السنة الثالثة عشر ـ العدد 151 ـ (شهر رمضان 1435 هـ) تموز ـ 2014 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

أسئلةُ الرُّوح

يهدلُ يمامُ السَّمرِ همساً حميماً..

يسائلُ عمقَ الروحِ في غُلالةِ الرقادْ: من أين جئتَ؟

أراكَ تُطْلِقُ في الرُّوحِ شجراً

تجلَّى عن غصونٍ كنتَ نَذَرْتِها راحةً للمتعبين..

وليديكَ قيداً.. لامتدادكَ هوةً..

هل كنتَ منفياً وعدتَ؟

أم أنتَ طيرٌ لا تغرِّدُه البلاد.. فتختفي فيه البلاد؟

*****

أحارُ من أين آتي بأطراف الجواب..

أُعلنُ الأريجَ الذي يسكُنُ حناياي..

أصرُخُ ملءَ العشقِ.. حنانيكَ.. ولا أصِلُ إلى سقْفِ صوتي..

أنا.. أنا.. أنا نبتةٌ كانت تُشاغِلُها الأتربةُ عن يبابِها

فتُشْعلُ كلَّ أسرارِ المشاتلْ..

ورضيتُ بالوقتِ المهشَّمِ.. هيَّئْتُ مُدُني للحياةِ.. وقلتُ وصلتْ

أأرفعُ من يديَّ سماءَ أُغنيةٍ لطائر؟

وأتِيِهُ بين كواكبَ احتشدتْ على شُرُفاتِ شاعر؟

مَنْ لي بقنديلٍ يُضيءُ الروح؟!

كم يبُسَ النداءُ، وباعتِ الأنهارُ أسماءَ الربيع،

تقدمي يا خطواتي في الحُلُم، وليأكُلْ ضبابُ الحزنِ ظلي..

مَنْ لي بقنديلٍ يُضيءُ الرُّوحَ.. مَنْ لي؟

هل كان حالي قاتلَ الرؤيا ليجرَحَهُ السؤالْ؟

أكان قلبي صورةً لسقوط أغصانٍ لينهشه المُحالْ..؟

تعبتُ من سِفْرِ التجافي عنكَ.. حين تُحيلُني المدامعُ للجراحات العميقة..

وتعبتُ من رملٍ يغطي الماءَ في وجه القصيدةْ

تعبتُ من رملٍ يغطي العذابات التي تُلقى على صدرٍ تُثْقِلُهُ قناعاتي القديمة

من زهرةِ الصُّبارِ في رئةِ الحنانْ.. وجبهةِ التأنِّي العقيمة

كلُّ الجهاتِ تبدَّلتْ!!..

مَنْ عطَّرَ الذكرى بهمساتٍ من الصمت الوريف؟؟

من أيقظَ النُّورَ الحنونَ وفاض بالنُّعمى

وأوغل.. ثم أوغل في ينابيع النزيفْ؟؟

من ضَاءَ في ليلٍ يقاسِمُني سَمَريْ الشفيفْ..

أحياني بصوتٍ من حنانٍ أو سطوعِ النجاوى

ثم داهمَني بنهرٍ من دعاءٍ واقتسمَ قَمَرَ الرَّغيف

من مد لي أُفْقاً.. نَسيماً.. زرقةً بيضاءَ.. موجاً من سنابلٍ..

أو حدائقَ أرجوانٍ.. ثم عاودني بِطُهْرٍ أليفْ..

هل هذا سيدي يباغِتني بنورٍ أجملَ.. وألْقٍ شفيف؟!

أم هو زهرتي القابعةُ في الروحِ.. تعالِجُ نائباتِ الخَفْقِ من مسحةِ الخريفْ..

أم أنه البسمةُ تعودُ إليَّ من وادي الروح

تُجمِّعُ الأشلاءَ في جسدي فأنهضُ من رُفاتي أصدحُ: إنه الظلُ الوريفْ..

أُوَّاهِ.. مَنْ يطفو على روحي ويَغْرَقُ في وريدي..

مَنْ يرفلُ على الغصونِ؟!.. أَهمسةٌ تغفو؟.. نسيمٌ زائرٌ؟؟ روحٌ حنونْ؟؟..

من يختفي عبْرَ الصباحِ.. أسَرْوةٌ تبكي؟؟! شعاعٌ ناحلٌ؟!!..

أم أَيْكَةٌ في طيفِ شُعْلَةٍ؟!! أم ضبابٌ من ظنونْ؟!!

من ينحني بوجه الرياح؟!! وجيبُ فؤادٍ؟؟ ظِلُّ عاطفةٍ؟!!..

أم لهفةٌ من نداءٍ السنينْ..

من يسألُ الدعاءَ المُؤمَّلَ: مَنْ يكون؟!!

هل ذاكَ مولاي يعاتِبُني بوجهٍ أزْهَرَتْ فيه العُيونْ؟!!..

أم أنه يبكيني.. قبل أن أبكي عليَّ؟!..

من غيرُهُ؟.. يرفل بالدعاء زينُ العابدين؟..

من كان يهدُلُ بالنجاوى.. على أعتابي بالصباح؟!..

أيمامةٌ تعبى، وريشٌ من مطرٍ.. أم شَجَرةٌ أورقَتْ.. وثلجٌ في نباتٍ؟!..

وأُنساً كالليل.. أم ثمرُ الرُّمانِ.. أم رونقُ النارنجِ؟!..

أم وقدُ الصُّبارِ.. ونداوةِ الزعتر البريِّ في الجبالْ؟!!..

أم تلك غاشيةٌ من الروحِ المرونَقِ بالجلالْ؟!..

أم ذاكَ خيالي الخِصبِ كفارسٍ هدَّهُ التعبُ وأثخنتهُ الجراحْ؟!..

فارسٌ من رؤى الملائكِ سَهِرَ مع المَطَرِ الوحيدِ بلا ثمرْ؟!..

فغادره السمرُ فما استراحْ؟!

أم هو مولاي زينُ العباد.. يُعِدُّ دعاءَ السَّحَر روضةَ أنس حتى الصباح؟!

 

اعلى الصفحة