السنة الثالثة عشر ـ العدد 145 ـ ( ربيع أول 1435 هـ) كانون ثاني ـ يناير ـ 2014 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

هذه النار ـ سنةٌ بلا رأسٍ

مَنْ فتّحَ في روحي‏ أزهارَ النّارْ؟...‏

مَنْ فتَّحَ أزهارَ القمرِ الفضيِّ يُسرِّحُ أعْشابَ الضَّوءِ‏ ويوغلُ في القلبِ نهارْ؟!..‏

ها أنتظرُ الماءَ الغافيْ‏.. لأُبادلهُ دمعي ودمي‏ وأردَّ عن الجسدِ الولهانِ‏ نحيبَ الدارْ...‏

أنا عشبٌ ينْبتُ في الوجدانِ‏.. ونخلٌ يتقصَّفُ في الرَّمْلِ‏

وقلبي رمَّانةُ ضوءٍ‏ لكنَّ الرؤيةَ والرؤيا‏ وجعٌ وحصارْ...‏

أركضُ بين خيام الأهلِ‏.. دمي فيضٌ يجري‏ والأهلُ نيامٌ‏

والأفقُ القادمُ رملٌ‏ وغبارْ...‏

مَنْ طيَّرَ منْ روحي،‏ أسرابَ النورِ‏ وَمَنْ شرَّعَ بين القلبِ‏.. وبينَ القلبِ‏.. جدارْ؟!...‏

يا جرحَ النسْمةِ‏.. خُذْ بيديْ‏ أنْزلْني من هذا التّيهِ‏ إلى أرضي‏

أنْزلْني من شاهقِ موتي‏ وَاصْعدْ بي‏ نحو الأقْمارْ...‏

دعْ روحي تنْهضُ من كبوتِها‏ وتُطيّرُ بين الرّمْلِ‏ وبين النخْلِ‏ عصافيرَ الأمْطارْ...‏

قلبي ضوءٌ يتدلَّى،‏ منْ عنقِ الغيمِ‏.. ويُمطرُ فوق العشبِ الغافي‏ فجراً‏

ويفتّحُ في الأُفقِ الوسْنانِ‏ سماءً وثمارْ...‏

كمْ آنَ لهذي الروحِ المطْعونةِ‏ أنْ تمضي في الضوءِ إلى غدها‏

وتُجمِّعَ ما بينَ الموتِ‏ وبين الموتِ‏ سُلافَ الغبْطةِ‏ نوراً للْماءِ‏ وللأسرارْ..

سأظلُّ هنا،‏ أنْتظرُ النّارْ‏.. جسدي الأرضُ‏ تُفِيقُ على مهْلٍ‏

وسمائي أغْزُلُها من مطرِ الصيفِ‏ ونورِ الحُبِّ الأبْهى‏ لتكونَ دثارْ‏

مَنْ يُشْعلُ في روحي،‏ أزْهارَ النَّارْ؟!!...‏

أنا عشبٌ ينبتُ في الوجدانِ.. أبحثُ في الحلمِ عن قافلةِ الأسرارْ..

يؤرِّقني أني لم أحظَ بأمانِ العطرِ.. لا ولم يَلْبَسني نباتُ الغارْ..

إني آنستُ ناراً.. سأظلُّ هنا أنتظرُ النارْ..

علِّي آتِ هذا القلبَ بقَبَسٍ من عشقٍ أو جذوةِ أشعارْ..

أنا الآن عشبٌ ينبتُ في الوجدانِ..

أرتدي قَدَري وسترتي القديمةَ.. شعريَ وأوراقيَ والأقمارْ..

أُشعِلُ بعض خبايايَ بذكرى أمانٍ لم أعِشْهُ بظِلِّ جدارْ..

أبحثُ في زوايا القلبِ عن بعضِ حنانٍ..

أدخلُ فردوسَ الأماني.. أُعلِّلُ النفسَ بكثير من الأمانْ.. وقليلٍ من الدمارْ

أغني لا من فرحٍ.. بل من جرحٍ قديمٍ.. وكُتلٍ من شَرَارْ..

وأدعو يا رب الكائناتِ.. بعضاً من بردٍ..

شيئاً من أنسٍ وبعضاً من لفح جوىً.. لهذي النارْ..

*****

سنةٌ بلا رأسٍ.. وأيامٌ بها داءُ الكساحْ

ومدينة ٌ قد خلّعتْ أبوابَها كفُّ الرياحْ

وأنا المجندلُ بين أوراق القصائدِ من هدوء الليل أستجدي الصياحْ

ماذا تبقّى يا تُرى غير المراثي والنواحْ؟

حتى النوارسُ غادرت شطآنَها.. والبحر من خوفٍ تأبّط موجَه العاتي وراحْ

ماذا تبقّى يا تُرى؟ ودمُ المآذن قد جرى.. وتوشّحت كلّ الشوارع والأزقّة بالجراحْ

*****

سنة ٌ بلا رأسٍ وأحلامٌ مفخخة ٌ بلغم الخوف

في كسلٍ ممدّدةٌ ظلالُ الصمتِ فيها تحت أقدام البواحْ

يا عاتياتِ الحزن فوق بيوتنا لا توجعي قلبي المشبّع بالأسى.. يكفيه همّا

سنة ٌ بلا رأسٍ.. وأطفالٌ مؤجلة ٌ طفولتهم إلى أجلٍ مدمّى

ومدينة الفرح الخرافيِّ تلفّ الذكريات السود حول قبابها مثل الوشاحْ

والصبرُ فيها - فاتحاً عينيه - يرقُد ُ فوق أرصفة الفجيعةِ مثل شحّاذٍ وينتظرُ الصباحْ 

اعلى الصفحة