|
|||||||
|
ورد عن رسول الله(ص) قال: "تفكُّر ساعة خير من عبادة سنة" ذلك أن العبادة هدفها تليين القلب وتنقية الروح مقدمة للوصول إلى الحقيقة والتفكر هو سعي نحو نفس الحقيقة وهو أقصر الطرق للوصول إليها، لذلك كان خيراً من عبادة سنة قد تكون عن ظهر قلب لاه أو يدخل إليها العجب أو الرياء. انطلاقاً من قول الرسول خطر ببالي أن أفكر بصوتٍ عالٍ وأدعو الناس بغض النظر عن انتمائاتهم الفكرية والعقائدية للتفكر معي انطلاقاً من الأسئلة التالية: 1- لماذا كان النصر في مصر سهلاً ولم يحتج إلى ما تحتاجه الثورات لسيل من الدماء والآلاف من الشهداء والجرحى؟!! 2- لماذا رضي ملك المغرب وبسرعة مذهلة أن يعطي رئاسة الحكومة لرئيس الحركة الإسلامية عنده؟!! 3- لماذا رحل زين العابدين بن علي سريعاً من تونس من دون ثورة كاملة فلم تكن هناك الحرية حمراء كما يجب أن تكون؟!! 4- لماذا لم يستطع نفس هؤلاء الإسلاميين قلب نظام الحكم في الأردن أو على الأقل الوصول إلى سدة رئاسة الحكومة أو أقل من ذلك أن يعدل قانون الانتخاب لصالحهم؟!! 5- لماذا رضيت قطر التي لم تكن يوماً مع المقاومة المسلحة في فلسطين والتي لحكامها قصوراً في نهاريا ولديهم مكتب علاقات مع الكيان الصهيوني أن تستقبل خالد مشعل وتحتضنه؟!! 6- لماذا احتاجت الحرية في ليبيا إلى ذبح الشعب الليبي وهذا البحر من الدماء الذي لم يتوقف إلى الآن مع وصول قادة "الثورة" هناك إلى السلطة؟!! 7- لماذا للحرية في البحرين طعم آخر ولا يريد ملكها أن يمن على شعبه بأبسط مقومات العيش الكريم والحضور الإنساني في مجتمعاتهم وهو ممعن في قتلهم وتجريدهم من كل حقوقهم والعالم "الإنساني" غافل عن كل ذلك؟!! 8- لماذا يتحرك الأكراد اليوم في العراق للانفصال ويتجهون نحو أكراد سوريا ويبيعون بني جلدتهم في تركيا وما هي الوصفة السحرية التي دبت الحب بين أردوغان والبرزاني؟!! 9- لماذا لا يسأل العالم عن شعب يضطهد ويحرم من حقوقه الدينية والمدنية في أرض الحجاز ويُعاب عليهم أن يقول "لطويل العمر" أعطنا حقنا؟!! 10- لماذا رضي العالم في اليمن بحل سياسي لم ينهِ المشكلة واستمرت المشاكل ولم يتم الوصول إلى حل يكفل للشعب حريته التي انتفض لأجلها؟!! 11- وأخيراً لماذا هذا الهجوم العالمي والحرب الكونية على سوريا؟ ولماذا هذا الحشد الهائل للقوى التكفيرية؟ ولماذا لم يستطيعوا على الرغم من كل ذلك قلب النظام؟ والأكثر من ذلك لماذا لم يستطيعوا امتلاك الشعبية التي تُعينهم على إسقاطه فاستبدلوها بتدمير حلب ودمشق؟!!. إن هذه أسئلة مشروعة يجب أن نحصل على أجوبة لها، فبالنسبة إلى مصر كان السؤال مستغرباً قبل الوصول إلى الحكم ورحيل الطاغية، ولكن بعد ذلك أصبح مفهوماً فالحاكم الجديد لم يغيّر شيئاً مما كان يحكم به القديم فبقي الكيان الصهيوني دولة صديقة وما زالت سفارته مفتوحة بل ستنتقل إلى مكان آمن وبقيت اتفاقية كامب ديفيد ولم تحصل الإصلاحات الاقتصادية..!! الذي حصل هو أنه استبدل رئيس لا شعبية له برئيس له شعبية ويحكم بنفس إستراتيجية القديم لينفذ الإرادة الأمريكية.. فبدلاً من أن يذبح القديم شعبه دون أن يدعمه أحد أصبح الذبح الآن شرعياً وله جماهير تدافع عنه!. أما الاستراتيجيات الأمريكية وعلى رأسها الكيان الصهيوني فمصانة والنظام الجديد يمارس دور القديم في السعي للهدنة التي يدخل في عباراتها أن أعمال المقاومة أعمال عدائية وأن الكيان الصهيوني دولة إسرائيل فما الضرر من هكذا نظام. أما في المغرب الذي يحتضن مؤتمر أصدقاء سوريا وهم ألدّ الأعداء لها فإن قائداً إسلامياً ينخ لتقبيل يد أمير مؤمنين المغرب وأبنه فهو غاية المطلوب ولا مانع أن تكون إسلامياً إن كنت كذلك فالملوك عندهم إذا دخلوا قرية لا يفسدوها إذ لا يرون أن الفساد قد ابتدأ بهم وبتقبيلهم لأيدي أولياء الأمر. أما زين العابدين في تونس فتنطبق عليه حكاية مصر.. فالإسلاميون جاءوا ليقولوا منذ البداية نحن أبرياء من نهج الإمام الخميني (قده) ويبقى الجيش الأمريكي النشأة والإستراتيجية كما هو وآلة الحكم كما هي ويستعد الليبراليون للم حقائبهم للدخول إلى سجن الإسلاميين بعد أن كانوا يدخلون إلى سجن بن علي والفرق أن الأول سجن ظالم والثاني سجن شرعي. أما في الأردن فالملك قائم بما عليه.. ولديه عشيرة تدعمه والجار الصهيوني راضٍ عنه الآن ولم ينضج بعد مشروع الدولة البديلة.. وإلى ذلك اليوم سيبقى الوضع كما هو عليه إلى أن يأتي الضوء الأخضر الأمريكي لبدء العد العكسي لمشروع الدولة البديلة. أما مقاومتنا المشرفة في فلسطين فإن بعض المقاومين منهم بدلاً من أن تكون الأولوية عندهم لإخراج المحتل رضوا أن يكونوا أسرى لتوجهات قطر المعروفة ولم تعد تمتلك حرية التعبير فإذا بها تحاول التحلل من التزاماتها فخيار السلطة يختلف عن خيار المقاومة والآن أصبح من الممكن المجاهرة بالتوجهات فترفع علم الانتداب الفرنسي على سوريا عالياً في غزة متناسين كل ما قدمته سوريا للمقاومة فأي وفاء هذا وأين ذهبنا بما ورد من حديث: "مَنْ لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق"؟.. ولكن عندما رضي هؤلاء بالمهادنة وتمرّغوا بأموال قطر دخل إلى جسمهم الفيروس الذي خرب بالأمس حركة فتح ولكن يبقى في الأمة من سيحمل مشعل الجهاد حتى تحرير كل فلسطين من البحر إلى النهر. أما ليبيا الخديعة الكبرى فقد أزيل الظالم والحمد لله فإذا بظلمه يسهل أمام ظلم أدعياء الحرية وبدل أن يكون النظام الجديد محرضاً على تحرير فلسطين يرسل الشباب والسلاح لهذا الهدف تحول إلى قاعدة ترسل السلاح والرجال لقلب أنظمة الحكم في العالم الإسلامي خدمة للمشروع الأمريكي. أما البحرين فهناك لا مجال للحرية ولا معنى لحقوق الإنسان لأن القادم فئة حملت قضايا الأمة طويلاً وثارت وانتفضت لأجل لبنان وفلسطين ـ ومسيراتها إبان حرب تموز وعدوان غزة إلى السفارة الأمريكية خير دليل على ذلك ـ لذا لا مجال لوصولها إلى حقوقها لأنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن السلطة تنفذ إرادة أمريكا عند وصولها إليها..!، لذا قُمعت وضُربت وسُجنت وعُذبت ولم يسمحوا لها بالوصول إلى أهدافها ولكن الدم سينتصر مرة أخرى على السيف. أما الأكراد حيث محطات الموساد ترتع فإن السعي للانفصال هو جزء من مشروع برنارد لويس الذي ينفذ الآن ولأن أردوغان أزعجه تحرك الأكراد في تركيا فاستعان بصديقته إسرائيل كي تتوسط لدى البرزاني ليستعين به على أهله الأكراد في سوريا فمصلحة الكيان الصهيوني هي الأولوية المطلقة لمن يُحرك بيادق العالم الإسلامي اليوم. أما أرض الحجاز فهناك الحرية مصانة والملك يصل بانتخابات ديمقراطية والإعلام حر والمرأة تمتلك كل حقوقها والرأي الآخر مباح والعقائد الأخرى متاحة فلماذا يثور شعب القطيف؟؟!.. وصاحبة تمثال الحرية قد أعمت عينها عما يحصل لأن طويل العمر لديه مبادرة تعترف بالكيان الصهيوني وما زالت على الطاولة ولعله وضع لها صمغاً لا يزيله إلا أمر أمريكي بتعديلها عندما يريدون إسقاط حق العودة فيها. وفي اليمن أيضاً من أجل عين السعودية تكرم ألف مرج عيون ويُحمى الرئيس الذي قيل عنه أنه سفاح ويتجه هذا البلد إلى التقسيم ضمن مشروع برنارد لويس. وأخيراً سوريا فإن كل ما تقدم يوضح لنا أن أولوية أعداء الأمة هي إسقاط سوريا لإسقاط دورها المقاوم ولأن هذا الخيار هو خيار الشعب السوري لم يستطيعوا إسقاط النظام مع أن هذا الشعب يعاني كثيراً من الظلم وعدم الحصول على الحقوق ولكنه لو خيِّر بين حقه وحق الأمة فقطعاً سيختار حق الأمة وهذا ما حصل ولأن المدة طالت خَبِرَ الشعب نوعية هؤلاء الذين يدّعون حمل لواء الحرية له فهم الذين يذبحون على الهوية ويقتلون على الشبهة ويسرقون، فعلت صرخاتهم في أماكن احتلال هؤلاء الجماعات: لا نريد الجيش الحر الحرامي، نريد الجيش النظامي. سيكتب التاريخ مستقبلاً أن أمة تركت التفكر.. أمة لا تستأهل أن تكون أمة رائدة وفي الوقت الذي ستُحسنُ فيه التفكُّر يمكنها أن تصل إلى حريتها واستقلالها وسيادتها. |
||||||