اللوحة الرابعة: ملامح وأقلام

السنة الرابعة عشر ـ العدد 165 ـ (ذو القعدة - ذو الحجة 1436 هـ) أيلول ـ 2015 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

القرءان.. والعقل الواعي

اللوحة الرابعة: ملامح وأقلام
الكتاب: العلم والعقل -
ومفرداتهما في القرآن الكريم
الكاتب: وضاح علي حسين اليوسف
الناشر: مركز آفاق للدراسات والبحوث

أن هذا البحث يختط طريقاً يغلب عليه المنهج الاستدلالي ويهدف إلى استنتاج العلوم القرآنية، مع توضيح مصادر الخطأ عند العلماء، واستعمال المنطق المنطلق من القضايا اليقينية قدر الإمكان، والبعد عن الظن، ولا مانع من اللجوء إلى الاستقراء التام لآيات القرآن، والاستقراء الناقص عند الضرورة، فالحكمة ضالة المؤمن، واليقين هو السبيل الأمثل إلى الحكمة.

يقع هذا الكتاب في312 صفحة من القطع الكبير، ويحتوي على تقديم ومقدمة وأربعة أبواب، تحت كل باب عدة فصول، وتحت كل فصل عدة مباحث.

جاء في المقدمة: أن هذا البحث يختط طريقاً يغلب عليه المنهج الاستدلالي ويهدف إلى استنتاج العلوم القرآنية، مع توضيح مصادر الخطأ عند العلماء، واستعمال المنطق المنطلق من القضايا اليقينية قدر الإمكان، والبعد عن الظن، ولا مانع من اللجوء إلى الاستقراء التام لآيات القرآن، والاستقراء الناقص عند الضرورة، فالحكمة ضالة المؤمن، واليقين هو السبيل الأمثل إلى الحكمة.

وجاء في "جذر علم في القرآن الكريم" قول المؤلف: ورد جذر علم في القرآن  الكريم 855 مرة، وورد مصدر علم مفرداً أو مضافاً 105 مرات، ونسب الله العلم إلى نفسه بصيغة عليم 162 مرة، وبصيغة علام 4 مرات، وبصيغة عالم 13 مرة، وبصيغة تعلمون ويعلمون 101 مرة.

وعن "تعريفات المعرفة" جاء قول المؤلف: المعرفة هي إحدى مرادفات العلم، وجميع ما قيل في تعريفات العلم ينطبق على المعرفة عند من رادف بينهما، وهناك من فرق بين العلم والمعرفة، وفي هذا البحث أختصر مناقشة بعض التعريفات المشتركة مع العلم، والتي ذكرت سابقاً.

وجاء في كلام المؤلف عن "العقل": أن العقل ذكر كطريق للمعرفة في عدد من آيات القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾(النحل:78)، وقد اتفقت كلمة المفسرين على أن المراد بالفؤاد هو العقل، والآية تشير بوضوح إلى أن الإنسان يولد صفحة بيضاء لا يدرك شيئا، ويستخدم الحواس والعقل لإدراك الأشياء، حتى الأشياء الفطرية لا يعلمها، وإنما له الاستعداد لمعرفتها، ووظيفة العقل المعرفية لا تقتصر على إدراك التصورات التي تنقلها الحواس، بل تمتد إلى عدد من العمليات العقلية الأخرى، التي تتم عبر إجراء عملية جمع بين المعارف الحسية، وبين معرفة حسية وبديهية، وبين المعارف البديهية، لإنتاج معرفة ومعلومات جديدة.

وذكر المؤلف "المصادر الأخرى على طرق المعرفة" منها: الحواس الخمس - السمع والبصر واللمس والشم والذوق - كلها طرق للمعرفة، ويأتي السمع في المقدمة من حيث تقدمه على البصر، وذلك حسب أهميته المعرفية، ويصنف العقل من ضمن طرق المعرفة، حيث يخزن الأوليات والبديهيات والعلوم الآتية من الحواس، ويجري بينها عمليات عقلية، كالاستنتاج وتكوين المفاهيم الكلية والتركيب والتحليل وغيرها.

وقسم المؤلف "موانع المعرفة" إلى موانع نفسية منها: الحب، وحب الذات، وحب الآخرين، وفقدان الثقة، والتسرع، والغرور العلمي. وموانع ذهنية ومنها: العوامل الوراثية، والعوامل الداخلية، والعوامل الخارجية. وموانع خارجية ومنها: التأثر بالمجتمع، والإعلام، والعامل الاقتصادي.

وجاء في "تعريف العقل" على الرغم من تعدد تعريفاته في الفلسفة الحديثة، فإن الباحث يجد أنها تتناول ظاهرة واحدة من زوايا مختلفة، أو في مجالات متنوعة، وهي ظاهرة الوعي الإنساني. وما يهمنا في هذا البحث هو أن العقل قوة يستخدمها الإنسان لإدراك العلوم المكتسبة من العلوم الضرورية المخزنة فيه، ويدرك به الحسن والقبح، وهو أداة للتفكر والتدبر والتذكر.

وجاء في مبحث "العقل الواعي والعقل الباطن" ما يلي: جميع الآيات التي ذكرت جذر العقل تشير إلى العقل الواعي الذي هو قوة يدرك بها الإنسان الأشياء، يتدبر ويحكم بها على الأمور، ويعتمد عليه الإنسان في سلوكه وأفعاله الاختيارية، هو مناط التكليف. وهناك دراسات حديثة تشير إلى وجود عقل باطن في الإنسان أطلق عليه أيضا اللاوعي أو اللاشعور، وكان سيغموند فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي أول من حاول إثبات وجود العقل الباطن، ووضع الفرضيات واختبرها على الإنسان في بداية القرن العشرين.

وجاء في مبحث "عمليات العقل": تناول بعض العمليات المعرفية وهي: الإدراك، والتذكر، والتفكير، والتفكر. وعرف صاحب المعجم الفلسفي الإدراك لغة بأنه: اللحاق والوصول.

وفي مبحث "العقل في القرآن الكريم" جاء تناول الآيات القرآنية التي تحتوي على جذر ((عقل)) مواضيع متعددة منها: الاستنكار على المشركين، التفكر في الآيات الكريمة، التفكر في النفس، التحذير من الشيطان، وعاقبة عدم إعمال العقل.

وجاء في مبحث "اليقين في القرآن الكريم" أن هذا المبحث يستعرض تعريف اليقين ودرجاته ووروده في القرآن الكريم وعلاقته بالحكمة. ولقد ورد جذر (يقن) في القرآن الكريم بعدة معان، كما ورد معنى اليقين في آيات عدة، ومن ذلك اليقين الواقعي أو الطبيعي، منه ما حكاه الهدهد عن قوم بلقيس، كما في قوله تعالى: ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ﴾(النمل:22).

وعن درجات اليقين منها: علم اليقين، عين اليقين، وحق اليقين. واليقين هو الاعتقاد الجازم بالعلوم، وبالتالي هو الجزم المتعلق بالحكمة النظرية، والمؤدي إلى العمل بالحكمة العملية، فالأنبياء عليهم السلام أنزلت عليهم الحكمة وهم سادة الحكماء، وقد وصفهم الله بالموقنين، كما في قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾(الأنعام:75).

كما استعرض مبحث "الشك في القرآن الكريم" تعريف الشك وأقسامه ووروده في القرآن الكريم وموقفه منه. فوردت لفظة (شك) في القرآن الكريم في 15 آية كلها ذم في الشك وفي أهله ومنها: ذم أقوام الأنبياء الشاكين في رسالات الأنبياء، والشك طريق الضلال، الحث عل السير من الشك إلى اليقين، والبراءة من الشاكين، وعاقبة الشك بالله العذاب، والشك خلاف العلم. وقسم الشك إلى الشك المطلق: وهو الشك في كل شيء وإنكار الحقائق. والشك المنهجي: وهو الطريقة الفلسفية الموصلة إلى اليقين. ولقد أخرج القرآن الكريم الشك من دائرة العلم، ودعا إلى التخلص من الشك بالسير نحو اليقين.

ويستعرض المؤلف في مبحث "عوامل مادية للخطأ" منها: المناخ والوراثة. فيقول إن المناخ يؤثر على تفكير الإنسان، فيلاحظ أن المناخ غير المريح كالحار والرطب أو الشديد البرودة يفقد الإنسان التركيز، فيقع في الخطأ، كما أن المناخ يؤثر على التركيبة النفسية للشعوب. كما تلعب الوراثة دورا في استعداد الإنسان لتقبل الضلال.

ويستعرض المؤلف بعض الـ"عوامل الموضوعية للخطأ" وهي: الخوض بالغيبيات بالعقل، والانحراف في العلاقة بين العقل والنقل، والاعتماد على مقدمات قياس خاطئة، والتباس الألفاظ والمعاني والخوض في متشابه القرآن، والاعتماد على الظن دون اليقين.

وفي نهاية المطاف استعرض المؤلف "عوامل الضلال في التفسير العلمي" لآيات القرآن الكريم وهي: صرف الآيات عن ظواهرها، والتفسير على ضوء النظريات العلمية.

اعلى الصفحة