|
|||||
|
منتخب الكلام في تفسير المنام مقتبسٌ عن أبو الأحلام الــ(ما)..وردي حدثنا أبو الأحلامِ الورديّةِ قال: "الحمدُ لله الذي جعلَ النومَ مجالاً للأحلام، ومُتنفَّساً للهروبِ من جَوْرِ الحكام. ووهبنا الحُلمَ كتعويضٍ عن الفرحِ المفقود، وبُشرى بتحطيمِ الأغلالِ والقيود، وخصَّ به بني آدَمَ عن السعادينِ والقرود. أما بعد، يقولُ العبدُ الفقيرُ أبو الأحلامِ الوردية، بعد الاتكالِ على عَالِمِ الغَيْبِ والشهادةِ وكاشفِ الأسرارْ، خالقِ الليلِ وفالِقِ النهارْ. أن تعبيرَ الرؤيا علمٌ قديم، ورد ذكره في القرآن الكريمْ.. وفي العهد القديم من الإنجيل.. شَغَلَ عقولَ الناس، وتَدَاخَلَ فيه الإيحاشُ بالإيناسْ، والحقيقةُ بالالتباسْ. اعتبرهُ سيغموند فرويد أساساً لمدرسةِ التّحليل النفسي، وكتب فيه ابنُ سيرينَ وعبدُ الغني النابلسي، والظاهري، وكارل غوستاف يونغ. لكنّ ما كتَبَهُ شيخُ العارفينْ ومربي السالكينْ، على الرغم مما فيه من جَهْدٍ علمي رصينْ، لم يعد كافياً في القرنِ الحادي والعشرينْ. فرأيتُ أن أُدليَ بدلوي في الإضافة والتعديل، لعلّ في ذلك ما يَشْفِي الغليل. فتفسيرُ المناماتِ، في عصر المخابراتِ، وتجارةِ الموبايلاتِ والمخدّرات. تختلفُ عن تأويلِها في عصورِ البساطةِ والنقاءْ، يوم كانت الصحراءْ، بلا نفطٍ ولا ملوكٍ ولا أُمَراءْ. عندما كتب الشيخُ النابلسي كتابَهُ "تعطيرُ الأنامْ، في تعبير المنام". لم يكن على الأرض العربيةِ، قياداتٌ تاريخيةْ، ولا جمهورياتٌ وراثيةْ، ولا مسيراتٌ شعبيةْ. كان الوطنُ خالياً من تُجّار السلاحْ، ومن حراميّة الانفتاحْ. لم يكن هناك سياراتُ مرسيدس سوداءْ، ولا حكّامٌ من العُقَدَاءِ والعُمَدَاءِ، ولا رجالُ دينٍ غاضَ في وجوهِهمُ ماءُ الحياء. وها أنا أقدِّمُ بعض الإشارات، في مسألة تفسير المنامات، فإنْ أخْطَأتُ الاجتهادَ فليعذرني المتلقُّونَ الكرامْ، وإن أصبْتُ فهو المبتغى والمرامْ، وهذا تعبيري لبعض ما يُرى في المنام: • رؤيةُ الملوكِ والأمراءِ، والشيوخ والرؤساء، تدلُّ على تفرُّقِ الشملِ والبلاءِ. ورؤيةُ الحُكَّام في مؤتمرِ القِمّةِ، بشارةٌ بدوامِ الغُمَّة. ومَنْ سَمِعََ في منامِهِ خطاباً قومياً لأحد الرؤساءِ أو المسؤولين، فليقرأِ الفاتحةَ على فِلَسطين. ورؤيةُ السلطانِ، دليلٌ على وفيّات الأعيانِ، والدخول في المآتم والأحزان. • إذا رأيتَ في المنامِ أنك في القاهرةِ، في قصـرِ عابدينَ أو في قصرِ الطاهرة. فتأويلُ ذلكَ زوالُ النعمةْ، واشتدادُ الكربة والغُمَّةْ. وربما كان معناهُ الإفلاسْ، ووجعَ الراسْ. وإذا كان الحالمُ سمساراً أو من المقاولينْ، فذلك دليلٌ على رزقٍ مُفاجئٍ بالملايينْ. • إذا رأيت نفسك في قطر... انتبه فأنت في خطر.. ولو صافحت فيها الأمير فالله ولي الأمر والتدبير.. وإذا رأيت وكأنك تهمس شكراً قطر.. فتوقع بعد مدّةٍ أن يحيط بك من كل جانبٍ خطر.. وما أدراك ما الخطر.. كزخ المطر.. • رؤيةُ سياراتِ المرسيدس لها وجهان، دخولُ السجنِ أو دخولُ حزبِ السلطان! فمن رأى أنه يسوقُ المرسيدسَ بسرعةْ، فليبادر إلى الهَرَبِ بلا رَجْعَةْ. ومن رأى أنّهُ يقودُها بهدوءٍ ورويّةْ، فليبدأِ التمُّرنَ على المسيراتِ الشعبيةْ، وعلى إلقاءِ الخطاباتِ الوطنيةْ. • إذا رأيتَ في النومِ رئيسَ الوزارةْ، فتفسيرُ المنامِ أنك ستصابُ بخسارةْ. لن تعـرِف الانتعاشْ، وستبيعُ عفشَ البيتِ مع الفِراشْ. ورؤيتُه في رأي ابنِ سيرينْ، معناها خسارةُ الدنيا والدينْ. وربما دلّت على الهّم والدَّيْن، وغَضَبِ الوالدَيْنْ. ومن رآهُ فليقرأِ "المَعُوذَتَيْن" فإنه يَبْرأُ بإذن الله. • مشاهدةُ وزيرٍ في المنامِ غيرُ مشكورةٍ إجمالاً، ويختلفُ الأمرُ باختلافِ الوزيرْ، فرؤيةُ وزيرِ المالْ، تدلُّ على قُرْبِ دنوِّ الآجَالْ، وعليكَ فوراً بتوزيعِ تَرِكَتِكَ من العقاراتِ والأموالْ. أما رؤيةُ وزيرِ الإعلامْ، فهي نذيرٌ بالأوجاعِ والأسقامْ، وربما دلّتْ على الإصابةِ بمَرَضِ الجُذَامْ. ومن رأى أنه في حضرةِ وزيرِ الداخلية، فتأويلُ الرؤيا أنه سيعاني من الأوجاع الخفية، وينتهي إلى الجبنِ والأوهامِ الردية. فإذا رآهُ مبتسماً دلَّ ذلك على صفقةِ مع الأشباح، عمولَتُها تحقِّقُ للوزير الارتياحْ. وإذا رآهُ عابساً ووجهُهُ كظيمْ، فهذا دليلٌ على خَطْبٍ عظيمْ. وإذا رأيتَهُ يتحدّثُ عن العدلْ، فإنك ستعاني من التعصيبِ وتصابُ بفتنةٍ هي أشدُّ من القتل!. • إذا رأيتَ في المنام ضابطَ شُرْطةْ، فستقعُ حتماً في ورطةْ. أما إذا شاهدتَ أحداً من فرع المعلومات ينظرُ إليكَ بارتيابْ، فاعلم أن مستقبلَك كلَّه عذابْ، ولا ينفعُكْ غيرُ الاغتسال ستَّ مرّاتٍ والسابعةَ بالترابْ. • رؤيَةُ شعراءِ البلاطْ، نذيرٌ بالإحباطْ. ورؤيَةُ كُتّاب السلطانْ.. الخاملينَ في النهار والغاطسين في الرِّهانْ، فتفسيرُها استمرارُ المآسي والأحزانْ. • رؤيةُ الفلاسفةِ والمفكرّينْ، والمنظّرينْ والصحافيينْ والمحلّلينْ دليلٌ على قُرْبِ دخولِ مُستشفى المجانينْ.. • ومن رأى أنه ينتظرُ إقرار قانون الانتخاب، فسـَيْقْضي الوقتَ وهو مُلاحَقٌ بالضُّرِّ والاكتئاب.. والصّدَمَاتِ منْ كلِّ طاقةٍ وباب.. وربما يقضي ولا تُعرفُ الأسبابْ!!. • يقالُ، إن بعضَ أجهزةِ الأمنِ العربيةِ، وفي إطارِ سعيها لتحقيقِ الوحدةِ الوطنيةِ، وللنضالِ بنجاحٍ ضدَّ مؤامراتِ الصهيونيةِ. استَحْدَثَتْ مؤخَّراً مَفْرَزةً لتفسيرِ أحلامِ المواطنينْ، ومعرفةِ ما تخبِّئُهُ الأقدارُ في هذه السنينْ. وعلى كل مواطنٍ في هذه الأيامْ، تقديمُ تقريرٍ بما يراهُ من أحلامْ، خصوصاً إذا كانت تتعلّقُ بمسيرةِ السلامْ.. أو الحرب على بلاد الشامْ.. أو السلاحِ الذي يقاومُ اليهودَ ويرفض الاستزلام.. والله أعلم..... والسلام.
|
||||