|
|||||
|
الإمام الحسين في القرآن (آيات ومصاديق)
في هذا الكتاب الذي بين أيدينا نجد هناك آيات من القرآن الكريم وأحاديث الرسول(ص)، حول القضية الحسينية قبل أن يولد الإمام الحسين وبعد أن ولد وسوف نستعرض بعضها في هذا الكتاب الذي صدر عن دار الجزيرة في بيروت. يقول مؤلف الكتاب (إن الباعث والمحرك في تأليف هذا الكتاب هو محاضرة سمعها في أيام محرم للعلامة الشيخ فيصل العوامي، وكانت هذه المحاضرة بعنوان (الحسين في القرآن) مما جعله يتأمل في الآيات التي نزلت في الحسين عليه السلام والآيات التي تعتبر مصداق من مصاديق الإمام الحسين في شخصيته وثورته المباركة ونتائجها المبهرة التي انتشلت الإسلام من صورته المزيفة إلى صورته الناصعة الأصيلة). ولعل الكتاب يعتبر فريداً من نوعه في هذا المجال خصوصا وإنا الباحث قد بحث في الآيات التي نزلت في الإمام الحسين حقيقة وتفسيرا وهذه الآيات هي: آية التطهير وآية المباهلة وآية المودة. وتناول الكاتب أيضاً الآيات النازلة في الإمام الحسين كمصاديق وترك بعض الآيات التي جاءت كتأويل. الفصل الأول أما الفصل الأول من الكتاب فقد جعله المؤلف في الآيات النازلة في الحسين حقيقة وتفسيراً حيث قال: زخر القرآن الكريم بآيات يتلوها المسلمون آناء الليل وأطراف النهار في فضل أهل البيت وبيان مقامهم الشامخ وذلك لإقامة الحجة وليتخذهم المسلمون أسوة وقدوة ونبراساً لهم في حياتهم لأنهم الطريق المفضي إلى طريق الهداية في الدنيا والفلاح في الآخرة. ولا ريب أن الإمام الحسين عليه السلام هو فرد من أفراد أهل البيت(ع) فهو مشمول بهذه الآيات. وآية التطهير هي الآية الأولى التي اجمع أهل الحديث والتفسير على أن هذه الآية نزلت في أهل البيت(ع) في صحيح مسلم عن عائشة قالت: خرج النبي (ص) غداة وعليه مرط مرحل، من شعر اسود فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله ثم قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾. وفي المستدرك عن أم سلمة انها قالت : في بيتي نزلت هذه الآية : ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾. وقال الشبلنجي: في الآية دليل على نبوته وعلى فضل أهل الكساء (رضي الله عنهم) وعن بقية الصحابة أجمعين. واستعرض المؤلف آية المباهلة في الآية الثانية حيث قال: أجمع أرباب الحديث والتفسير أن الآية نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين(ع) وذلك عندما خرج رسول الله معهم لمباهلة نصارى نجران والمقصود بأبنائنا الحسن والحسين، ونسائنا فاطمة وأنفسنا علي بن أبي طالب، وهذا يدل على فضل أهل البيت(ع)لا يدانيه أحد من هذه الأمة، قال الزمخشري: لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء(ع)، وفيه برهان واضح على صحة نبوة النبي(ص) لأنه لم يروِ أحد من موافق ولا مخالف أنهم أجابوا إلى ذلك. وناقش المؤلف بإسهاب عمن يقول بأن هذه الآية نزلت في غير أهل البيت(ع). وناقش المؤلف آية المودة بين علماء المسلمين كافة وبين الشيعة في هذه الآية وان الآية جاءت بعد تبليغ الرسول رسالته على أكمل وجه وعانى من أجل هذا التبليغ أشد أنواع التعذيب النفسي والجسمي وبهذا العمل العظيم هدى الناس وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وصار للعرب قيمة وهيبة بين شعوب العالم بالإسلام والرسالة المحمدية بعد أن كانوا لقمة سائغة للأعداء وفلولاً يحارب بعضهم البعض من أجل لقمة العيش. الفصل الثاني أما الفصل الثاني جاء في مصاديق الآيات النازلة في الإمام الحسين(ع) وهي حملته أمه كرهاً يقول الدهنيم: ومن مصاديق هذه الآية الشريفة حمل السيدة الزهراء عليها السلام بالحسين وإخبارها بأنه مقتول عند الولادة وقبلها قال الشيخ الشوشتري معنى قوله ﴿كَرْهًا﴾ هو الحزن والأسف عليه في حمله، ووضعه، حضانته، وإرضاعه، وتربيته، واللعب معه في طفولته وفي إدخال السرور عليه من قبل جدّه أو أبيه أو أمه وقد مات جدّه وهو حزين آسف عليه. وأشارت الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) عن هذا المعنى. ولعل الكاتب يؤكد ما يقول من القرآن الكريم ثم يتبعه بالروايات وهنا يشير الكاتب إلى بعض الروايات الصحيحة في هذا المجال. ويعلق المؤلف على هذه الروايات بقوله: هذه الروايات هي بمثابة الرد على من يقول أن لا خصوصية لمقتل الحسين في عاشوراء وأن لا معنى لإقامة المآتم عليه في عشرة محرم الحرام! وحري بكل إنسان مسلم محب للرسول وأهل بيته أن يجعل أيام المحرم أيام حزن وعزاء لأن الأوامر المتواترة عن أئمة العترة الطاهرة تستوجب التعبد بترتيب آثار الحزن على الدوام، ولو ثبتت هذه الأوامر عن أئمة المذاهب الأربعة لعمل اللائمون بها، فلماذا إذاً يلوموننا بعد ثبوتها عن أئمة العترة وسفينة نجاة الأمة.
|
||||