وفد رابطة علماء اليمن يزور التجمع

السنة الخامسة عشر ـ العدد 169 ـ ( صفر ـ ربيع الأول 1437 هـ) كانون الثاني ـ 2016 م)

نشاطات كانون أول 2015

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

قام وفد من رابطة علماء اليمن ضم رئيس رابطة علماء اليمن فضيلة السيد شمس الدين محمد عبد الله شرف الدين وأمين عام رابطة علماء اليمن فضيلة الشيخ عبد السلام عباس الوجيه، بزيارة تجمع العلماء المسلمين حيث كان في استقبالهم رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله وأعضاء المجلس المركزي، رحب رئيس مجلس الأمناء الشيخ القاضي أحمد الزين بالوفد ثم  ألقى الشيخ الدكتور حسان عبد الله كلمة التجمع وبعدها ألقى كلمة رابطة علماء اليمن السيد شمس الدين شرف الدين.

كلمة الترحيب لرئيس مجلس الأمناء الشيخ القاضي أحمد الزين: الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وجميع الأنبياء والمرسلين، مرحبين بالإخوة العلماء من اليمن الشقيق والسعيد فضيلة الشيخ عبد السلام عباس الوجيه أمين عام رابطة علماء اليمن وفضيلة السيد شمس الدين محمد عبد الله شرف الدين رئيس رابطة علماء اليمن . منذ تأسيس هذا التجمع زهاء ثلاثة عقود ونيف والغاية من تأسيسه لنكون نموذجاً طيباً لسائر علماء الإسلام في العالم الإسلامي رافعين راية الوحدة الإسلامية داعين علماء الإسلام الالتزام بكتاب الله وبهدي رسول الله لنتجاوز جميعاً سائر العصبيات على اختلاف أشكالها ولنلتقي جميعاً على كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، مؤكدين على التزامن بالوحدة وبالشورى فيما بيننا ومواجهة العدو الإسرائيلي. فالبداية تكون من عندنا نحن معشر العلماء للخطوط السياسية والاجتماعية والاقتصادية فالبداية تنطلق من العلماء. نجدد ترحيبنا بكم وباليمن السعيد رافضين النزاعات والتفرقة التي نشاهدها في العالم العربي والإسلامي والتي تنطلق لتنفيذ السياسة الوافدة إلينا من الخارج، أهلاً وسهلاً بكم في دار تجمع العلماء المسلمين على أمل نقل تحياتنا ومحبتنا لعلماء وشعب اليمن العزيز.

كلمة رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله:

الإخوة العلماء من رابطة علماء اليمن حفظهم الله... إنه لمن دواعي سرورنا أن نلتقي بكم في بلدكم لبنان وفي مركز تجمع العلماء المسلمين، هذا التجمع الذي تجمعه مع رابطتكم عناوين متعددة أهمها أننا وإياكم ندعو للإسلام المحمدي الأصيل، الإسلام الوسطي البعيد عن التطرف والإرهاب والتكفير وعدم الاعتراف بالآخر، الإسلام الذي أُرسل رحمة للعالمين وليس كما يصوره الدواعش ومن سار على نهجهم دين نقمة وذبح وظلم، هؤلاء الذين يقاتلهم المقاومون اليوم في اليمن كما في لبنان وسوريا ومسؤوليتنا كعلماء أكبر من غيرنا لأن علينا أن نبين بُعد هذا النهج التكفيري عن الإسلام ومناقضته لمبادئه وانسجامه مع الفكر الإلغائي الصهيوني.

الأمر الآخر الذي نلتقي معكم فيه هو دعوتنا معاً للوحدة الإسلامية فما أجمل أن تأتيا إلينا زيدياً وشافعياً لنجتمع معاً في رحاب تجمع من السنة والشيعة واستدراكاً يجب أن نصل إلى يوم لا يكون المذهب هو العنوان المميز لنا بل الدين، فالمذهب ليس ديناً إنما هو طريقة في الفهم للإسلام لا يجعل ممن ليس معي على مذهبي كافر بل هو مسلم مثلي، غاية ما هنالك أنه يتعبد الله على رأي فقيه آخر.

أما الأمر الثالث الذي يجمعنا فهو المقاومة بعنوانها العام بغض النظر عمن نقاوم طالما أنه معتد وغاصب ومحتل وقد وصلنا في وحدة الدور هذا إلى حد أننا لو كنا مكانكم لقاتلنا من تقاتلون وكذا أنتم لو كنتم مكاننا لقاتلتم من نقاتل.

نحن وأنتم في الحقيقة نقاتل مشروعاً أمريكياً صهيونياً تكفيرياً يهدف إلى القضاء على الإسلام بغض النظر عن المذهب، فهؤلاء لا يريدون رأس السنة دون الشيعة ولا الزيديين دون الشوافع بل يريدون رأس الإسلام لذا علينا أن نقاتلهم كافة كما يقاتلوننا كافة. اسمحوا لي في نهاية الحديث أن أعبر عن مواقف سياسية ثلاث:

الأول: نحن نرحب بوقف إطلاق النار في اليمن وندعو إلى الحوار السياسي بين أبنائه باعتباره الحل الوحيد للأزمة وندعو الشعب اليمني أن يتكل على الله ونفسه لا على  الغير كائناً من كان ونعتبر أن السعودية ليست وسيطاً نزيهاً بل هي تسعى للهيمنة السياسية والعسكرية والأمنية على اليمن فلا بد من منعها من أن تكون على طاولة المفاوضات التي يجب أن تشمل اليمنيين حصراً.

ثانياً: لفتني اليوم أن السعودية شكلت حلفاً عربياً مواجهاً للإرهاب وهو ما يضحك الثكلى، فالكل يعرف أن الإرهاب الداعشي صنيعتها إلا إذا كانت تقصد المقاومة باعتبارها إرهاباً بعد أن وضعت حزب الله على لائحتها للإرهاب، وهنا أنا أسأل الدولة اللبنانية أين اتخذ قرار الموافقة على الدخول في هذا الحلف؟؟! وهل ستقوم الدولة اللبنانية بالتصرف مع قسم كبير من شعبها إن لم يكن غالبية شعبها كإرهابيين؟!!)

ثالثاً: مما يُدمي القلب ما شاهدناه على وسائل الإعلام من هجوم إرهابي على جماعة مؤمنة في نيجيريا تريد الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ما أدى إلى مقتل العشرات نحتسبهم شهداء بإذن الله والصورة المبكية لسماحة الشيخ إبراهيم الزكزاكي زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا، وقد بلغنا أن تحالفاً غير معلن بين الدولة النيجيرية وبوكو حرام يقف وراء هذا العمل الإجرامي بتحريض وهابي سعودي ما يعيد السؤال الاستنكاري كيف تؤلف هذه الدولة حلفاً ضد الإرهاب ومن هو الإرهاب الذي تريد مقاتلته؟؟. أهلاً وسهلاً بكم بيننا والحمد لله رب العالمين.. واسمحوا لي أن أقدم لكما درع التجمع تقديراً واعتزازاً بدوركم.

وفي الختام كانت كلمة رئيس رابطة علماء اليمن السيد شمس الدين شرف الدين جاء فيها: كم نحن سعداء ومسرورون بوجودنا مع أصحاب الفضيلة السادة العلماء. ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾. حملتم هم هذه الأمة ووقفتم في مواجهة أعداء هذه الأمة وأنتم تعرفون جيداً ما الذي يمكن أن تتعرضوا له من أذى في الوقت الذي تنصل عن مبادئ وقيم الإسلام وتكاليف الله سبحانه وتعالى عن عباده وما أكثرهم وفي مقدمتهم علماء السوء علماء السلاطين علماء البلاط الذين حق فيهم قول الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ وَلَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ﴾.. حقيقة نحن نحمل في قلوبنا الشيء الكثير من معاناة الشعب اليمني وآلامه وأحزانه ولا أبالغ إن قلت إن العدوان السعودي على اليمن وتدخلها في شؤون اليمن كان في وقت مبكر أكثر من هذا كان ربما من حوالي العام  1948م، هذا العدوان السافر يتدخل في شؤون اليمن الاجتماعية والسياسية والعسكرية والدينية وانتم تعلمون جيداً أن السعودية ما فتأت وما برحت ولا توانت بخصوص التدخل في الشؤون العربية والإسلامية فضلاً عن جارتها اليمن وتوج هذا التدخل بهذا العدوان السافر والظالم والغاشم الذي لا يوجد له مبرر على الإطلاق وخاضت معركة كما قالت معركة الشيكات لديها مال كثير لديها اشترت به الذمم واشترت به حتى مجلس حقوق الإنسان واشترت به مواقف كثير من الناس، فأصبح الناس يعزون المجرم والمعتدي ولا يعزون الضحية  ولا يقفون معه ولا يواسونه ولا يقولون كلمة حق وإنما صاروا في صف الظالم والمعتدي لأنه يملك المال والعتاد ومن وراء ذلك الآلة الحربية الأمريكية التي تساندهم، فوقفوا في جانب الباطل من حيث يشعرون أو من حيث لا يشعرون وعندما تحرك شعب اليمن وهي دولة عربية أصيلة أقول أصلية لأن حالة من الجمود والركود أصاب كل الأمة العربية والإسلامية . ونحن الآن نعيش مرحلة الصحوة الإسلامية الذي أحس بخطورتها العدو الإسرائيلي متمثلاً برئيس وزرائها عندما قال أنه شعر بقلق من تنامي مثل هذه القوة في اليمن وكان الغرض الوحيد لشن هذه الحرب وإن كانت مستمرة منذ عقود من الزمن وإجهاض هذه الحركة الإسلامية الموجودة في اليمن والصحوة الإسلامية، لا يمثلها فئة معينة إنما يمثلها شعب اليمن بكل أطيافه وطوائفه، هم خافوا من تنامي مثل هذه الصحوة الإسلامية وقالوا إنها عدو يجب استئصاله في مهده وخاضوا هذه الحرب الشعواء والشرسة التي ليس فيها اثر من قيمة أو أثر من أخلاق، قتلوا الأطفال والنساء استهدفوا المساجد، استهدفوا تجمعات العزاء واستهدفوا الأعراس وكل مكان للمسلمين واستهدفوا ناقلات النفط وقطعوا أوصال البلاد، أحالوا اليمن إلى جحيم من أقصاه إلى أقصاه والحمد لله اليمن ثابت وصابر ومتكل على الله وصدق فيه قول رسول الله " الإيمان يمان" بكل أبعاده وأشكاله وما تعنيه الكلمة، فثبت أهل اليمن رغم سوء العيش والآلام والمآسي ولو أن هذا العدوان شن على بلد أخر لما استطاع الصمود لشهر واحد فضلاً عن 9 أشهر وعند أهل اليمن الاستعداد المطلق والإيمان المطلق وهم على استعداد لأن يصمدوا لعشرة سنين، فصمود شعب اليمن إن دل على شيء فإنه يدل على إيمان الشعب اليمني والفضل أولاً وأخيراً لله. ما كنا نظن أن يصل الحقد والضراوة في السعوديين ليصلوا إلى مثل هذا العدوان، من المفترض أن تقتصر الحرب على ساحة المعركة لكنهم يستهدفون الشخصيات في بيوتهم ولا يراعون أن استهداف هذا الشخص قد يكون معه زوجه وأولاده وأمه وعشيرته وكل من يمر في المكان، انتم تعرفون جيداً سنة الحرب كيف تكون،هؤلاء استهدفوا المنازل والمساجد سواء عبر أدواتهم داعش والقاعدة لقد فجروا المساجد أثناء تأدية الناس للصلوات أو في الأسواق والطرقات أو استهدافهم الأماكن العامة بطائراتهم وجندهم.

طُلب منا وأوحي إلينا أنه لو سكتنا عن القضية الفلسطينية وعن ترك هذا الشعار" الموت لأمريكا والموت لإسرائيل" لهان الأمر وتركنا لحالنا، وأرادوا أن نتخلى عن  مبدأ هو مفروض من عند الله سبحانه وتعالى مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقول بكلمة الحق وإن عز والثبات والصمود مع هذا المبدأ حتى يأذن الله تعالى، ونسوا مع هذا أحاديث النبي وكتاب الله سبحانه وتعالى وهم يتلونه ويتعبدون الله سبحانه وتعالى . قال النبي(ص): "من يصبح ويمسي ولا يهتم لأمر المسلمين فليس منهم" وقوله(ص): "المسلم أخو المسلم لا يشتمه ولا يضربه..." والأحاديث في هذا المجال كثيرة.

أرادوا أن نتخلى عن القضية الفلسطينية ونتخلى عن هذا المبدأ العظيم فلذلك شنوا هذه الحرب الشعواء والإجرامية والبربرية لكنا ثبتنا وصبرنا ولن نتنازل عن هذا المبدأ لأنه أصلاً هو مبدأ القرآن.

﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ﴾.

قاموا بهذه الحرب لإسترضاء أمريكا نسوا آيات القرآن ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ للهِ جَمِيعًا﴾ نسوا كل ذلك وتولوا اليهود والنصارى وخاضوا حرباً وصوروا للناس بأنهم يقومون بالواجب الديني في إغاثة نداء أهل اليمن عندما استصرخوهم ، ولم يستصرخهم إلا من كان على شاكلتهم ولو كانوا حقيقة على مستوى تلبية النداء الديني فلطالما استصرخهم إخواننا في فلسطين على مدى 70 عاماً، ناداهم الجميع في فلسطين ولكنهم لم يسمعوا شيئاً ولم يسمعوا أو يستجيبوا إلا لنداء عبد ربه هادي منصور عندما ماداهم لحرب أهل اليمن وقالوا أن أهل اليمن يشكلون خطراً على الحرمين وعلى أهل الإسلام. قال قائل منهم في مكة المكرمة لقادة التحالف: لقد أبهجتم النفوس ورفعتم الرؤوس، نفوس من أبهجتم ورؤوس من رفعتم؟؟ هل رؤوس العرب والمسلمين عندما فتحتم فلسطين وحررتموها من أيدي الغاصبين؟ أم في شن حرب ضروس على إخوانكم الوادعين المسالمين؟ أبهجتم نفوس أمريكا وإسرائيل ورفعتم رؤوسهم ، هذه حقيقة واضحة للعيان، إن ما يبعث على العتب وأنتم إخواننا تقبلون العتب مجمع اتحاد علماء المسلمين الذي يرأسه الطنطاوي ورابطة علماء المسلمين في العالم الإسلامي وقفوا موقفا غير مشرف وانحازوا إلى هذا العدوان وكانوا في صفهم وأصدروا في ذلك البيانات على مشروعية هذا العدوان على أهل اليمن وخطب الخطباء منهم وشبهوا ذاك الرجل الذي يقود الحرب على اليمن انه أسد الإسلام وحمى الإسلام واستعانوا بالأعداء والكافرين لقتل إخوانهم المسلمين وهم يعلمون جيداً أن فقه المسلمين يمنع من التعاون مع غير الإسلام ضد المسلمين أياً كان المبرر ومع ذلك هؤلاء العلماء يمثلون الواجهة ولم يصدر من هنا أو هناك من بقية علماء المسلمين المواقف إزاء هذا الموقف وفتاوى مثل هذه الفتاوى تجرم وتعري هذه الفتاوى وهذه المواقف من الشرع. هذا ما نحمله من عتب على أمل ونحن ألان نجتمع أن يكون هذا باب قوة خير مع إننا نسمع من موقف من هنا وموقف من هناك لكنه لا يرتقي إلى مستوى تطلعات الشعب اليمني لاسيما من علماء المسلمين. بارك الله بكم وانتم خير وبركة والسلام عليكم.

 

اعلى الصفحة