اللوحة الثانية: جداريات

السنة الخامسة عشر ـ العدد 175  ـ (رمضان ـ شوال  1437 هـ ) ـ (تموز 2016 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


لمدير المسؤول:

مصطفى حسن خازم


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

الصفحة الأولى عبرة الكلمات

عصفور‏

أفنى العصفور جناحَيْهِ‏.. تعبَ المنقارْ‏ كي يبني العشَّ‏ على شَجَرَةْ‏..‏ ما انصاعَ لظلم الحارسِ‏ ما صرعته الرِّيحُ‏..‏ وحين بدا في آخرِ رحلة ثورتِهِ‏ وسما بعيونٍ منتصرَةْ‏.. وأتى للعشِّ‏ بفرحةِ عُمْرٍ.. طارَتْ أغصانُ الشَّجرةْ‍‍!!‏.

شاعر‏

القاعةُ ضِّيقَةٌ‏ وكثيراً كان الجمهورْ‏.. والشَّاعرُ فوق المنبر منفرداً‏ يُعمي عينيه ترابُ الأرضِ‏.. وفي دمه‏ تتخثّر كلُّ دماء العالم‏.. الشَّاعرُ يقرأُ كلَّ الأفكار‏ سوى ما يمكنُ أن يفهَمَهُ الجمهورْ‏.

ظلال‏

أطلقتَ صرخَتَكَ المهيبةَ‏ عبرَ صمتٍ من كلالْ.. ماذا تبقَّى.؟!!‏ ما الَّذي ترجوه‏ من أسفٍ مديدٍ‏؟!! شاقَ عمرَكَ‏ فاستحلْتَ‏ إلى ظلالْ‏.

نعاس‏

تثَّاءَبُ كفُّك أو تغفو‏ ما بين يديّْ‏.. والطّفلُ بإصبعكَ المشدوهِ يناغي‏ وتغنّي أوردتي لينامْ‏..‏ نم‏ واحلم‏ يا حبّة قلبي‏ فحداؤُكَ نسيانٌ ونعاسٌ‏.. والكفُّ‏ تهدهدُ إصبعها‏ والكلّ نيامْ‏..‏ نَمْ‏ واحلمْ‏ يا حبَّة قلبي‏ فالكلّ‏ نيامْ!!.

اشتعال

أنا خَشَبٌ صامتٌ‏ وانقسامٌ تحوَّل إلى ما لستُ أدري.. ومن حولي‏ قد يظلّ البياض‏ُ بطيئاً‏ ودافئاً‏ ومذاباً كارتعاشة‏ٍ.. ثم هذا الجفاف الصامت‏ حولني إلى اشتعالْ‏.. وإلى نشيدٍ يرتدّ كصخرة..‏ وإلى‏ صدى خائف‏ٍ.. وإلى محاولةٍ تجيء على شكل قمر‏.

تجربة

جرّب أن يكون لك أبعادُ ما‏ خارِجِ التاريخ‏ِ.. وإن لم تجد؟‏ فأمامكَ مرآة‏ٌ فيها رياح‏ٌ.. وقممٌ.. وإغماضةٌ.. فيها كلُّ شيءٍ..‏ حتى العصافير تزقزق في لبّها‏.. وعندما تحدّق بالأجوبة‏ِ اتكئ‏ على ما يشبه المخبأ‏.. وانتظر جواباً خارقاً‏ وجرّب أن يكون لك‏ بعضُ الأبعاد‏ أو‏ بعضُ الضوء‏ِ خارج التاريخ!!‏.

رحيل

يا أيها النهرُ خذني إليهِ،‏ لأجرحَ أهدابَ قلبي على النايِ..‏ واجرِ إليَّ حزنَهُ سلسبيلْ!‏.. خذوني إلى فسحةِ العمرِ‏ كي أتأملَ لونَ العصافيرِ في زرقةِ الفجرِ‏.. لا تتركوني وحيداً على النهرِ!‏ لا تتركوا قمرَ التوتِ قربي جريحاً‏ لأعرفَ أنَّ السحابَ رحيلْ!.

على ضفاف الهوى

عُدْ إلى القمحِ يا قرويَّ العشقِ!‏ أنتَ الدموعُ التي ذَرَفَتْها الغيومُ‏ على زهرِ حزنيَ.. أولُ رمانةٍ أسقطتها الرياحُ‏ على قلبيَ الغضِّ‏.. أولُ أغنيةٍ أنزلتها النجومُ إلى بئرِ روحي‏ ورجَّعَهَا الماءُ عند حدود القرى‏ في الأصيلْ.‏. أشتاقُكَ.. لكنهُ القمحُ:‏ شَلْحُ حفيفٍ من الحزنِ‏ يحفِنُ أرواحَنا بالدموعِ،‏ ويجعلُ من حنطةٍ دَمَنا‏ ثم يتركنا في ضفافِ الهوى كالنصوبْ.‏

العاشقون

أينَ الأحبةُ أصحابُ الوضوءِ في الليلِ المُقيم.. أصحابُ الصلاةِ في الغُفَيْلَةِ المُرتجاة؟‏.. كانوا على صخرةِ الصبحِ‏ أجملَ شلحةِ فلٍّ رآها السحابُ،‏ ولوّحها طائرُ العشقِ‏ فوقَ أعالي القممْ.‏. فكيفَ تشيخُ دموعُ المواويل‏.. في درجِ الليل؟‏ كيفَ تمرُّ سنونٌ من العشقِ كاملةً‏ دون أن تجرحَ النسماتُ خدودَ الهديلِ؟‏ وكيفَ رثى روحَنا في خريفِ الحياة‏ الهِرَمْ؟.‏. هلالٌ جريح على شجرِ الليل.. والعاشقون ليلُهم طويلٌ طويلْ. 

الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي 

إبراهيم أطيمش ـ يدُ الدهر

لا تأمنن غدر الزَّمــــان العـــادي       من بعد نازلةٍ بخــــــــــــير عمــــــــاد

هيهات أن يصفو الزمان وخلقه       ســــــــــــــــقم الكرام وصحة الأوغاد

وإذا صفا لذوي المكارم صبحه       أمســــــــــــــــــــــــى فرنق صفوه لنكاد

عادي الكرام مــــــــن الأنام كأنه       والحتف قـــــــــد كانا على ميعاد

شُــــلّت يد الدهر الخؤون فإنها       ذهبت مــــــــن العلياء بالأمجاد

بمحمد أودى الـــــــردى فكأنمــــــــــا       أودى الوجود بمقلة الإيجـــــــاد

كعب بن مالكِ الأنصاري ـ بيضُ الوجوه

قَـــــــــــوْمٌ لأَصْلِـــــــهِمْ السّــــــيَادَةُ كُلُّهَــــــــــا       قِــــــــــــــــدْماً وَفَرْعُهُمُ النّبِيُّ المُرْسَــــــــــــــلُ

بِيضُ الوُجُوهِ تَرضى بُطُونَ أَكُفِّهِمْ       تَنْدَى إذَا اعتَذَرَ الزّمــــــــانُ المُمْحِلُ

وَبِهَدْيِهِــــــــــــــــــــــــــمْ رَضِيَ الإلهُ لِخَلْقِهِ       وَبِجَدِّهِمْ نُصِرَ النّبيُّ المُرْسَــــــــــــــــلُ

عنترة بن شداد ـ لا تخشَ المنية

إِذا كَشَفَ الزَمانُ لَكَ القِناعا         وَمَدَّ إِلَيكَ صَرفُ الدَهرِ باعا

فَلا تَخشَ المَنيَّةَ وَاِلقَيَنهــــــــــــا       وَدافِع ما اِستَطَعتَ لَها دِفاعا

وَلا تَختَر فِراشــــــــــــاً مِن حَريرٍ       وَلا تَبكِ المَـــنازِلَ وَالبِقــــــــــاعا

وَحَولَكَ نِســــــــــــــــوَةٌ يَندُبنَ حُزناً       وَيَهتِكنَ البَراقِــــــــــــعَ وَاللِفاعـــــــــا

يَقولُ لَكَ الطَبيبُ دَواكَ عِندي     إِذا مــــــــــــــــا جَسَّ كَفَّكَ وَالذِراعا

وَلَو عَرَفَ الطَبيبُ دَواءَ داءٍ       يَرُدُّ المَوتَ ما قاســــــى النِزاعا

عبد الله بن المبارك ـ هلمَّ إلى الطريقِ

إذا صاحبتَ في الأسفار قوماً       فكن لهم كذي الرحمِ الشــــــفيق

بعيبِ النفس ذا بصَرٍ وعِلــــــــمٍ       عَمِيَّ القلب عن عَيبِ الرفيق

ولا تأخــــــــــــذ بعثَرةِ كلّ قــــــــــــومٍ       ولكن قل هلمّ إلـــــــــــى الطريق

فإن تأخذ بهفوتهـــــــــــــــــــــــــم تمَلّ       وتبقى في الزمان بلا صديق

البحتري ـ الدهر

أَهلَكَ وَاللَيلَ أَيُّهــــــــــــــا الــــــــــرَجُلُ       قَــــــد طالَ هَذا الرَجاءُ وَالأَمَلُ

عَوِّل عَلى الصَبرِ وَاِتَّخِذ سَبَباً       إِلــــــــــــــــى اللَيالـــــــــــي فَإِنَّها دُوَلُ

ما أَبعَـــــدَ المَكرُماتِ عَن رَجُلٍ       عَلى سُـــــــــــــــــــــؤالِ الرِجالِ يَتَّكِلُ

وَمـــــــــــا يُريــــــــــــــــــــدُ الفَتى بِهِمَّتِهِ       بُلِّغَهُ مِـــــــــــــــــــــــن وَرائِهِ أَجَــــــــــــلُ

لَيسَ الثَرى وَالثَرِيَّ وَالعِــــــــــــزَّةَ        القَعساءَ إِلّا السُيوفُ وَالصَلُ

فَكُن عَلى الدَهرِ فارِساً بَطَلاً       فَإِنَّما الـــــــــــــــــــدَهرُ فارِسُ بَطَلُ

اعلى الصفحة