|
|||||||
|
أقيم في مقر نقابة الصحافة في بيروت، لقاء علمائي موسع بدعوة من "تجمع العلماء المسلمين"، نصرة لرسول الله محمد وتنديدا بالفيلم الأمريكي المسيء إلى الإسلام وللديانات السماوية والقيم الإنسانية، في حضور نقيب الصحافة محمد البعلبكي، وحشد من العلماء المسلمين من السنة والشيعة. بعلبكي افتُتِح اللقاء بكلمة النقيب البعلبكي، أكد فيها أن "النبي محمد هو أعظم من أن تناله سفاهة مثل تلك السفاهة التي تجسدت في ذاك الفيلم، الذي ظهرت فيه مؤامرة من أبشع المؤامرات لإيقاع الفتنة بين المؤمنين بالله، لكن خسئوا لن يبلغوا مبتغاهم مهما حاولوا"، مضيفا: "فليطمئن كل مؤمن بسيدنا محمد، فلن يبلغوا مبتغاهم أبداً وسيرتد عليهم مكرهم مهما حاولوا، وأيدي العدو الصهيوني واضحة في ما حصل". الزين بدوره، حيا رئيس مجلس الأمناء في التجمع سماحة القاضي الشيخ أحمد الزين "إخواننا من المؤمنين في سائر البلاد العربية، في ليبيا ومصر وتونس والجزائر وكل البلاد الإسلامية"، وقال: إن "هذه الحادثة الأليمة اظهر فيها أعداء الإسلام ما يحملون في صدورهم من كراهية وأحقاد للإسلام ولرسول الله محمد، والنبي ليس في حاجة ليدافع عنه احد من الناس لأن الله كرمه". وإذ شدد على الوحدة الإسلامية والتعايش بين الأديان، أمل "أن نصلي قريباً في المسجد الأقصى، خلف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله". قبلان بدوره أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى أن "الأمة يجب أن تدرك أن النظام السياسي الذي يهيئ خصومة الأديان، لهو نظام قاتل مدمر ويشكل الفساد العالمي، لكن واشنطن عمياء عن كل الشعوب حتى لو تظاهرات ضدها ليل نهار، إلا إذا اقتربت على سفاراتها وهددت مصالحها"، ورأى أن "زعماء العرب، هم اليوم أمام خيارين، إما أن يصبحوا حرساً لسفارات أمريكا أو أن يعيدوا تنظيم علاقاتهم العربية الإسلامية، وإلا فإن ما حصل سيتحول إلى جمر يحرق أصحابه". واعتبر أن "معادلة الوجود والبقاء، تتوقف على أن نكون أقوياء. فلذلك ندعو الشعوب الإسلامية لأن تقول كلمتها"، مؤكداً أن "ما تطمح إليه مجتمعات الغرب لن يؤثر على تعايشنا الإسلامي - المسيحي، لأن ما جمعته قيم السماء أكبر من أن تخربه شياطين الأرض"، محذراً "واشنطن من أن تتطاول أكثر، لأن ذلك سيدفعنا بالإفتاء صراحة بهدم المصالح الأمريكية أياً كانت، ونطالب لبنان بردة فعل تليق برسول الله، ونأمل ألا يكون الموقف السياسي تحت سقف ضرورة مجاراة الهيمنة الأمريكية في لبنان". أبو القطع ورد الشيخ محمد أبو القطع على الفتاوى الداعية إلى الاستنكار بلا غضب بحجة أن النبي بمنأى عن الإساءة، فقال: "إن لم نغضب لرسول الله، فلمن نغضب؟ أتينا اليوم لنعلن الغضب دفاعا عن رسول الله"، موضحاً أن "حبي النبي لا يحتاج إلى 8 آذار ولا 14 آذار والكل مجمعين على حب النبي". دعموش وقال رئيس "تجمع علماء جبل عامل" الشيخ يوسف دعموش: "إن أمريكا تسعى ليل نهار إلى الفتنة بين السنة والشيعة، واليوم أتت لتزرع فتنة بين المسلمين والمسيحيين، لكنهم استطاعوا أن يبعدوا المخطط الأمريكي الصهيوني للفتنة"، مثنيا على "دعوة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله إلى استصدار قرار يجرم كل من يسعى إلى الإيقاع بين الأمة أو من يسيء إلى المقدسات، والدعوة إلى استصدار قرار أيضاً من الأمم المتحدة ليوضع حد لأولئك الذي يريدون أن يفتنوا بين الشعوب، والأهم الدعوة إلى توحيد المسلمين، فعندما نتوحد لن تستطيع أي امة أن تنال منا". حمود وأكد إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود أنه "يجب أن يكون لدينا تعبير عارم في لبنان يضم كل الطوائف مسلمين ومسيحيين، وأن يكون هناك تظاهرة في بكركي بدعوة من كل الطوائف، ويفترض أن ينطلق الصوت من عندنا بأن هناك موقفاً موحداً من الجميع". البيان الختامي بتاريخ الثلاثاء الواقع فيه 2 ذو القعدة 1433 هـ الموافق ل 18 أيلول 2012 وبدعوة من تجمع العلماء المسلمين واستنكاراً للفيلم المسيء للإسلام والديانات السماوية والقيم الإنسانية عقد في مقر نقابة الصحافة اللبنانية بحضور نقيب الصحافة اللبنانية الأستاذ محمد البعلبكي لقاءٌ علمائي موسع حضره حشد من العلماء المسلمين من السنة والشيعة وقد صدر عن اللقاء البيان التالي: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾(التوبة:32) . يحاول أعداءُ أمتنا الإسلامية منذ بدايات التحول نحو الإسلام في منطقتنا الإسلامية النيل من ديننا ومقدساتنا وقيمنا الإسلامية ويقف وراء هذه المحاولات دولاً ومنظمات تمتلك إمكانيات ضخمة مسخرة جميعاً لضرب الصحوة الإسلامية بدءاً من المس بالمقدسات كالقرآن الكريم والنبي محمد الأمين(ص) مروراً بالسعي لإيقاع الفتنة بين المسلمين أنفسهم وبينهم وبين الأديان الأخرى، وإذا رجعنا إلى الخلفيات الحقيقية وراء هذا الاستهداف نجد أن حماية الكيان الصهيوني من خطر الزوال الحتمي هو أول الدوافع لهذا التحرك خصوصاً بعد أن التف المسلمون حول دينهم وامتشقوا السيف للجهاد من أجل تحرير أرضهم ما أشعر قادة الكيان الصهيوني وأولياء نعمتهم في المنظمات الصهيونية المسيطرة على الإدارة الأمريكية بالخطر الداهم على مصيرهم فابتدأوا بهذه الحملة التي تستهدف الإسلام ككل لا مذهباً دون آخر. وهم عندما يشجعون الفتنة بين المسلمين إنما يسيرون في نفس هذا المخطط الجهنمي، وانطلاقاً من ذلك كله يهم العلماء المجتمعون أن يؤكدوا على ما يلي: أولاً: إن الولايات المتحدة الأمريكية هي المسؤولة الأولى عن هذه الإساءة وبالتالي فإن عليها القيام بخطوات عملية لوقف هذه الإهانة وإلا فإن عليها أن تتحمل النتائج السلبية لهكذا عمل. ثانياً: إن تذرُّع الولايات المتحدة الأمريكية بحرية التعبير هروباً من القيام بمنع هذا الفيلم المشين هو ذريعة واهية إذ إن هناك فرقاً كبيراً بين حرية التعبير وحرية الإساءة وهذا يندرج تحت عنوان الإساءة والإهانة والمس بمقدسات الآخرين. ثالثاً: بالرجوع إلى ما ظهر في هذا الفيلم وسياقه يظهر بشكل واضح أن سعياً واضحاً لفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبالأخص في مصر كون البيئة التي ينطلق منها الفيلم هي بيئة مصرية ولذلك فإننا نحذر من فتنة يسعى لها أعداء الإسلام وندعو المسلمين في العالم وبالأخص في مصر إلى فَهِّمِ هذه الخطة الخبيثة وعدم الوقوع في حبائلها. رابعاً: يرحب المجتمعون بالمواقف الصادرة عن بابا الأقباط في مصر وبابا الفاتيكان وغبطة البطريرك بشارة الراعي وسائر القادة الروحيين المسيحيين، ما فوت الفرصة على المخطط الصهيو/أمريكي لإيقاع الفتنة. خامساً: لقد أثبتت الوقائع أن الدول التي تعد نفسها حضارية تكيل بمكيالين ولا مقياس واحد لديها للقيم ففي حين تشن حملة دولية على مسلسل الشتات الذي بثته قناة المنار وتقدمها للمحاكمة وتقدم الفيلسوف روجيه غارودي للمحاكمة لأنه شكك لا بأصل المحرقة بل بحجمها، نراها اليوم لا تعير بالاً لانتهاك أهم مقدس لدى أكثر من مليار وخمسمائة مليون مسلم يتعرضون في أقدس مقدساتهم للإهانة. سادساً: يجب أن يعرف المسلمون أن الذي يجب أن يدفع ثمن ما حصل هو الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية ولا ذنب لإخوتنا المسيحيين في ذلك بل أننا شركاء معهم في التعرض للإهانة عندما يُمس بقدسية النبي عيسى عليه السلام. سابعاً: نوه المجتمعون بمبادرة وزير الخارجية اللبناني الأستاذ عدنان منصور لدعوة مجلس وزراء خارجية الجامعة العربية للانعقاد ونحن وإن كنا لا نعول كثيراً على موقفهم إلا أننا نتمنى أن تكون سرعة انعقاد مجلسهم مساوية على الأقل لسرعة تداعيهم للقاء عندما أرادوا شق عصا الأمة العربية بطرد سوريا من مجلسهم. ثامناً: أين هي منظمة التعاون الإسلامي؟! وهل هناك أفظع من المس برسول الله كي نجتمع للدفاع عنه واتخاذ الإجراءات العملية للمس به كما اجتمعوا بالأمس القريب لطرد سوريا من صفوفهم؟؟!! تاسعاً: إن الوقائع أثبتت بما لا مزيد عليه أن الشيطان الأكبر هو الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني هو ربيبة هذا الشيطان وبالتالي على الدول العربية التي سارعت لقطع علاقاتها مع أخ الدم والانتماء سوريا مع استنكارنا لذلك أن يبادروا لقطع علاقاتهم مع هذا الكيان الغاصب بل مع الولايات المتحدة الأمريكية أو على الأقل رفض استقبال سفرائها ومسؤوليها. عاشراً: تتساءل أمريكا لماذا يكرهها العالم الإسلامي والإجابة هي أن أفعالها كاحتلالها لأراضينا ونهبها لخيراتنا والسيطرة على سيادتنا ومسها بمقدساتنا هي صور واضحة لسبب كرهنا لها وفي هذا السياق يهمنا أن نؤكد أننا لا نكره الشعب الأمريكي بل نكره حكومته التي ندعوه لتغييرها والثورة عليها والتصالح مع شعوب العالم المتضررة من إدارتها التي تتحكم بها الصهيونية العالمية. حادي عشر: إن المطلوب للوقوف بوجه هذه الحملة الشرسة والظالمة هو عدة إجراءات منها: أ- أن تبادر دول العالم الإسلامي لحجب المواقع التي تبث مقاطع من هذه الأفلام. ب- أن تضغط حكوماتنا على الولايات المتحدة الأمريكية لسحب كافة الأفلام من كافة المواقع وتحذيرها من مغبة عرض الفيلم كاملاً إذ أنها بذلك تعلن حرباً شاملة على الإسلام والمسلمين. ج- إصدار قوانين واضحة وصارمة عن مجلس الأمن تأخذ الطابع الدولي تحرم الإساءة للمقدسات الدينية العائدة لكل الديانات المعروفة ووضع عقوبات صارمة عليها. د- اجتماع منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية واتخاذ إجراءات حاسمة بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية إذا لم تبادر إلى معاقبة منتجي ومروجي الفيلم المسيء. وأخيراً نقول سيدي يا رسول الله (ص) نحن نعلم أنك أكبر من أن تهان وما زال الكفار وأعداء الإنسانية يحاولون النيل منك ولكنهم أرادوا ذلك وشاء الله أن يؤيدك بنصره بقوله: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ ونحن عندما نقوم بما نقوم به فإننا نؤدي واجبنا تجاهك ولكن هل يستطيع أحد أن يحجب نور الشمس في رابعة النهار، ونحن متأكدون أنه كما انتصرنا في معاركنا العسكرية على عدونا الأمريكي والصهيوني سننتصر في هذه المعركة ونئد الفتنة وسنظل نسعى لوحدة العالم العربي والإسلامي لنصل إلى تحرير فلسطين امتثالاً لأمر الله وإكراماً لنبيه وتنفيذاً لوعده لنا بنصرنا الحتمي على عدونا الصهيوني. وفي نهاية الاجتماع اتفق المجتمعون على إبقاء اجتماعاتهم مفتوحة والدعوة للقاء علمائي روحي إسلامي موسع للتباحث في الخطوات العملية لمواجهة هذه الفتنة كما أوكلوا للهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين مواكبة التطورات والدعوة لاجتماعات فورية وعاجلة لاتخاذ المواقف المناسبة لكل تطور يحصل. |
||||||