نعم انتصرت غزة.... وانتصرت المقاومة...وانتصر الصاروخ... فقط... انتصرت المقاومة حاملة الصاروخ والرصاصة.

يحق لغزة أن تفتخر، ويحق لرجال المقاومة في فلسطين أن يتباهوا بأنهم أول من دكَّوا عاصمة الكيان الصهيوني الغاصب، وأنهم استطاعوا في ستة أيام أن يجعلوا قادة العدوـ وهم على أبواب انتخابات مفصلية ـ أن يهرولوا لطلب وقف إطلاق النار على الرغم من وقوف كل دول الاستكبار الغربي إلى جانبهم في العدوان على غزة، والدعم الكامل لهم لخروجهم إلى الحرب. وابتلاع عرب أمريكا لألسنتهم بضعة أيام، وعندما نطقوا، نطقوا ثغاءً...مااااااااءءء.

فاجتمعت جامعة دول "النعاج" العربية بعدما طلب الإسرائيلي وقف إطلاق النار.

نعم انتصرت غزة وفصائلها الفلسطينية كافة وأثبتت أن الإعداد والإستعداد والحفر والخندق والتدريب والتأهيل والسهر والتعب قد آتت أُكلها بعد أن أينعت ثمارها. وأثبتت أن الحصار الصهيوني لغزة وشبكات أمانه العربية، قد سقطت جميعاً.  بهمة مقاوم..." المقاوم المجهول" الذي استطاع أن يحفر الرمل ويقطع البر والبحر ليوصل صاروخاً أو خريطة أو أسلوباً خاصاً.

إنها المقاومة وجبهتها الممتدة وشبكات أمانها ودعمها، ومئات ملايين من القلوب التي يملؤها الحب والمودة والفخر والإعتزاز بفعل مجيد... قلَّ في زمن الضياع....

الكل يهتف مقاومة، والكل يهتف فلسطين، كل فلسطين والكل يريد الحج إلى الأقصى تحت راية المقاومة. الأمة لا حكامها كانت جميعها معكم بالقلب واليد واللسان والدعاء... وهي مستعدة لأن تلبي أي نداء... لكن الأمة نفسها تسأل. ويحق لها أن تسأل، وخاصة وأن عرَّابي التهدئة هم من هم؟؟؟!.

فهل هي غزة أولاً ؟؟ كما لبنان أولاً و....  وهل المجاهدون في الضفة لا تشملهم التهدئة، فكانت الاعتقالات في نهار الإعلان المشترك. "50 معتقلاً فلسطينياً في الضفة الغربية"!!.. هل أصبحت حماس الضفة غير حماس غزة...؟؟!.. وهل الهدف من المقاومة هو فتح المعابر "ومعبر الحياة موجود عند طرف عربي حليف"؟؟..

ولقد ورد في اتفاق الهدنة ما يلي: "تقوم الفصائل الفلسطينية بوقف كل العمليات العدائية من غزة تجاه إسرائيل"... ماذا يعني ذلك: هل غزة دولة مستقلة لها حدود معترف بها...؟، ماذا تعني بوقف العمليات العدائية اتجاه إسرائيل، هل هذا يعني أنه في حال حصول أي عملية داخل الضفة أو أراضي 48؟ ستتحمل حكومة غزة المسؤولية وعليها بحسب الاتفاق "والمسِلمُ عند عهده!!" أن تقوم هي بملاحقته وملاحقة فصيله الجهادي؟؟؟. وهل يعني هذا أن عرفات كان يريد أن تقوم دولة فلسطينية على أراضي 67 فأصبحت الدولة الآن في قطاع غزة. "وبوصاية مصرية كاملة ومسؤولة..!!" وأين الضفة هل هي ستنضم إلى الأردن لتقام عليها دولة فلسطين. "كنا نسمع ذلك فيما مضى لكن الآن نحن نرى ملامحه في الأفق.. ثم أين الأسرى في كل ذلك (11.000) أسير وأسيرة. أين أصبح مشروع التحرير الكامل؟ وأين إيران وحزب الله؟ أو كأن المقصود ـ إذا أسأنا الظن ـ هو إبعادهما عن فلسطين وخصوصاً وأننا شاهدنا وسمعنا رعاية أمريكية خاصة إضافة إلى تركيا وقطر ومصر. وشممنا الكثير من روائح النفط الخليجي... وسمعنا الكثير من الشكر والثناء على دور هؤلاء في الانتصار!!!..

ثم كيف يمكن لمسلم أن يرى أهم حركة إسلامية في بلادنا العربية والتي قاتلت وقوتلت وظُلمت في الكثير من السنين نراها عندما تستلم السلطة تصبح وسيطاً نزيهاً، وتجلس على الطاولة مع الصهيوني "الصديق العزيز...."!!..

لا بد أن نختم بالترحم على شيخ شهداءالمقاومة الإسلامية راغب حرب الذي قال "المصافحة اعتراف"... فكيف باتفاق هدنة؟!!!...