هكذا يقودنا إمامنا الحسين للوحدة الإسلامية!

السنة الخامسة عشر ـ العدد 171 ـ  (جمادى الثانية 1437 هـ ) ـ (آذار 2016 م)

بقلم: المحامي إبراهيم أسامة العرب

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

مصطفى حسن خازم


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

الإمام الحسين (رضي الله عنه) لم يكن شهيداً ورمزاً للمسلمين فحسب فها هو حكيم الهند الكبير المهاتما غاندي يقول في الإمام الشهيد: "لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الإمام الحسين".

 لم تكن قراءة غاندي المستجدة لقصة الحسين تقتصر على السطوح الظاهرة للتجربة، فالمتابع لثورة غاندي من جنوب أفريقيا إلى الهند يلاحظ أن غاندي عاش شخصية الحسين، وتقمصها شيئاً فشيئاً حتى استولت عليه بالكامل في تجربته في الهند عندما تجرد من الدنيا بالكامل وتبنى الزهد وأمعن بالثورة على طريقة الحسين.

وكُتب التاريخ كلها تُجمع بأنه بعد وفاة الحسن سنة خمسين من الهجرة، أخذ معاوية يمهد لبيعة ابنه يزيد، وبدأ جهوده في سبيل توطئة الأمر في المدينة المنورة. وحين عرض معاوية ما عزم عليه على أهل المدينة عن طريق عامله عليها مروان بن الحكم. عارضه الكثير وأعلنوا أنهم لا يرضون به أبداً، وكان من بين المعارضين، الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عمر. فلما مات معاوية، أرسل يزيد إلى الوليد بن عتبة (المنصب أميراً على المدينة المنورة من قبل عمه معاوية) ليأخذ له البيعة أخذاً شديداً(بالقوة) ليست فيه رخصة حتى يبايعا(1)، فأرسل إلى الحسين، وعبد الله بن الزبير، فأتياه ليلاً، وقالا له: مثلنا لا يبايع سراً، بل على رؤوس الأشهاد(علناً)، وغادرا المدينة بعد أن رفضا أن يبايعا يزيد بالخلافة، واتجه الحسين إلى مكة المكرمة في جماعة من أصحابه وأهله بها.

وصلت أنباء رفض الحسين مبايعة يزيد واعتصامه في مكة إلى الكوفة، فجاءت كُتب عديدة من أهل العراق إلى الحسين يحثونه على القدوم إليهم لكي يتولى الخلافة كونه الأجدر بها لأنه حفيد الرسول، في حين أن أصحاب وأقارب وأتباع الحسين قاموا بتحذير الحسين من الذهاب إلى الكوفة (ومنهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأبو سعيد الخدري وعمرة بنت عبد الرحمن) بعدما شعروا أن هنالك فخاً أعدّ له.

إلا أن الحسين لم يُصدق نظرية المؤامرة، ولم يتخيل بأن بعض المسلمين من الممكن أن يغدروا حفيد الرسول ويقتلوه، ولذلك سار بجميع أهله وأصحابه (المؤلف من اثنان وسبعون رجلاً) حتى بلغ كربلاء (القريبة من الكوفة)، فتفاجأ بكمين مُحكم من جيش عُبيد الله بن زياد (والي العراق ليزيد بن معاوية) المؤلف من ثلاثين ألف مقاتل (يقوده عمر بن سعد، وعبد الله بن زياد)، حيث حاصروه هو وأهل بيته وصحبه في مكان ضيق ومنعوا عنهم الماء، وتركوهم يعانون العطش لأيام عديدة في جو صحراوي شديد الحرارة، ومن ثم اتفقوا على قتله في يوم عاشوراء(2)، فبدأ رماة الجيش يمطرون الحسين وأصحابه بوابل من السهام فأصيب الكثير منهم، ثم اشتد القتال ودارت رحى الحرب وغطى الغبار أرجاء الميدان، وأصحاب الحسين يتساقطون ويستشهدون الواحد تلو الآخر، واستمر الهجوم والزحف نحو من بقي مع الحسين وأحاطوا بهم من جهات متعددة. فحرق جيش يزيد خيام أصحاب الحسين، فراح من بقي من أصحاب الحسين وأهل بيته ينازلون جيش عمر بن سعد ويتساقطون الواحد تلو الآخر، وراحت ضربات الرماح والسيوف تمطر جسد الحسين، فاستشهد هو وأولاده: علي الأكبر، وعبد الله، وإخوته جعفر، ومحمد، وعتيق، والعباس الأكبر، وابن أخيه قاسم بن الحسن، وأولاد عمه محمد وعون ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، وابناه عبد الله، وعبد الرحمن، ولم يقتل أهل بيته جميعاً بل أفلت منهم علي الأصغر بن الحسين وحسن بن حسن بن علي وعمرو بن حسن والقاسم بن عبد الله بن جعفر وفاطمة وسكينة بنتا الحسين وزوجته الرباب والدة سكينة وأم محمد بنت الحسن بن علي.

ووُجد بالحسين ـ رضي الله عنه ـ ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة، وقال الحسن البصري: أصيب مع الحسين ستة عشر رجلاً من أهل بيته ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبيه، وجاء بعض الفجرة برأسه إلى ابن زياد، حيث قام شمر بن ذي جوشن بفصل رأس الحسين عن جسده باثنتي عشرة ضربة بالسيف من القفى وكان ذلك في يوم الجمعة من عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة وله من العمر ستة وخمسون سنة.

ومن الأحاديث القوية الإسناد فی استشهاد الحسین بن علي عند كبار علماء المسلمین السنّة: أن رسول الله (ص) قال: "إن ابني هذا - يعني الحسين - يقتل بأرض من أرض العراق يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره". وقول النبي أيضاً وهو يبكي: "إن جبريل كان معنا في البيت، قال: إن أمتك ستقتل الحسين بأرض يقال لها كربلاء"، فتناول جبريل من تربتها فأراها للنبي فلما أحيط بحسين حين قتل قال: "ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء. فقال: "صدق الله ورسوله كرب وبلاء"(3). وفي حديث آخر: سمعت من رسول الله "إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي"(4).

وقد استلهم عدد كبير من غير المسلمين، ثورة الحسين، ومنهم الزعيم الهندي الراحل غاندي صاحب المقولة المشهورة:" تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر". ولذلك، يتوجب علينا نحن أيضاً أن نستوحي من ثورة الإمام الحسين رضي الله عنه أهمية نبذ التطرف والطائفية والمذهبية، ونبذ النفاق والخيانة والرّياء والدّجل، فالإمام الحسين يجمعنا ويعلمنا كيف نضحّي بأنفسنا وبأولادنا وبأموالنا وبكلّ شيء من أجل الآخرين، دون خوف أو وجل حتى من أعتى وأقوى جيوش الطّغاة، كل ذلك إيماناً منا بقوله تعالى في الآيتين الكريمتين الرقم 19 و20 من سورة التوبة: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(*)الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾"، وبقوله عز وجل بالآيتين 27 و28 من سورة الأنفال ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(*) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾.

فالإمام الحسين رضي الله عنه، استشهد ليثبت لجميع المسلمين من كافة المذاهب أن حماية المستضعفين أهم واجب أخلاقي في ديننا الحنيف، وهذا واضح من قوله تعالى في الآيتين 75 و76 من سورة النساء:  ﴿وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً(*)الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً﴾.

ومن هنا، يصبح جلياً للجميع بأن نهج المقاومة هو نهج الإسلام الحقيقي، ذلك أن هذا النهج هو الوحيد الذي يحقق الوحدة الإسلامية وينبذ الفتن، وهو الوحيد الذي يدافع عن المظلومين والضعفاء والفقراء والمساكين واليتامى، وهذا هو ذات النهج الذي اختطَه الرسول(ص) وكافة الرسل عملاً بقوله تعالى في الآية 214 من سورة البقرة: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾.

من ناحية أخرى، يجب أن نعلم بأن الدين الإسلامي لم يأت مع الرسول محمد (ص) وإنما هو الدين الذي بشّر به كل الرسل كما هو واضح من قوله تعالى في الآية 74 من سورة الشورى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ﴾، وكذلك في الآية 19 من سورة آل عمران: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾. والآية 78 من سورة الحج:" هو (أي الله عزّ وجل) اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ...هو(أي الله عزّ وجل أيضاً) سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ". والآية 52 من آل عمران: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾. والآية 44 من سورة النمل: ﴿قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. والآيتين 130 و131 من سورة البقرة: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ(*)إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. والآية 72 من سورة يونس التي يخبرنا الله تعالى بها عن ما قاله نوح عليه السلام لقومه: ﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾، والآية 46 من سورة العنكبوت: ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾.

ولذلك يجب ألّا تكون المذاهب التي تفسّر لنا ديننا الإسلامي الموحّد ونهج كافة رسلنا وأئمتنا والصحابة، الوسيلة التي تؤدي لتفريقنا، عملاً بقوله تعالى في الآية 159 من سورة الأنعام:" إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيَعاً(أي فرّقوا الدين الإسلامي لعدّة أديان ) لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون"، وبالآية 153 من سورة الأنعام: ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ(أي فليرجع اليهود والنصارى للإسلام الذي دعى إليه موسى وعيسى عليهما السلام) ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، لأن أكبر خطر على الدين الإسلامي أن يتفرّق، كما حصل بالسابق عندما تحول الإسلام إلى دين مسيحي(لمن ورث من أسلم مع عيسى) ودين يهودي(لمن ورث من أسلم مع موسى).

ولذلك فإن التعصب مرفوض، والتطرف إجرام، فالدين رسالة من لله تعالى لجميع مخلوقاته، ولهذا يقول تعالى بالآية 144 من سورة آل عمران: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾، وقياساً على أحكام تلك الآية الهامة جداً، فإننا نؤكد بأن استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه يجب أن يجمعنا وألا يفرقنا، ذلك أن كل من يدعو الى التفرقة والى تحويل مذاهب ديننا الإسلامي الواحد إلى عدة طوائف متناحرة، وبالتالي لعدة أديان، إنما يفرق أحكام ديننا الحنيف الموحّد ويشوّه قيمه الأخلاقية، وهذا منبوذ لقوله تعالى بالآية الكريمة 116 من سورة النحل: ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ﴾.

أي أن ثورة إمامنا المشترك الحسين رضي الله عنه تُوَحِّد ثوابتنا الإسلامية على الصدق والأمانة والحلم والمحبة والاحترام والأناة والشجاعة والمروءة والمودة والصبر والإحسان والتروي والاعتدال والكرم والإيثار والرفق والعدل والحياء والشكر وحفظ اللسان والعفة والوفاء والشورى(الديمقراطية) والتواضع والعزة والستر والعفو والتعاون والرحمة والبر والقناعة.

وما أحوجنا اليوم ونحن نعيش العصر الذهبي للفتن الإسلامية، لأن نجتمع على نهج إمامنا وحبيبنا الحسين رضي الله عنه، لننصر الحق ونزهق الباطل، ولنحمي المستضعفين في فلسطين وسائر أرجاء الشرق الأوسط من رجس الصهاينة، ولنؤكد للعالم أجمع بأن ديننا دين أخلاق، دين أساسه التضحية بالنفس والمال والأبناء وبكل شيء لإغاثة المستضعفين وتأمين الحماية لهم، عملاً بقوله تعالى في الآية 24 من سورة التوبة: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾.

هوامش:

1- الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج٣ - الصفحة ١٢٠- الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان - الطبعة: الأولى، 1417هـ/1997م.  البداية والنهاية - ابن كثير - جزء٨ - الصفحة ١٥٨/ ١٧٠ - الناشر: دار إحياء التراث العربي - الطبعة: الأولى 1408، هـ - 1988 م.  والبداية والنهاية - ابن كثير - جزء ٨ - الصفحة ١٢٣- الناشر: دار إحياء التراث العربي - الطبعة: الأولى 1408، هـ - 1988 م.

2- مركز الفتوى، استشهاد الحسين رضي الله عنه، فتوى رقم 5568، الأحد 22/4/2001 إسلام ويب،

3- الراوي: أم سلمة، المحدث: الهيثمي، المصدر: مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 9/191، خلاصة حكم المحدث: روي بأسانيد ورجال أحدها ثقات.

4- الراوي: عمارة بن يحيى بن خالد بن عرفطة، المحدث: الهيثمي، المصدر: مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 9/197، خلاصة حكم المحدث: رجال الطبراني   

اعلى الصفحة