بالتعاون مع الموساد
وحدة الشييطت 13 تستعد لحرب من الشمال

السنة الثالثة عشر ـ العدد 144 ـ ( ـ محرم ـ صفر 1435 هـ) كانون أول ـ 2013 م)

 ترجمة وإعداد: حسن سليمان

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

المصدر موقع واللا الإسرائيلي

 

نشر موقع "واللا" معلومات عن مناورة أجرتها وحدة الشييطت 13، بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي، وهي تحاكي، صواريخ ياخونت السورية، غواصات مصرية ووصول السلاح الإيراني إلى السيد نصر الله، وهي كلّها مجرد جزء من التهديدات التي قد يواجهها سلاح البحر.

تلقى قائد سلاح البحر اللواء رام روتبرغ بياناً في أيلول الأخير عن مناورة أركانية مفاجئة, وأعطيت الأوامر لكافة قوات السلاح بالاستعداد لعملية واسعة النطاق ومعقّدة في عمق البحر. على مدار 24 ساعة، عملت كافة القوات وعلى رأسها مقاتلو شييطت 13 لتحقيق الإنجاز المطلوب.

ومع انتهاء النهار انتهت المناورة التي لم يسمح بنشر مخطّطها. قادة وضباط اجتمعوا في قاعة المؤتمرات الكبرى في حيفا لتلخيص المناورة، لكن بعد وقت وجيز تلقوا بيانا عن استمرار المناورة ما أثار استيائهم. مخطّط المناورة الذي حاكى سيناريوهات متنوّعة ومفاجئة في عدد من الجبهات أعاد تذكير الجميع بالهدف الأساسي للسلاح في زمن الحرب.

ما عدا القصص المحكية عن سفينة نوح وابتلاع الحوت ليونس النبي، لا يوجد في إسرائيل أخلاق بحرية. مع ذلك، يدركون في هيئة الأركان العامة أنّ الأمر يتطلب تفكيرا مغايرا عمّا كان متّبعا حتى الآن في كلّ ما هو يتعلق بالمنطقة البحرية لدولة إسرائيل. الساحة البحرية في الشرق الأوسط تغيّرت بشكل ملحوظ منذ حرب لبنان الثانية. سلاح البحر، استخلص العِبر، حدّث مفاهيم التشغيل ورفع من مستوى الكفاءة، لكن حتى العدو لم يبقَ على حاله.

فقد ابتاعت سوريا عشرات صواريخ بر- بحر بمختلف أنواعها من الروس، وبمدى متنوع، تحمل رؤوسا حربية ذات قوّة مختلفة تغطي جميع أراضي إسرائيل وعلى رأسها صاروخ "ياخونت"، سلاح أساطيل الغرب المرعب. التهديد تعاظم بينما علت المخاوف من أن يشرع حزب الله بتلقي صواريخ من سوريا وبحسب فرضية العمل في سلاح البحر، "كلّ ما تملكه إيران أصبح بحوزة السيد نصر الله". الشرق الأوسط متنبه للاهتمام الذي يوليه الجيش الإسرائيلي لسلاح البحر ويحاول إظهار التحديات له. ومصر تجري اتصالاتها لشراء غواصات، بينما السعوديون ماضون في صفقة سلاح والتهديد من البحر آخذ بالتعاظم.

الأسلوب في سلاح البحر تغيّر. من وجهة نظرهم لا يهم ما إذا كانت صواريخ "ياخونت" موجودة بأيدي الرئيس السوري بشار الأسد أو بأيدي حزب الله. وقال ضابط رفيع في سلاح البحر "من وجهة نظري، وهذا يخصني فقط، لم يعد هذا الأسد الذي عرفناه". وأضاف "بعد ما فعله في سوريا لست مقتنعا بأنّه ليس أكثر اندفاعا من السيد نصر الله. وهذا يحوّل كامل الساحة الشمالية إلى تشكيل واحد. إنّها جبهة واحدة، حزب الله وسوريا. وبخروجك من المياه الإسرائيلية تتحوّل إلى شخص مهدّد. هذا ليس واضحا لنا. ما إذا كانت البارجة الحربية أجادت الدفاع عن نفسها إزاء مختلف التهديدات في حرب لبنان الثانية وحتى اليوم".

هذا وقد بلغ التوتر ذروته في البحر عندما رست مدمّرات الأسطول الأمريكي قبالة سواحل اللاذقية وطرطوس وبتوجيه من الرئيس باراك أوباما صواريخ التوماهوك باتجاه قاعدة السلاح الكيميائي لدبّ الرعب في قلب الأسد. في سلاح البحر استعدوا لسيناريو خطير حيث يحاول الأسد مهاجمة قطع بحرية إسرائيلية عبر صواريخ متطوّرة. والسلاح في حالة التأهب.

استجابة سلاح البحر للصواريخ

في الماضي البعيد أجرى نخبة عملاء الموساد عملية استقصاء عالمية الانتشار بغية تحديد مكان برامج صواريخ العدو في إطار الجهوزية للحرب. حتى تتمكن منظومات الحرب الالكترونية للجيش الإسرائيلي من تحديد الصواريخ في المنطقة البحرية. حرب يوم الغفران كانت اختباراً ناجحاً لذلك.

في السنوات الأخيرة بنيت قدرة نوعية لذلك ستتمكن منظومة حرب الكترونية واحدة مواجهة عشرات أنواع الصواريخ الموجودة في المنطقة، دون الحاجة لتشخيصها حسب الاسم كما في السابق. تطوير الرد المستقبلي، صاروخ باراك 8، حتى الآن في مراحله المتقدّمة، في حال جرى كلّ شيء كما هو مخطّط له سيتم تجهيزه على السفن الحربية عمّا قريب، بعد مضي وقت طويل على الرؤية الأولية. في غضون ذلك استُخدم رادار منظومة باراك الذي يؤمن ثماني صور واسعة وثاقبة جداً تفوق كلّ التوقعات.

الساحة البحرية هي الحدود الوحيدة المفتوحة أمام إسرائيل. الحدود مع سوريا مغلقة بالعوائق، حتى مع لبنان، قطاع غزة والحدود المصرية. خليج البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط تحوّل إلى نقاط ضعف، لكن هذا يؤدي أيضاً إلى امتيازات لأنّ إسرائيل تجري فيها نشاطات لا تثير جلبة. في الماضي تحدثنا في هيئة الأركان العامة عن حرب كلاسيكية في البحر، بمعزل عن المعارك التي أدارها السلاح في حرب يوم الغفران والتي لا زالت تعلّم في الأكاديميات البحرية في العالم، وبين الفينة والأخرى مرّروا رسالة للسلاح "حافظ على السواحل"، اليوم في هيئة الأركان العامة يتحدثون بلغة أخرى.

قائد سلاح البحر السابق اللواء أليعازر (تشيني) ماروم فتح مسامات أساسية لسلاح البحر وقادته، خرق غلاف النشاطات وأظهر للمؤسسة الأمنية أنّه من المياه يمكن تنفيذ نشاطات لا نجرؤ حتى على التفكير بها. في الواقع، كما في المناورة المفاجئة التي جرت خلال شهر أيلول، يتوقعون من سلاح البحر إظهار تفوّق بحري، تقديم المساعدة في معركة مشتركة مع سلاح الجوّ والقوات البرية، حماية السواحل، حتى في حالة الروتين تنفيذ نشاطات هادئة والمسماة "المعركة بين الحروب"، بما في ذلك التعاون مع الموساد.

تشيني في الواقع بدأ العمل مصرّا على الإبداع والشجاعة، لكن قائد سلاح البحر الحالي ضاعف وتيرة كلّ ما هو مرتبط بنشاطات خاصة كي لا تثير جلبة. يقول ضابط رفيع في السلاح "الأمر كالسبّاح في عملية قديمة.. يبدأ ببركة سافيد وينتقل في سباق...". وأضاف الضابط الرفيع موضّحا "عام 2013 هو عام شييطت 13. نشاطاتها ارتفعت بشكل هام. إنّها سنة الذروة له. ومن دون تفصيل السنة الأخيرة قمنا بنشاطات خاصة لم نقم بها في السابق من ناحية أساليب العمل ومناطق العمل الجيوغرافية. المقاتل في شييطت 13 يعمل كثيرا، يتدرّب أقل لكن في الشييطت جادون في الحفاظ على الكفاءة".

في سلاح البحر يرون في النشاط العملاني كمحرّك إنتاجي كما في شركة اقتصادية عيونها تصبو دائما إلى المركز الذي يدرّ الأموال وفي حالة سلاح البحر من يستحوذ على الانتباه هو شييطت 13. على الرغم من هذا يوضح ضباط رفيعو المستوى في السلاح،  "شييطت 13، باستثناء الساحة الغزاوية، ليس باستطاعتها العمل وحيدة. بل بانسجام وتعاون، وفي هذه النقطة تتجسّد كافة قدرات سلاح البحر. في حال رغبت بأن تدرك ما الذي يحصل هنا في السنوات الأخيرة عليك أن تلقي نظرة على دافع وحافز الأشخاص. وضع القدرات على الطاولة وجلب موافقات. أمور خطّطنا لفعلها بعد أربع سنوات بخصوص بناء القوّة التي نقوم بها اليوم".

قيادة جبهة العمق بإمرة اللواء في الاحتياط شاي أبيتال لم تغيّر شيئاً من ناحية سلاح البحر. فالوحدات في سلاح البحر عملت على الدوام بعيداً عن حدود الدولة ودون إثارة جلبة وبالنسبة لهذه الوحدات لا يهم من يصدر العملية إلى حيز التنفيذ ومن هي القيادة المعنية. قائد سلاح البحر يقود أسلوباً فحواه ممنوع الإصرار على هذا. "نحن نتحدث عن الكثير من الدمج بين الأذرع، الكثير من العمليات مع وحدات أخرى كسلاح الجوّ. القصة هنا هي بالتضامن وليس بمن يغرس أول علم على سطح القمر".

حرب أدمغة في المجال الإستخباراتي

دخول تكنولوجيات جديدة إلى  الشرق الأوسط تتطلّب من ملاّح الاستخبارات في سلاح البحر حصر معلومات حيوية من أجل القوات، حتى يتمكنوا يوم الحساب من مواجهة مختلف التحديات. الاستخبارات قصة درامية، إنّها بداية أيّ قصة وعملية. من أجل جمع المعلومات استعان سلاح البحر بأجهزة الاستخبارات أيضاً. في هذا المجال كانت هناك بعض الأخطاء وإحداها سجّلت في إصابة صاروخ C-802 سفينة سلاح البحر حانيت. التعاون مع الموساد يمكّن الشييطت من توسيع حدود نشاطاته بشكل يفوق أيّ تصوّر، لكن في المقابل هو بحاجة للاستخبارات على مختلف أنواعها الموجودة. ضابط سلاح البحر الذي يجلس في قيادة الناتو في لندن يساهم أيضا في هذه الأجواء.

في بنيان قوّة سلاح البحر فإن مجال الغواصات آخذ بالتعاظم. فالغواصة رقم أربعة ستصل خلال السنة المقبلة. والخامسة سترسو في مرفأ حيفا مطلع العام 2015 والغواصة السادسة ستصل بعد عشر سنوات. في هذه الأيّام يصقلون أسطحها الفولاذية في حوض السفن في ألمانيا. كلفة ثلاث غواصات دولفين بلغت 1.4 مليار يورو. ثلث هذا المبلغ مموّل من قبل الحكومة الألمانية وعلى الرغم من هذا لا زالت الانتقادات تعلو بشأن المبلغ. "عندما تدرس معادلة الردع - الغواصات تساوي ما تقدّمه"،  يقولون في السلاح ويضيفون "الردع لا يقاس بالأموال".

مياه اقتصادية

99% من الاستيراد الإسرائيلي يصل بحرا. التهديد الذي يتعرّض له واضح جدا. قائد سلاح البحر اللواء رام روتبرغ عرض على الكبينت الأمني عملاً أركانياً بشأن خطة حماية المسارات البحرية للسفن التجارية ومنصات التنقيب عن الغاز. فمطلب الجيش الإسرائيلي هو نقل مسؤولية وصلاحية حماية المنطقة البحرية المسماة بـ"المياه الاقتصادية" إلى أيدي الجيش. تقدير مبسط لقيمة العائدات من منصات التنقيب عن الغاز تشمل 300 مليار دولار، وسلاح البحر يطالب بأقل من 1% لشراء وسائل ملائمة من أجل الاستعداد للتهديدات في المنطقة، من بينها صاروخ "ياخونت". لهذا الصاروخ حالتان طبيعيتان، تشغيل من قبل رادار يمكنه تحديد أهداف متحركة بشعاع 300 كيلومتر أو عن طريق جي.بي.أس. تصفح موجز لغوغل وتحديد دقيق لمكان منصة التنقيب في تمار أو بحر تاتيس والحصول على 12 رقماً تحوّل هذه الأطواق الباهظة إلى هدف حيوي. خطة الدفاع تستلزم الخروج للعمل سريعاً قدر الإمكان حتى أنّ قائد سلاح الجوّ سبق وقال في الماضي البعيد "أعطوني سرباً إضافياً واحداً وسيكون من الممكن إغلاق سلاح البحر". 

اعلى الصفحة