اللوحة الرابعة: ملامح وأقلام

السنة الرابعة عشر ـ العدد 167 ـ (محرم ـ صفر 1437 هـ) تشرين ثاني ـ 2015 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

كتاب ظاهرة التقريظ..
الشيخ حسن الصفار الفكر والمسيرة

الكتاب: ظاهرة التقريظ والتقديم في الأدب العربي.. الشيخ الصفّار نموذجاً
الكاتب: أديب أبو المكارم
الناشر: أطياف للنشر والتوزيع

عن دار أطياف للنشر والتوزيع   صدر مؤخراً كتاب: ظاهرة التقريظ والتقديم في الأدب العربي.. الشيخ الصفّار نموذجاً لمؤلفه الكاتب والشاعر أديب أبو المكارم. هذه الدراسة التي تقع في 341 صفحة من القطع الكبير تجمع ما كتبه الشيخ حسن بن موسى الصفار من تقديمات أو تقريظات لمؤلفين آخرين، تتناول في فصلها الأول دراسة حول هذا الفن الأدبي من حيث البداية، والنوع، والمنهجية، والتطور الذي واكب هذا الفن، واهتمام الكتاب به، مع تقديم بعض الأفكار والمقترحات التي قد تفيد في كتابة التقديم والتقريظ.

قسم الكتاب إلى فصول خمسة:

الأول: أدب كتابة التقديم والتقريظ للكتب والكتّاب، ويعرض فيه الكاتب لأدب التقريظ تاريخياً، ويستعرض التقريظ لدى الشعراء، كما يقدم أفكاراً حول كتابة التقريظ.

الثاني: الشيخ حسن الصفار الفكر والمسيرة. وفيه يتحدث الشاعر أبو المكارم عن مسيرة الشيخ الصفار، متطرقاً لأبرز المفاصل في حياته. ويهدف هذا الفصل إلى إبراز محطات مهمّة تشير إلى تعدد أدوار الشيخ وكفاءته ومكانته. "وقد تكون جديدة على القارئ، ومهمّة له ليعرف المزيد عن شخصية الصفار. وأثر هذه الأدوار والتحولات في سيرة الشيخ الصفار على تقديمه وتقريظه للكتب".

الثالث: منهجية الشيخ حسن الصفار في التقديم، وفيه يعطي فكرة متكاملة عن منهجية الشيخ حسن الصفار في تقديماته وتقريظاته.

الرابع: صدى الأفكار.. ويشير الكاتب في هذا الفصل إلى أن الشيخ الصفار "يهدف إلى بث أفكاره ورؤاه في كل مكان يمكنه ذلك، وبكل لباقة وأدب، وحسن عرض. يتجلى ذلك في حديثه الدائم في مجلسه العامر، فهو لا يترك المجلس للأحاديث العامّة دون هدف ودون توجيه. يفتتح مجلسه العام غالباً بفكرة أو كلمة توجيهية ثم يطلب من الحضور المناقشة أو الخوض في حديث الشأن العام لمتابعة أوضاع البلد والناس.

الخامس: النصوص الكاملة لتقديمات الشيخ الصفار، وفيه يضع المؤلف النصوص الكاملة لمقدمات الشيخ حسن الصفار لكتب الآخرين، مرتبة حسب تاريخ التقديم، والذي ينتهي بعام 1433هـ . "والفائدة من جمع المقدمات حتى يسهل على القارئ تتبعها والاستفادة من محتوياتها، فجمعها في كتاب يعتبر كشكولاً ممتعاً للقراءة فيه من كل رَفٍّ كتاب، ومن كل كتاب معرفة وفكر".

ومن خلال تتبع لمجموعة التقاريظ والمقدمات التي كتبها للآخرين أشار الكاتب أبو المكارم لأبرز الأساليب لدى الشيخ الصفار في صياغة تقاريظه ومقدماته كما يلي:

1- كتب في أدب التقديم لكتب الآخرين بنوعيه النثري والشعري، وإن كان الشعر لم يتعدّ قصيدتين.

2- يميل في تقديمه النثري إلى الأسلوب الأدبي في صياغة عباراته أيضاً، ولكن ليس على حساب فكرته ورؤيته وما يريد إيصاله للقارئ.

3- لا يعتمد قالباً واحداً في منهج التقديم، بل تعددت مناهجه وأساليبه، بناء على موضوع الكتاب، أو شخصية المؤلف أو بلده.

4- لا يعتمد موضوع الكتاب من حيث كونه أدبياً أو دينياً أو ثقافياً أو ما شابه ليكتب تقديمه حوله، ويتخذ المنهجية المناسبة، بل يحاول أن يرى أهم علامة تشجعه على اتخاذ منهجيته في التقديم. فحين تأخذ مثلاً الكتب الأدبية التي قدّم لها تجد أساليبه مختلفة في كل منها، فأحياناً يكتب عن الأدب، وأخرى عن الشباب إذا كان المؤلف شاباً، وعن تأثير مجاورة المراقد المقدسة على نفس الشاعر وقريحته، وعن أهمية استثمار قدرة البيان في التوجيه الاجتماعي، وأهمية التأكيد على القيم والمبادئ، وهكذا تجد نفس الأمر في مختلف المواضيع.

5- يُقيّم الكتاب في الغالب مشيراً إلى ما يعجبه فيه كتعدد المصادر، والريادة في الموضوع، وحساسيته، وسعة الإطلاع وعمق البحث وغير ذلك.

6- لا يسهب كثيراً في مقدماته إلا القليل فيما كتب لأهمية الموضوع الذي يتناوله في التقديم. ولا يخفى أنه كلما زاد طول التقديم زادت تكلفة الطباعة لزيادة عدد الأوراق، ولعل هذا ما يأخذه وغيره من المقدمين بعين الاعتبار.

7- في كلماته تشجيع وتحفيز للكاتب وللقارئ. للكاتب بأن يسير على نفس الدرب وأن يتمسك بما أشار له المقدم من مزاياه، وللقارئ أيضًا بأن يسلك نفس المنهج وأن يسعى لكسب تلك السجايا التي هي محل تقدير وثناء. فهو يشير إلى ما يتميز به المؤلف من الجانب الشخصي كحسن الخلق، وخدمة المجتمع، وما شابه، ويشير أيضاً إلى تميزه في التأليف من حيث رشاقة القلم، وسعة الاطلاع، وعمق البحث مثلاً.

8- يعطي فكرة ونبذة في بعض الأحيان عن بلد المؤلف.

9- يمدح، ولكنه لا يغالي في مدحه. وهو في ذات الوقت يشير إلى أفعال وليس إلى مجرد صفات قد تنطبق على هذا وذاك، أو تُطلق من غير برهان.

10- يتخلص من تبعات الثناء بأسلوب لبق لو استدعى الأمر ذلك. فحين يطلع على كتاب هو بحاجة إلى تدقيق ومراجعة لأهمية الموضوع، يمدح الكاتب في جانب ما، ويقول وبالرغم أني لم أقرأ الكتاب وأراجع ما جاء فيه، ولكني أثق بالكاتب ودقة بحثه. فهي من جانب تزكية للمؤلف، وتخلص من مسؤولية الأخطاء لو وردت.

اعلى الصفحة