احتفال التجمع بمناسبة ذكرى وعد بلفور المشؤوم

 

السنة الخامسة عشر ـ العدد 168 ـ ( صفر ـ ربيع الأول 1437 هـ) كانون أول ـ 2015 م)

نشاطات تشرين الثاني 2015

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

أقام تجمع العلماء المسلمين في مركزه في حارة حريك احتفالاً بمناسبة ذكرى وعد بلفور المشؤوم وقد تكلم بالاحتفال كل من: رئيس مجلس الأمناء في التجمع الشيخ أحمد الزين حيث قال:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ صدق الله العظيم.

أيها الإخوة الكرام ابتدأ كلمتي بالتوجه إلى الله تبارك وتعالى بالحمد والشكر والثناء، من هنا من هذا الاجتماع الطيب الكريم للعلماء إلى المدينة المنورة إلى سيدنا ومولانا رسول الله محمد (ص) بأزكى تحية وأعطر سلام وأسمى صلاة . أيها الإخوة الكرام نلتقي على القضية الفلسطينية على القضية المركزية للأمة جمعاء.

﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى﴾. إن القضية الفلسطينية  قضية عربية قومية إسلامية، إن فلسطين هي قلب العالم العربي وقضية فلسطين تهم كل عربي ومسلم، ففلسطين بلدهم وتأتي ذكرى وعد بلفور المشؤوم لتبين لنا أن القضية الفلسطينية قد تجاوزت الحالة الوطنية والقضية العربية لتكون بالحقيقة قضية عالمية. وعد بلفور لا يعبر عن رأي بلفور وحده وإنما الوعد هو وعد أوروبا والغرب كله، فوعده هو مشروع غربي صهيوني منطلق للعالم، صحيح بلفور هو بريطاني لكنه يعبر عن توجه بريطانيا والغرب برمته، أقول هذا نحن معشر العلماء لنضع الإصبع على الداء بذاته. المشكلة مشكلة عالمية ترفع لوائها الصهيونية، قضية بلفور تتجاوز الاحتفال بالذكرى من مؤتمرات وخطب إلى قضية عالمية، وقضية فلسطين تحتاج إلى حلول عالمية إسلامية تتناولها من جميع جوانبها، لهذا تشكل تجمع العلماء المسلمين في طهران سنة 1982، التقى العلماء في طهران على أثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وطرح هذا الموضوع وطرحت هذه المشكلة كيف نواجه الاحتلال؟ ويومها تشكل تجمع العلماء المسلمين على أنه الخطوة الأولى في درب التحرير والمقاومة على أن نلتقي نحن العلماء ونوحد كلمتنا ونواجه هذه الهجمة علينا. أقول هذا لا من زاوية الحديث عن تاريخ التجمع وبداية تأسيسه إنما لأقوم معكم نحن في تجمع العلماء المسلمين بطرح مشروع الإسلام كطرح حضاري منطلقين من كلمة لا إله إلا الله وبالدعوة للوحدة الإسلامية.

أين هم العرب وأين هم المسلمون وأين فلسطين اليوم؟ أقول إننا في مواجهة هذا الواقع المتردي والمتخلف للحالة الإسلامية نعم الحالة الإسلامية في تخلف، انظروا للنزاعات هذا يدل على التخلف. يعملون بما تمليه عليهم سياسة الصهيونية بالتفرقة.

أما نحن في تجمع العلماء المسلمين نجتمع تحت راية لا إله إلا الله والالتزام بهدي رسول الله وأمام هذا التخلف العربي وحتى الانقسام أمام القضية الفلسطينية نعلن بأن طريقنا هو طريق المقاومة وسنتابع هذا الطريق في وجه المؤامرات الغربية والصهيونية بكل أشكالها، ونحن من هنا نوجه التحية لأمين العام السيد حسن نصر الله ولا نكتفي بذلك إنما نوجه الحب والوفاء لطهران ولمن طرح مشروع المقاومة بدءاً من الإمام الخميني وصولاً للسيد علي الخامنائي. نحن نرحب بكل دعوة للوحدة الإسلامية ونعلن مساندتنا للمقاومة الإسلامية وبإذن الله سنصلي في المسجد الأقصى ونلقى الله على ذلك إن شاء الله تعالى.

ثم تكلم الشيخ الدكتور محمود سليم اللبابيدي قائمقام مفتي الفلسطينيين في لبنان والشتات قائلاً: سادتي العلماء إننا نتوجه بأسمى آيات الفخر والاعتزاز بأشبالنا وشبابنا أبناء الانتفاضة الثالثة المباركة للمسجد الأقصى ثوار السكين والدهس، نحن اليوم سنذكر أنفسنا وإياكم بمصابنا الجلل وبالمؤامرة الكبرى على أمتنا العربية والإسلامية، فوعد بلفور المشؤوم (وعد من لا يملك لمن لا يستحق) لم يكن كارثة ومؤامرة على فلسطين وشعبها فقط بل كانت على الأمة العربية والإسلامية على حدٍ سواء، ففلسطين ما كانت ولن تكون يوماً من الأيام للشعب الفلسطيني وحده بل هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى المصطفى وبوابة السماء، مهبط الرسالات وملتقى الأديان السماوية، مما يجعلها ذات أهمية لكل أشراف وأحرار العالم. إننا اليوم نؤكد في حضرتكم على النقاط التالية:

أولاً: مع مر السنين على الكارثة المشؤومة والتي تتخطى اليوم المئة عام، لا يُسقط عن بريطانية المسؤولية الكبرى في نكبتنا ومُصاب أمتنا وجرحها الأساسي.. فلسطين وقدسها ومساجدها وكنائسها مما يستدعي من الحكومة البريطانية على تقديم الاعتذار الرسمي وإصدار موقف رسمي حكومي كالذي أصدروه عام 1917 يتبرؤون به من الدعم للكيان الغاصب وينسفون به الوعد المشؤوم لوزير خارجيتهم آنذاك آرثر بلفور والقيام بالتحرك العملي والدعم الفعلي من الحكومة البريطانية لأبناء الشعب الفلسطيني في أرضه وفي شتاته.

ثانياً: إن تصويت ودعم بعض الدول العربية والإسلامية في مجلس الأمم المتحدة لنيل الكيان الصهيوني منصباً جديداً في مراكز صنع القرار ما هو إلا خيانة عظمى لجهادنا ولقضيتنا المركزية لا تقل قذارةً عن جريمة بلفور.

ثالثاً: يندد الإفتاء بالإجرام الصهيوني الذي يتمثل يومياً بالاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني الثابتين والمجاهدين والمرابطين في ساحات الأقصى المبارك وتزداد يوماً بعد يوم حتى وصلت إلى استشهاد شاب فلسطيني متأثراً بجراحه لأن الخنزير الصهيوني منع رجال الإسعاف الفلسطيني من تقديم الإسعافات الأولية له أو حتى نقله إلى أن تأكد من موته.

رابعاً: يناشد الإفتاء الأمتين العربية والإسلامية بل وكل أشراف وأحرار العالم بالوقوف إلى جانب فلسطين أرضاً وشعباً ومقاومةً وقضيةً لأحقيتها ونبل غايتها.

خامساً: يستهجن الإفتاء بشدة التراخي الأممي والعربي والإسلامي حيال الجريمة العلنية التي تلحق بشعبنا الفلسطيني في الأرض المحتلة، بالإضافة إلى انصراف علماء الدين إلى إصدار فتاوى وبيانات من شأنها تعزيز الفرقة وتنمية الفتن بين صفيّ هذه الأمة مما يشكل خدمة مباشرة لبني صهيون.

سادساً: كما يجدد مجلس الإفتاء تأكيده على أن الوحدة الإسلامية هي الطريق الوحيد للدفاع عن الإسلام من الهجمة العالمية لتشويه صورة الإسلام الحقيقي والمبادئ السمحة للدين الحق.

سادتي العلماء: إننا اليوم وفي الذكرى الأليمة للوعد المشؤوم وفي ظل التخاذل الأممي والعربي والإسلامي للأسف حيال مصيبة فلسطين ومع ضعف الإمكانيات العملية والميدانية لنا لن نزايد عليكم فيما يتعلق بالجهاد والمقاومة لتحرير الأرض فالإخوة في المقاومة الإسلامية في لبنان وكافة الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية والفلسطينية في فلسطين تعمل كل ما بوسعها في مسيرة التحرير وكان على رأسها وعد القائد الصادق الوعد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالعودة إلى القدس الشريف بإذن الله عن طريق الجليل المبارك، ولكن ما يهمنا اليوم في الإفتاء الفلسطيني في لبنان هو وضع أبناء شعبنا الفلسطيني في شتاته ولاسيما في لبنان العزيز حيث يعيش غالبيته في مستوى دون خط الفقر وفي بعض الأحيان دون خط الحياة نفسها وهذا ما نسعى إلى تحسينه جاهدين مع الإخوة في تجمع العلماء المسلمين العامر ومع كافة الفصائل والقوى الوطنية والسياسية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية وكافة الأحرار من أصدقاء فلسطين وشعبها وقضيتها لدعم إخوانهم اللاجئين في مخيمات الشتات أينما وجدت.

نحن اليوم وفي حضرة العلماء في حضرة الوفاء والعطاء والوحدة لا يسعنا إلا أن نتذكر معكم يا سماحة الشيخ حسان كلمات الوالد رحمه الله (أن أي عمل إسلامي للمقاومة والوحدة الإسلامية لا بد وأن يكون مركزيته تجمع العلماء المسلمين). لذلك نجدد اليوم لكم ولإخوانكم العلماء بيعتنا على الاستمرار في نهج العلامة المجاهد الشيخ سليم اللبابيدي رحمه الله على خط المقاومة والجهاد والوحدة حتى تحرير فلسطين كل فلسطين والصلاة معاً في ساحات الأقصى محرراً بإذن الله، يرونه بعيداً ونراه قريباً وإننا لصادقون.

وانتهى الاحتفال بكلمة تضمن البيان الختامي ألقاها رئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ الدكتور حسان عبد الله على الشكل التالي: 

نجتمع اليوم في ذكرى مشؤومة في تاريخ أمتنا الإسلامية والعربية كانت سبباً لمآسينا منذ حصولها وهي ذكرى الوعد المشؤوم الذي أعطته حكومة بريطانيا إلى اللورد روتشيلد في الثاني من تشرين الثاني من العام 1917 والذي اصطلح على تسميته بوعد بلفور نسبة إلى وزير الخارجية البريطانية في ذلك الوقت أرثر جيمس بلفور.

بالرجوع إلى نص هذا الوعد المشؤوم نجد أن النص يتضمن العبارة التالية:" إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي وسنبذل غاية جهدنا لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".

أوردت هذا النص لأثبت أن الإنكليز كانوا يعرفون أن هذه الأرض ليست لليهود وأنهم سيجلبون إليها اليهود باعتبارهم مساكين لا أرض لهم، وبالتالي فإن الغاصب لفلسطين في الأساس هو الاستعمار والاستكبار البريطاني، وعليه يحق لأهل فلسطين والعالم الإسلامي أن يلاحق الدولة البريطانية قانونياً أمام كل المؤسسات الدولية، وهذا وإن لم يكن طبعاً سبيلاً لتحرير فلسطين، وهو أيضاً لن يكون سبيلاً لإدانة بريطانيا إلا أنه سيكون بالضرورة تسجيلاً للجريمة العظمى التي ارتكبتها بريطانيا في أمتنا إن لجهة الملايين المهجرة الآن من أرضها، أو لجهة الأملاك المسلوبة، أو لجهة الكم الهائل من الشهداء الذين ارتقوا في سبيل تحرير فلسطين.

يجب أن لا ننسى أيضاً الخيانة العظمى التي ارتكبت في العالم الإسلامي من دولة كبرى وحاضرة إسلامية مهمة وهي المملكة العربية السعودية التي أعطت وعداً بلسان ملكها وقتها عبد العزيز للمندوب البريطاني برسي كوكس يقول فيها: "أنا السلطان عبد العزيز آل سعود أقر وأعترف ألف مرة  للسير برسي كوكس لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم كما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصبح الساعة".

ومنذ ذلك الوقت عملت المخابرات البريطانية وعملائها من حكام العالم العربي على ضرب البنية الأساسية لقوة المسلمين والعرب من خلال إدخالهم في حروب جانبية(حرب اليمن) مصر والسعودية أو ضرب الثورة الفلسطينية (أيلول الأسود) في الأردن أضف إلى ذلك الهزائم المتكررة للجيوش العربية تحت عناوين النكبة والنكسة حتى بات يدور في خلد كل عربي ومسلم أن جيش الصهاينة هو جيش لا يقهر، وجاءت المقاومة التي كانت كقمر يعكس نور الشمس التي بزغت من إيران لتهزم هذا الجيش وتحطم أسطورته. أيها السادة العلماء في هذا اللقاء الكريم يهمنا في تجمع العلماء المسلمين أن نؤكد على ما يلي:

أولاً: هذه الأرض التي اسمها فلسطين ليست ملكاً لبريطانيا لتعطيها لمن تشاء وكل حكام العرب لا يملكون أن يتنازلوا عن شبر من أرضها وهي ملك للمسلمين حتى قيام الساعة وسيحررونها بإذن الله تعالى.

ثانياً: ندعو لإقامة دعوى من الشعب والمؤسسات المدنية الفلسطينية على بريطانيا للجريمة التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين بتمكين اليهود من احتلالها وبالتالي على المآسي التي نتجت عن ذلك ومطالبتهم بالتعويضات.

ثالثاً: لن يكون طوني بلير أفضل من بلفور حتى يعطي الفلسطينيين حقهم لذا نقول لكل من يتابع التفاوض معه أغلقوا هذا الملف المشين وانطلقوا للجهاد فهو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين .

رابعاً: ندعو الفصائل الفلسطينية كافة لحمل ما تيسر لها من سلاح والعمل على الضغط على العدو الصهيوني للتراجع عن مشاريعه التهويدية وإبقاء شعلة الجهاد متقدة حتى يمن الله على أمتنا بمن يقود جحافلها ويحررها من الصهاينة الغاصبين.

خامساً: نؤكد على أن دول الاستكبار العالمي بأجمعها تدين بالولاء للكيان الصهيوني لذا فإن تعليق الآمال على أن يقوموا  بإعطائنا حقوقنا هو من قبيل التمسك بالأوهام.

سادساً: ندعو كل المتقاتلين في العالم الإسلامي إلى إلقاء السلاح والتوجه إلى طاولة الحوار السياسي لوضع أسس بناء دولهم على قاعدة سليمة على أن يكون تحرير فلسطين هو الهدف الأول لقواتهم المسلحة وأن تكون الجيوش للتحرير لا لقمع الشعوب.

سابعاً: ندعو الدول العربية لإلغاء أية اتفاقيات معقودة مع العدو الصهيوني وإذا ما لم تقم الحكومات بهذا العمل ندعو الشعوب للضغط على حكوماتها لفرض ذلك عليها.

ثامناً: ندعو منظمة المؤتمر الإسلامي للاجتماع الفوري وإقرار خطة لإنقاذ فلسطين وإن كان المطلوب هو تأسيس جيش تحرير إسلامي إلا أن هذا حلم بعيد المنال فعلى الأقل وضع الخطوات المناسبة لردع الصهاينة عن العربدة التي يمارسونها ضد الشعب الفلسطيني المستضعف.


 

اعلى الصفحة