آية الله الشيخ محسن الآراكي والوفد المرافق له في زيارة للتجمع

السنة الرابعة عشر ـ العدد 161 ـ (رجب 1436 هـ) أيار ـ 2015 م)

نشاطات نيسان 2015

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

قام سماحة آية الله الشيخ محسن الآراكي، رئيس مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية مع وفد مرافق له بزيارة تجمع العلماء المسلمين. حيث أولم التجمع على شرفهم وبعد ذلك ألقيت كلمات بهذه المناسبة.

بدايةً رحّب رئيس مجلس الأمناء في التجمع الشيخ أحمد الزين بالضيوف قائلاً:

نحن في تجمع العلماء المسلمين مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية قد نشكل خطاً واحداً وسياسة واحدة وهدفاً واحداً الغاية من كل ذلك الوحدة الإسلامية إن كان ذلك سياسياً أم فقهياً أم علمياً فتجمع العلماء المسلمين قد يُكمل أو يكَمل مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في خطه الفقهي والسياسي الإسلامي طبعاً.  ثانياً: مع هذا الترحيب نؤكد لسماحته وللوفد الكريم المرافق له أننا في تجمع العلماء المسلمين في لبنان نُصر ونؤكد التزامنا بالقيادة الإسلامية الواحدة المتمثلة بالولي الفقيه وبالسيد القائد الإمام السيد علي الخامنئي حفظه الله ومن قبله الإمام الخميني( قدس سره) إيماناً منا أولاً بالالتزام بالشرع الحنيف، بمصدر الشرع بكتاب الله وهدي رسول الله(ص)، هذا الشرع الذي يلزمنا بالقيادة الواحدة، ثم من خلالها الشورى فيما بيننا ونحن في تجمع العلماء المسلمين قد نشكل صورة وهيئة للتشاور بين العلماء لنؤكد هذا المعنى الشرعي الكبير لسائر المسلمين.

الأمر الثالث، نحن في تجمع العلماء المسلمين في لقائنا بين علماء من السنة والشيعة نُصّر حاملين رسالة الوحدة بين المسلمين ليرى المسلمون الوحدة في سائر أنحاء العالم الإسلامي، وقد رأوا ذلك العمامة السنية إلى جانب العمامة الشيعية إشارة إلى الوحدة الإسلامية التي تؤكدها الآية الكريمة ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾. أما المذاهب فهي أمر طبيعي اجتهادي من الناحية الفقهية والسياسية إلى آخر ما هنالك.

الأمر الرابع، ما نحب أن نؤكد عليه أمامكم يا سماحة الشيخ والوفد المرافق إننا هنا في بيروت وفي لبنان نطل على فلسطين وعلى القدس الشريف، حاملين رسالة الإسلام توجيه طهران والقيادة في طهران من أجل تحرير كل شبر من الأراضي الفلسطينية وحماية القدس الشريف والمسجد الأقصى بإذن الله، فنحن هنا في تجمع العلماء المسلمين أمناء على هذه الرسالة التي نعبر عنها من خلال المقاومة الإسلامية بقيادة السيد حسن نصر الله حفظه الله ورعاه.

ثم كانت كلمة لرئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ الدكتور حسان عبد الله جاء فيها:

أعود وأكرر الترحيب بسماحة الشيخ محسن الآراكي رئيس مجمع التقريب بين المذاهب والوفد المرافق، وأتمنى أن تكون هذه الرحلة الميمونة سبباً لزيادة التعاون فيما بين تجمع العلماء المسلمين والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب ومن المعروف أن هناك اتفاقاً للتعاون فيما بين تجمع العلماء المسلمين والمجمع العالمي نحرص دائماً على تطويره من أجل دعم الخط الذي نؤمن به خط الوحدة الإسلامية. نحن اليوم نستقبل هذا الوفد الكريم من الجمهورية الإسلامية في إيران، وقد أثبتت هذه الجمهورية القدرة والقوة والمنعة وحمل الهّم الأساسي للمسلمين في العالم الإسلامي بل حمل الهّم العربي الذي هو تحرير فلسطين في الوقت الذي تركت كل الدول العربية ونسوا وتناسوا أن هناك أرض محتلة اسمها فلسطين، في الوقت الذي نقول لكم أيها المسلمون فلنسعَ من أجل القضية الأولى قضية المسلمين التي هي فلسطين، الكل يتناسى فلسطين. اليوم إيران أكدت حرصها على المسلمين وعلى العرب وقالت منذ البداية انه يجب أن تحل القضية في اليمن من خلال الحوار وطاولة المفاوضات، مسألة بسيطة قارنوا بينها هي أن الإعلان عن بدء الحرب على اليمن كان من واشنطن والإعلان عن الحل السياسي كان من طهران لنرى من هم مع مصلحة المسلمين ومن هم ضد مصلحة المسلمين. أيضاً هنا لا بد من التأكيد على مسألة، سماحة الشيخ أيضاً معَّني بالاهتمام بموضوع الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة ويسعى بكل جهده من أجل أن ينطلق هذا الاتحاد بقوة وفعالية، أنا أطلب من الإخوة الأعزاء في المجلس المركزي لتجمع العلماء المسلمين أن تكونوا جميعاً معنا في تنشيط وتطوير وتقديم هذا الاتحاد باعتباره حاجة ماسة ضرورية في الأمة الإسلامية تعيد توجيه البوصلة نحو المكان الصحيح الذي هو فلسطين ولا شيء غير فلسطين فليس لنا في بلاد المسلمين عدو إلا العدو الصهيوني والذي نختلف فيه يمكن أن نحله إذا كانت هناك نوايا حسنة من خلال طاولة المفاوضات. 

أخيراً ألقى رئيس مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية آية الله الشيخ محسن الآراكي  كلمة قائلاً: في البدء أشكر تجمع العلماء المسلمين والمجلس المركزي لهذا التجمع وسماحة الشيخ أحمد الزين وبالخصوص رئيس هذا التجمع وبقية أخوتي وأعزتي وأحبائي الذين حضروا هذا الجمع، هذه الحلقة المباركة التي نسأل الله لها كل الخير والتوفيق. نحن أمام واقع إسلامي مرير علينا كعلماء المسلمين أن ندرس هذا الواقع ونفهمه وأن نحدد مسؤوليتنا إزاء هذا الواقع يمكن أن ندرس هذا الواقع  من زوايا مختلفة.. هنالك مشكلة ثانية مشكلة أننا أُصِبنا بحالة التساهل في الجهاد مع الأعداء، يعني في فلسطين، مشكلتنا نبعت في فلسطين، بداية تخلف هذه الأمة وفي الواقع بداية موت الهوية الإسلامية، انطلقت هذه البداية منذ تأسيس الدولة اليهودية في قلب عالمنا الإسلامي ومنذ البداية واجهنا هذه المشكلة، مشكلة أن الكثير منا تقاعس عن الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى ولو كنا نفي بهذا الميثاق مع الله سبحانه وتعالى لما ابتلينا بهذا الذي ابتلينا به، وعندنا هذا الميثاق الثالث الذي يختص بالعلماء. عندنا مشاكل في عالمنا الإسلامي، المشكلة الأولى في عالمنا الإسلامي هي مشكلة الفرقة، لا بد للعلماء، علماء العالم الإسلامي أن يهبوا لكي يقضوا على هذه الفرقة ويلموا شعث هذه الأمة ويعيدوا هذه الأمة إلى وحدتها ويمكن لنا أن نقدم أطروحة في ضوئها يتم تعامل الدول الإسلامية فيما بينها في قضاياها المشتركة من دون أن نمس أنظمتها السياسية، لا نريد أن ندخل في أنظمتها السياسية ونقول  كوني كذا أو لا تكوني كذا. لا نريد أن نتدخل في شأن أي أمة أو أية دولة، ولكن يا أيتها الدول ألستم أنتم تتفقون على كثير من الأمور، فاتحدوا في هذا الذي تتفقون فيه، هنالك مشتركات تعترفون كلكم بأنكم مشتركون فيه وتعترفون جميعاً بأن مصلحتكم في أن تتحدوا فيما تتفقون فيه . في قضية إسرائيل هل هناك دولة إسلامية تنكر حق الشعب الفلسطيني بالحياة على أرضه؟ لا توجد دولة إسلامية تنكر هذا الحق فاجتمعوا في هذا الذي تتفقون فيه وأسسوا للدفاع عن الشعب الفلسطيني، أسسوا لأسلوب ولسياسة معينة مُتَحداً تتحدون فيه لدعم الشعب الفلسطيني ولقضايا الشعب الفلسطيني. هل هنالك دولة تختلف وتنكر أن الإرهاب الذي الآن يعصف بأمتنا الإسلامية وأخطر ما يكون لواقع هذه الأمة ولمصالح هذه الأمة، ما يحصل منذ 4 أو 5 سنين هنالك إرهاب كالنار الذي ضرب بهشيم هذه الأمة في سوريا وفي العراق وفي كثير من مناطق هذا العالم الإسلامي، هل هنالك دولة إسلامية تختلف عن أخرى في ضرورة التصدي لهذا الإرهاب؟ ألا ينبغي أن تضعوا سياسة موحدة للتصدي لهذا الإرهاب؟ هل هنالك دولة إسلامية أو مجموعة علمائية تختلف في ضرورة أن يتحد المسلمون في مواقفهم فيما يشتركون فيه علماء الأمة يتفقون فيما هم يعترفون بأنهم مشتركون فيه؟ ألسنا بحاجة إلى موقف علمائي موحد؟ أليس كان ينبغي للأزهر الشريف ولعلماء الأزهر الشريف أن يرفعوا هذه الراية؟ ماذا بكم أنتم؟ أنا استغرب من علماء الأزهر، ما هذا السكوت وهذا السكون؟ الأمة تحترمكم، العالم الإسلامي كله شيعته وسنته تحترم الأزهر وترى للأزهر موقعاً متميزاً ولماذا لا يقوم الأزهر بدوره المطلوب في هذه الظروف التي هي اشد الظروف التي مرت بها أمتنا خلال المائة عام الأخيرة أو المائتين الأخيرتين. نحن كلامنا هنا أننا نعيش حالة نُسئل عنها بين يدي الله سبحانه وتعالى ونحاسب إن تقاعسنا عن واجباتنا في هذه الظروف. هنالك الكثير مما نقدر عليه يمكننا أن نقوم به، لا نريد أن نتكلم عن كل منا فوق ما يطيق لا لكن الذي في طاقتنا هو بالشيء الكثير وليس باليسير المطلوب منا أن نقوم بهذا الذي يمكننا والذي نقدر عليه هو شيء كثير نحتاج إلى همة، نحتاج إلى إيمان بوعد الله سبحانه وإلى شعور بالمسؤولية إزاء رسول(ص). فالذي أقترحه على إخوتي وأعزتي في تجمع العلماء المسلمين ولا أشك أن هذا التجمع مما يرضى به الله ورسوله(ص) لا نشك أن لرسول الله نظرة رضا لهذا النوع من التجمع ويمكن لهذا التجمع لأننا نعتقد اعتقاداً جازماً على أساس مما وعدنا الله به ورسوله أن هذا النوع من العمل مؤيد من قبل الله سبحانه وتعالى ومن أبرز المصاديق الذي ينصر به الله ورسوله لذلك سوف يعود النصر الإلهي إلى هذا النوع من النشاط والعمل. إننا نعتمد على هذا التجمع في كل مشروعنا التقريبي ليس في لبنان وليس في الشام فحسب بل في كل المنطقة يمكن لهذا التجمع أن يقوم بالشيء الكثير ونحن في مجمع التقريب مستعدون أن نضع كل ما في أيدينا في خدمة هذا التجمع فيما يمكنه أن يقوم به. لعلنا نحتاج إلى مجال فقهي تدرس الواقع الموجود على أسس من الفقه الإسلامي، يعني الآن ما نجده في أرض فلسطين من الناحية الشرعية ما هو التكليف المتوجب على المسلمين فيما يخص القضية الفلسطينية، أليس من تكليفنا كواجب شرعي أن نسعى إلى الصلح في سوريا ؟ ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ أليس هذا واجباً علينا؟ أليس واجباً علينا في كل منطقة وجدنا فيها مشاكل من هذا النوع أن نبذل الجهد كي نقدم أطروحة للصلح؟ على الأقل يمكننا نحن كعلماء للمسلمين أن لا نترك الساحة لغيرنا، لكن يأتي الروس والأمريكان والإفرنج لكي يصلحوا بين المسلمين ولكي يقدموا أطروحاتهم التي لا تخلوا من هيمنة ما على مقدرات المسلمين. فنأمل من الإخوة في تجمع العلماء المسلمين، لعل هنالك لجان لأني لست ملم بالتفاصيل هنا لكن إن كانت هناك لجان مختصة عملياً أن تكثر من جهودها وسعيها لإنجاز هذه المهمة. أول ما نحتاج إليه نحتاج إلى فتاوى مستدلة، مستندة إلى أدلة يتفق عليها المسلمون، فتاوى لا تفرق لا نريد فتاوى تفرق، نحن بحاجة إلى فتاوى موحدة فيما يخص قضية فلسطين فيما يخص قضية السعي لجمع شمل المسلمين والإصلاح بين المسلمين في بعض مناطق العالم الإسلامي وضرورة التصدي للإرهاب، تفسير الإرهاب، تحديد الإرهاب، تحديد مصطلح المحاربة مع الله ورسوله الذي جاء في الكتاب العزيز ﴿إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ﴾.

هنالك مصطلحات ينبغي تحديدها بوضوح وتحصينه هو نوع من الإجماع الفقهي عليه حتى يمكن أن يصبح مستند يستفاد فيه بالعمل العام، على كلٍ في نهاية الحديث أشكركم على تفضلكم بإتاحة هذه الفرصة للحضور بين أيديكم ونستفيد من هذا الجمع النوراني ولنستفيد من نوركم الذي هو نور الله سبحانه وتعالى.

 


 

اعلى الصفحة