغم تأليفها في مطلع عام 2000. وكان عزرا وايزمان هو رئيس دولة الكيان إلا أن المؤلف قال في كتابه أن إسرائيل ستنتهي عندما يكون شيمون بيريز رئيسا للدولة حيث يطلق هو الاستغاثة الأخيرة من على ظهر أحد المراكب الإسرائيلية وفيها يوجه حديثه للولايات المتحدة الأمريكية قائلا أنقذوا إسرائيل قبل أن تغرق السفينة وينطق الصوت الآلي للإذاعة الإسرائيلية قائلا: "الآن ينتهي إرسالنا ". وفى تفاصيل القصة يقول المؤلف أن الأمر يبدأ مع تعنت رئيس الحكومة الإسرائيلية ورفضه كل مبادرات السلام التي يقدمها له العرب والمسلمون فيعقد القادة المسلمون اجتماعا يعلنون في نهايته الحرب على إسرائيل وسرعان ما تصل القوات الإسلامية إلى الحدود الإسرائيلية وفي حين تتمكن قوات الصاعقة المصرية من التوغل من الجنوب فإن القوات الفلسطينية تبدأ في ضرب إسرائيل في عمقها في الوقت الذي تبدأ فيه القوات السورية والأردنية في الإغارة على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية الأمر الذي يثير ارتباك الجيش الإسرائيلي ويجعله عاجزا عن الصمود ليفاجأ العالم بوحدات الجيش الإسرائيلي تعلن استسلامها الواحدة بعد الأخر لتنتهي إسرائيل عمليا خلال أقل من شهر على بدء الحرب. وفي كتابه الشهير "مواجهة هتلر" كتب رئيس الكنيست الإسرائيلي الأسبق أبراهام بورج يتحدث عن النهاية حيث يقول بورج: في تاريخ اليهود الوجود الروحي أزلي بينما الوجود السياسي مؤقت وإسرائيل مؤقتة. ويتابع قائلا بأن الشعب اليهودي جوال منذ البداية وإسرائيل محطة على الطريق. "وإذا سألنا أصدقائنا في إسرائيل هل هم متأكدون بأن أولادهم سوف يعيشون هنا, كم عدد الذين سوف يقولون نعم؟. لا تصل النسبة إلى 50% والجواب على السؤال ما العمل هو على كل إسرائيلي الحصول على جواز سفر أجنبي إن استطاع لأن فكرة دولة يهودية غير مقبولة غير ناجحة تعريفها بأنها دولة يهودية هو مفتاح نهايتها، والأسوأ من ذلك هو دولة يهودية ديمقراطية...إنها نايتروغليسيرين" "سريعة الانفجار ". ويقول بورغ "عاش اليهود في ألمانيا ألف سنة مدهشة ورائعة وانتهت فان مستقبلنا ومحطتنا النهائية هي في أمريكا حيث خلق اليهود هنالك وضعا من الممكن أن يكون الغوي "Goy" (غير اليهودي) والدي وأمي وابني وشريكي. الغوي هنالك ليس عدائيا بل حاضنا وهذا يعني ظهور تجربة يهودية في الاندماج وليس الفصل وهذا شيء مفقود هنا حيث الغوي كما كان في الغيتو مجابهاً وعدائياً". يؤكد الكاتب نهاية إسرائيل الحتمية ويقترح خياراً واحداً فقط! لليهود في إسرائيل وهو الهجرة إلى أمريكا. ولكن هذا ليس الخيار الأوحد برأيه لأن هنالك خياراً آخراً، فليرحل من يريد الرحيل وليبقى من يريد البقاء. كان هنالك دائماً يهود يعيشون في العالم العربي كأقلية دينية آمنة وسالمة في حارات عرفت بحارات اليهود في الكثير من المدن العربية كحارة اليهود في دمشق وحلب وبغداد وغيرها من المدن.. كيان في خطر جاء في دراسة صهيونية جديدة إنّ الحكومة الصهيونية الحاليّة برئاسة، بنيامين نتنياهو، تُقدّر العدد الحالي للصهاينة الذين يعيشون في الخارج بما يتراوح بين 800 ألف ومليون شخص، يمثلون 13% من السكان، وهي نسبة مرتفعة نسبيّاً بين البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية(OECD). ويتفق هذا الرقم الأخير مع رقم ورد ضمن تقرير قدم في أول مؤتمر للصهاينة الذين يعيشون في الخارج عقد في كانون الثاني (يناير) من هذا العام وهو مليون شخص. وقال الموقع الإخباريّ "عنيان مركازي" الصهيوني إنّ مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، نشرت قبل عدّة أيام على موقعها الإلكتروني تحقيقاً مطولاً عن أسباب إقبال اليهود بأعداد كبيرة على مغادرة الكيان الصهيوني، والتوجّه للعيش في الخارج، الأمر الذي سيؤثر على مستقبل الاحتلال بشكلٍ خاصٍ، وعلى مستقبل المشروع الصهيونيّ، بشكلٍ عامٍ. وفي الحد الأدنى هناك التقدير الرسمي القائل إنّ 750 ألف صهيوني ـ أي 10% من السكان ـ يعيشون خارج الكيان، وذلك وفقًا لوزارة الهجرة والاستيعاب الصهيونية، والتقديرات الحالية لعدد الصهاينة الذين يعيشون في الخارج أعلى بكثير من التقديرات في الماضي. فخلال العقد الأول من عمر الكيان، هاجر نحو 100 ألف يهودي إلى خارج الكيان، وبحلول 1980 قدّرت دائرة الإحصاء المركزية في تل الربيع "تل أبيب" أنّ 270 ألف صهيوني يعيشون في الخارج لأكثر من سنة، أي 7% من السكان، وبعد بضعة عقود من ذلك، تضخم عدد المهاجرين الصهاينة، فبلغ 550 ألفًا، أي نحو مثليْ ما كان عليه في خمسينيات القرن العشرين. وبحسب الدراسة، تتركز الأسباب، على السعي إلى مستوى معيشة وأحوال مالية أفضل، والحصول على فرص توظيف ومهن وتعليم عالٍ، وكذلك التشاؤم إزاء إمكان إحلال السلام في المنطقة. ومن بين أكثر الأسباب التي تذكر كمبرر لمغادرة الكيان الصهيوني، القول إنّ المسألة ليست "لماذا غادرنا؟"، وإنما "لماذا بقينا كل هذه المدة قبل أنْ نغادر؟"، علاوة على ذلك، بيّنت استطلاعات حديثة للرأي أن حوالي نصف سكان الكيان الشباب يفضلون العيش في مكان ما في الخارج لو أتيحت لهم الفرصة. وأكثر الأسباب التي يذكرونها كمبرر للرغبة في الهجرة أن الوضع في الكيان "ليس جيداً"؛ وثمة عامل آخر مهم يساهم في تدفق الصهاينة إلى الخارج، وهو الخبرة في الهجرة. فبالنظر إلى أن 40% من الصهاينة مولودون في الخارج، فإن الهجرة ليست بالشيء الجديد بالنسبة إلى كثيرين في البلاد، يضاف إلى هذا أن المهاجرين الصهاينة لا يستطيعون التصويت من الخارج، فإن من المرجح أن يشعروا بأنهم مهمشون عن المجتمع الصهيوني في الداخل، الأمر الذي يساهم في قرارهم البقاء في الخارج وفي اجتذاب آخرين لعمل الشيء نفسه. وأشارت الدراسة إلى أنّه ليس من المؤكد إذا ما كانت جهود حكومة نتنياهو في الكنيست للمصادقة على مشروع قانون يمنح الصهاينة الموجودين في الخارج حق التصويت سيساهم في إبطاء هذا التوجه. ومن الأمور التي تزيد من ضغوط الهجرة أن صهاينة كثيرون قد اتخذوا إجراءات تمهيدية للمغادرة في نهاية الأمر، وأظهرت إحدى عمليات المسح أن ما يقرب من 60% من الصهاينة، قد اتصلوا أو عازمون على الاتصال بسفارة أجنبية ليطلبوا الجنسية أو جواز سفر، ولدى ما يقرب من 100 ألف صهيوني جوازات سفر ألمانية، بينما يقدم المزيد طلبات لجوازات على أساس أنهم من نسل ألمان، ولدى عدد كبير من الصهاينة، جنسية مزدوجة بما في ذلك نصف مليون صهيوني يحملون جواز سفر الولايات المتحدة (مع ما يقرب من ربع مليون طلب قيد النظر). وقال الموقع الإخباري إنّ "تنبؤات النمو السكاني تدلل على أنّ "الإسرائيليين" اليهود سيظلون الغالبية في الكيان، في المستقبل المنظور، غير أن "الإسرائيليين" سيواجهون تحديًا للاحتفاظ بغالبيتهم المسيطرة بنسبة 75% تقريباً، ويعود هذا بصورة رئيسة إلى نسبة الخصوبة الأعلى في أوساط غير اليهود في "إسرائيل"، ونضوب البركة الكبيرة للمهاجرين اليهود المحتملين، وهجرة "الإسرائيليين" اليهود على نطاق واسع. ونتيجة لذلك فإن التنبؤات الديموغرافية تتوقع استمرار هبوط نسبة اليهود في البلاد في العقود المقبلة إلى ما يقرب من ثلثي السكان بحلول منتصف القرن بعد أن بلغت تلك النسبة أوجها بـ89% في عام 1957". وتابعت الدراسة قائلةً: "تشكل هجرة نسبة عالية من أي بلد، خصوصاً المتعلمين جيداً وذوي المهارات العالية، تحديًا كبيرًا لأي دولة، غير أن الهجرة على نطاق واسع تعدّ إشكالية خاصة بالنسبة إلى "إسرائيل" بالنظر إلى عدد سكانها الصغير نسبيًّا، وتشكيلتها العرقية الفريدة والسياق السياسي الإقليمي. ورأى معدُّو الدراسة أنّ مغادرة الصهاينة اليهود تساهم أيضًا في تقويض الأيديولوجية الصهيونية، "فإذا كانت أعداد كبيرة من "الإسرائيليين" اليهود تختار الهجرة إلى الخارج، فلماذا يهاجر يهود مندمجون اندماجًا جيدًا ومقبولون في بلدان أخرى إلى "إسرائيل"؟، يضاف إلى هذا أن ربع" الإسرائيليين" الشبان في أوروبا يتزوجون بأشخاص غير يهود، علاوة على ذلك، لا ينتمي غالبية هؤلاء إلى وسط يهودي، كما أنهم لا يشاركون في أي نشاطات يهودية، وكما هو الحال بالنسبة إلى مجموعات المغتربين الآخرين في الدول الغربية، فإن "الإسرائيليين" في الخارج كثيرًا ما يعلنون نيتهم العودة، إلا أنّه من المرجح أنْ يبقى المهاجرون "الإسرائيليون" في البلدان التي تبنوها بالنظر إلى أنهم أصبحوا هم وعائلاتهم مستقرين ومندمجين في مجتمعات تلك البلدان بنجاح". وقد اعتبرت الحكومات الصهيونية أن مستويات المهاجرين إلى الكيان منخفضة أكثر من اللازم، بينما نسبة المهاجرين إلى الخارج أعلى مما ينبغي، ولدى الكيان -بالإضافة إلى سياسات التشجع على الهجرة للاستقرار الدائم- برامج وحملات إعلامية تروج بنشاط لعودة الصهاينة الذين يعيشون في الخارج. وخلصت الدراسة إلى القول إنّه، وعلى الرغم من هذه الجهود، فمن المشكوك فيه، بناءً على الاتجاهات في الماضي وفي الوقت الحاضر، أن تكون هذه الحوافز كافية لعودة المليون صهيوني المفقودين، ولم تؤدِّ الهجرة على نطاق واسع إلى حالات اختلال ديموغرافية واجتماعية ـ اقتصادية في البلاد فحسب، ولكنها تمثل ـ وهذا هو الأهم ـ تحديات سياسية خطيرة وتعرض الطابع اليهودي "لإسرائيل" للخطر. |
||||||