حفل تكريم للمستشار الثقافي والقائم بأعمال السفارة الإيرانية

 

السنة الثالثة عشر ـ العدد 144 ـ ( ـ محرم ـ صفر 1435 هـ) كانون أول ـ 2013 م)

نشاطات تشرين ثاني 2013

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

أقام تجمع العلماء المسلمين حفلاً تكريمياً لكل من سعادة المستشار الثقافي في المستشارية الثقافية الإيرانية سماحة الشيخ إبراهيم الأنصاري والقائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد محمد صادق فاضلي لمناسبة توليهم مهمامهم الجديدة في لبنان. وقد حضر الحفل سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور غضنفر ركن آبادي وعدد من العلماء.وبهذه المناسبة ألقيت كلمات لكل من: سماحة رئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ حسان عبد الله، ثم كلمة المستشار الثقافي سماحة الشيخ إبراهيم الأنصاري، ثم كلمة القائم بالأعمال السيد محمد صادق فاضلي وبنهاية الحفل ألقى رئيس مجلس الأمناء في التجمع سماحة الشيخ أحمد الزين كلمة.

سماحة رئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ حسان عبد الله:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد ابن عبد الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.. أيها الأخوات والأخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين.. السلام عليك أيها المضيءُ كوكباً في سماء الطفوف... السلام عليكَ يا من بك ارتوت شجرةُ الإسلام بالدماء فأثمرت عزةً وكرامةً.. وأنجبت على مدى الأزمان رجالاً قال فيهم رسول الله (ص) إن لله رجالاً إذا أرادوا أراد.. وهم أرادوا ما أراده الإمام الحسين (ع) من خلال ثورته العظيمةِ أرادوا أن ينالوا إحدى الحُسْنَيينْ.. إما النصر وإما الشهادة.. وكلاهما نصرٌ وهذا ما أثبتته ملحمة عاشوراء.. حيث انتصر الدم على السيف.. وهذا ما أثبتته المقاومةُ الإسلامية عبر تاريخها الجهادي حيث انتصرت على أعتى قوةٍ في المنطقة.. لأنها تحملُ عزم الحسين وإرادته وثباته..

عاشوراءُ، مدرسةُ السالكين درب العزةِ، ليست مناسبةً عابرةً نُحييها مدى عشرة أيامٍ من البكاء.. على الرغم من أن البكاء وحتى التباكي على مصاب أبي عبد الله فيه ما فيه من الأجر والثواب ولكنها مناسبةٌ لاستحضار كل معاني البطولة والتضحية والفداء والإيثار والصبر والتقوى والصدق... مناسبةٌ لكل القيمِ الإسلامية العالية والسامية... ومناسبةٌ لإعادة شحذ الهمم كي لا يصيبَ الأنفسَ المللُ والرتابةُ والخنوع..

من هذه المدرسة التي خرج صاحبُها الحسين لإحياء دين الله نستلهم عزمَ صرختِه التي دوّت في السماوات السبع والأراضين السبع بوجه الطغاة رفضاً للظلم والطغيان... صرختِه وهو يقول لهم لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد... لنقول لكل الطغاة في العالم.. لا لن نعطيكم بيدنا إعطاء الذليل.. ولن نفرَّ فرار العبيد.. سنواجه كل مخططاتكم.. وكل دسائسكم... سنقف بوجه زُمَرِكم في كل مكان... لن نركن لمشاريع الهيمنة التي تريدون من خلالها أن تتآمروا على البلاد وعلى العباد... سيكون دمُنا من جديد في مقابل سيفِكم المرفوع بأيديكم الملوثةِ بالعمالة والارتهان للباطل... وسينتصر الدمُ حتماً على السيف... لأن هذا ما علمنا إياه الإمام الحسين عليه السلام...

لقد أراد الإمام الحسين من خلال خروجه أن يصلح في أمة جدِّه رسول الله.. لم يخرج أشِراً ولا بطراً.. وكان أن استُشهد هو وعددٌ من أهل بيته وأصحابه.. وسُبيت نساؤه.. لكنه خطَّ لنا الدرب كي نسير على هداه.. كي نُصلحَ مجتمعاتنا ونرفع من شأن الإنسان في مجتمعنا... وسنخرج في كل حينٍ طلباً للإصلاح.. ولن نركن لهؤلاء الذين يتاجرون بالبلاد ومقدرات البلاد... يتاجرون بشمس البلاد وماء البلاد وهوائها.. ومن واجبنا أن ننصر الحسين لأنه نصرنا قُبيل ولادتنا.. وهو عندما صرخ هل من ناصر حسيني كان يعلم أن كل أصحابه قد قضوا وأن الناس قد اجتمعوا على الباطل... لكنه ألقى الحجةَ على الأجيال القادمة كي تواصل الطريق فتنصر الحسين في كل حين.

واليوم نرى في وجوه أحبتنا القادمين من أرض الجهاد والشهادة.. الأرض التي قدمت حوالي مليون شهيد كي تنتصر بثورتها على الظالم فكان الانتصارُ للدم على السيف شعارَ المرحلة التي أسست لها هذه الجمهورية الإسلامية في إيران..

اليوم.. في هذه الأيام التي نحتاج فيها أكثر من أي وقت إلى الوحدة بين المسلمين ومن خلال جهدنا في تجمع العلماء المسلمين سنكون بحاجةٍ إلى ترسيخ معاني الاستشهاد والإيثار لدى المسلمين كافةً لأن مدرسة الإمام الحسين هي مدرسةُ جده الذي قال: حسينٌ مني.. وأنا من حسين.. وهنا كلمة أنا من حسين تعني الكثير.. أي أن الإسلام المحمدي الأصيل سيعودُ لأصالته بدمٍ يبذلُه الحسين وأصحابٍ يقدمهم قرباناً لرضى الرحمن ليصلح في أمةِ جده...

لقد أثبتت الحوادث الأخيرة في لبنان إبان حرب تموز وقبلها في مسيرة التحرير وكذلك وضع المقاومة في فلسطين وفشل الاعتداءات على غزة وأخيراً في انكسار الهجمة على سوريا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي خير داعم لقضايا أمتنا وهي مستعدة لتقديم كل غالٍ ونفيس في سبيل الدفاع عنا مستلهمين قول رسول الله (ص) المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا أصاب طرف منه مرض تداعت له سائر الأطراف بالسهر والحمى.

إننا اليوم ببركةِ الجمهورية الإسلامية نسترجع الكلمة لخالدةَ للإمام الخميني العظيم (قده) التي قال فيها: (إن كل ما عندنا هو من  عاشوراء).. نعم إن كل ما عندنا هو من وهج هذه الثورة الحسينية.. وببركة الجمهورية الإسلامية وسعي أمثالكم حضرة  المستشار الثقافي العلامة الشيخ إبراهيم أنصاري وحضرة القائم بأعمال السفارة الأخ محمد صادق فضلي وبرعايةٍ من السيد القائد حفظه الله سيكون لنا أن ننتصر على كل مؤامرات التفتيت والعبث بمبادئ ديننا السمحاء التي يتشارك فيها السني مع الشيعي ويتكاملان بها لنسلط الضوء على إجرام التكفيريين أحفاد شمرٍ بن ذي الجوشن إذ لا فرق أبداً في ممارساتهم الإجرامية وممارسة يزيد وابن زياد وجلاوزتهما.. حيث قَطْعُ الرؤوسِ والتمثيلُ بالجثثِ وحيثُ سبيُ النساءِ وحرقُ البيوت.. أليس هذا الذي يحصلُ اليوم؟؟ نعم هؤلاء يريدون محاربة نهجِ الحسين الذي هو الإصلاح في أمة جده بعد أن عاثوا بها فساداً..

سماحة الشيخ كنا وما زلنا نسعى إلى علاقة تكاملية مع المستشارية الثقافية وتجلت هذه العلاقة بأبهى صورها مع سماحة السيد رئيس زادة ونتمنى أن تستمر كذلك وتطور معكم للوصول إلى أهم غاية نسعى إليها وهي وحدة المسلمين في لبنان والعالم.

سيدي القائم بالأعمال، كان للأخ مهدي شوشتري أثرٌ طيب في علاقتنا مع سفارة الجمهورية الإسلامية ونتمنى أن تترسخ علاقتنا بكم وأن تكونوا عوناً لنا في مهمتنا الصعبة خاصة في هذه الظروف التي تتصاعد فيها الفتنة لذا فإننا ندعو الله أن تكونوا خير خلف لخير سلف ولا ننسى هنا الرعاية الطيبة للصديق العزيز والأخ الكبير الدكتور غضنفر ركن أبادي الذي يهتم لأمور التجمع حتى كأنك تحسبه وهو كذلك عضواً فاعلاً في التجمع ونتمنى أن لا يبخل علينا ولا تبخلوا علينا بالنصح لما فيه خير الأمة وخير لبنان وإيران. 

أيها الأحبة نحن هنا في محضر الإباء والبكاء وتلبية النداء.. فهلا لبينا هذا النداء؟؟.. إذن فليكن شعارُنا على مدى هذه الأيام المشهودة في تاريخ الإنسانية جمعاء "لبيك يا أبا عبد الله" لبيك يا ابن بنت رسول الله.. ولننطلق من ها هنا في عروجنا نحو حريتنا..

كلمة المستشار الثقافي سماحة الشيخ إبراهيم الأنصاري:

الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه ومن والاه، الأخ الكريم الدكتور غضنفر ركن آبادي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، الأخ محمد صادق فاضلي القائم بالأعمال للسفارة الإيرانية سماحة الشيخ الفاضل أحمد الزين، الأخ الفاضل الشيخ حسان عبد الله، الحضور الكريم الإخوة العلماء مع مقاماتكم السامية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

يسعدني ويشرفني في أولى أيامي في لبنان أن أتشرف بهذه المناسبة أشكر تجمع علماء المسلمين لإتاحتهم هذه الفرصة لنا وأقدم جزيل شكري للشيخ أحمد الزين والشيخ حسان عبد الله جزاهم الله خيراً. ونحن لسنا غرباء في هذا التجمع وفي هذا الحشد من العلماء والحمد لله، وأي شخص في أي مؤسسة معنية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية عنده معلومة عن العلاقات مع لبنان في مختلف المستويات، المؤسسات الثقافية، العلماء، المقاومة والحمد لله وخاصة في هذه السنوات الأخيرة. وأنا كنت أفتخر قبل سنوات، كنت في إيران أشاهد وأراجع التقارير من الأخ المستشار السيد رئيس زادة آنذاك الله يحفظه لكل خير، كما أني أعلم وأثق أن المستشارية الثقافية ليست غريبة لهذا التجمع ولهؤلاء الأشخاص العلماء، وإنشاء الله نمد يد العون بل نلتمس التشاور والتكاتف والتعاضد في النشاطات الثقافية والعلمية والدينية مثلما تفضل الشيخ خاصة في هذه الظروف الحرجة والحساسة لأمتنا الإسلامية والحمد لله هذا البلد في مختلف الأبعاد وفي هذا النوع التقريبي الوحدوي نموذج رائع وناجح والحمد لله، تجمع العلماء المسلمين تقريباً ثلاثة عقود والحمد لله شيعة وسنة مع كل المؤامرات من القريب والبعيد على تفتيت وتفكيك هذه الوحدة ولكن والحمد لله هذا التقدم وهذا النجاح فوزٌ وأسوة لعلماء مخلصين في البلدان الإسلامية لأن في وحدتهم بإمكانهم أن يكونوا الأمة وينجزوا ما عليهم من المسؤوليات والرسالات الإلهية. وأنا أفتخر وأعتز.

لا أريد أن أطيل عليكم وما عندي كلمة ولكن جئت لأقدم جزيل شكري لكم وأبدي استعدادي بل وحاجتي إلى التواصل والتكاتف وأقول لكم المستشارية اعتبروها كبيتكم أو كمكتبكم وأنا أخوكم تحت أمركم، وإن شاء الله كلنا لأجل هدف واحد وهو تقديم ما يليق للأمة الإسلامية نحن في إيران وفي لبنان في النهاية كلنا تحت شعار (لا إله إلا الله محمد رسول الله(ص) ونتمنى من الله أن يوفقنا فيما كتب لنا وفيما يرضيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

القائم بأعمال السفارة الإيرانية السيد محمد صادق فاضلي: سماحة الشيخ حسان عبد الله، سماحة الشيخ أحمد الزين، وسماحة العلماء الكرام الموجودين بهذا الحفل الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طبعاً لا أريد أن أطيل عليكم بسبب الوقت وأنا أفتخر أن أكون في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية جزءاً وعضواً وأنا أمد يدي إليكم وإنشاء الله نتحدث ونتواصل معكم في الجولات القادمة وسأكون في خدمتكم وليس فقط أبواب السفارة مفتوحة أمامكم بل قلوبنا مفتوحة لكم والجمهورية الإسلامية ونحن كمندوب للجمهورية الإسلامية الإيرانية أرحب بكم في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رئيس مجلس الأمناء في التجمع الشيخ أحمد الزين:

نتوجه إلى الله تبارك وتعالى بالحمد والشكر والثناء وإلى سيدنا ومولانا رسول الله بأزكى تحية وأعطر سلام وبأحر التعازي بمناسبة أيام عاشوراء. مبتدئاً بتوجيه النظر لسعادة السفير والمستشار الثقافي والقائم بالأعمال بأن تجمع العلماء المسلمين هذا ليراه الجميع وليسمعه. قام هذا التجمع ببركة وأمرٍ من الإمام الخميني في بداية الثورة الإسلامية الإيرانية، وهذا التجمع واكب الثورة الإسلامية منذ الأيام الأولى من قيامها. الأمر الثاني هو أنه استمر ثابتاً صامداً بوجه كل الطروحات، مؤيداً للثورة الإسلامية الإيرانية.

أيها الإخوة من أهل السّنة نحن مع إيران ليس من خلال العلاقة القومية والوطنية والعصبية، إنما نحن مع إيران من خلال طروحاتها إبتداء من الإمام الخميني حينما طرح الإلتزام بالإسلام  داعياً للوحدة الإسلامية بين جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم وأصقاعهم، نحن مع إيران في مساندتها وإيمانها بالقضية الفلسطينية ولسنا مع إيران من زاوية القومية والعصبية والعنصرية كما يريد أن يفسر البعض، نحن مع إيران من خلال مساندتها للثورة الفلسطينية ولحماية القدس الشريف والمسجد الأقصى، هذا المسجد الذي غفل وتغافل عن حمايته العرب وسائر المسلمين وللأسف الشديد. لهذا نحن في التجمع إذا كنا نرفع راية فلسطين وراية الثورة الإسلامية إنما نعلن الثبات على المبدأ، نحن صامدون ثابتون على مبدئنا بالتزامنا الكامل بالإسلام الحنيف وبالوحدة الإسلامية وبالمقاومة وبالثورة الفلسطينية وحماية المسجد الأقصى والقدس الشريف. وحتى لا يأتي بعض إخواننا اللبنانيين من سائر الاتجاهات ليقولوا لبنان ولبنان ولبنان، نحن نرد عليهم، نحن من خلال المقاومة نحمي تراب لبنان ومياه لبنان وبيوت لبنان وأعراض لبنان، نعم من خلال المقاومة والكل يدرك هذا، ولا أدري لماذا يتعامون عن هذه الحقيقة. كل العرب يطرحون أننا بكل جيوشنا لا نستطيع مواجهة الجيش الإسرائيلي بسبب ما يتلقى من سلاح ومن طيران ومن عدة من الولايات المتحدة الأمريكية، فنحن نرد عليهم من خلال المقاومة.

أعود وأشكر سعادة السفير والمستشار الثقافي والقائم بالأعمال على تشريفنا وزيارتنا في تجمع العلماء المسلمين، راجين أن يستمر هذا اللقاء وهذا التعاون بيننا وبينكم ما استمرت راية الإسلام مرفوعة بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


 

اعلى الصفحة