اللوحة الثانية: جداريات

السنة الخامسة عشر ـ العدد 174  ـ (شعبان ـ رمضان  1437 هـ ) ـ (حزيران 2016 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


لمدير المسؤول:

مصطفى حسن خازم


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

الصفحة الأولى عبرة الكلمات

 

السيدُ إنْ حكى

كم بسمةٍ إن تحدَّثَ تكفي،‏ وكم من دعاءٍ يفورُ،‏ وكمْ منْ كلامْ‏.. أسوقُ العباراتِ لا لأوضّحَ سرَّ الدلالةِ‏.. حين يمدّ لقامتِهِ سوسناً‏ يستمدُّ الشذا من وسامتهِ بل لندرِكَ كيف انبتَتْ عام ألفين هواجسُنا حوله... إنه النصرُ إذْ أجَّجَ صوتهُ،‏ وسباهُ كخَاتَمِه(حين القنوت)،‏ فتألَّقَ حتى عرفنا الغُفيلةَ كيف تقامْ.‏. لهُ من فمي قبلةٌ حولَ شمسٍ به،‏ وله أنه إذْ أفاقَ‏ رآنيَ أرسُمُ أحلامَهُ،‏ وأوسّدها بيدين خرافيّتين‏ فيرمي نعاسَ يديه على جبهتي‏.. ثم يغرقني شاعراً... شاعراً‏ لأُطوِّفَ، أو لأُكذِّبَ كلَّ نعيم عداهُ‏ ويعلو صهيلُ الهيامْ.‏

رحيقُ يديك

كلَّما ضحِكَتْ غيمةٌ‏.. قلتُ: هذا حنيني،‏ إلى مُدني...‏ كلَّما سَقَطَتْ نخْلةٌ‏.. قلتُ: جرْحي‏ ودرْبي إلى شَجَني..‏ كلَّما ماتَ طفلٌ،‏ منَ الجوعِ‏،  والموتِ‏،  والحرْبِ‏ قلتُ: دمي‏ وطريقي،‏ إلى كَفَني..‏ كلَّما رقصتْ زهْرةٌ،‏ في فضائكَ قلتُ: أُحِبُّ،‏ أُحِبُّ رحيقَ يديكَ يعودُ بقلبي الشَّريدِ‏ .. إلى سُفُني!!!.

السلامُ عليك

السَّلامُ على كوكبٍ‏ .. وشموسِ رخامٍ‏ وورْدِ إباءْ..‏ مَنْ سيفتحُ روحي‏ إذا العتمُ علَّقها،‏ في الفراغِ‏ وألْقى مفاتيحها‏ في العَراءْ؟!..‏ منْ سيمْنحني غبْطةَ الفجرِ كي يُضْحِكَ القلبُ آهاتِهِ‏ ويغط على دَرَجِ‏ الغيمِ‏ تُفَّاحةً‏ مِنْ ضياءْ؟!!‏.. يا إبائي الذي همْسُه،‏ بجعٌ‏.. ويداه فَضَاءْ..‏ السَّلامُ عليك‏.. سلامٌ على ورْدةٍ،‏ في السَّماءْ.‏

اشتياق

ها دمي البحرُ‏، والأرْضُ خوفٌ‏ وقهْرٌ‏.. وأَشْرعةٌ‏ للرَّحيلْ..‏ ها أودِّعُ أَضْرحةً‏.. وأُعمِّرُ في شاهقِ الحُبِّ‏ مملكةً للهوى‏ والنخيلْ!..‏ أَيُّها الضَّوءُ‏ يا شَغَفي‏.. خُذْ قَطاةَ دمي‏ للصَّحارى‏ وعُدْ نسمةً‏ لاشتياقي الطويلْ!!.‏

أعمارنا

كنتُ أغْسلُ أتْعابَي،‏ في مياهِ الحَبَقْ..‏ وتضيء البساتينُ، ‏قُبَّرةً في الغروبِ‏ وتلْويحةً في الشَّفَقْ..‏ ها هو العُمْرُ يمضي:‏ جراحاً وقهْراً‏.. حناناً وعشْقاً‏، وترنيمةً من عَبَقْ..‏ فكأنَّ الذي بينَ أعمارِنا‏ والخرابِ‏، شهابٌ‏ تهاوى إلى لجَّةٍ‏ واحْترقْ!!.

تأشيرةُ دخول

ويفشي شذاكَ الرؤى.. يطفحُ الهجسُ‏ أيَّ انبهارٍ أهيِّئُ‏ كي تخرج من إسارِ‏ الغمامِ‏ إلى فسحةٍ من جلالِ‏ الهطولْ‏.. شذاكَ الشهيُّ‏ البهيُّ‏ النقيُّ‏.. إلى مَنْ سيأوي‏ إذا شفّهُ التّوقُ.. واجتاحه فاضحُ الشوقِ‏.. مَنْ غيرُ روحي‏ سيمنحهُ - إنْ أتى راعفاً مشرقاً-‏ ألفَ تأشيرةٍ‏ للدخول؟!‏.

حضور

من أينَ ابتدئُ القراءةَ‏.. لا كتابكَ يشعلُ الآنَ الحضورَ‏؟! ولا البشارةُ تصطفي لَهَفي‏ فتطفح ملءَ هذا الصَّمتِ‏ حافلةً‏ بألوانِ الهطولْ‏.. من أينَ ارتشفُ الصعودَ؟!.. يدايَ ذاهلتانِ‏.. سُلَّمُ رغبتي جَزِعٌ‏ ووجهُكَ لا يمدُّ- إذا‏ استفاقَ الوجدُ-‏ غيرَ َيدِ الذهولْ‏.. من أينَ أدخلُ‏ لا حضوركَ يستبدُّ هنا‏ ولا سفَرٌ يؤانسني.‏. فابدأ فرحي الورديَّ‏.. أركض‏ من حدود القلبِ‏ حتى جمرةِ الذكرى.‏. وأهجس بالصباحْ‏ هل قلتُ: اختصرُ الضياءَ‏ إليكَ في قمرٍ‏ وأعتصر الرياحْ؟!.

الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي 

 

إبراهيم بن الشيخ مهدي القرشي ـ  في الإمامِ علي

تواضعَ فاســتعلى على النجمِ راقياً    وأكبَرَهُ الرائي وحاشـــــــــــــــاهُ من كِبْرِ

لقد ظهرت منه الضمائرُ مخــلِصاً     بأعمالِهِ للهِ في الســــــــــــــــــرِّ والجهـــرِ

يرى النفــلَ من أفعالِهِ مثلَ فرضِهِ     فلم يقتصرْ منها على الشَّـفْعِ والوِتْرِ

لياليه يُحييها خُشــــوعاً وخَشـــــــــــيةً      فكلُّ الليالـي عندَهُ ليلـــةُ القـــــــــــــدرِ

جبرائيل الدلال ـ قضاء الدهر

لاقِ هــولَ الزمانِ دونَ اعتراضٍ      لـقضــــــــــــــــاهُ ولا تكن غــيرَ راضِ

فعجـيبٌ لمــــــــــــــــــــــــــــن دَرى الدَّهـــرَ      يذهلُ من جَورِ حُكْمِهِ والتَّقاضي

وأخــو الحَـــــــــــزْمِ مـن تلقَّى بلاهُ      والـــــــــــرَّزايا بالازدرا والتغــاضي

وفقيرٌ تراه خـــاوٍ مــــــــــــــــن الهـــمِّ      وإن باتَ وهـو خالي الوِفاضِ

إنمــــا هــــــــــــــــــــذهِ الحــياةُ منامٌ       يُعدَمُ المـــرءُ لذةَ الإغماضِ

وقضى الدهـرُ أن يُعَذَّبَ ذو العقل       وأضحى في حكمه شـرَّ قاضِ

لنفيسِ النفـــوسِ بالفـتك يأتـــي      بفِعالٍ تجوزُ حــــــــدَّ المــواضي

كيف نلــتذُّ بالوجـــــــــــــــــــودِ وفـيه       كلُّ حلالٍ تحـوَّلَ والكلُّ ماضِ

شمس الدين الكوفي ـ غرام

إليكَ إشــــــــــــــاراتي وأنت مرادي      وإياك أعني عند ذكر ســــــــــعادِ

وأنتَ تُثيرُ الوجْــدَ بين أصابعـي      إذا قال حــادٍ أو ترنَّم شـــــــــــادي

وحبُّكَ ألقى النارَ بين جــوانحـي      بِقَــدْحِ ودادٍ لا بِقَـــــــــــــــــــــــدْح زَنادِ

خليليَّ كُفَّا عني العــذلَ واعلمـا       بأن غرامـــــــــــــــــــــــيَ آخــذٌ بقيادي

ولـــــــــــــــــــــذةُ ذكريَ للعقيقِ وأهـــــلِهِ       كلذَّةِ بردِ المــاءِ في فم صادي

طَرِبنا بتعريضِ العــذولِ بذكركم       فنحـــــــــــنُ بوادٍ والعـــذولُ بِــــــــــوَادِ

جبرائيل الدلال ـ قضاء الدهر

لاقِ هــولَ الزمانِ دونَ اعتراضٍ      لـقضــــــــــــــــــــــاهُ ولا تكن غــيرَ راضِ

فعجـيبٌ لمــــــــــــــــــــــــــــــــــــن دَرى الدَّهـــرَ      يذهلُ من جَورِ حُكْمِهِ والتَّقاضي

وأخــو الحَـــــــــــــــــــزْمِ مـن تلقَّى بلاهُ      والرَّزايــــــا بالازدرا والتغــاضي

وفقيرٌ تراه خــــــــــــــاوٍ من الهـــمِّ      وإن باتَ وهـو خالي الوِفاضِ

إنمــــا هـــــــــــــــــــــذهِ الحــياةُ منامٌ       يُعدَمُ المـــرءُ لذةَ الإغماضِ

وقضى الدهـرُ أن يُعَذَّبَ ذو العقل       وأضحى في حكمه شـرَّ قاضِ

لنفيسِ النفـــوسِ بالفـتك يأتـي      بفِعالٍ تجوزُ حـدَّ المــواضي

كيف نلــتذُّ بالوجـــودِ وفـيه       كلُّ حلالٍ تحـوَّلَ والكلُّ ماضِ

صدر الدين فضل الله ـ تصاريفُ الدهر

هو الدهر لا تنفكُّ تترى عجائبُهْ       وتُنْشَـبُ في هذا الأنامِ مخالِبُهْ

إذا راعَ منه جانبٌ في مَلَمَّــةٍ       أتاح لأخرى في المَّلمَاتِ جانِبُهْ

تَرانا بهِ في كلِّ فَجٍّ ووُجهــةٍ        يطالبنا في العزمِ من لا نطالِبُهْ

يُرَاحُ بنا في كل يومٍ ويغــتدي       ويُوقِرُنا بالعَتَبِ مـن لا نعاتِبُهْ

تصاريفُ دهرٍ ليس ينفكُّ صِرفُها       تدبُّ إلينا بالســِّمام عقارِبُه

سلِ الدهرَ مَنْ أرْدَتْ فوادِحُ خَطْبِهِ      وأيُّ تلاعِ المجدِ دُكَّتْ نوائبُه

اعلى الصفحة