التجمع يحيي ذكرى الإسراء والمعراج

السنة الخامسة عشر ـ العدد 174  ـ (شعبان ـ رمضان  1437 هـ ) ـ (حزيران 2016 م)

نشاطات أيار 2016

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

مصطفى حسن خازم


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

أقام تجمع العلماء المسلمين احتفالاً علمائياً موسعاً حضره أكثر من مائتين عالم، بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف، تحدث فيها رئيس الهيئة الإدارية الدكتور الشيخ حسان عبد الله، وهذا بعض ما جاء في الكلمة:

في البداية لا بد من التهنئة بذكرى الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف طبعاً بغض النظر عن الاختلاف بالتاريخ وانه هل حصل هذا الأمر بهذا التاريخ أو لم يحصل؟  المهم أن المناسبة لا بد من التعرض إليها في مضمونها.

لعل موضوع الإسراء والمعراج هو واحدة من الإعجازات الإلهية في أن يؤشر الله عز وجل على أهمية القدس الشريف وكونها صلة الوصل ما بين السماء والأرض. كان الله عز وجل يستطيع أن يُسري بعبده أو أن يُعرَّج بعبده من مكة المكرمة أو من المدينة المنورة إلى السماء، ولكنه اختار له أن يُسري به إلى المسجد الأقصى ثم من المسجد الأقصى يُعرّج به إلى السماء العليا، أنا بيطلع معي نفحة بتقول بوابتكم إلى السماء المسجد الأقصى، كما كانت بوابة محمد إلى السماء المسجد الأقصى، بوابتكم إلى السماء المسجد الأقصى، وأي بوابة أخرى لن توصلكم إلى الله عز وجل ورضوان الله سبحانه وتعالى، حتى أنه أيضاً في البداية كان يمكن أن يطلب من نبيه أن يتوجه في صلاته إلى الكعبة، ولكنه اختار أن يصلي نبينا إلى المسجد الأقصى ردحاً من الزمن من أجل أيضاً أن تأخذ شرفاً إضافياً وهو شرف أنها أولى القبلتين، وأيضاً أنه لا تُشد الرحال إلا إلى مساجد من ضمنها المسجد الأقصى، السؤال الذي يتبادر إلى الذهن اليوم أين نحن من المسجد الأقصى؟ ومن السعي نحو المسجد الأقصى؟.

توجد مسألة يجب أن ننتبه لها أيها الإخوة والسادة العلماء وانتم أساتذتي لا يمكن أن نكون على الصراط المستقيم  إن لم يكن في سلم أولوياتنا تحرير المسجد الأقصى، لا يمكن، وقبل كل شيء، ونحن نصَّر أيضاً على أن هذه المعارك التي تحصل في كل العالم العربي الهدف الأساسي منها حرفنا عن توجهنا لقتال العدو الصهيوني، ولكن نحن في بعض الأحيان، أنت لا تستطيع أن تقول لمن هو متوجه قدماً نحو العدو الصهيوني يريد أن يقاتله وإذ بآخر من خلفه يطلق النار عليه أن لا يلتفت إلى الخلف ليمنع إطلاق النار ثم بعد ذلك يتابع المسير لا يمكن، وأيضاً ما كنا لنلتحق بهذه المعركة وحاولنا كثيراً بأن لا نكون جزءاً منها إلى فترة طويلة من الزمن،  ويمكن لنا أن نراجع التاريخ القريب، وكان لنا محاولات عديدة من أجل رأب الصدع ومحاولة تقريب وجهات النظر ومحاولة السعي بين الفرقاء من أجل الوصول إلى تسويات، ولكن هؤلاء قد اختاروا وقرروا بشكلٍ حاسمٍ لا يريدون إسقاط نظام لكون هذا النظام ظالم ولا يريدون تعديل دستور ولا يريدون إعطاء حرية ولا سيادة ولا استقلال، كل ما يريدونه القضاء على المقاومة. نقطة على السطر.

يا إخوان ناشدتكم بالله الإسلام في خطر، وعندما أقول الإسلام في خطر أقول الدعوة الإسلامية في خطر، القاعدة واضحة إن لم تنصروه يستبدل قوماً غيركم، إذن الله عز وجل لا ينتظرنا نحن. نحن ننتظر أن الله عز وجل يعطينا شرف أن نكون المدافعين عن هذا الدين. حقيقة لفتني هذا الأسبوع أمر خطير جداً وأتمنى أن تنتبهوا له جيداً، قرأت في الصحف، صحيفة لو فيغارو الفرنسية تقول:"صورة الإسلام تتراجع في فرنسا وألمانيا" (صورة الإسلام) أي الناس نظرتها إلى الإسلام بدأت تتغير، بدأت تتحول إلى نظرة سلبية. ماري لوبال ابنة لوبال اليميني المتطرف، تقول:" بناء المساجد في أوروبا بأموال قطرية وسعودية تهديد واضح لأمننا القومي، أصبح عندهم الإسلام والمسجد عنوان لتهديد لأمنهم القومي، هذا إن دل على شيء فإنه يدل على أننا لن نستطيع أن نمارس دورنا الحقيقي في الدعوة لدين الله عز وجل كما نحن مكلفون بذلك، كلنا يعلم أننا كنا في أشهر المواسم، شهر رمضان، في محرم في المناسبات أغلبنا يسافر إلى بلدان أوروبا وأمريكا، اليوم بالله عليكم من منا قادر على أن يحصل على فيزا تشنكن ليذهب إلى أوروبا أو أحد يستطيع الحصول على فيزا ليسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا، تكاد تصل إلى حد الاستحالة.

إذاً الموجودين في الخارج أبناء الجاليات الإسلامية الذين ينتظرون في الخارج أيام شهر رمضان ليذهب إليهم عالماً ويفهمهم الصلاة والأدعية والدروس الفقهية ماذا يجري لهم؟ أنتركهم لما اسماه السيد القائد الحرب الناعمة المنتشرة الآن على جميع الأصعدة؟ انترنت وفيسبوك وتوتير وساتلايت وما شابه؟ حرب رهيبة .

قد نكون ننظر من زاوية ضيقة جداً وهي زاوية أن المعركة الحاصلة هنا والمعركة الحاصلة هناك، إن خرجنا من هذا الجو وذهبنا إلى المعركة الحقيقة، في المعركة الحقيقية نحن نتعرض لأكبر خطر يمس العقيدة والدعوة لله عز وجل، نحن في خطر ولا نعلم إلى أين سنصل.

 


 

اعلى الصفحة