|
|||||
|
بعد اجتماع القمة الروحية في بكركي وفي السياق عينه تداعى ممثلو القادة الروحيين ضمن اللقاء التشاوري للمرجعيات الروحية الإسلامية والمسيحية، وعقدوا لقاءً في مقر تجمع العلماء المسلمين خصص للبحث في موضوع الإساءة التي تناولت شخص النبي محمد (ص) عبر المقاطع التي بثت على المواقع الالكترونية فيما بات يُعرف بفيلم " براءة الإسلام" وقد أصدر المجتمعون البيان الآتي نصه: بدعوة كريمة من تجمع العلماء المسلمين في لبنان عُقد اللقاء التشاوري للمرجعيات الروحية الإسلامية والمسيحية وبعد التداول يهمنا أن نؤكد على الأمور التالية: أولاً: بات من نافلة القول أننا ندين ونشجب الفيلم ويهمنا هنا أن نعلن أن موضة وموجة التعرض لشخص النبي الأكرم (ص) والتي اتخذت أشكالاً متعددة في الآونة الأخيرة تعتبر جريمة موصوفة بكل ما للكلمة من معنى وينبغي أن يُعاقب مرتكبوها مهما علا شأنهم لأن ذلك يشكل سابقة تتكرر وستتكرر في المستقبل إن لم يضع المجتمع الدولي ثقله لمنعها ويجرم الفاعل. ثانياً: لا يقتصر الأمر على ذلك بل إن كل أنواع الإساءات للديانات السماوية والرموز الدينية والمقدسات الإلهية مرفوضة ومستنكرة تحت أي عنوان ولا يمكن إدراجها ضمن مقولة حرية التعبير أو حرية الرأي، ونناشد كل المعنيين في المجتمع العالمي أن يرفضوا هذا المنهج والسلوك المشين قبل استفحال هذه الظاهرة الممجوجة والغريبة عن قناعاتنا ومعتقداتنا على تنوعها. ثالثاً: إذا صدرت الإساءة عن شخص ما لا يعني ذلك بالضرورة أن نحمل طائفته أو دينه الذي انحدر منه، وما الموقف الجريء والحر الصادر عن الكنيسة القبطية وقادتها الروحيين الأخير إلا دليلاً على براءة الكنيسة المذكورة من أفعال المجرم الذي أساء وهنا نطالب برفع الغطاء عنه وعن المساهمين معه في فعلته الشائنة لينال جزاءه العادل والقانوني. رابعاً: إننا نضم صوتنا إلى أصوات الأحرار والشرفاء الذين طالبوا بتشكيل لجان قانونية متخصصة لصياغة نص مشروع قانوني أممي يجرم التعرض للمقدسات والرموز الدينية ويعرض صاحبها إلى لملاحقة والمحاكمة في كل مكان من العالم. خامساً: ندعو جميع المؤسسات الدينية والرموز على تفرعها في العالم أن تستمر في ملاحقتها لهذه القضية حتى لا توضع في أدراج النسيان والإهمال وتُنسى ويهمنا هنا أن نشكر مواقف الفاتيكان طالبين منه وباعتباره السلطة الأعلى للمسيحيين في العالم أن يتابع الأمر في المحافل الدولية بالتعاون مع الأزهر الشريف ورابطة العالم الإسلامي وقم المقدسة والنجف الأشرف ليكون الموقف قوياً ويشكل ضمانة للمستقبل. سادساً: إن الزيارة الرعوية التي قام بها قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر إلى لبنان شكلت بتوقيتها ومضمونها ونتائجها فرصة هامة للنسيج الديني اللبناني والإقليمي لينبذوا كل أشكال العنف والضغينة من صفوفهم ويعملوا لمصلحة الإنسان والحرية. سابعاً: أيّد المجتمعون مضمون البيان الصادر عن القمة الروحية وأكدوا على ضرورة تشكيل لجنة لمتابعة المقررات الصادرة والحرص على تنفيذها. ثامناً: إننا نثمن عالياً الوعي والتصرف الحضاري الناتج عن المسيرات الشعبية التي نظمت في أكثر من منطقة لبنانية ولم يحصل فيها أية ردود فعل سلبية أو تصرفات خاطئة وندعو سائر الشعوب الأخرى أن يتمثلوا هذا النموذج الراقي في كل حدث.
|
||||