انتصار غزة الرد العملي لمحور المقاومة

السنة الثالثة عشر ـ العدد 153 ـ (ذو القعدة 1435 هـ) أيلول ـ 2014 م)

بقلم: الشيخ حسان عبد الله (*)

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

لم يكن متوقعاً في ذروة الاقتتال الداخلي في المنطقة العربية ووسط الانغماس الكلي بالفتنة أن يبادر الكيان الصهيوني للقيام بمغامرة غير محسوبة النتائج كتلك التي خاضها في غزة.

 لقد ظن قادة العدو الصهيوني أن الفرصة مؤاتية للانقضاض على غزة  لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين والمسلمين والعرب بالضربة القاضية، وقد أمنت لذلك قوى الدعم العربي من كل الدول العربية الفاعلة إلا من هي في محور المقاومة ومنخرطة فيه أو من هي معه قلباً وتخاف من دول محور الاعتدال الذي هو في الواقع محور الاستسلام.

لقد جاءت النتيجة صاعقة  لكل هؤلاء وأثارت فضيحة على مستوى الانتماء للأمة الإسلامية والعربية وعلى مستوى التعامل مع الكيان الصهيوني بل وشكلت هذه العملية فضيحة لأولئك الذين ادّعوا أنهم ينتمون إلى الإسلام الجهادي وهم في الواقع صنيعة الغرب والصهاينة كداعش والنصرة وأخواتهما.

 وبنتيجة المعركة تبين أن محور المقاومة لم يكن طوال فترة انخراط الأمة بالفتنة منشغلاً عن أداء دوره في الإعداد والتدريب والتجهيز للمعركة القادمة فإذا بهذه المقاومة سداً منيعاً أمام الحلم الصهيوني بإنهاء القضية الفلسطينية، بل تأكد أن كابوس زوال الكيان سيبقى دائما يراود قادة العدو الصهيوني حتى تحقيق الأمل الإلهي الموعود بتحرير فلسطين.

في هذه اللحظة التاريخية المتحققة بالانتصار الإلهي لمحور المقاومة في فلسطين لا بد من تسليط الضوء على ما يلي:

أولاً: ليس مصادفة أن تتحرك داعش في العراق وتحتل الموصل، وفي سوريا تحتل الرقة، وفي لبنان تحاول التمدد في خزان المقاومة البقاع اللبناني أي أن تحتل الدول الأساس في محور المقاومة، لان الضرب في سوريا والعراق ولبنان هو ضرب لمحور المقاومة ولكن ليس بالمواجهة المباشرة من الصهاينة والاميركان بل بالوكالة من خلال تحريك أدوات استخباراتية عمل لها منذ زمن في هذه البلدان. لذلك فإن المعركة في حقيقتها هي معركة بين محور المقاومة والمحور الصهيوني.

ثانياً: نحن أيَّدنا وما زلنا نؤيد المقاومة بكل فصائلها في غزة حتى تلك التي تاهت قيادتها السياسية في خضم الفتنة التي سرت في العالم العربي فنحن مع كل من يوجه سلاحه للعدو الصهيوني ولعملائه بغض النظر عن الخلافات الأخرى، ونحن يزعجنا أن تقوم القيادة السياسية المقيمة في قصور قطر بشكر كل من دعم فلسطين من الدول التي لم تقطع علاقاتها بالكيان الصهيوني وتنسى أو تتناسى الدولتين الأساسيتين اللتان قدمتا الدعم للمقاومة مالاً وسلاحاً وتدريباً وخبرات صناعية ومع أنهما في الأساس لم يدعما ليستدرِجا شكراً بل إن الواجب هو الذي دفعهم لذلك إلا أن الذي لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق.

ثالثاً: إن الواجب الملقى على عاتق الأمة قادة وعلماء وشعوب هو السعي لاجتثاث هذه الجماعة الضالة التي تنفذ إرادة المشروع الصهيوني وذلك من خلال الحل العسكري المنظم وتشكيل جبهة واحدة لحربهم وإلا فإنهم سينتشرون كما السرطان في جسد الأمة بل في جسد العالم ككل.

أخيراً: يجب أن يكون واضحاً لدى أبناء الأمة الإسلامية، أن الرد العملي على مؤامرات الصهاينة بالفتنة لا يكون إلا من خلال تنفيذ العناوين الأساسية لبرنامج المواجهة الآتي:

أ- الوحدة الإسلامية ونبذ الفرقة والفتنة.

ب- تصحيح بوصلة الصراع بتوجيهها نحو التوجه السليم وهو فلسطين  لتحريرها من رجز الصهاينة .

ج- تمتين أواصر العلاقات بين مكونات أمتنا من الأديان كافة وحفظهم ورعايتهم وحمايتهم وتوفير الملاذ الآمن لهم من خلال منع الاعتداء عليهم واعتماد مبدأ المواطنة.

د- على كل العاملين في إطار المقاومة سواء كانوا عسكريين أم سياسيين أم علماء أم مفكرين وجمعيات وقادة رأي، التشكل ضمن أطر موحدة تتجاوز المذاهب والأديان والأوطان للالتقاء على النهج، ومن هنا نتمنى أن تثمر النقاشات في مؤتمر "علماء الإسلام لدعم المقاومة الفلسطينية" الذي سيعقد في طهران وبدعوة من مجمع العالمي للتقريب بين المذاهب إلى تشكيل هكذا أطر.

في الخلاصة لن يكون هناك مجال للعدو الصهيوني في الاستمرار في احتلاله لأرضنا وسينتهي كيانه عاجلاً أم أجلاً عند توافر الشروط التي أوضحناها سابقاً. إنه وعد الله ﴿فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيباً﴾(المعارج الآيات: 5-6-7).

رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين(*) 

اعلى الصفحة