اللوحة الثانية: جداريات

السنةالثالثة عشر ـ العدد 146 ـ ( ربيع الثاني 1435 هـ) شباط ـ 2014 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

الصفحة الأولى عبرة الكلمات

قصيدُ الغاب

أَمْشِي.. وأَنْثُرُ في طَرِيقيَ.. أَجْمَلَ الصُّوَرِ النَّفِيسَةِ  مِنْ أَنَايْ.. مِنْ غَيرِ قَصْدٍ رُبَّما تَتَطايرُ الصُّوَرُ الخَفِيَّةُ مِنْ فَسِيحِ جَنَائِني.. تَقَعُ اللَّطَائِفُ مِنْ ذُرَا الوِجْدَانِ.. تَنْسَحِقُ الزَّنَابِقُ.. يَمَّحِيْ عِطْرِي الغَنِيُّ.. ولا أَرَى عَيْنَيَّ مُمْسِكَتَيْنِ بِالمَفْقُودِ.. تَبْكي عُمْرَهَا البَاكي  يَدَايْ.. هل كُنْتُ يوماً في قَصِيدِ الغَابِ نَايْ !؟.

وجهُ التاريخ

صَارَ تَارِيْخَاً صَدِيْقُ الوَهْمِ وَالْعِبْءِ الثَّقِيْلِ.. لَمْ يَعُدْ يَأْوِي إلى الوَاحَاتِ في وَقْتِ الأَصِيْلِ.. لَمْ يَعُدْ يَقْوَى عَلَى زَرْعِ النَّخِيْلِ.. أَقْفَرَتْ عَيْنَاهُ مِنْ إِيْمَاضِهَا الشِّعْرِيِّ وَاسْتَعْصَى عَلَيْهِ الفَجْرُ في لَيْلِ السَّبِيْلِ.. لَيْسَ للتَّارِيخِ مِنْ وَجْهٍ جَمِيْلِ!.

خيال

أنا جَسَدٌ ثَابِتٌ في الزَّوَالِ.. أُقَلِّبُ أَوْرَاقَ هذا الرَّبِيعِ وَأَقْرَأُ فيهِ مَآلي.. وَأَفْتَحُ بَابَاً على الخَوْفِ.. باباً على اليَأْسِ.. أَفْتَحُ بابَ المُحَالِ.. كَثِيفٌ هُوَ الصَّمْتُ.. بَوْحُ الطَّبِيعَةِ لُغْزٌ يُحَيِّرُ.. حَلَّ الظَّلاَمُ.. وأَقْفَرَ دَرْبُ الخَيَالِ.

ملاك وجداني

لا وقتَ يَحْمِلُنِي.. وحَرَّرَني المكانُ.. مَدِيدَةٌ رُوحِي.. عَبَرْتُ مَوَاطِني.. حتى وَصَلْتُ إلى البَيَاضِ هُنالِكَ الذَّاتُ التي يُهْدَى إليها الظَّامِئُونَ إلى الكَمَالِ.. تَقَطَّرَتْ رُوحِي عليها فَانْتَهَيْتُ كَجَدْوَلِ الفَرَحِ الخَفِيِّ إلى شَوَاطِئِ نَهْلَتِي.. مِنِّي تَفِيضُ الأُغْنِيَاتُ حَنُونَةً.. وَملاكُ وِجْدَانِي تَجَسَّدَ في مَلائِكَةٍ تَحِنُّ وَتَسْكُبُ النُّورَ اللطِيفَ على مَلامِحِ ابنتي.

وصية

لا تَبْتَئِسْ... فالأَمْرُ مَحْسُومٌ وهَذَا العُمْرُ أَوَّلُهُ كآخِرهِ وأثناءَ الطريقِ نُشَاهِدُ الأمواتَ والأحياءَ فَاعْمَلْ كَيْ تَفُوزَ وكُلَّمَا أَخْلَصْتَ زَادَ الْمَغْنَمُ.

وِسَادَةُ شِعْرِي

وُحُوشَ الخَرَابِ كَثِيرَهْ.. والبَنَفْسَجَ والأُقْحُوَانَ وكُلَّ الأَزَاهِيرِ أَضْحَتْ أَسِيْرَهْ.. هُنَا حَيْثُ أنتِ وِسَادَةُ شِعْرِي أَرَى في مَصِيرِيَ مَا يُزْهِرُ... فَلَوْلاَ تَجَلِّيْكِ مَنَّاً وَسَلْوَى عَلَى الجُوْعِ فِيَّ فَهَلْ أَصْبِرُ؟!... لَقَدْ أَتْعَبُوْنَا بِفَقْدِ الحَقِيقَةِ نَنْظُرُ.. نَنْظُرُ نَحْوَ الضِّيَاءِ فَلاَ نُبْصِرُ!.

الحاج رضوان

لَمْ يَكُنْ إلاَّ طَلِيقَاً رَاسِخَاً فَوْقَ المَدَى.. عِطْرُهُ القُدْسِيُّ يَسْرِي في عُرُوقِ الكَوْنِ لَمْ يَذْهَبْ سُدَى .. بَلْ تَجَلَّى آيَةً لِلصَّحْوِ وَالبُشْرَى لَنَا.. كانَ ذا كَشْفٍ يَرَى بِالقَلْبِ والعَيْنَيْنِ ما يَخْفَى على إِحْسَاسِنَا العَفْوِيِّ..كُنَّا بَعْدَهُ دَوْمَاً ويَبْقَى قَبْلَنَا.

ربما ما كنتُ

لم آتِ بَعْدُ.. الوقتُ لا يَكْفي لأُضْرِمَ في السَّحابِ حَرائِقي.. والأرضُ لا تَكْفي لأُطْلِقَ في مَجاهِلِها خُيُوليَ تَارَةً وَزَوارِقي.. لم آتِ بَعدُ.. ورُبَّما ما كُنتُ.. مُخْتَلِفاً أَراني عنْ كياني.. ليْ مَغارِبُ لم أصِلْ يَومَاً إليها مِثْلَما لم أَحْظَ يَومَاً بِالوُصولِ إلى ضِفَافِ روحي.     

 

الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي 

سليمان بن وهب ـ نوائب الدهر

نوائبُ الدهــــرِ أدَّبَتْنــي      وإنمـــا يُوعَـــظُ الأَرِيبُ

قد ذُقْتُ حُلْـــواً وذُقْتُ مُرَّاً       كذاكَ عيشُ الفـتى.. ضُرُوبُ

ما مــــرَّ بؤسٌ ولا نعـيمٌ       إلا ولي فيهِمــــا نَصِيبُ

كذاك مَنْ صَاحَــبَ الليالـي       تَغْذُوهُ من دُرِّهــا الخُطُوبُ

إبراهيم طوقان ـ نارُ الهوى

مســـهدون وَهُم حَيرى مَحاجرهم       تَنوطها بِنُجوم اللَيل أَســــبابُ

أَن يَخْبُ للحُبِّ في أَكبادِهـــم قَبسٌ      سَــقَتهُم مِن شَرابِ المهلِ أَكوابُ

وَكَيفَ يَبغون عَن نار الهَـوى حِوَلاً      وَعِندَهُـم قاصِراتُ الطَرفِ أَترابُ

إبراهيم عبد القادر المازني ـ العُمرُ والأمنيات

أَضَعْتُ شـــبابي بينَ حُلْمٍ وغفلةٍ       وأنفقتُ عمري في الأماني الكواذبِ

ولم يَبْقَ لي شـيءٌ وقد فاتني الصبا      وأدبرَ مثلَ السَّهمِ عن قوسِ ضاربِ

تعودُ الغصونُ الصفرُ خضراً وريفةً      مرنحةً بعد الـــذَّوْيِ والمعاطب

وليس لِمـا يمضي من العمرِ مُرْجِعٌ      ولا فرصةٌ فـاتت لهــا كرُّ آيبِ

وما خيرُ علـمٍ في الحــياة وفطنةٍ      إذا حَالَ ضَعْفُ العزمِ دونَ المطالب

كأنَّ لنا عمــــرينِ، عمراً نريقُهُ      وآخرَ مذخوراً لنا في المغـــايب

ألا ليتَ عمرَ المــرءِ يُرفَى كثوبِهِ      ويُرْفَعُ منه جـانبٌ بعــد جـانب

الأبْيَوَرْدي ـ لعبةُ الأقدار

خُطــوبٌ لِلقُلــوبِ بِهـا وَجيبُ       تَكادُ لَهـــا مَفارِقُنا تَشـــيبُ

نَرى الأَقــدارَ جـاريَةً بِأَمـــرٍ      يَريبُ ذَوِي العُقــولِ بِما يَريبُ

فَتَنجَـــحُ في مَطالِبِهـــا كِلابٌ      وَأُسْــــدُ الغابِ ضارِيَةٌ تَخيبُ

وَتُقسَــــمُ هَــذِهِ الأَرزاقُ فِينا       فَمــا نَدري أَتُخطيءُ أَم تُصيبُ

وَنَخضَعُ راغِبينَ لَهـــا اِضطِراراً      وَكَيفَ يُلاطِمُ الإِشــــفى لَبيبُ

الأفوه الأودي ـ سيادة الجهل

وَالبَيتُ لا يُبتَنى إِلاَّ لَهُ عَمَــــدٌ      وَلا عِمـــادَ إِذا لَمْ تُرسَ أَوتادُ

فَإِن تَجَمَّــــــعَ أَوتادٌ وَأَعمِدَةٌ      وَساكِنٌ، بَلَغوا الأَمرَ الَّذي كادوا

وَإِن تَجَمَّــــعَ أَقوامٌ ذَوو حَسَبٍ     اِصطادَ أَمرَهُمُ بِالرُشـدِ مُصطادُ

لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم    وَلا سَــراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا

تُلفى الأُمورُ بِأَهلِ الرُشدِ ما صَلَحَت    فَإِن تَوَلَّوا فَبِالأَشـــرارِ تَنقادُ

خضر القزويني ـ فناء

كن صبوراً ولا تَعُضَّ بَنــانــا        ليس يُجْـدي المصابَ عضُّ البنانِ

وتجلَّدْ تســـتَهْونِ الخطبَ مهمـا       كانَ واعكُفْ معي على الســلوانِ

وتيقنْ وثِقْ.. فلـــم يبقَ حــيٌّ         خالـــدٌ حيثٌ كلُّ حـيٍّ فــانِ

  

اعلى الصفحة