|
|||||
|
الصفحة الأولى عبرة الكلمات فصلٌ داخل فصل صَارَ مُمْتِعاً لي أن أغوصَ في أعماقِ البحر.. أحترقَ بينَ ألواحِ الجليدِ وأتجمَّدَ كلما انهمَرَتْ فوقي أصابعُ الجمرِ والرماد.. جميلٌ أن أصبحَ فَصْلاً داخِلَ فصلٍ، أن تختلطَ عليَّ الأحاسيسُ، أن أفرحَ عندما أحْزَنُ، أن أمُوتَ وأنا أَحْوَجُ ما أكونُ إلى الحياة.. ما الحُبُّ؟.. ما الحُبُّ؟.. لِكُلٍّ تأويلُهُ.. ونحنُ صامتون، نكتفي بالكلام، نُصَحِّحُ به هذه الأرضَ الخطأَ التي لم تُخْلَقْ عَبَثَاً.. والحُبُّ أن نُرَمِّمَ فينا ما يَتَهَدَّمُ، أَوْ نَعْبُرَ الطريقَ بأمانٍ في عِنَاقِ الكُلِّ والأجزاء، أو... لِكُلٍّ تَأوِيلُهُ ولا حُبَّ عِنْدَ كَثِير.. ظمأُ العاشق في سبيلِ حُرّيَّتِي أسلمُ وجهي لِلْحَياةِ عَلَّهَا تَنْشُرُ النُّورَ مِنْ عُيُونِي لِتَرْحَل بي إلى أيِّ مَوطِنٍ للسلام.. لا بُدَّ مِنْ تَضْحِيَةٍ تَفْتَحُ على الرُّوحِ أبوابَ الجنائنِ.. لا بُدَّ مِنْ هِجْرَةٍ في تَفَاصِيْلِ الحَنين.. لا بدَّ مِنِ ابْتِكَارِ مُؤَكِّدَاتٍ جديدةٍ، فَمُؤَكِّداتُ الخَبَرِ جَمِيعُهَا غَيرُ كافيةٍ في لُغَةِ الحُبِّ.. وإِنْ تَوَقَّفَ النشيدُ فإنَّ ظَمَأَ العاشِقِ لن يَنْطَفِئِ. فيضُ المُحالْ يَفيضُ المُحَالُ بِكُلِّ الجِهَاتِ وبيْ رغبةٌ لاقْتِحَامِ الغَرَقْ.. وما لي سِوى مركبٍ منْ حَبَقْ.. وبعضِ البنفسجِ والأُقْحُوانِ تَنَاثرَ في شُرُفَاتِ الأُفُقْ.. أُهَدِّئُ مِنْ عَتَباتِ انْهِيَاريْ وَأنْفِرُ مِنِّيْ إلى سَهْلِ رُوحِكَ حيثُ الحَمَائِمُ ليستْ تَنُوحُ.. وليستْ تَبُوحُ بِغَيرِ النَّدِيِّ مِنَ الهَمَساتِ.. وشَهْدُ الهديلِ يُؤَلِّفُ بيني وبينَ الخَلايا.. فَيُوحي إلينا بِعَزْفِ المَقَامِ المُلائِمِ في اللحْظَةِ الرَّاهِنَةْ.. وبَعْثِ النُّسَيْمةِ تِلْوَ النُّسَيْمَةِ تُنْعِشُ في ذَبْذَبَاتِ التَّقَهْقُرِ أَعْصَابَنَا الوَاهِنَةْ.. يَفيضُ المُحالُ وأَنْفِرُ مِنِّي فَأَغْرقُ في رِحْلَتي الفَاتِنَةْ.
مولاي... ها أنا ذا لم أعد كما كنتُ.. سهلاً ممتنعاً.. عصياً على الفرحِ.. ها أنا اليومَ أمشي وتَصْحَبُنِي اليَمامَةُ.. والبَنَفْسَجَةُ الحَزِينَةُ والخريفُ وبُلْبُلُ العُشِّ الفَقِيرِ وغَيْمَةٌ تَتْلُوْ مَواجِعَهَا وحُبٌّ ليسَ يَرْحَمُهُ الشتاءْ.. فإذا فَتَحْتُ البابَ يَرْمُقُنِي بِنَظْرَةِ رُوحِهَ وأرى ابْتِسَامَتَه تُضِيءُ ليَ الضِّيَاءْ.. ويَمُدُّ كَفَّيْهِ ليحْمِلَني من وجعي.. فَتَحْمِلُنَا السماءْ.. أنسَى رِفَاقَ الدَّرْبِ.. يَسْرِي بيْ مولاي.. وبالرُّوح.. مِنْ ألَمِيْ إلى حُلُمِيْ.. من غفلتي إلى يقظتي.. يسري بي نحو برزخ نقائهِ العُلْويِّ على فَرَسِ النَّقَاءْ. محبوب ولا محبوب كلّ رديء ينوء به حمل ظهري إلا ما أحب... كل من أحبه بعيد إلا من أكره.. وأكثر من أحبهم لا يعبئون بشيء مما أكنُّ لهم!.. ماذا لو كان "اللامحبوب" في "الوطن" المحبوب؟ ها أنذا أواجه ذلك تماماً منذ ربع قرن. لؤلؤةَ المعجزاتْ أناجيكَ كلَّ أوانٍ وأدعو ضياءكَ أن ينتضيني.. أرتّلكَ.. الشوقُ يسفح غيث جفوني.. وحين أسمّيكَ تسطعُ شمس من الأمنياتِ.. كأنَّك بعثُ الحياةِ، وموتُ المنونِ.. كأنك إيايَ.. أدعوك كي ألتقيني.. وأُخرِجَ من وحدتي بكَ لؤلؤةَ المعجزاتْ. اطلبني لتأتي الحياةْ من رذاذِ الرذاذِ سأصنع عيدي وبالدعاءِ أجعل سداً بوجه الغياب.. فهل لي؟.. مولاي... أن أصنعَ موعداً آخر للقاكْ؟.. وهل معجزٌ أن أكونَ انهمارَكَ فوق رؤوسِ القساةِ عسى يُنهرونَ.. تفسَّختِ الروحُ فيهمْ، وظلّوا على طللٍ واقفينَ.. ولو حجرٌ ما تمادى الرُّعاع، ولا الوهمُ أنشبَ ناجذَهُ في الهلال.. وسمَّمَ شوق الأكفِّ لهتك الحجابْ.. لك الآن أن تحضرَ في الغياب، وأن تُحضِرَني.. كلانا مضى في كلينا يلبِّي التماهي، وينزعُ.. تعالَ، لأُقْبِلَ.. اطلبني لتأتي الحياةْ.
الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي إبن الحاجب النحوي عفو الكريم قد كان ظني بأن الشــيب يرشـدني إذا أتـى فــإذا غيـي بــه كَـثُرا ولســـت أقنط من عفو الكريم وإن أســرفتُ جهلاً فكم عافى وكم غَفَرا إن خصَّ عفواً الهي المحسـنينَ فَمَنْ يرجــو المسيءُ ويدعـو كلما عَثُرا الحسين بن مطير الأسدي لا شيء يدوم لَـــهُ يَــوْمُ بُؤْسٍ فِيــهِ للنَّاسِ أَبْؤُسٌ ويَــوْمُ نَعِــيمٍ فيــهِ للنّاسِ أَنْعُـــمُ فَيَمْطُرُ يَوْمَ الجُــودِ مِــنْ كَفِّــهِ النَّدَى وَيَمْطُــرُ يَوْمَ البَأْسِ مِنْ كَفــهِ الــدَّمُ وَلَـــوْ أَنَّ يَوْمَ البُؤْسِ خَلَّــى عِقَــابَهُ عَلَى النَّاسِ لَمْ يُصْبِحْ عَلَى الأَرْضِ مُجْـرِمُ وَلَـــو أَنَّ يَـوْمَ الجُــودِ خَلَّـى نَوَالَهُ عَلى الأَرْضِ لَمْ يُصبِحْ عَلَى الأَرْضِ مُعْدِمُ إبن رشيق القيرواني مدحٌ وهجاء قولـــوا لمـــن قال إِنَّ هجوي يفــوق مدحــي بلا امـــتراءِ صَدَقْتَ يا مـانعـــاً ثوابــــي مـــنه ويا قاطـــعاً رجــائي كــآبةُ الكِــذْب في مَدِيـــحي ورَوْنَقُ الصِّدْقِ فــي هِجَـائِــي عبد مناف بن عبد المطَّلب أبو طالب الصبر على البلاء إِصبِرَن يا بُنَــيَّ فَالصَبرُ أَحجى كُلُّ حَيٍّ مَصيرُهُ لِشَـــــعوبِ قَد بَلِيَ الصَبرُ وَالبَلاءُ شَـــديدٌ لِــفِداءِ الحَــبيبِ وَاِبنِ الحَبيبِ النَبِيِّ الأَغَرِّ ذي الحَسَـبِ الثاقِبِ وَالــباعِ وَالـــكَريمِ النَجـيبِ إِن تُصِبكَ المَــنونُ فَالنَبلُ تَتَرى فَمُصيبٌ مِنهـــا وَغَيرُ مُصيبِ كُلُّ حَيٍّ وَإِن تَمَلّــى بِعُمـــرٍ آخِذٌ مِــــن مَذاقِهــا بِنَصيبِ ابن العطَّار الإشبيلي بوح الهوى كَتَمتُ الهَوى صَبراً وَلَم أَرضَ بِالعُذْرِ وَأَســــكَنتُه بَين الجَوانِحِ وَالصدْرِ فَزادَ اِشـــتِياقي وَاسـتَهَلّت مَدامِعٌ وَباحَــت خَفِيّاتُ الفُـؤادِ وَلَـم أَدْرِ فَــو اللهِ أُخفي الحُبَّ بَعدَ اِفتِضاحِهِ وَلَـــو حُطَّ عِندَ الكاتِمينَ لَهُ قَدْرِي فَيَومي إِذا مـا بُحـتُ عِيدٌ وَلَيلَتــي بِذِكراي مَــن أَحبَبتُه لَيلَـةُ القــدر
|
||||