اللوحة الثانية: جداريات

السنة الثانية عشر ـ العدد 134  ـ ( صفر ـ ربيع الأول  1434  هـ ) كانون الثاني 2013 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

الصفحة الأولى عبرة الكلمات

في الدربِ إليها

لأنَّ الدربَ صَخْرِيٌّ‏ إليْها‏ حافِلٌ بالشوكِ والأَعشابْ.. تَجرَّحْنا‏ ابتداءً مِنَ شَذى الأَعتابْ.‏. لأنَّ النَّهْرَ لا يَمشي وَئيداً‏ في حِماها‏.. اقترَبْنا مِنْ هَواها‏ غَيْرَ هَيّابينَ.. لَكِّنا أُخِذْنا‏ في رِحابِ الحُلْمِ‏ مبهورينْ.‏. لأنَّ الماءَ لا يَنسى طريقَ البَحْرِ‏.. رافقناهُ مِنْ يُنبوعِهِ السِّحْريِّ‏

ناجَيْنا وَميضَ البَرْقِ،‏ والأمطارْ.‏. وما زِلْنا عَلى الأبوابْ.‏. يُنادينا اخْضِرارُ الجَوْزِ في الأَعلى‏.. وَيدعونا مليكُ النايِ‏ والعُنابْ.‏

البحثُ عن كوخ

علّقتُ أشعاري‏ على رُمحِ المدى‏ من رُبعِ قرنٍ‏.. واتجهتُ إلى‏ أقاحي الرّوحِ‏ أبحثُ هل‏ أرى كوخاً‏ قريباً من‏ خيامِ الأهلِ في الطفوف‏ يأوي خافقي‏ الداميّ....‏ مِنَ المطر المعلّق‏ فوقَ أجنحةِ الغيومِ‏ وتحتَ أجفانِ‏ القصيدةِ في‏ لظى عمري الحزين‏

ضَفّة الكلماتِ

قَلبي يَضيعْ‏ وأنا بِحمّى الوَرْدِ‏ أرقَبُ ضَفّةَ الكلماتِ‏.. أركبُ زَورَقي‏ وأعالجُ الأمواجَ‏ مُندفعاً‏ وأهتفُ هائماً‏ مُتوقِّعاً‏ قَمَراً فَريداً مِنْ دَمي‏ يَأْتي‏ يَصُبُّ النورَ في لُغَتي‏ ويُشعِلُ في رَمادِ الصَّمْتِ‏ صَوْتيْ‏.. داخِلاً أُفُقي وبَيْتي‏ صوتيَ المكبوتُ يطلِقُ شَمْسَهُ‏.. صَمْتيْ يفجِرُ نفسَهُ‏ ويبادِرُ الإنشادَ‏.. يفتحُ في الكلامِ البرقَ‏ والأسرارْ‏.

                                                   آفاق

مَساءَ الخيرِ يا شعرُ‏ مَساءَ العشبِ‏ والأشجارِ‏ والغابةْ‏.. مساءَ الثلجِ‏ والنيرانِ‏ والرِعْشةْ‏.. ومرحى يا جُنونَ الصَّوْتِ‏ والدهشةْ.‏. مساءَ الخيرِ يا غزلانَ أفيائي‏.. رُوَيداً‏ لا تُراعي‏ لم تَزَلْ في القلبْ‏ مواويلُ.‏. وحَولَ القلبْ‏ قناديلُ.‏. مساءَ الخيرِ والحيرةْ‏.. رُويداً‏ إن بينَ الغُصْنِ والأمطارِ قُربى‏.. إن بينَ الريحِ والشّباكِ‏ مِعْراجاً ومَسرى‏.. إنهُ عُرْسٌ‏ وحفلٌ سرمديٌّ.‏. وَجْهي‏ وأوراقي..‏ وعندي ثَمّ أحداقي‏.. إلى الينبوعِ طَقْسي‏ رُبّما‏ فوقَ البُراقِ الحُلمُ‏ والمجهولُ آفاقي‏.

أنا أنتمْ

قد أرى الشامخَ أعلى من طموحي فأهزُّ الجذْعَ كي تدنو الغصونْ.. قد أُسيءُ الترجمةْ.. وأنا أنفشُ ريشَ الكلماتِ المبْهَمةْ.. فعلى التدقيقِ أن يمسَحَ بالأبيضِ أخطائي المريبةْ.. قد أسبُّ الماءَ كرمى لسوادِ العَلَقَةْ.. فازرعوا في آلةِ التصويرِ خَلْفَ الحَدَقَةْ.. سِدْرَةً كيما أراكمْ.. إنني خلفَ سُرَاكمْ.. أنشدُ الصبح بعينِ الزاهدينْ.. بمُنى الأهلِ وأحلامِ البنينْ.. وأنا أنتمْ.. أنا أنتمْ ثنائيُّ الحنينْ.

الشتاء البخيل

لا تكنْ كالشِّتاءِ البخيلْ.‏. إنني في العراءِ أخبئ عُريَ المكانِ بجسمٍ نحيلٍ..‏ نحيلْ..‏ أشتهي مِنْ رذاذكَ حلماً توسَّد زندَ النسيمِ ليغفو على واحةٍ للسماءِ التي أَمرَعَتْها القصائدُ في أولِ الشعرِ غيماً بتولاً يمرُّ على ربوةٍ فوقها نجمةٌ كفّنتها حوافُ الغيومِ، ونامتْ بليلٍ طويلْ..‏لا تكنْ كالشِّتاءِ البخيلْ.

إلى الشيخ الشهيد عبد الرزاق

‏"هو لم يمتْ" قالَتْ لنا الأزهارُ واغتسلتْ بضحكتِهِ الشذيَّةْ.. واستعجلَ التاريخُ خطوتَهُ ولكنَّ المنيَّةْ.. طَمِعَتْ بفاكهةِ اللقاءِ فراودتْهُ وخلَّفَتْ ذكراهُ نبراساً لِوَحْيِ الأبجديَّةْ الطيرُ يلثغُ باسمِهِ ويحومُ في دنيا ظليلةْ.. والزرعُ يضحكُ للخطا البيضاءِ والذكرى الجليلةْ

وعرائسُ الأحلامِ ترسلُهُ غماماً ثمَّ ينتعشُ الترابْ.

إلى صديقي

يا صديقي.. أجلْ.. أسودٌ هو ثلجُ المدينةْ.. أسودٌ وجهُنا في الدروب الحزينة.. أسلَمَتْنا السنونَ إلى ذعرِها.. فامتشقنا الكلامَ.. ولم نمتشقْ عبر هذي السنين الحسامْ.. وائتزرْنا ببُرْدِ القصائدِ.. لم نأتزر بالشموسِ لنهزمَ ذاك الظلامْ.

 

الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي 

ابن رشيق القيرواني

جارٌ آمن

فَقُلْ لِصُروفِ الدَّهْرِ ضُرِّي أَوِ انْفَعي          فَإِنّيَ مِــنْ مَثْوَىً بَعيدٍ عَلى قُرْبِ

هُــوَ المَـرْءُ أَمَّا جارُهُ فَهْوَ آمِنٌ                  وَأَمّا الْعِدى وَالمَالُ مِنْهُ فَفي رُعْبِ

مَتى يَدْعُــهُ الدَّاعـي لِدَفْعِ مُلِمَّـةٍ                تُجاوِبْهْ مَنْصُورَ اليَدَيْنِ عَلى الَخْطْبِ

 

ابن زهر الحفيد

حديث المرآة

إِنّي نَظَرتُ إِلى المِـــرآةِ إِذ جليت         فَأَنكَرَت مُـقلَتايَ كُلَّ مــــا رَأَتا

رَأَيتُ فيها شُــيَيخاً لَســتُ أَعرِفُهُ           وَكُنتُ أَعرِفُ فيهــا قَبلَ ذاكَ فَتى

فَقُلــتُ أَينَ الَّـذي مَــثواهُ كانَ هُنا           مَتى تَرحَــلُ عَن هذا المَكانِ مَتى

فَاســتَجْهَلَتْني وَقالَت لي وَمـا نَطَقَتْ       قَــد كانَ ذاكَ وَهـذا بَـعد ذاكَ أَتى

هَــوِّن عَلَيكَ فَهــذا لا بَقاءَ لَــهُ             أَما تَرى العُشـــبَ يَفنى بَعدَما نَبَتا

 

علية بنت المهدي

واقعُ الحب

بُنيَ الحُــبُّ عَلى الجَـورِ فَلَـو         أَنصَفَ المَعشــوقُ فيهِ لَسَــمُج

لَيسَ يُسـتَحسَـنُ في حُكمِ الهَـوى      عاشِــقٌ يُحسِــنُ تَأليفَ الحُجَج

لا تَعيبَنَّ مِــن مُحَــبٍّ ذِلَّــةً             ذِلَّــةُ العاشِــقِ مِـفتاحُ الفَرَج

وَقَليلُ الحُــــبِّ صَرفاً خالِصاً         لَكَ خَــيرٌ مِـن كَثيرٍ قَـد مُـزِج

 

ولادة بنت المستكفي

الليالي والبَينْ

أَلا هَل لنا من بَعْــدِ هـذا التفرُّقِ          سـبيلٌ فيشـكو كلُّ صبٍّ بما لقي

وَقد كنتُ أوقاتَ التزاورِ في الشـتا        أبيتُ على جمرٍ من الشـوقِ محْرِقِ

فَكيفَ وقد أمسـيتُ في حالِ قَطْعَةٍ        لَقد عجّلَ المــقدورَ ما كنتُ أتّقي

تمرُّ الليالـي لا أرى البينَ ينقضي        وَلا الصبرُ من رِقِّ التشوُّق مُعْتِقي

سَـقى الله أرضاً قد غدت لك منزلاً       بكلِّ سَــكوبٍ هاطِلِ الوَبْلِ مُغْدِقِ

حاتم الطائي

جدوى المال

أَلا أَخلَفَتْ سَـــوداءَ مِنكَ المَواعِدُ           وَدونَ الَّــذي أَمَّلتَ مِنهـا الفَراقِدُ

تُمَنّينَنا غَــدواً وَغَيمُـكُمُ غَـــداً                ضَبابٌ فَــلا صَحوٌ وَلا الغَيمُ جائِدُ

إِذا أَنتَ أُعطيتَ الغِنى ثُمَّ لَـم تَجُـد        بِفَضلِ الغِـنى أُلفيتَ ما لَكَ حامِـدُ

وَمــاذا يُعَدّي المالُ عَنكَ وَجَمْـعُهُ          إِذا كــانَ مـيراثاً وَواراكَ لاحِـدُ

 

  

اعلى الصفحة