|
|||||
|
الصفحة الأولى عبرة الكلمات نداء.. دعاء أناديكَ حين يضيق المدى فتنكشف الحجب السرمديَّةُ.. يطلع وجهكَ من كلّ نجمٍ.. تطلّ الكواكب، تُنثر فوق يديَّ.. ويهمي عليَّ الضياءْ.. أناديكَ.. تصعد روحيَ في الأفقِ.. ينشقُّ صوتيَ عن غصّتينِ.. أنادي نداء البعيدِ وأعلم أنك فيَّ وأقربُ مني إليَّ فيحنو عليَّ النداءْ.. أناديك يا بعث صوتيَ.. هاتِ يديكَ فتمتد كفّ السماءْ.. لأنكَ أنتَ.. أناديك باسمي وأحلم ألا يخيب الدعاءْ. السيدُ المنهمرُ إنّه يستوي.. يغزل اللغزَ في صوته.. يمتطي الروحَ.. لا وقتَ للوقت في مدِّه الأمديِّ.. ويخترق الشاهقات صداه.. هو الشمس، أو قُلْ سناها السنيُّ.. يسوس الرغابَ، وتمضي علاً.. إنه... يرتدي الماء، يروي الرؤى ثم يوغل في حالك العتمِ.. يوغل-والفجر في خافقيه- ليبتدعَ الصحوة الفائقةْ.. هل أتاكم وميض الضياءِ الذي يتكشّف عن ضفَّتَيْ لا زوردٍ ونهرِ انبهارْ.. هل أتاكم وجيب النهارِ و.. ما ينبضِ الضوء من جامد الظلماتِ.. يعمِّدْهُ بالعزِّ و.. العزُ فجر بشمسينِ لا تُغمضانِ.. إنه.. وشعاع يديه رؤىً مطلقةْ.. إنه السيدُ المنهمرُ في اللحظةِ البارقةْ. على بكائي كم بكيتْ سأقول من حزن بكيتْ.. وذرفت موج القلب مهموماً، وأغرقت الورقْ.. ودخلت فصل الريح، بعثرت احتمالاتي، استويت على النزيفِ.. وأقول من فرح بكيتْ.. أشفقت مثل رؤى الصباحِ.. مشيت فوق الحبر محترفاً حروفي.. ذبحاً بكيتْ.. ونزفت موزوناً ومنثوراً تراقصني ضلوعي.. ندماً بكيت.. موتي يحاورني فتخمده دموعي.. ألماً، وبرداً، وانكساراتٍ، ومن نفسي على نفسي بكيت.. النار-كل النار- أطفأت انبعاثاتي، وقلبي في خريفِ!... سأقول إني قد بكيتْ من كل ما في القلب من هجس ووجس واختلاجاتٍ ومن وأد الأماني ومن السقوط. من انفجار الصمت، صوت الموت. موت الصوتِ. من كل المشاهدْ وأقول إن الدمع جاحدْ وعلى بكائي كم بكيتْ!. يوم ينكفئ الشعراءُ يوم تنطفئ الكلماتُ سأشعل قلبيَ.. قلبي ونبض الحروف سواءْ.. يوم تختنق الكلماتُ سأطلق قلبيَ.. قلبي الهواءْ.. يوم ينكفئ الشعراءُ.. سأغمض قلبي عليّ وأبدأ فصل البكاءْ غير أنهمُ عسل الكون، صنّاجة الوقت، قبّرة الفقراءْ راسمو حزنهم بالبياضِ هواجسهم بالوميضِ جراحاتهم بالحبقْ.. وحدهم نافخو همّهم في تراب الورقْ.. أصدقائي الذين استباحوا المدى هزموا الموت في حلبات الصدى.. ثلّة الشعراءْ أخوةٌ في الغناءْ. الطقوس المزمنةْ ما الذي تفعل في الصيف سحابةْ؟.. قلبها خاوٍ، وسيماها الكآبةْ.. ما الذي تفعل في عزّ الظهيرةْ أنجم سود، وأفياء حسيرةْ؟.. ما الذي أفعل في هذي الحياةِ!؟... يا بياض الموت، يا السرّ المشاع.. يا اندفاع الصحوة القصوى ويا ريح الوضوحِ.. ما الذي تفعله في الليل روحي؟ في ضباب الزمكنةْ في فصول اللعنة اللعناءِ في هذي الطقوس المزمنةْ..؟ ما الذي تفعله بي كلماتي؟. موت وأمل موت تكوكَبَ في فضاءات الكلامِ.. وفوق أجنحة الصدى.. والنار كل النار قلناها وما اشتعل المدى.. هل نخلع البركان، نرتكب السكينةَ.. هل نبايع صمتنا ونبوس كفّي السدى!؟.. أمل تولّده الحروفُ فينزف الشعر ندى.. أمل على مرّ الدروبِ وترسم الرؤيا هدى.. أمل تعمْلَقَ في القلوبِ.. فكيف يهزمنا الردى؟! حاسة في المدن القديمة الجديدةْ.. وفي الثواني والسنين والمواقيت البعيدةْ.. في كل أرضٍ ومكانِ.. في كل آنِ.. أشتمُّ طعم الضوء في صوت القصيدةْ
الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي أسامة الشيزري تكالِيف الحياةِ إلى كم أجوبُ الأرضَ مالِي مُعَرَّسٌ ولا لِمسِــــيري في البلادِ قُفُولُ كأَنّيَ فــي الدّنيا قَــذَاةٌ بِمُــقْلَةٍ تَرَدَّدُ في أرجائِهــا وتَجــولُ أشِــيمُ بها برقَ الحيَا وهْو خُلَّبٌ وأرتادُ أرضَ الروضِ وهْي مَحولُ وما مِن تكالِيف الحياةِ وبُؤسِــها خَلاصٌ بغيرِ الموتِ وهْو مَهُــولُ إبراهيم الأحدب الحياة والمنون ما للزمـــان يرينا كل نائبة تزيل معنى رضا الأيام بالغضب ليس المنون بمغض عن تطلبنا بل دايمــا يقتفي الآثار بالطلب كل ســبيل منايا الدهر مسلكه ولو تسـامت معاليه على الشهب وما الحياة سـوى طيف يمر بنا وصدق ميعـاده نوع من الكذب فلا تكن في بقاء باســـطاً يداً فذاك مـا ناله في العالمين نبي الصنوبري ساعة لا يجدي الدواء إن الطبيب بطــبه ودوائــه لا يســتطيع دفاع محذور أتى ما للطبيب يموت بالــداء الذي قد كان يبري مثله فيمــا مضى ذهب المـداوي والمدوى والذي جلبَ الدواءَ وباعَهُ ومن اشترى إبراهيم عبد القادر المازني لكنه العمر هل من معينٍ على نجوى ووسواس أو من سـبيلٍ إلى تبريد أنفاســي أكر طرفي في المضاي فيبسـم لي وأنثني وأمامـــي جــد عباس ليس الــذي فات أياماً أعــددها لكنه العمر وا لهفـي ويا ياســي والدهر لا فلتات الســعد يرجعها ولا يجــــدد ما يبلى من الناس لو كان في مقبلٍ من مدبرٍ عوضٌ لم أودع الذم للأيام أطراســــي حسام الدين الحاجري كل شيء له أجل مِن شيمَةِ الدَهرِ إِعراضٌ وَإِقبالُ فَمـــا يَدومُ عَلى حالاتِهِ حالُ وَكُلُّ شَــيءٍ وإنٍ أَعيا لَهُ أَجَلٌ يَقضي كَما تَنقَضي لِلناسِ آجالُ بَينا تَكونُ رَحاءُ الحَربِ دائِرَةٌ تَلقى الرِجالَ تَراها وَهي قِفالُ لِلشــامِتينَ بِنا يَومٌ نَصولُ بِهِ عَلَيهِمُ بِالأَماني مِثل ما صالوا
|
||||