السنة الرابعة عشر ـ العدد 158 ـ (ربيع الثاني 1436 هـ) شباط ـ 2015 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

أطياف الشهداء

إلى شهداء القنيطرة..

يا للشتاء..

كلّ الذين أحبّهم، ركبوا قطار اليأسِ‏ واتجهوا إلى أحزانهمْ‏

حتى المحطةُ أوصدتْ دمَها‏.. وما عاد النزيفُ يعانق الأيدي‏

وما عادت تلوّحُ للمسافرِ أمُّهُ‏..

سقطتْ مناديل الوداع على رصيف الملحِ.. واختنق السفرْ..‏

يا للرصيفْ‏..

أمشي.. ولا يأتي الأحبةُ من مضاجعهم‏

وأصرخُ.. لا يجيء البرقُ‏

لا أحدٌ أقول له: - سلامٌ عليكم..‏

غير دمكم- في الدساكرِ-‏ حين يلقاهُ على الأرض المطرْ..‏

لو تعرفون إذاً‏ مرارةَ مَنْ تصيحُ عيونُهُ.. وينامُ‏

أيقظتمُ الخلايا كي تقولوا لهُ: كلنا للوطنْ‏

كنتم أطلقتم الشموعَ على شتاءِ الروحِ‏ كي يبكي الشجرْ..‏

***‏

وحدي.. على باب المساء ألوبُ‏

تغريني النجوم، فلا أمدُّ لها حبالَ القلبِ‏

أسقط في مداراتِ البكاء.. وأُشعلُ من دمكم محاريب الدعاء..

يُضيئني صوتي ودمُكم.. يا لدمكم‏ حين يجعلني أخاطبُ الحجرْ..‏

***‏

تركوا على ظلّ السياجِ الفلَّ‏.. مَنْ يسقي ترابَ المتعبينْ؟‏

زرعوكم بين دمي وبين دمي.. لنرحلَ..‏

فابتكرنا من خلال الرحيلِ- وجه الياسمينْ‏

غرسوا مواجعنا على شوكِ الطريق‏

وأنزلوا عن ضحكة الأطفالِ أشرعةَ القمرْ..‏

لكنني ما زلتُ أحلمُ‏.. أن أرى أطيافكم تعود مع المساءِ‏

تسوق قطعان الحنينْ..‏

وأنا أحدِّثكم.. أفلُّ جدائل النعناعِ..‏ ويرقُصُ في عيوننا السهرْ..‏

ما زلتُ أحلمُ‏ أن يعودَ الناس من أحلامهمْ‏

أن يزرعوا تحتَ الشبابيك الكئيبةِ.. ظلَّ بيتْ‏

وأنا وأنتم نعذّبُ الطرقاتِ.. نُتعبها‏

ونسرقُ من إشارات المرورِ اللّونَ‏ كي يتحررَ العشبُ الفقيرْ..‏

لا البردُ يطفئنا‏ ولا نقرُ السنين على مصابيح القلوبْ‏

وغداً‏ سنعبر في الشتاءِ فراشاتِ‏ عزٍّ

نعيد للأيدي نضارتها، وللروحِ الأملْ..‏

وغداً‏ سنحيا.. كي نكون كما أردنا‏

لا يتوبُ العمرُ عن غدنا‏ ولا غدُنا يتوبْ..‏

يا لدمكم العطر.. يا لدمكم الفجر..

هوذا نهارٌ جديدٌ يُطلُّ من وعدٍ صادق..

وذا وهجُ عروجكم لسماءِ الله شهداء..

وتلكَ شجيراتُ أرزٍ تعِدُ بظلٍّ فوق القنيطرةِ سامق..

 

اعلى الصفحة