السنة الخامسة عشر ـ العدد 174  ـ (شعبان ـ رمضان  1437 هـ ) ـ (حزيران 2016 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

مصطفى حسن خازم


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

أمنيةُ إنسانْ

(هدهدات الروح في شهر الله)*

من فيضكَ لرضابي حتى يحين السحرْ..

روحٌ من هدهداتٍ.. فيضٌ من مطرْ..

من ومضكَ حين تلوح به النجومُ.. تضاءُ قناديلُ روحي..

ويرتدي حلَّةَ اليخضورِ كلُّ الشجرْ..

من جرحِ الإمامِ حتى عروجِ الروحِ.. تنسكِبُ دموعُ الأرضِ..

وتنتهي حزناً آلافُ الصورْ..

من دفءِ رحماتكَ.. تتهادى خطواتُ العمرِ نحو الجنانِ..

ببعضِ لهاثٍ وكثيرِ خفَرْ..

ويرى العاشقون في ليالي القدرِ خشوعَ الخلائقِ..

ركوعَ الكواكب.. والشمسِ والقمرْ..

من فيضكَ أيا رب.. كلُّ ما أنعمتَ علينا..

كلُّ هذا الهتافِ الحميمِ.. وما قدَّرْتَهُ في قدَرْ..

*****

تُرى هل للحروفِ في جوفِ الليالي حين الصلاةِ مكانْ؟!

تزدحمُ المشاعرُ بالهتافاتِ ويصلى القلبُ نار الوجيبِ..

وينعتقُ في سرِّ الليالي ألفُ قيدٍ من يدِ السجَّانْ..

هل للحروفِ حينَ الفطورِ.. وحين السَّحورِ مكانْ..

ها أقمارُ شهرِكَ تهطلُ.. دعاءً.. وأسحاراً..

تضيءُ رَعَشاتِ القلبِ بالمسكِ والزعفرانْ..

تزرعُهُ ملائكُ عرشكَ.. طيَّ أنفاسي..

فألوذُ بخفوتي راعشاً.. ذاهلاً.. فتُورِفُ ظلالُ السَّحَرْ..

ويجري في الأوردةِ نهرُ الدعاءِ الريَّانْ..

أي ربي.. هل للحروفِ في هذا الليلِ مكان؟؟..

عليٌّ ارتقى تخومَ المواجعِ..

واعتلى بالجرحِ صهوة الخلودِ.. وامتلكَ الجنانْ..

هل للحروفِ مكانْ؟؟..

عشقاً – مولايَ- يعتصرُ القلمُ.. وتنهمرُ المدامعْ..

هل للرفيفِ على الأحقابِ زمانْ؟

"مَنْ يصهرُ جرحَ عليٍّ بسيفِ الجهادِ.. 

ويطلقُ ليلَ الجمعاتِ دعاءَ كميل..

ويحفظُ بقوافيه صليلَ السيوفِ بـ(بدرٍ) عبر الزمانْ..

مَنْ ناجى بسرِّ النجومِ أسياناً صاحب الزمانْ..

منَ طافَ بحنايا روحهِ بعضٌ من الألقِ العلويِّ.. ومن كانْ..

من كانَ سليلَ الدعاءات الجليلةِ..

من كانَ يعتصرُ الأفراحَ من رحمِ الأحزان..

من كانَ.. من كانَ.. ومَنْ كانْ..

كلُّ الزمانِ لهُ.. ولهُ في روضِ الحبورِ كلُّ المكانْ.."

يا سيِّدَ الساداتِ.. ويا ربَّ الأكوانْ..

فأمنيةٌ واحدةٌ أجَّجَتْها هدهداتُ الروحِ  بسورةِ الدهرِ وسورةِ الرحمان:

"أن أعبرَ بالقلبِ والنبض والحرفِ رياضَ عليٍّ"..

ففي الوريدِ واحاتُ أِشجانْ..

ولرضاب الصوم رسائلُ لا تصلْ..

أعبرَ بطاحَ مكَّةَ.. لتبتدئ رحلةُ الأفراحِ بقلبٍ أسيانْ..

وتشرقَ شمسُ الأضحياتِ بمِنى..

فبأمرِ رحماتِكَ رمضانُ كانْ..

يا سيد الساداتِ ويا ربَّ الأكوانْ..

مُرْ شهركَ العظيمَ كي لا يغادرَ..

دعه يباركُ أعمارَنا مدى الزمانْ..

وقل للقدرِ فيهِ كنْ.. كي يولَدَ فينا الإنسانْ..

اعلى الصفحة