اللقاء التشاوري للمرجعيات الدينية المسيحية الإسلامية: تحيةً لغزة

 

السنة الثالثة عشر ـ العدد 152 ـ (شهر شوال 1435 هـ)آب ـ 2014 م)

نشاطات تموز 2014

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

عقد اللقاء التشاوري للمرجعيات الدينية المسيحية الإسلامية في لبنان اجتماعاً في مطرانية جبيل المارونية في عمشيت برئاسة راعي الابرشية المطران ميشال عون، ومشاركة مطران طرابلس وسائر الشمال ادوار ضاهر ممثلاً البطريرك غريغوريس الثالث لحام للروم الملكيين الكاثوليك، الشيخين ماهر مزهر وحسين غبريس عن تجمع العلماء المسلمين، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة ممثلاً بالأبوين قسطنطين نصار وفيليب سعيد، مستشار المطران عون للشؤون السياسية والعلاقات بين الأديان الخوري باسم الراعي، المسؤول الإعلامي الأبرشي الخوري أنطوان عطا الله، للتشاور في الأحداث الجارية في المنطقة ولاستنكار ما يجري في الموصل وسوريا في حق كل الأبرياء وخصوصاً المسيحيين وتوجيه التحية إلى غزة وصمودها "في وجه تكريس غلبة الأحادية والقضاء على وجه القدس التعددي".

استهل المطران عون اللقاء بكلمة قال فيها: "أمام الأصوات الأليمة التي تشهدها منطقتنا العزيزة انطلاقاً من الموصل والعراق وسوريا وغزة، تنادينا أعضاء اللقاء التشاوري للمرجعيات المسيحية والإسلامية في لبنان لمناقشة هذا الوضع وإعطاء موقف موحد مسيحيين ومسلمين من هذه الإحداث التي تطال إخوتنا المسيحيين في الموصل وكذلك حيال الصمت العالمي المستنكر بشدة لما يقوم به العدوان الإسرائيلي على غزة، وأردنا أن نعبر عن رفضنا لما يجري من أمور ترفضها الإنسانية والبشرية". أضاف: "إن قوة لبنان تقوم على تضامن أبنائه ونعلي الصوت من مسيحيين ومسلمين لرفض ما يجري من أحداث هي ليست فقط ضد المسيحيين بل وأيضاً ضد المسلمين والإنسانية، لأننا ننادي بالديانات السماوية التي تتلاقى وتجعل من لبنان ما قاله قداسة الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني بأن لبنان أكثر من وطن انه رسالة للعالم رسالة للتعايش والعيش معا والتضامن لمواجهة كل ما يهدد وحدة لبنان والمنطقة".

بعد الاجتماع، تلا البيان الصادر عن المجتمعين الشيخ حسين غبريس وجاء فيه: "وسط الأحداث المتسارعة في المنطقة وسيرها في اتجاهات خطيرة وغير واضحة الأفق، وخصوصا بعد تطور أشكال الصراع من مطالبة بالحقوق إلى تغيير واقع الدول إلى إزالة الحدود السياسية للأوطان وتهديم الحدود الداخلية لها وأهمها التعايش الذي ساد تاريخ المنطقة في ظل فهم ديني صريح للعيش مع الآخر وتكريس حقوقي للتعدد والخصوصيات، وآخرها ما يجري في الموصل على المسيحيين وهو نموذج لما يطال فئات أخرى لا يؤتى على ذكرها. وزاد المشهد تعقيداً تحول الأحداث إلى شبه إبادات جماعية وتطهير عرقي وديني ومذهبي. وقابل ذلك كله العدوان على غزة بوحشية تنسف أسس الإنسانية وتكرس منطق العنصرية والغلبة والإقصاء". 

وتابع: "أمام هذه التطورات رأينا نحن ممثلو المرجعيات الدينية في اللقاء التشاوري الإسلامي المسيحي المجتمعين في دار مطرانية جبيل المارونية في الحادي والثلاثين من تموز 2014 أن ننضم إلى رافعي الصوت في وجه هذا الواقع، ونتضامن مع أخوتنا في العراق وسوريا وغزة وأي مكان في العالم، لنؤكد على ما يلي:

1- إن التجربة الحضارية العريقة التي أرساها تاريخ طويل من العيش معا مسيحيين ومسلمين ودروز وحتى يهود قبل ظهور الصهيونية في هذا الشرق هي العمود الفقري لمواجهة هذه البربرية الوافدة من ينابيع ومشارب لا تمت بصلة إلى تاريخنا وحضارتنا التي بنيناها بالمعية الإسلامية المسيحية.

2- وعلى أساس هذه التجربة نعلن بأن الديانات التوحيدية براء من أي شكل من أشكال النبذ للآخر أو إقصائه أو التنكر لحقوقه بما أن هذه الديانات تعلي الكرامة الإنسانية فوق أي اعتبار آخر. وعلى أساس هذه الكرامة تعلن الديانات التوحيدية إيمانها بالتعدد كخاصية من إبداع الله في خلقه. ولذلك فهذه الديانات تحترم كل الشرائع والقوانين التي تكرس هذه الكرامة والخاصية وتنبذ كل ما يأتي بنقيض لها.

3- إننا كمسيحيين ومسلمين في هذا الشرق نعي أن الإسلام الحقيقي براء ممن يرتكب هذا الإجرام ومما يرتكب بحق الإنسانية ويقوض تاريخنا المشترك ويدنس مقدساتنا، ولذلك فنحن نشجبه شجباً قاطعاً وندين من يقف وراءه ويشجعه ويدعمه.

4- في هذا السياق، إننا نعرب مسيحيين ومسلمين عن استنكارنا لما يجري في الموصل وسوريا في حق كل الأبرياء وخصوصا المسيحيين منهم والتعدي على الأعراض والحرمات والمقامات الدينية التي تجسد طبيعة التجربة الدينية والحضارية في هذا الشرق.

5- ولا يسعنا أيضاً إلا أن نحيي غزة وصمودها في وجه تكريس غلبة الأحادية والقضاء على وجه القدس التعددي. وندعو كل مؤمن بالحضارة والأخوة الإنسانية وتعايشهما أن يقف إلى جانب أهل غزة الصابرين بكل الوسائل الممكنة.

6- لذا ندعو إلى كسر جدار الصمت والتخلي عن المواقف الخجولة والشروع بحركة استنكار واسعة تتضامن فيها المسيحية والإسلام لصون وجه الشرق الحقيقي والذود عن حقيقة القدس وأرض فلسطين أرض موسى والمسيح والإسراء والمعراج، أرض ميعاد الإنسانية المستلهمة من جوهر الديانات التوحيدية.

7- وإننا ندعو إلى تكوين قوة ضغط من قبل المرجعيات الدينية كافة وذوي الإرادات الصالحة لإطلاق موقف جامع مما يجري والسعي إلى تشكيل وفد مرجعي رفيع المستوى يحمل إلى العالم أجمع والمرجعيات الدولية والإقليمية والدول المؤثرة في النزاع إيمانه وتمسكه بصورة الشرق الحضاري، صورة العيش معا مسيحيين ومسلمين في دول تحترم كرامة إنسانها ومكوناتها وخصوصياتها ومشاركتها الفاعلة في إدارة شؤون الخير العام. ذلك لما لهذه التجربة من نفع للإنسانية والحضارة. كما تطالب الدول الكبرى والمؤثرة بإيجاد حل سياسي يضمن بقاء المسيحيين وكافة الأقليات في أوطانهم وتثبيتهم فيها بدل تسهيل انتقالهم إلى دول أخرى".


 

اعلى الصفحة