اللوحة الثانية: جداريات

السنة الرابعة عشر ـ العدد 160 ـ (حمادى الثانية 1436 هـ) نيسان ـ 2015 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

الصفحة الأولى عبرة الكلمات

لماذا؟؟!!!

هل سأل أحدكم نفسه يوماً: لماذا.. يموت المشنوق؟؟؟!! سأكفيكم عناء الإجابة.. بحكم أنه سبق لي أن شُنِقْتُ.. ومُتُّ!.. إنه يموت لأنه ـ فجأةً ـ!!... لا يجد تحت قدميه تلك الأرض الصلبة التي أحبها واعتاد عليها!!!!!.. يموت لأنه لا يجيد السير بعيداً عن الأرض!!.. يرتفع عالياً فيجد الهواء في كل مكان.. عن شماله، وجنوبه.. شرقه وغربه.. أمامه هواء.. وخلفه هواء.. وتحته هواء.. وفوقه هواء.. وعلى الرغم من كل هذا الهواء.. لا يستطيع الحصول على ذرة واحدة منه.. فيموت.. قهراً!!!! صدقوني.. عندما تجتمع كل تلك الظروف.. لا يعود هناك حاجة للمشنقة!!!

أطلال

لم أحزن قط لمنظر أطلال أو صرح هوى!!!.. ولكني تقطعت حزنًا عندما وقفت على أطلال نفسي وقد تجاذبتها أعاصير الفراغ الفكري القاتل، فلقد أصبحت مطالعة كتاب بالنسبة لي ترفاً ليس له ما يبرره وعلامة من علامات رغد العيش.

يوم جديد

حين تشرق الشمس آخذ نسختي من يوم جديد، وأشرع في كتابة صباحاتي.. لأكتشف أنها مكرره!!.. أتصفح هذا اليوم إلى آخر قطرة من "ضوئه" باحثاً عن سطر جديد!!.. ويأتي المساء لأكتشف أني كنت أقرأ "أمس"!!.

الحزن

هل تعلمون أن كرهنا للحزنِ جحود؟!.. فلن يحبنا شيء كما أحبنا وأقام بيننا.. وقاسمنا الضراء.. والضراء!.. أعرف أني وفيّ لحزني على الرغم من أنني لا زلت أذكر أني قلت يوماً إن الوفاء صفة تخص الكلاب وحدها دون سواها من المخلوقات.. ولو قال قائل وما الفرق؟ ـ أي بين التعساء والكلاب ـ ربما قلت له الحزن!!!

أنا والحزن

لعل أبرز إنجاز طبي هو عمليات فصل التوائم السيامية وهذا الأمر "كاد" أن يفرحني!!.. كدت أن أفرح لأني توقعت أني سأجد هنا من يفصلني عن الحزن فأنا وهو توأمان سياميان ملتصقان في مناطق حساسة كثيرة!!.. ولكني عرفت أن كل الأجزاء الحيوية موجودة في جسده هو وإذا انفصلنا فإن هذا يعني أنه سيدفعني ثمناً ليعيش وحده!!.. حتى أنت أيها الحزن؟!!

لا يحلم إلا النائم

أحلم بوطن تغسله الشمس كل صباح.. أحلم بوطن له رائحة الحقيقة، ومشيتها، وثغرها الباسم!!.. أحلم بوطنٍ ليس منّة من مخلوق.. ولا صدقة من أحد!!.. أحد الخبثاء قال ذات حلم: "لا يحلم إلا النائم".. خذوا كل التراب.. وكل البحار!.. ودعوا لي أحلامي.. دعوني فقط أحلم.. ثم.. أنام!!!.

حبيب

حين نحب.. فإننا ببساطه نتنازل عن أرواحنا!!.. ما الذي يحدث فجأة فيصبح شخص لم نلقه إلا منذ أيام هو أكسجين حياتنا ولا نتخيل الاستمرار في الحياة بدونه؟ كيف كنا نعيش قبل أن نلتقيه؟ ثم أصبحنا فجأة نموت حين يغيب!.. أية كيمياء تلك التي تعبث بنا؟ أين تقع تلك الجينات التي تنتظر شخصاً لا نعرفه من قبل ثم حين نراه يصبح أهم ما في داخلنا؟ هل يعني أن كل الذي بداخلنا كان بدون أي قيمة، كان تافهاً ليأتي حبيبٌ ما ويؤكد لنا هذه الحقيقة! 

الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي

محمد بن عبد الله البلنسي (إبن الأبار) ـ مآثرُ لا تُحصى

دَانَتْ بِهَجْـر الدُّنى للهِ وازْدَلَــفَت        كَريمَة المُنتمَــى مرْضِيّةَ القُـرَبِ

قَوّامـةَ الليلِ مَحْـنِياً عَلى خَـصَرٍ        صَوّامـــة اليَوْم مَطْوياً عَلى لَهَبِ

تَبَايَنتْ واليَتامى هُـــنّ في رَغَبٍ        لِمَـــا تَعَوّدْنَ مِنها وَهْي فِي رَهَبِ

لَــوْ أن آثَارها تُحصَى لَمَـا كَتبَتْ       سِــوى مَآثِرِها الأقْلامُ فـي الكُتُبِ

نقُول في خطبهـــا المُلقي طَلْعَتَهُ        إنّا بَكَيْناهُ بِالأشْـــعَارِ والخُـطَبِ

فَلَــوْ عَقَلْنَا عقْـلَنا عَنهُ ألسُــننا        لكِنّها سُـــنَةٌ في شِـرْعَة الأدبِ

إبن سهل الأندلسي ـ خيبة

يُدنيكَ زورُ الأَمــاني     مِنّي وَتَنأى طِــلابا

كَأَنَّني حــينَ أَبغــي    رِضاكَ أَبغي الشَـبابا

وَأَشـــتَهي مِنكَ ذَنباً      أَبنــي عَلَـيهِ العِتابا

حَـتّى إِذا كــانَ ذَنبٌ     فَتَحــتُ لِلعُـذرِ بابا

ظَمِئتُ مِنكَ لِوَعـــدٍ       فَكانَ وِردي السَرابا

لا خابَ سُـــؤلُكَ أَمّا     سُــؤلي لَدَيكَ فَخابا

سبط بن التعاويذي ـ ضياعُ العمر

يا واثِقاً مِن عُمرِهِ بِشَـــبيبَةٍ       وَثِقَتْ يَداكَ بِأَضعَفِ الأَســـبابِ

ضَيَّعتَ مـا يُجدي عَلَيكَ بَقاؤُهُ       وَحَفِظتَ مـا هُوَ مُــؤذِنٌ بِذَهابِ

أَلمالُ يُضبَطُ في يَديكَ حِسـابُهُ       وَالعُمــرُ تُنفِقُهُ بِغَيرِ حِســـابِ

إبن الزقاق البلنسي ـ ثوابُ الصبر

همٌّ ســـرى في أضلعي وسرى بي       فالبرقُ سَــــوْطي والظلامُ ركابي

لأكَلِّـــفنَّ الليلَ عَزْمــاً طالعــاً        في كلِّ مظلمةٍ طلوع شـــــهاب

ولأعنينَّ الدهــــر أن يصمَ المنى        ولـــو أنني أَنضبتُ ماء شــبابي

بالـهـــولِ أُرْكِبُهُ بكلِّ دُجُـــنَّةٍ         والســــيرِ أُعملُـــهُ بكلِّ يباب

أأُخَيـــــَّ إنَّ الدهرَ يَعجَبُ صَرفُه        مـن طــولِ دأبكَ في البكاء ودابي

لا تصلُــحُ العـبراتُ إلا لامـرئٍ          لـم يدرِ أنَّ العيشَ لمعُ سَـــرَاب

إنْ تبْكِهِ فمــن الـــوفـاءِ بكاؤُهُ          لكنْ ثوابُ الصبر خــــير ثواب

وقُصارُ أعيننا دمـــــوعٌ وكّفٌ          وقُصارُه طُوبى وحســــن مآب

عبد الله بن المبارك ـ الشباب والمشيب

أبإذنٍ نزلتَ بي يا مشـــــيبُ        أيُّ عيش وقــد نزلتَ.. يطــيبُ؟

وكفى الشـــيبَ واعظاً غير أنّي       آمــلُ العيشَ، والممـــاتُ قريبُ

كم أنادي الشــــبابَ إذ بان منّي      ونِدايَ مـــوَلِّيـاً مـا يُـجــيبُ

عبد الصمد بن المعذل ـ ضحكٌ وبكاء

والروضُ لا تنجلــــي أبصاره أبداً      إلاّ إذا رمـــدتْ من كثرة المطــرِ

إنّ الســـماءَ إذا لم تبكِ مقلُتهـــا      لم تضحكِ الأرضُ عن شيءٍ من الزهرِ 

  

اعلى الصفحة