التجمع مشاركاً في احتفال نظمته حركة الأمة ولقاء الجمعيات الإسلامية

 

السنة الثالثة عشر ـ العدد 147 ـ ( جمادى الاولى 1435 هـ) آذار ـ 2014 م)

نشاطات شباط 2014

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

حركة الأمة ولقاء الجمعيات الإسلامية نظما احتفالاً بمناسبة ذكرى المولد وأسبوع الوحدة الإسلامية

شارك وفدٌ من تجمع العلماء المسلمين في الاحتفال الذي نظمته حركة الأمة ولقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية في لبنان بمناسبة شهر ربيع الأنوار وأسبوع الوحدة الإسلامية في المركز الرئيسي للحركة بيروت, حضره دولة الرئيس العماد ميشال عون ممثلاً بالأستاذ المحامي رمزي دسوم, النائب أسعد حردان ممثلاً بالأستاذ بطرس سعادة, الوزير السابق عبد الرحيم مراد ممثلاً بالأستاذ عبد الفتاح ناصر, سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية د.غضنفر ركن آبادي ممثلاً بالمستشار مسعود زاده, سفير دولة فلسطين د.أشرف دبور ممثلاً بالمستشار خالد عبادي, ورؤساء وممثلي عدد من الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية. بداية الحفل مع آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ حسام رحال، ثم كلمة عريف الاحتفال الشيخ وليد أبو القطع, وتخلل الاحتفال كلمات لكل من إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود, رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين الشيخ حسان عبد الله, وأمين عام حركة الأمة الشيخ عبد الناصر جبري.

الشيخ ماهر حمود قال في كلمته: في شهر مولد نبيّ الرحمة علينا  معرفة صاحب هذه الذكرى عليه الصلاة والسلام، ومعرفة حقيقة رسالته التي جاء بها، قال الله سبحانه وتعالى ﴿يا أيها النبيّ إنّا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً﴾، فنبيّ الأمة محمد(ص) جاء بدين التسامح والوسطية والاعتدال والوحدة والسلام، ودعا إلى اللين والرفق، ونبذ كل مظاهر العنف والقسوة والإجرام، محذراً من أن التكفيريون لديهم مخطط مسبق لتفتيت وتقسيم الأمة العربية.

كلمة رئيس الهيئة الإدارية للتجمع الشيخ حسان عبد الله:

بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلوات على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين. السادة العلماء الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يقول الله في كتابه الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾.

نجتمع اليوم في أجواء الذكرى العطرة لرسول الله(ص) الذي أرسله الله رحمة للعالمين ليخرجهم من ظلمات الجهل والكفر إلى نور العلم والإيمان، فسمت أمة الإسلام دون سائر الأمم، ساعة التزمت بتعاليم وأحكام الإسلام. وتراجعت عن مكانتها بعد أن تركت دينها وانساقت مع شهوتها وغرائزها وخالفت تعاليم ربها وهدي نبيها فإذا بالمسلمين يعودون إلى جاهلية جديدة تلبس اليوم لبوساً متغيراً متطوراً ليست إلا زخرف لا قيمة له لأنها في جوهرها ليست إلا تخلفاً وانحرافاً ومادية لا روح فيها، وتقليداً أعمي للنموذج الغربي متقدم، ظناً منهم أن تقدم الغرب هو تقدم حضاري، في حين إن الواقع يقول من خلال دراسة معمقة للظاهرة الغربية أن التقدم الحاصل هناك ما هو إلا تقدم للوسائل والأدوات ولكن من الناحية الحضارية، ثمة أزمة حضارة سيجد العالم بعد فترة قد لا تكون طويلة أن الحل لهذه الأزمة هو في الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى ولذلك كانت رسالة الإسلام التي جاء بها نبينا محمد(ص) رحمة للعالمين وليس للمسلمين فقط.

إخوتي الكرام.. إن نبينا الكريم الذي يؤلمه ما نتعرض له من أذى والحريص علينا يتعرض اليوم لحملة قاسية، حملة تشويه الصورة وحرف المسيرة وإبداء ما ليس في الإسلام على أنه الإسلام. رجوع إلى الجاهلية بصرخات الله أكبر، رجوع إلى الجاهلية من خلال التلبس بلبوس الدين وهم أبعد ما يكونون عن الدين.

إخوتي الكرام... إذا رجعنا إلى آيات القرآن الكريم وهي كثيرة سأختصرها، الله عز وجل يقول لنبيه(ص): ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ هذا هو رسول الله(ص) العزيز عليه ما عنتنا الحريص على المؤمنين، الروؤف والرحيم الذي لم يكن فظاً في التحاور مع الآخرين، الذي يسمع من الناس الذي يقف ويقول له: "اعدل يا محمد" لا يُفعل له شيء. اليوم لو كان هناك قادة من جماعة التكفيريين وأحدهم قال له اعدل، يعدمه فوراً، يعتبروه أنه كفر، أما محمد فقد سمع كلمة أعدل، فقال إذا لم أعدل أنا من يعدل؟ هذا جواب النبي محمد(ص). الله عزل وجل قال عنه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾. يا إخوان اليوم العالم الغربي عندما يتطلع إلى بلاد الشام وينظر إلى هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بأسماء إسلامية، يأكلون الأكباد، يقتلون النساء ويسبونهن، يقتلون الأطفال على الشبهة، يقتلون بعضهم بعضاً حتى من هم في نفس الإطار وفي نفس التنظيم، هل سيفكر هذا الذي في الغرب بأن يفكر أن يلتزم هذا الدين؟ أن يدرسه؟ أن يتعلمه؟؟!

إننا اليوم نُبعد الناس عن الإسلام من خلال تشويه صورته. إخواني كلكم تعرفون أن نبينا محمد (ص) دخل إلى مكة ووقف فيها أمام الكعبة الشريفة وقال للقوم: "ما تظنون إني فاعل بكم؟"، قالوا: "أخٌ كريم وأبن أخٌ كريم"، قال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء". هذه رحمة الإسلام، أحدهم يقول: اليوم يوم الملحمة، اليوم تُسبى الحُرمة. ومحمد يقول: اليوم يوم المرحمة اليوم تحفظ الحرمة، هذا نموذج وذاك نموذج. نموذج الإسلام الحضاري والنموذج الجاهلي الذي لا علاقة له بالإسلام. رسولنا محمد(ص) قال لعلي ابن أبي طالب(ع):" يا علي لأن يهدينَّ الله بك شخص خير لك ممن طلعت عليه الشمس".

لم يقل للكافر اذهب وأقتله، قال له اهدِه. قانون الحرب الإسلامي يقول أن لا تبتدئ بالقتال، أن تدعوهم إلى أن يعودوا وتعود، وإذا قاتلتهم لا تجهز على جريح، ولا تتعقب فار، ولا تقطع شجرة، هذا هو الإسلام، هذا هو ديننا. لا يوجد على وجه الأرض أي نظام أرحم من نظام الإسلام، نظام يأمن فيه الضعيف، تأمن فيه المرأة، التي قال رسول الله(ص) عنها في وصيته: "أوصيكم بالضعيفين المرأة واليتيم"، هذا اليتيم الذي كانوا الأمس يضعون له متفجرة أمام مبرة رعايتهم.

يا إخوان نحن الآن ماذا نفعل؟ هؤلاء الجهلة ماذا يفعلون؟ ألا يشوهون صورة الإسلام؟ ألا يسيئون إلى رسول الله(ص)؟ إحياء الذكرى لا يكون فقط من خلال أن نزين ونقيم الاحتفالات، إحياء الذكرى يكون بأن ندافع عن محمد(ص)، لأن محمد(ص) اليوم يتعرض لخطر تشويه الصورة والإساءة إليها، لأن كل أفعالهم ينسبونها إلى محمد(ص). ما هو التكليف الشرعي اليوم؟؟ كل واحد منا ما هو تكليفه الشرعي؟. من أصل 32 ألف مسجد في أوروبا اليوم أغلق منها 17 ألف مسجد تحت عنوان الإرهاب، يُدعى فيه لله عز وجل، بسبب من؟؟ بسبب هؤلاء، تحت عنوان الخوف من التكفيريين والإرهابيين تُغلق مساجد الله ويُمنع من ذكر اسم الله فيها. إلى أين نحن ذاهبون؟؟هذه هي الجاهلية الجديدة.

 علي بن أبي طالب(ع) كان يخطب في مسجد الكوفة فقام إليه شخص وقال لا حكم إلا لله، أعرض عنه (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) وأكمل خطبته فقام آخر لا حكم إلا لله، ثم ثاني ثم ثالث. فقال الإمام علي:" كلمة حق يُراد بها باطل". ثم تحدث إليهم أن هؤلاء الخوارج سيستمرون عبر الزمن. وأفضل الجهاد جهادكم وأفضل الشهداء من يُقتل في مواجهتكم، وأسوأ أهل النار قتلاكم، وستأتون في كل زمان وتُقاتلون وسينصرنا الله عليكم. الله لا يوفقهم، الإسلام يجب أن يحافظ عليه.

هؤلاء لو قيض لهم أن يمسكوا أمر الإسلام لأنهوا الإسلام. لا يأتي أحدٌ ويكلمنا عن سنة وشيعة، لا يوجد سنة وشيعة، يوجد أصل الدين، يُراد تحطيم صورة الدين. يجب أن نضع يدنا بيد الشيعي وبيد السني ونذهب لنفكر في كيفية مواجهة هذه الفتنة "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض" الرسول يقول: "يضرب بعضكم" أي أنتم المسلمون، جزء منكم يحمل السيف على جزء آخر ويقتل، هل هذا هو حال الأمة اليوم أم لا؟؟! نحن نضرب بعضنا، نعم ، يحمل المسدس ويقول الله أكبر ويقتل ويقتل، كيف؟؟ كيف تجرأت؟؟ وهذا مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، غاية ما هنالك أنه قد يختلف معك بالمنهج قد يختلف معك بأي شيء. هل يبرر لك ذلك قتله؟؟ قتل!! زهق نفس بشرية، يا أخي إن ضلّ، اهديه، أما تقتله؟؟ ثم بعد ذلك انظروا لسادسة الأسافي، اليوم معلولة بلدة نصرانية صح أم لا؟ هذه معلولة يوجد بها الكنائس من قبل أن يأتي الإسلام. جاء الإسلام محمد الرسول(ص)، ثم جاء الصحابة من بعده، ثم الخلفاء والتابعين، فلم يتعرض أي منهم لتلك الكنائس، لم يكسروا صلبانها ولم يحطموا تماثيلها، وحافظوا عليها أن يبقى الناس فيها، هل هؤلاء يفهمون بالإسلام أكثر من النبي(ص) والصحابة والتابعين (رضوان الله تعالى عليهم)؟؟ حتى يأتوا ويكسروا التماثيل والأصنام ويهتكون الأعراض بتلك البلاد؟ بأية حجة؟ بأي دين؟ استناداً إلى أي مستند شرعي؟ عمر بن الخطاب عندما دخل إلى القدس أعطاهم العهدة العمرية وقال لهم أنهم آمنون في أن يصلوا في كنائسهم ويقيموا كل شعائرهم، أأنتم أعدل أم أفهم أو أتقى أو أي أمرٍ كان؟؟ فهذا كله يستهدف أن تشوه صورة الإسلام. وأنا هنا أتهم أن الدولة التي تمولهم وتدفع لهم، وكذا الفكرة التي يؤمنون بها التي هي صنيعة الإنكليز تحت عنوان " فرق تسد" هي فكرة تريد تحطيم الإسلام ، وهم حطموا قبور الصحابة ونبشوها وأخرجوا حجر ابن عدي من قبره وأخرجوا عمار بن ياسر من قبره، فصدق بعمار ابن ياسر أنه قتلته الفئة الباغية مرتين وليس مرة واحدة، مرة عندما قتلوه في حرب صفين وأخرى عندما نبشوا قبره في سوالف الأيام، لِما الرسول (ص) اختار عمار بن ياسر ليقول له تقتلك الفئة الباغية؟ ليوضح نهج الحق ونهج الباطل وانتهت القصة، الآية تقول: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى﴾. إنه يركز قاعدة لأنه يا إخوان أصبحنا في آخر الزمن. الآن يميز الحق من الباطل وبكل اختصار أقول: "قيض لهذا الإسلام دولة إسلامية نحتفل اليوم بذكرى إقامتها الدولة الإسلامية في إيران، الدولة الإسلامية هي الوحيدة في العالم الإسلامي هذه الدولة منذ أن أنشئت وإلى اليوم هي محل محاربة، تارة بأنها شيعية وأخرى بأنها فارسية وثالثة بأنها تريد السيطرة على العالم الإسلامي وتصدر إليه الثورة، واتهامات عديدة أخرى، وهي الدولة الوحيدة التي تحمي قضية فلسطين، الدولة الوحيدة في العالم التي تحمي القضية الفلسطينية مع كل الإساءات التي وجهت إليها من بعض الذين ينتمون إلى فلسطين، وما زالت تتجاوز الأخطاء وتتقدم، وجربوا أن يحطموها فما استطاعوا وأن يقضوا عليها فما استطاعوا، ثم توجهوا إلى المقاومة وجربوا أن يقضوا عليها وما استطاعوا خاضوا عليها حروباً وما استطاعوا، إن الأمل الوحيد المتبقي لدينا لتحرير فلسطين هي هذه الدولة وهذه المقاومة فإذا لا سمح الله حصل لها شيء لن يكتب لنا أن نحرر فلسطين إلا بعد أزمان وأزمان عندما يعود الزمان بإمام كالإمام الخميني(قدس) لذلك باختصار أنا أقول علينا أن نتحد معاً سنة وشيعة من أجل أن نواجه هذه الحملة، الحملة التكفيرية الجاهلية المتعصبة التي لا علاقة للإسلام بها، وأن نظهر من جديد سماحة الإسلام في مواجهة فتنة التكفير. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين.

من جانبه أكد الشيخ د. عبد الناصر جبري: إلى أن هؤلاء المجرمين لا علاقة لهم بنبيّ الإسلام، وهم  يشوهون سمعة الإسلام، والعدو الصهيو - أمريكي هو المستفيد مما يحصل في منطقتنا، وهم يريدون أن يبعدونا عن ديننا وعن إسلامنا، وتمزيق وحدتنا  من أجل السيطرة على خيرات الأمة.


 

اعلى الصفحة