مقابلة شاملة مع الأستاذ حميد رزق حول الملف اليمني
منطق الشراكة هو ما ينشده "أنصار الله"

السنة الثالثة عشر ـ العدد 154 ـ (ذو الحجة 1435 هـ) تشرين أول ـ 2014 م)

 إعداد: سمية رقة

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

نص المقابلة التي أجرتها الزميلة سمية رقة مع الكاتب والمحلل السياسي اليمني حميد رزق. في 22 - 9 - 2014

 

في ظل الأحداث المتسارعة التي تعصف بالمنطقة والتي كان آخرها انتصار الثورة الشعبية اليمنية كان لا بد من الوقوف على أبرز النقاط الحساسة فيما يتعلق بالملف اليمني.

وهذا ما فعلته مجلة الوحدة الإسلامية الصادرة عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان والتي أجرت مقابلة مع الأستاذ حميد رزق الكاتب والمحلل السياسي اليمني:

س: بداية أستاذ حميد ما هي الأسباب الحقيقية التي دفعتكم للقيام بثورة؟

- أولاً، بسم الله الرحمن الرحيم.. في ما يخص الوضع في اليمن, الثورة عادت مجددا بعد أن انطلقت عام 2011 ولأن الثورة في ذلك الوقت جاءت ضمن موجة ما يسمى بالربيع العربي فقد تم الالتفاف عليها وسرقتها عن طريق المبادرة الخليجية. وبعد ثلاث سنوات من الثورة الأولى وجد اليمنيون أنفسهم في مأزق فانطلقوا بثورتهم التصحيحية والتي كانت شرارتها عندما أعلنت الحكومة جرعة اقتصادية جائرة أضرت بالغالبية العظمى من المواطنين بالإضافة إلى تدهور الملفات الأمنية وغياب العدالة وانتشار الفساد والمحاصصة في أجهزة الدولة.

هذه العوامل كلها شكلت عودة للثورة التصحيحية والتي توجت بما حصل في العاصمة صنعاء من سقوط لأبرز مراكز النفوذ واستيلاء اللجان الشعبية على معظم المؤسسات الدولة في العاصمة.

س: الآن العاصمة صنعاء تحررت بيد الشعب فعلام تم الاتفاق؟

لقد تم التوقيع على اتفاق أدرج تحت عنوان "الشراكة والسلام" هذا الاتفاق جاء لتلبية مطالب الثوار الثلاثة: إسقاط الجرعة الاقتصادية، تشكيل حكومة جديدة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.. بالإضافة إلى تضمنه الكثير من التفاصيل المتعلقة بمراعاة الحالة الاقتصادية للمواطنين الأكثر ضعفاً، محاربة الفساد وغيرها من الملفات.

لقد تم التوافق على هذه النقاط من قبل مختلف الأطراف السياسية بإشراف الرئيس عبد ربه منصور هادي وكذلك بحضور المبعوث الدولي جمال بن عمر.

س - في حال بدأتم تتلمسون المماطلة، والتلاعب من قبل السلطة  في تنفيذ بنود  الاتفاق، هل من خطوات تصعيدية جديدة؟ هل ستعودون إلى الشارع؟

- هذا السؤال مهم حقيقة لأن المعروف أن الاتفاقات عندما تظل نظرية تواجه عقبات  كثيرة عندما تدخل مرحلة التطبيق. ونحن في اليمن لدينا تجارب عديدة في هذا الإطار إذ أن هناك الكثير من الاتفاقيات التي تم الالتفاف عليها.

الجديد اليوم أن هذا الاتفاق لن يكون كسابقاته لأن مراكز النفوذ والفساد التي كانت هي العائق أمام تحقق الكثير من مطالب الشعب قد كسرت. ولكنني لا استبعد أيضاً الكثير من العراقيل وأن تتسلل أصابع التدخل الخارجي. إلا أن الرهان والضمانة يكمن في أن الشعب حاضر ومسيطر في الأرض.

س: لماذا لم يوقع أنصار الله على المبادرة الخليجية وهل الاتفاق والمفاوضات الجارية اليوم تأتي بإطار المبادرة؟

- سؤال مهم بالنسبة للمبادرة هي جاءت عقب ثورة الحادي عشر من فبراير من عام 2011 وعن طريق المبادرة تمكنت السعودية والولايات المتحدة الأمريكية  وحلفائهما في الخارج من قطع الطريق على ثورة  فبراير وسرقتها وإعادة إنتاج النظام من جديد وإن اختلفت الوجوه, فبقيت سياسات الفساد والاغتيالات والحروب واستغلال ورقة ما يسمى بالقاعدة.. ولذلك فإن الثوار رفضوا هذه المبادرة منذ اللحظة الأولى لإعلانها بسبب إدراكهم أنها كانت مؤامرة.

ما يجري اليوم أن الاتفاق الحاصل يجري بمعزل عن المبادرة  ويستند إلى مخرجات الحوار الوطني الذي حقق اليمنيون فيه مكسبا مهما والفضل في ذلك لله أولاً وللسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي رفض التفاوض أو النقاش تحت سقف المبادرة فاضطروا للحديث عن مخرجات الحوار الوطني كمرجعية وهي محل إجماع لدى الجميع.

س- علامَ نصت مخرجات الحوار الوطني وما الذي تحقق وما الذي لم يتحقق حتى الآن؟

أبرز ما نصت عليه مخرجات الحوار الوطني بناء دولة الشراكة وحكومة تكون ممثلة لمختلف التيارات الوطنية بالإضافة إلى معالجة قضية صعدة والجنوب إلا أن كل ذلك تم القفز عليها ووضعت مخرجات الحوار في رف النسيان واستمرت سلطة الوصاية التي ترعاها الدول العشر الخارجية القيام بعملها كسلطة أمر واقع وهو ما أدى إلى تفاقم الوضع الحالي.

س- ولكن أستاذ حميد الحوار الوطني نص أيضاً على أن يقوم الحوثيون  بتسليم السلاح هل انتم مستعدون لذلك؟

نعم لقد تناول الحوار الوطني مسألة السلاح ولكن كقضية وطنية، والسلاح في اليمن ليس حكرا على فئة دون أخرى ولكن خصوم أنصار الله أرادوا أن يتكلموا عن هذا الموضوع وكأنه مرتبط بالحوثيين فقط.

لقد أكد مؤتمر الحوار على ضرورة نزع السلاح الثقيل من كافة الأطراف وليس من طرف واحد فقط. ولكن تسليم السلاح جاء مشروطاً بأن يكون هناك دولة تمثل شراكة وطنية تحمي جميع اليمن. فمتى تحقق وجود هذه الدولة اعتقد أن لا مشكلة في أن يقوم المواطنون بتسليم سلاحهم.

س- بالعودة إلى الانتصار هل تنفيذ المطالب الشعبية  التي تبناها أنصار الله كفيلة في أن تحسن وضع اليمن اقتصاديا وأمنياً؟

بالتأكيد في حال نفذت وكان هناك إرادة سياسية حقيقية لتحقيقها  فسيكون ايجابياً على الصعيد السياسي والاقتصادي وعلى مختلف الأصعدة بإذن الله.

س- مؤخراً وخلال الحراك الشعبي الذي كان أنصار الله رأس حربته تحرك المجتمع الدولي ومجلس الأمن وصدرت الكثير من المواقف والبيانات ولكنها لم تستهدفكم بشكل واضح كيف تفسرون هذه التحركات الدولية؟

التحركات الدولية في اليمن تأتي بالاتجاه السلبي للأسف الشديد وهي امتداد لسياستها منذ عقود، يساندون نظام الفساد والاستبداد الذي أوصل اليمن إلى مراحل خطيرة على مختلف المراحل والأصعدة.

 فيما يتعلق ببياناتها الأخيرة وما يخص أنصار الله والحراك الشعبي. استغرب الكثير أن تصريحات مجلس الأمن لم تكن صارمة مع الحوثيين لدرجة أن قال البعض إن مجلس الأمن يدلل الحوثيين.

في الحقيقة أن الخارج عندما يتخذ موقفاً فإنه يقرأ الموازين على الأرض، وبالتالي فإنه عندما يجد أن هناك قوى فاعلة فليس من مصلحته أن يصادمها حفاظاً على مصالحه. في الآونة الأخيرة اصدر مجلس الأمن الكثير من البيانات إلا أنها لم تؤثر على الأرض بسبب التلاحم الشعبي وأحقية مطالبه التي خرج من اجلها.

يتحدث المجتمع الدولي عن حرصه على  الأمن والاستقرار والرخاء إلا أن ذلك ليس صحيحا فالثورة الأخيرة فضحت زيف إدعاءاتهم.

س- هناك من يثير جدلاً واسعاً حول إمكانية تحول أنصار الله إلى حزب سياسي والآن بعد هذا الانتصار التاريخي هل ستشكلون حزباً سياسياً؟

في الحقيقة إن الحزب السياسي في اليمن كان مسيطراً عليه من قبل أطراف نافذة وبالتالي فإن تشكيل الحزب في ذاك الوقت كان بمثابة الفخ لتحجيم دورك وإمكانية استهدافك في أي وقت.

أنصار الله أجابوا عن هذا الموضوع أكثر من مرة وأكدوا أنهم أحرار ولا يمكن لأحد أن يجبرهم على شيء. هم الآن حالة شعبية يمارسون العمل السياسي وليس بالضرورة أن يكونوا حزباً.

س-  يتهمكم كثيرون أنكم تسعون للسلطة فما حقيقة هذا الاتهام؟

بالنسبة للسعي إلى السلطة هو حق مشروع لأي تيار سياسي في اليمن. لكن حقيقة أن أنصار الله لا يريدون التربع على السلطة بالطريقة التي تعارفت عليها بعض البلدان العربية عبر سلطة الأمر الواقع هذه السلطة الانقلابية.

أنصار الله وقفوا مع الشعب ومع همومهم وأكدوا أن صلاح البلد في الشراكة الوطنية والتي  رأوها الضامن الوحيد لأمن البلد حتى لا يشعر أي احد بالغبن، لأن الإقصاء سينتج الكثير من المشاكل.

س- ما هي حقيقة تقاربكم مع بعض القوى السياسية  اليسارية, الاشتراكية، على الأقل مع قواعدهم الشعبية إذ أن هناك ناشطين من هذه الأحزاب يحملون الآن خطكم السياسي؟

كقواعد شعبية للأحزاب السياسية نعم هي مع الثورة ولكن للأسف كقيادات فهي بقيت إلى آخر اللحظات تدعم حكومة الفساد ولم تسمع صوت ونبض الشارع وهذا ما أثر على شعبيتها.

س- في الآونة الأخيرة برز للساحة من يقول أنكم تهددون التعددية السياسية والنظام الجمهوري فما هو موقفكم من هذا؟؟

هذه الاتهامات كانت تقال قبل أن يقوم الثوار بالدخول إلى صنعاء, اليوم وبعد توقيع الاتفاق السياسي لا تزال الشراكة والنظام الجمهوري قائمين.

أنصار الله يعرفون أن لا مجال لكي يتفرد أي نظام سياسي بحكم البلاد. وبالتالي فإن منطق الشراكة هو ما ينشده أنصار الله وهم يؤكدون دائماً أن من يريد أن يلغي الأخر حتماً سيفشل.

س- ما هي أسباب الصراع بين أنصار الله والإصلاح؟؟هل هي عقائدية ام سياسية وهل هناك تدخل خارجي يؤجج الوضع؟

هي سياسية لكنهم يغلفونها بالطابع المذهبي والطائفي لأنهم يعتبرونها ورقة قوة في صراعهم. طبعاً العامل الخارجي يلعب الدور الرئيسي أيضاً فيما يجري. لو أن الخارج اقنع الإصلاح أن لا مصلحة لهم في الحروب لتوقفوا. هم في حساباتهم أن الخارج سينقذهم وهم ما زالوا يراهنون على ذلك إلى أن أصيبوا بصدمة كبيرة اليوم بعد نجاح الثورة.

س- هل ستتغير السياسة الخارجية لليمن بعد أن سقطت الحكومة وهل سيعيد اليمنيون النظر بالاتفاقات المبرمة مع الشركات العالمية مثل توتال وغيرها؟؟ وماذا عن دور السفارة الأمريكية هل سيبقى كما هو؟

هذه العناوين كلها ستكون من مهام الحكومة القابضة التي يجب أن يكون رئيس وزرائها ذا كفاءة وغير حزبي ويسعى لخدمة البلد. وبالتالي فإن المجيء بهكذا حكومة سيساهم في تراجع الفساد وإعادة النظر في العديد من الاتفاقيات المبرمة  والحد من التدخلات الأجنبية.

س- أستاذ حميد السلطة أعطت الشرعية للطائرات الأمريكية بقصف مواقع القاعدة في البلاد آلا تخشون من أن يستغل هذا البند  ويستخدم كذريعة لقصف مواقع الحوثيين؟؟

فعلاً هذا واحد من العوامل التي أدت إلى اندلاع الثورة وهو أن السلطة من ضمن ملفات الفساد رهنت سيادة البلد للخارج وفتحت أجواءه للولايات المتحدة الأمريكية لترتكب المجازر.

بالنسبة لأنصار الله نحن لا نخشى واشنطن ولكن في حال ارتكبت حماقة تستهدف أنصار الله، فكم ستقتل؟؟ أنصار الله شعب بكامله. بالتأكيد إن أمريكا لها مصالح في اليمن مشروعة أو غير مشروعة.

إذا كانت مصالحها مشروعة فالشعب اليمني سيتعامل معها مثل أي دولة يجب أن تحترم نفسها. أما في ما يتعلق بالمصالح غير المشروعة فأنا أؤكد أنها لن تستمر وأن أي عدوان قد تشنه أمريكا سيكون رد الشعب قاسياً.

س- الجنوب والحراك الجنوبي أين انتم من مطالبهم وخاصة فيما يتعلق بالانفصال؟

في الجنوب المشهد يشوبه الضبابية والإرباك لأن هناك أكثر من حراك. هناك فئة ليست مع فك الارتباط وتطالب بإقامة دولة جديدة تضمن لهم المشاركة في القرار السياسي. وهناك فئة تدعو للانفصال. للأسف الشديد النخب الجنوبية حاولت أن تنأى بنفسها عما يجري في الشمال باعتبار أن الأمر لا يعنيهم.

موقف أنصار الله يقوم على احترام إرادة أبناء المحافظات الجنوبية وبالتالي فإن الكرة في ملعبهم.

س- كان تصور أنصار الله بالنسبة لحل القضية الجنوبية أن يكون هناك إقليمان  في الجنوب والشمال. ألا ترى أن هذه الرؤية تهدد الوحدة وان توزيع اليمن إلى أكثر من إقليم أقل تكلفة حتى لا ينفرد الجنوبيون بالجنوب؟

نعم أنصار الله طرحوا رؤيتين إما دولة اتحادية من إقليمين أو أربعة أقاليم. إلا أنه تم القفز على هذه الرؤية من قبل واشنطن والسعودية وتم طرح الست أقاليم وتقسيمهم بطرقة مذهبية ومناطقية. وبالتالي فإن الهدف كان الشروع إلى تقسيم اليمن إلى ست دويلات وتمزيقه كما يحدث في العراق وليس كما كان يسوق قيام دولة اتحادية. اليوم جاءت الثورة الشعبية وأسقطت هذه الورقة الخطيرة وبالتالي نحن متفائلون أن اليمن سيستمر في الحفاظ على وحدته في ظل السياسة القادمة.

س- أستاذ حميد بالتحديد ما هي مشكلة الجنوبيين مع السلطة؟

في عام 1990 جاء الجنوبيون إلى صنعاء بمشاعر جياشة ووقعوا على الوحدة اليمنية إلا أنهم سرعان ما خدعوا من قبل النظام الحاكم آنذاك. وبعد أن وصل الحزب الاشتراكي إلى صنعاء بدأ علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر وشركاؤهم في حزب الإصلاح بالتحايل والغدر فقاموا بتصفية مئة وستين قيادي اشتراكي ونهبوا خيرات الجنوب. نحن في الشمال لم نكن نعلم ما يعانون هذه التصرفات من قبل النظام الحاكم جعلت الجنوبيين يطالبون بالانفصال وينفرون من الوحدة.

س- عرفت جماعة أنصار الله بتحذيرها الدائم من التدخل الأمريكي في البلاد وتقول أن هناك تحركا عسكريًا أمريكيًا في المياه اليمنية ما حقيقة هذا التحرك؟؟

حركة أنصار الله في جوهرها تعتمد على مناهضة الاستكبار الأمريكي بدءاً من اليمن والدول العربية وصولاً إلى ما تشهده القضية الفلسطينية من مؤامرات غربية صهيونية. على الصعيد اليمني حركة أنصار الله عملها ثقافي توعوي، وبالتالي فهي تسعي إلى تعزيز ثقافة المناهضة لأمريكا في الشارع اليمني لكي ينشأ جيلا يفرض على حكومته أن تلغي أي اتفاقات تمنح الأمريكي الحق التدخل في البلاد.

ونحن نعلم جيداً أن أمريكا تستخدم القاعدة كذريعة لتحقيق مصالحها في البلاد ومن هنا وعبر صحيفتكم نؤكد أن التدخل الأمريكي في اليمن سينحسر في اليمن سواء بالطريقة السلمية عبر الثورة أم عبر المواجهة العسكرية.

س- ما هي مشكلتكم الحقيقة مع أمريكا؟؟

أمريكا هي الشيطان الأكبر كما وصفها الإمام الخميني. تعمل أمريكا دائماً على إظهار صورة مغايرة لواقعها ترفع شعارات الديمقراطية والسلام ولكن أين هي من كل ذلك؟؟ قالت إنها ستحرر العراق من الاستبداد انظري ماذا يجري في العراق اليوم وماذا يجري في ليبيا وسوريا.

السيد بدر الدين الحوثي قبل استشهاده قال: إذا كانت أمريكا حريصة على اليمن لماذا لا تحرص على الفلسطينيين أيضاً وإسرائيل تقتلهم يومياً؟؟ هل أن اليمن مختلف وتحبه أكثر؟؟

لقد بات مؤكداً أن أمريكا أتت لامتصاص ثرواتنا وتمزيقنا وهو ما أصبح معروفاً ومكشوفا لدى الشارع اليمني. ومن هنا تأتي أهمية الحملات التثقيفية تجاه هذه المؤامرة والتي كان آخر ثمارها الثورة الأخيرة.

س- كيف هي علاقتكم مع الإخوان المسلمين؟؟

علاقة خصومة للأسف الشديد من جانبهم طبعاً. هم يسيرون على المعادلة التالية إما أن يقضوا على أنصار الله ليبقوا هم ويعيشوا أو يبقى الطرف الأخر ويتم إلغاؤهم. وللأسف الشديد فبسبب هذه المعادلة خسروا خسارات كبيرة ومدوية. ومازالوا يعتقدون أن الدوحة وتركيا سيأتيان لإنقاذهم. لا ادري هل هي حالة خاصة في اليمن  لكن ما يشبهها حدث في مصر وفي بلدان عربية أخرى ربما أن الإخوان حالة واحدة في معظم البلدان العربية.

س- لماذا هذا التوتر في علاقتكم مع السعودية؟

الآن لا يوجد أي توتر في المناطق الحدودية بيننا وبين السعودية، ولكن السعودية وكونها راعية للفكر الوهابي السلفي فمن الطبيعي ان تتعامل مع التيارات الوطنية والأشكال التي تنطلق من هوية حقيقية للأمة  بهذه الطريقة كونها ترى فيها خطرا على مصالحها ومصالح واشنطن.

من هنا تنطلق النظرة الضيقة للمملكة العربية السعودية لليمن ولثقافته وجذوره ولغيره من البلدان العربية. المشكلة هي في السعودية ذاتها التي تريد تيارات سلفية قشورية تستغفل العقل الإنساني وتحوله إلى مجرد تابع.

س- ما الذي يمتلكه اليمن ليكون محل أطماع الدول الإقليمية والغربية؟

أولاً: اليمن موقعه مهم جدا لذلك هم يعتبرون أنه إذاً تحرر فمصالحهم النفطية في دول الخليج العربي في خطر شديد.

 ومن ناحية أخرى اليمن أيضاً يتحكم بخطوط الملاحة الدولية عن طريق باب المندب. أضف إلى وجود كتلة بشرية كبيرة إذا توحدت قد تشكل خطرا على مصالحهم ناهيك عن ثرواته البترولية والمعادن والذهب.هذه العوامل وغيرها تجعل اليمن محط أطماع بعض الدول الإقليمية والغربية.

س- هل كان هناك دعم خارجي للثورة خصوصاً أنكم محسوبون على المحور الإيراني؟

نعيد ونكرر لا يوجد دعم مباشر من إيران، ونحن لا نخجل بعلاقتنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية كونها الداعمة الكبرى  للمشروع المقاوم.

نحن نتمنى أن يكون هناك تعاون رسمي بين البلدين ليصب في صالح اليمنيين بأجمعهم. ونؤكد في هذا الإطار أن أنصار الله أصحاب قرار حر وليسوا تابعين لأحد.

ومعادلة التبعية التي يريد البعض تكريسها غير صحيحة على الإطلاق. الشعب اليمني وأنصار الله يعتزون بمواقفهم وقد تكون الثورة اليمنية قد سببت لإيران ربما بعض المشاكل لان أمريكا والغرب يحسب ما جرى في اليمن انه شان إيراني وإيعاز إيراني والأمر ليس كذلك.

اعلى الصفحة