الإفطار السنوي للمجلس المركزي

السنة الخامسة عشر ـ العدد 175  ـ (رمضان ـ شوال  1437 هـ ) ـ (تموز 2016 م)

نشاطات حزيران 2016

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

مصطفى حسن خازم


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

أقام تجمع العلماء المسلمين بالتعاون مع المستشارية الثقافية الإيرانية في مركزه في حارة حريك حفل إفطاره السنوي للمجلس المركزي حضره، سعادة المستشار الثقافي للمستشارية الثقافية الإيرانية في بيروت السيد محمد مهدي شريعتمدار ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة أمل الشيخ حسن المصري وسعادة المستشار في السفارة الإيرانية السيد حسين توسلي  وسعادة القنصل في سفارة سوريا السيد فراس شنتة وشخصيات سياسية ودينية وعدد كبير من العلماء.

كلمة المستشار السيد شريعتمدار

 وتخلل الإفطار كلمة لسعادة المستشار السيد شريعتمدار قال فيها: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾[الإسراء: ١]

لقد كان هاجسه القدس، وديدنه الدعوة للدفاع عنه وعن كل فلسطين أرضاً وشعباً وقضية، ودأبه اعتبارها قضية مركزية للأمة الإسلامية، بل وإنسانية وعالمية، وواحدة من قضايا المستضعفين في مواجهة المستكبرين كما كان يعبّر دائماً.

إنه الإمام الخميني الراحل – رحمه الله - الذي أكد منذ بدء نهضته قبل أكثر من نصف قرن من الزمن ضرورة مواجهة الخطر الصهيوني، رغم أن قضية فلسطين لم تكن قد ذاع صيتها في إيران آنذاك.

ولم يكن دعمه للقضية مجرد موقف سياسي أو تاريخي أو حضاري ناتج عن تأييد الخير والحق والعدل في مواجهته لقوى الظلم والظلام والشر.. وإنما - وإلى جانب كل ذلك - مبدأ عقائدي وشرعي تقرّه أحكام الفقه الإسلامي بوجوب تحرير الأرض المغتصبة من دار الإسلام وصرف الأموال الشرعية في سبيل ذلك، ناهيك عن نصرته الدائمة لقضايا المستضعفين وتأسيسه أو إحيائه لمدرسة فقه الجهاد ضد المستكبرين.

حتى جاء انتصار الثورة الإسلامية في إيران ليعيد الهوية والثقة بالذات إلى الشعب المسلم وإلى أبناء الأمة، وليحقق أمنيتين للإمام: تأسيس الحكم الإسلامي، وإطلاق حملة دعم لقضية فلسطين. وشهدت طهران علم فلسطين يرفرف فوق سفارة العدو، وشعارات "اليوم إيران وغدا فلسطين"، والإعلان عن يوم القدس العالمي، ليكون الدفاع عن فلسطين شعباً وأرضاً وقضية من ثوابت السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في فضاء دفاعها عن المستضعفين والقضايا العادلة، واستمرت هذه السياسة إلى يومنا هذا في عهد الخلف الصالح لذلك السلف الصالح. فالإمام - رحمه الله - طرح رؤية أصيلة وخطاباً واضحاً حول فلسطين.

• إنه دعا: إلى التوكل على الله وقوته الأزلية والأبدية، وإلى الاعتماد على الإسلام وتعاليم القرآن الكريم التي وصفها بالمشرفة والتحررية، وإلى تطبيقها بدلاً من الاعتماد على المعسكرين الشرقي أو الغربي آنذاك.

• إلى عدم الخشية من القوة الخاوية – كما وصفها – للداعمين للصهيونية وإسرائيل.

• وإلى عدم الاغترار بالوعود الجوفاء للقوى الكبرى، وعدم الخشية من وعيدها.

• إلى اهتمام الشعوب المسلمة بإنقاذ فلسطين، وإعلان غضبها وكراهيتها للعدو إلى العالم لأنه لم يكن ير في بعض الحكام ممن لا يمثل شعبه خيراً. إلى الوحدة الإسلامية وتضامن مسلمي العالم والحكومات الإسلامية، ورص الصفوف، ومد يد الأخوة والاتحاد، والكف عن الخلافات والسلوكيات المنافقة والمدمرة والمشينة.

• إلى نبذ الخلاف والأنانية والاستسلام والعمالة والانهزام النفسي والتعامي والاعتماد على الآخر.

• إلى التزام البلدان الإسلامية وخاصة العربية بعدم الاعتراف والتطبيع، و تعبئة كل قدراتها وقُواها، وصمودها بوجه العدوان، واستخدام كل ما لديها ومنه القوة العسكرية وسلاح النفط.

• إلى مساعدة الرجال المجاهدين والمضحين الذين علقوا آمالهم على‌ الأمة الإسلامية في مواجهتهم للعدو، وإلى دعم الانتفاضة والمقاومة، وصرف الأموال الشرعية على المناضلين واللاجئين والمشرَّدين.

• إلى مواجهة الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان يقول لها كلما ازدادت، ارتفعت مع الأسف وتيرة المساومات، وكثرت محاولات إدانة المناضلين وحماتهم من الشعوب المسلمة.

• إلى الانتباه إلى أن خطر المشروع الصهيوني وضرره متوجهان إلى الشرق الأوسط كله، والمراد منه هو السيطرة على العالم الإسلامي والمزيد من استعمار الأراضي والموارد الغزيرة فيه.

• وإلى أن الدم سينتصر على السيف، والإيمان على الكفر، والكلمة والصرخة على الرصاص، وأن حلم النيل إلى الفرات سيبطل.

ولكل ذلك أطلق ذلك القائد التاريخي مبادرته في إعلان يوم القدس العالمي، والتي فيها الكثير من الدلالات على رمزية القدس، وعالمية القضية، وقدسية اليوم المستوحاة من قدسية الجمعة وشهر رمضان المبارك، وفيها تأكيد حاجتنا إلى بدر مقدسية في هذا العصر، وتحقيق الوحدة الإسلامية، وعلى أن الرهان على الشعوب لا الأنظمة.

إن يوم القدس يصفه الإمام يوماً إسلامياً عالمياً عظيماً، ويوماً للتعبئة الإسلامية العامة، وهو كليالي القدر، وأنه سيقرر مصير شعب فلسطين، وبإحيائه تزول مظاهر اللامبالاة والغفلة، وأنه لا يختص بالقدس، وإنما هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين، ومواجهة الشعوب للقوى الكبرى، تلك الشعوب التي عانت من ظلم أمريكا وغيرها، وهو اليوم الذي يجب أن يتجهز فيه المستضعفون ليمرِّغوا أنوف المستكبرين في التراب، ويوم تتحدد فيه مصائر الشعوب المستضعفة.

يوم تعلن المجتمعات الإسلامية فيه عن حضورها وتطلق تحذيراتها للقوى الكبرى، يوم سيكون مقدمة لتأسيس حزب المستضعفين في العالم، يوم إحياء الإسلام وتطبيق قوانينه في الدول الإسلامية، والإعلان بأن الإسلام لن يقع تحت سيطرتهم بعد الآن.

إنه يوم حياة الإنسان، وصحوة المسلمين، وإدراكهم قوتهم المادية والمعنوية، إنه يوم الإسلام ويوم رسول‌الله، إنه يوم سيكون الفيصل بين المؤمنين والمنافقين.

وأخيراً اسمحوا لي أن أقول إن الإمام الخامنئي قد يتميز عن سلفه في خطابه القدسي أو المقدسي بتحديده معالم الحل الأوحد للقضية وضرورة التحرير من النهر إلى البحر وأن تكون فلسطين لكل الفلسطينيين الأصليين. لكنه يؤكد القول هو ما قاله الإمام الخميني: إن إسرائيل يجب أن تزول من الوجود. أختم كلمتي مكرراً  مع الإمام تحيته في آخر أحد نداءاته ليوم القدس:

تحية للقدس وللمسجد الأقصى، تحية للشعوب الثائرة بوجه إسرائيل المجرمة، وتحية إلى المسلمين و مستضعفي العالم.

وأضيف قائلاً: تحية إلى المقاومة بشهدائها وأبطالها وسيدها، وتحية إليكم علماء المقاومة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثم ألقى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة أمل الشيخ حسن المصري قصيدة من وحي المناسبة.

كلمة القاضي الشيخ أحمد الزين

وختاماً ألقى رئيس مجلس الأمناء القاضي الشيخ أحمد الزين كلمة تجمع العلماء المسلمين قائلاً: قبل كل شيء وبعد كل شيء وفي هذه الساعات المباركة من شهر الصيام نتوجه إلى الله تبارك وتعالى بكلمة أشهد أن لا إله إلا أنت سبحانك وأن محمداً عبدك ورسولك، كما يسعدنا أن نحييِّ السيد المستشار محمد مهدي شريعتمدار والمستشار السيد حسين توسلي، كما يهمنا ويسعدنا أن نتوجه إلى رئيس المجلس الإداري في تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ حسان عبد الله، بأزكى تحية وأعطر سلام، ولكم أيها العلماء الكرام والأفذاذ نتوجه إليكم بتحية الإسلام السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

من هذا اللقاء الطيب والمبارك ومن هذا المكان الشريف ومن هذه القاعدة الإسلامية كذلك لا يسعنا إلا أن نشكر سعادة القنصل في سفارة الجمهورية العربية السورية السيد فراس شنتة، كما أننا نتوجه من خلالكم معشر العلماء المسلمين من جميع المذاهب لن أقول من السنة والشيعة، إلى القدس الشريف إلى فلسطين، إلى المقاومة الإسلامية بأعطر سلام، نحن معكم بسلاحنا وليس بقلوبنا وأصواتنا فقط، نحن معكم بالمقاومة الإسلامية بقيادة السيد حسن نصر الله. نعم سيروا على بركة الله لحماية المسجد الأقصى، لحماية شرف الأمة وكرامتها، لرفع راية عقيدتها والحكم الشرعي للجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله، الشعب الفلسطيني سر على بركة الله ونحن معكم بإذن الله، نعلن هذا في ذكرى غزوة بدر كما أعلن الأنصار على لسان سيدنا سعد بن معاذ أمام رسول الله: "يا رسول الله لقد آمنا بك وصدقناك وأعطيناك وعودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة لك، فأمضِ لما أراك الله وسر على بركة الله، فوالله لو خضت بنا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، فسر على بركة الله". ونحن نردد مع سعد بن معاذ(رض) لسيدنا رسول الله(ص) نردد هذا مذكرين الشعب الفلسطيني، المقاومة الفلسطينية، مساندين للمقاومة الإسلامية في لبنان ولقائدها أننا معك وخصوصاً في ذكرى غزوة بدر الكبرى، كذلك نعلن للأمة الإسلامية مقولة المقداد بن عمر لرسول الله(ص) حينما قال له: "يا رسول الله لن نقول لك ما قال بنو إسرائيل لموسى، أذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، ولكننا نقول لك أذهب أنت وربك فقاتلا إننا معكما مقاتلون" نردد هذا مع المقداد بن عمر لإخواننا في فلسطين ومذكرين العالم الإسلامي، مذكرين أمة محمد ابن عبد الله أن علينا جميعاً أن نكون مع الشعب الفلسطيني في رفع راية التوحيد وراية التحرير وراية الجهاد وحماية المسجد الأقصى وسائر المساجد من أجل الدفاع عن شرفنا وشرف الأمة وكرامتها وعزتها، رافضين السير كالأغنام خلف القرارات الأمريكية والسياسات الصهيونية. مناشدين العرب بالذات أن يتحرروا من التابعية للولايات المتحدة الأمريكية، وأن ينسوا ما كان للتبعية لبريطانيا العظمى، هذه التبعية التي نرفضها في الماضي وفي الحاضر وبخاصة في الخليج وفي السعودية وفي البحرين بالذات، فلتسقط هذه التبعية العمياء ولترتفع راية بدر في شهر رمضان، راية الجهاد في سبيل الله، راية المقاومة في لبنان وفي فلسطين وعلى كل شبر من الأرض العربية والإسلامية.

نقول هذا نحن في تجمع العلماء المسلمين رافعين راية الوحدة، رافضين يا معشر العلماء من السنة والشيعة، إن طرح الفتنة والتفرقة بين السنة والشيعة هي لمصلحة العدو الإسرائيلي كي ننشغل بالخلافات المذهبية والفتن عن واجبنا في الجهاد في سبيل الله وحماية المسجد الأقصى والقدس الشريف. فليعلم الجميع هذا وليرجعوا إلى كتاب الله. ﴿إن هذه أمتكم امة واحدة﴾ لم يقل أن هذه الأمة هي أمة السنة وهي أمة الشيعة وهي أمة الشافعية وهي أمة الأحناف إلى آخر ما هنالك.

إن هذه أمة واحدة التي تلتقي عليها جميع المذاهب لترفع راية التوحيد وراية الجهاد في سبيل الله. نحن في تجمع العلماء المسلمين نلتقي علماء سنة وشيعة نرفع راية الوحدة راية المقاومة، راية الجهاد في سبيل الله كما نرفع التحية للإمام الخامنئي حفظه الله وإلى الشعب الإيراني العظيم وإلى سائر الشعوب الإسلامية في كل مكان داعين للالتزام بكتاب الله وبسنة رسول الله وللوحدة الحقيقية وحماية المسجد الأقصى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


 

اعلى الصفحة