اللوحة الثانية: جداريات

السنة الرابعة عشر ـ العدد 166 ـ ( ذو الحجة ـ محرم 1436 هـ) تشرين أول ـ 2015 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

الصفحة الأولى عبرة الكلمات

أشجان

ملاكَ أنسٍ أم حوريةً طلعتْ من خفقةِ القلب ونزفِ الوريدْ،‏ وبعينيها استفاقتْ طرقٌ من مطرٍ،‏ وابتردَتْ أرضٌ جليلةْ....‏ رتَّبتْ جداولَ ومن ريقها العشبُ ينمو،‏ وهْوَ في خفقتها الآنَ يقيمْ!‏.. أيّ أشجانٍ من الخضْرةِ تَرْعاها،‏ وفيها اخضّرتِ الأشياءُ والأيدي،‏ وفيها وَجَدَ الشِّعْرُ بديلَهْ!‏ وأنا أَسْلمْتُ أوراقي لأحلامي..‏ ولكنْ! ما الذي يعطيهِ حلْمُ؟‏.

مويلاي

لِمَنْ يرجعُ القلبُ‏ آنَ يفيضُ التذكُّرُ؟‏.. للوجهِ‏!!.. أم لابتهاجِ التوجُّسِ‏ في مقلتيكَ يشعُّ‏ فتخفق في داخلي‏ فرحةُ الإفتتانِ.. بمن أحتفي الآنَ‏؟.... يحتارُ نزفُ دمي‏.. كلُّ ما حوله‏ حاضرٌ‏.. آسرٌ‏.. دافقٌ بالحنان؟!‏.

حضور

فلتَعلَمْ عيناكَ‏ أني أفزُّ- إذا جئتَ-‏.. أنثرُ في خطوِكَ الآهَ‏ والخفقَ‏ والامتثالْ‏.. أصيرُ لكَ الطِّفلَ.. أرضى بما تمنعني.. وأمضي كأنَّكَ أعطيتَني‏ حلماً لا يُطالْ!‏.

الدماء

الدموعُ التي عَلَّقتني‏ أو تعلَّقتْ بي‏ ما أزالُ أردِّدُ أنسكابها‏.. وأرسمُ فوقَ الحروفِ لَذرفها‏ نقاطاً‏.. وألثمُ ما ظلَّ من ظِلِّهِا هنا في دمي‏ ثم أبكي، وأبكي‏ إلى أن يملَّ البكاءْ!‏.

جمر الدعاء

لشهيدٍ استحمَّ - كما يذكرُ القلبُ-‏ ذات انكسارٍ‏ بوقتي‏ وأهدى دمي وقدةَ‏ البدءِ.. علَّقَ الروحَ بين حياةٍ‏ وموتِ‏.. له.. للذي ظلَّ من وجعٍ ذابحٍ‏ سيِّدَ الجرحِ والقيدِ والزفراتْ.. ترفعُ الروحُ‏ جمرَ الدُّعاءْ!‏.

أنا والمطر

المطرُ أبيض.. وكذلك أحلامي... ترى هل تفرقُ الشوارعُ بينهما؟.. المطر حزين.. وكذلك قلبي.. ترى أيهما أكثر ألماً..؟ حين تستحقهما أقدام العابرين!!!.

بكاء

حين بكى البحرُ‏ رفعْنا قمصاننا أشرعةً‏.. ونصبْنا أجسادنا صواريَ‏.. وأسْكَرْنا الريحَ حدّ الثمالةِ‏ بزبدِ أخطائنا‏.. ولأنّ الأسماك حينَ هاجمتنْا‏ أحسَسْنا بآدميتها‏.. وأن البحرَ‏ حين بكى‏ لمْ يبكِ على موتانا‏ الذين دفنّاهم فيه‏ لكنّهُ بكى علينا‏ ونحنُ نأكلُ بعضَنا‏ عن طريقِ الأسماك.

موجٌ على الشاطئ

طلع الموجُ على الشاطئ‏.. لم يسألْ جنونَ الرملِ‏ِ عن ليلى‏.. ولم يطلبْ‏ قصوراً من رمالْ... قال: يكفيني هديري‏ ثم غاب‏.

حنين

لم تعد لي غايةٌ‏ إلا حنيني‏.. دافعاً في ظلماتِ الكونِ‏ مجدافي.. وطيني‏.. يتوارى في هديرِ الموجِ سرِّي‏ ساهراً يرعى سفيني‏... ويداري نبضَ صوتي‏ في أناشيدِ السحابْ.

الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي 

حافظ إبراهيم ـ مغيب

آذَنَت شَــمسُ حَياتي بِمَغيبِ         وَدَنا المَنهَـلُ يا نَفسُ فَطيبي

إِنَّ مَن سـارَ إِلَيهِ سَـــيرُنا        وَرَدَ الراحَـةَ مِن بَعدِ اللُغوبِ

قَد مَضى حِفنـي وَهَـذا يَومُنا       يَتَدانى فَاِســـتَثيبي وَأَنيبي

وَاِرقُبيـهِ كُلَّ يَومٍ إِنَّمــــا       نَحـنُ في قَبضَةِ عَلامِ الغُيوبِ

اُذكُري المَـوتَ لَدى النَومِ وَلا       تُغفِلي ذِكرَتَهُ عِندَ الهُــبوبِ

وَاُذكُري الوَحشَةَ في القَبرِ فَلا        مُؤنِسٌ فيهِ سِوى تَقوى القُلوبِ

قَدِّمي الخَيرَ اِحتِســاباً فَكَفى       بَعضُ ما قَدَّمتِ مِن تِلكَ الذُنوبِ

جعفر القزويني ـ إعراض

لا تجمعـــنَّ عليَّ صدَكَ والنوى           حَسْــبُ المُحِّبِّ عقوبةً أن يُهجَرا

لو عاقبوني في الهوى لسوى النوى           لرجوتُهــم وطمِـعْتُ أن أتصبَّرا

عبء الصدود اخف من عبء النوى          لـو كان فــي الخير أن أتخـيرا

ماذا على طيفِ الأحبةِ لو سـرى             وعليهِم لو ســـاعدوني بالكرى

جنحوا إلى قولِ الوشـاة وأعرضوا           والله يعلــــمُ أنَّ ذاك لمُـفترى

يا معـــرضاً عني بغيرِ جنايةٍ             إلا لِمــا نَقَلَ العــذولُ وزورا

ما بعــدَ بُعْدِكَ والصدودِ عقوبةٌ             يا هــاجري مـا آن لي أن تغفرا

رابعة العدوية ـ حبيب

راحتي يا إخــوتي في خَلْوتي    وحبيبٌ دائمـــاً في حضرتي

لم أجــد لي عن هواه عوضاً     وهــواه فــي البرايا محنتي

حيثما كنت أشــــاهِدُ حُسْنَهُ     فهـــو محـرابي إليه قبلتي

إن متُّ وجداً ومــا تم رضىَ      وا عنائي في الورى وا شقوتي

يا طبيبَ القلبِ يا كلَّ المــنى      جُدْ بوصلٍٍ منكَ يَشفي مُهـجتي

يا ســـروري يا حياتي دائماً      نشـــأتي منك وأيضاً نشوتي

قد هجرتُ الخلقَ جَمعاً، أرتجي       منكَ وصلاً فهـو أقصى مُنْيتي

جُحْدُر العُكَلي ـ صروف الدهر

إِذا اِنقَطَعَــــت نَفسُ الفَتى وَأَجَنَّهُ       مِنَ الأَرضِ رَمـسٌ ذو تُرابٍ وَجَــندَلِ

رَأى أَنَّمـــــا الدُنيا غَرورٌ وَأَنَّما       ثَوابُ الفَــتى فــي صَبرِهِ وَالـتَوَكُّلِ

بِكُلِّ صَروفِ الـدَهرِ قَد عِشتُ حُقبَةً        وَقَد حَمَلتني بَينَهـــا كُلَّ محمَــــلِ

وَقَد عِشــتُ مِنها في رَخاءٍ وَغبطَةٍ       وَفي نِعمَـةٍ لَــو أَنَّهـــا لَم تُحَـوَّلِ

إِذا المَـــرءُ وَلّى فَاِتعِظ مِن طِلابِهِ       بِعَقلِكَ وَاِطلُب سَـــيْبَ آخِــرٍ مـقبِلِ

فَـإِنَّكَ لا تَدري إِذا كُنتَ راجِـــياً        أَفي الرَّيثِ نَجــحُ الأَمرِ أَم في التَعَجُّلِ

محمد بن عبد الله البلنسي (إبن الأبار) ـ مآثرُ لا تُحصى

دَانَتْ بِهَجْـر الدُّنى للهِ وازْدَلَــفَت        كَريمَة المُنتمَــى مرْضِيّةَ القُـرَبِ

قَوّامـةَ الليلِ مَحْـنِياً عَلى خَـصَرٍ        صَوّامـــة اليَوْم مَطْوياً عَلى لَهَبِ

تَبَايَنتْ واليَتامى هُـــنّ في رَغَبٍ        لِمَـــا تَعَوّدْنَ مِنها وَهْي فِي رَهَبِ

لَــوْ أن آثَارها تُحصَى لَمَـا كَتبَتْ       سِــوى مَآثِرِها الأقْلامُ فـي الكُتُبِ

نقُول في خطبهـــا المُلقي طَلْعَتَهُ        إنّا بَكَيْناهُ بِالأشْـــعَارِ والخُـطَبِ

فَلَــوْ عَقَلْنَا عقْـلَنا عَنهُ ألسُــننا        لكِنّها سُـــنَةٌ في شِـرْعَة الأدبِ

  

اعلى الصفحة