وفد من مكتب إفتاء دولة عمان يزور التجمع

 

السنة الرابعة عشر ـ العدد 162 ـ (شعبان - رمضان 1436 هـ) حزيران ـ 2015 م)

نشاطات أيار 2015

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

استقبل تجمع العلماء المسلمين في مركزه وفداً علمائياً من مكتب إفتاء دولة عمان ضم الشيخ الدكتور عبد الله المعمري والشيخ الدكتور محمد الحبسي ومبعوث الأزهر الشريف إلى دولة عُمان الشيخ الدكتور محمود عبده، حيث التقوا بأعضاء المجلس المركزي في التجمع وألقيت بهذه المناسبة الكلمات التالية:

رئيس مجلس الأمناء في التجمع الشيخ احمد الزين رحب بالوفد قائلاً::

لماذا نحن المسلمين نصر على أن نكون متفرقين؟ ونصر على أن تشيع الفتن والحروب، الآن أقول لك أين نحن؟ ركز، تجمع العلماء المسلمين، للأسف الشديد أنتم جئتم لمؤتمر يتعلق بالقضية الفلسطينية. لا لم تعد القضية الفلسطينية هي محور المشكلة وهي الهدف، الهدف أن نثير أن الشيعة هم العدو بوجه السنة. أليس كذلك هذا الذي نراه ونسمعه في الإعلام لدى زعماء السياسة من الشيعة ومن السنة، العداوة الآن بين الشيعة والسنة وليست بين المسلمين واليهود الذين يومياً يوجهون الإهانة لكل مسلم سواء كان عربياً أو باكستانياً أو هندياً أو إندونيسياً، طالما أنهم سائرون في مشروع القدس في مشروع التهويد والهيكل أين هي الأمة الإسلامية؟

نحن نشكركم على تحمل المشقة لقدومكم ونرحب بكم أجمل ترحيب في دار تجمع العلماء المسلمين ونحن بدأنا كما تفضل سماحة الشيخ بوضع الخطوة الأولى على طريق مشروع العلماء الداعي للوحدة الإسلامية ولحماية القدس الشريف وحماية المسجد الأقصى. فقط للفلسطينيين المسجد؟؟! المسجد الأقصى فقط للشعب الفلسطيني أم هو لكل مسلم يشهد أن لا اله إلا الله؟ هناك مسرى رسول الله. مسرى رسول الله فقط للفلسطينيين أم هو لكل مسلم؟؟ لهذا نحن في تجمع العلماء المسلمين فقد نشكل البداية لتجتمع العلماء. لا تتكلون على السياسيين وسأقولها بصراحة لأن السياسيين بهذه الساعة يرون  أن المصلحة تكون مع الدولة التي تحكم العالم أمريكا، يرون أن المصلحة تكون مع الدولار في نيويورك وفي سويسرا وفي غيرها مع ما يضخ عليهم البترول وأموال. فالمسؤولية الأولى والأخيرة تقع علينا كعلماء، فلنقف جميعاً مع المشروع القرآني المشروع المحمدي في توحيد الأمة وحماية شرفنا وكرامتنا وحماية المسجد الأقصى اكرر ترحيبي بكم وأهلا وسهلا بكم.

كلمة الشيخ الدكتور عبد الله المعمري (من مكتب إفتاء دولة عُمان):

أما بعد إخوتي الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنه لشرف لي ومن معي من المشايخ الكرام أن نكون بينكم في هذا المحفل الذي يشرح الصدر ويبهج الخاطر ويجدد الأمل في اجتماع هذه الأمة على كلمة سواء حتى تستعيد عافيتها وتسترد مجدها وتقوم بدورها الحضاري المنشود فتكون بحق خير امة أخرجت للناس، ولا شك أن ما ذكره شيخنا أن معقل الأمر بيد العلماء، ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنهم تحريف الغاليين وامتحان المبطلين وتأويل الجاهلين. إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعوه ولكن يقبض العلم بقبض العلماء. حتى إذا لم يبقي عالمٌ اتخذ الناس رؤساء السوء فسألوهم فأفتوهم بغير علم فضلوا وأضلوا. إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال ما تضيعها؟ قال إن وسدت أمراً إلى غير أهله. فالعلماء هم مركب الأمة هم عنوان نهضتها هم سر القيام بدورها.  هم ورثة الأنبياء، هم ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾ هذا دور النبي والعلماء ورثة الأنبياء عليهم أن يقوموا بدورهم بتزكية هذه الأمة بتعليمها بتوجيهها أو بتلاوة الكتاب عليها.

كلمة رئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ الدكتور حسان عبد الله:

أحب أن أرحب بالوفد من دار الإفتاء في سلطنة عمان لأؤكد لهم أننا في تجمع العلماء المسلمين ننظر بعين الرضا والتقدير لموقف سلطنة عمان مما يحصل في اليمن المظلوم وندعوها للاستمرار في السعي من أجل وضع حد للحرب الدائرة هناك وأن تتبنى الدعوة لعقد مؤتمر حوار في السلطنة وبرعايتها للخروج من المأزق، ذلك أن الحل الوحيد لمشاكل الدول الإسلامية فيما بينها يجب أن لا يكون إلا من خلال الحوار والمفاوضات، ونطلب منكم أيها الوفد الكريم أن تنقلوا للقيادة السياسية في السلطنة تقديرنا الكبير لموقفها وندعوها للتدخل مباشرة لوقف القتال هناك والبدء بإرسال مساعدات إنسانية جادة تخفف عن الشعب المظلوم في اليمن وما يعاني منه.

كلمة مبعوث الأزهر الشريف إلى دولة عُمان الشيخ الدكتور محمود عبده:

أما بعد إنها لسعادة غامرة ونعمة سابغة أن نلتقي وهذا الخضم الهائل من رحمة عز وجل وملائكته إذ تحفنا ورحمته إذ تغشانا بينما جمّعنا بين خير الزمان وخير المكان وخير اللقاء، فخير الزمان أننا في شهر فضيل وفي وقت عظيم تتعاقب فيه ملائكة الليل والنهار ويا فرحتنا ويا سعدنا إن سطرت لنا الملائكة مجلسنا هذا ليذكرنا الله تعالى فيمن عنده وخير المكان أن المكان يشرف بهدفه وهو التجمع الذي ينبغي أن يكون عليه كل مسلم خاصة الإخوة العلماء ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا﴾ وإنني في هذه اللُحِظات سأجمل ولن أطيل ولكني أؤكد على دور الدين أساساً وانتم أهل الميدان وأنا متطفل عليكم فسامحوني، ولكن الدين الذي يحرر كل شيء. إن أهل الدين الباطل اتخذوا من دينهم سبيلاً لتغيير جلد الرجل العربي الأصيل حتى وجدنا الرجل الذي كان يتندر حين يهب لنصرة المظلوم أو يمتطي صهوة الجواد لينتصر لامرأة تصيح حين قال: وإن وعى نبئة من صارخٍ ركبه، هذا الرجل جاء عليه يوم وجد بني هاشم وبني عبد المطلب على الرغم من أنه كان إذ ذاك منهم مسلمون أو غير مسلمين. وجد أطفالهم تصيح ونساءهم يستجيرون ويأكلون أوراق الشجر ولا يرق لهم قلب. السؤال الذي يفرض نفسه لماذا؟ هل تغير الرجل العربي الأصيل؟ هل تخلى عن نخوته ؟ هل ترك رجولته؟.. لا.. ثم لا.. الذي حصل أن أبا جهل كتب في الصحيفة "باسمك اللهم" وعلقها في الكعبة لتكتسب قدسية من قدسية الدين، فيأسر القلوب لهذا، أبو جهل نفسه يوم بدر بدأ يدعو ويقول" اللهم من قطع الرحم ومن آتانا بمن ليس عليه دين أبائنا فأحنيه الغداء"، وهل كان لأبي جهل أن يدعو، لماذا يتخذ الدين وسيلة؟ لأنه يعلم أن هذا المسلم وراء النبي(ص) سيقاتل ابن عمه الذي على الشرك وخلف أبي جهل وإذا التقيا قد لا يقتتلا فإذاً لا بد وأن يلبسها ثوب الدين، هو نفسه الذي جاء يوم الهجرة وقف على باب رسول الله(ص) وقال كلمات وانصرف. قال:" يزعم محمد أنكم إن اتبعتموه سيكون لكم جنان مثل جنان الأردن وإنكم إن خالفتموه سيكون فيكم القتل" قالها وانصرف لأنه يعلم أن هؤلاء الأربعين إذا رأوا رسول الله(ص) قد لا يجرؤ واحد منهم أن يرفع سيفه عليه وإنما يجتنب إذا ما علم أن هذا الدين، ظننتم أنتم وأنا تلميذكم كعلماء الدين إنما نحرك في الشعور ونحرك في القلوب ونحرك على الأرض والأصل للدين. أليس هؤلاء الذين يقتلون اليوم يقولون الله اكبر وهم يذبحون أو ليسوا يقولون الله اكبر وهم يذبحون؟ والدين منهم براء، الله اكبر من غيهم، أليس هؤلاء يتخذون من الدين وسيلة إلى غيهم وقتلهم وتعذيبهم وقتلهم بالشبهة؟ إن هذا مما منينا به ومما بلغت منه البلوى مبلغها. إذاً إذا تجمعنا صفاً واحداً مهما اختلفنا وقد اتفقنا على أسس وقواعد. إن الله سبحانه وتعالى قال " بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وهذا في شأن أهل الكتاب ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ مشتركات أراد الله سبحانه وتعالى أن نتعاطى معها ولا ننظر إلى الخلافات، بل هو سؤال وكلنا يعرف حديث النبي "ص" في شأن بني قريظة بل بيهود بني قريظة العدو المارق الذي وصفه الله سبحانه وتعالى هم وصفهم ووصف إخوانهم قال: ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ قال لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة، سؤال يفرض نفسه، المسلمون الصحابة اختلفوا على أمر الفريضة، هذه الفريضة تُعد الصلاة الوسطى عند أكثرهم ورغم هذا لم يفسق بعضهم بعضا ولم يكفر بعضهم بعضا ولم يبعد بعضهم بعضا ولو فعلوها لاقتتلوا وحاشا ولو فعلوها ما انتظم صفهم ولكن ما هو الواقع؟ الواقع أنهم انتظم صفهم صفاً واحداً على اختلاف فكرهم ولكن اتحاد قلوبهم بالإيمان، وانتصروا على عدوهم لأنهم لو اختلفوا لاتفقوا مع عدوهم، فعدوهم قلوبهم شتى أما المؤمنون فليس قلوبهم شتى. المؤمنون قال الله تعالى ﴿وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ﴾ أما هؤلاء وقلوبهم شتى، لو تشتت قلوبهم لتشتت أهدافهم ولتحول السلاح إلى صدورهم وهذا هو الذي نحن نتجرع الكأس المر اليوم حين نرى المسلم يوجه سلاحه إلى أخيه ولا يحوله إلى عدوه. لأن هناك من قال وألبس الفكرة صورة، سبحان الله لا اعرف من أين جاؤوا بها ولا أين دليلها إذ قالوا:" إن المبتدع اشد على الإسلام من عدوه". إن المبتدع في الدين هو أشد على الإسلام من عدو الدين ومن غير المسلم. وعلى هذا الفكر المغلوط وهذا المستوى الفكري المشوش الموبوء بدأ يوجه سلاحه لأخيه المسلم ويترك عدوه. هذا فكر؟؟!!

من الذي يحصن الناس سواكم أيها العلماء؟ من الذي يعالج مثل هذه الأفكار إذا ما كان بدايتنا نحن قلباً واحداً وصفاً واحداً هذا مرادنا.


 

اعلى الصفحة