المرحوم الحاج حبيب الله عسكر أولادي:
حضورٌ يطغى على الغياب

السنة الثالثة عشر ـ العدد 144 ـ ( ـ محرم ـ صفر 1435 هـ) كانون أول ـ 2013 م)

بقلم: غسان عبد الله

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

حين الرحيل وعندما يكون الحضورُ عصياً على الغياب.. يصبحُ الوداعُ للأحبةِ استحضاراً لهم في كل مفردات الحياة.. لقد مضى الحاج حبيب الله عسكر أولادي مطمئناً تاركاً خلفه إرثاً وأثراً عظيماً في نفوسنا.. ولعل كل ما من حولنا اليوم يذكرنا بحضوره الدائم..

فهو الذي أفنى عمره في خدمة الإسلام وأمضى كل سنوات حياته بلا ملل ولا كلل في العمل على إرساء قيم الخير والعطاء وخدمة الناس.

هو المجاهد الصادق وثقة الإمام الخميني(رض) الراحل والولي الفقيه، الأخ المرحوم الحاج حبيب الله عسكر أولادي، رئيس شورى لجنة أمداد الإمام الخميني(ره)، ومن الشخصيات البارزة في حركة استنهاض الثورة وتأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخدمة قضايا المسلمين في مختلف أنحاء العالم، عن عمر ناهز 82 عاماً.

إنه الحاضرُ دوماً تماماً كما العظماء الذين يخلدهم التاريخ بما خلفوه وراءهم من منجزاتٍ تستفيدُ منها البشريةُ لصناعة الغد المشرِّف.. هذا المناضل، الذي ساهم في إرساء نظام الجمهورية الإسلامية وأسس مؤسسة لإعالة وخدمة من لا معيل لهم سميت لجنة إمداد الإمام الخميني التحق بالرفيق الأعلى وروحه لما تزل محلقةً في كل مكانٍ له في أثر.

السيد القائد يعزي به

نص برقية آية الله العظمى الإمام الخامنئي (دام ظله) بمناسبة رحيل المجاهد الأخ المرحوم الحاج حبيب الله عسكر أولادي.  

بسم الله الرحمن الرحيم

ببالغ الحزن والأسى تلقيت خبر وفاة المجاهد الصادق والمساعد الأمين وثقة الإمام الخميني(رض) الراحل جناب المرحوم الحاج حبيب الله عسكر أولادي. المناضل الذي لم يكل أمضى عمره المبارك في خدمة الإسلام وإرساء الدولة الإسلامية ولم يتوان عن بذل أي جهد وهمه ومجاهده صادقه في هذا الطريق منذ شبابه وحتى السنوات الأخيرة.

إن السيد الحاج حبيب الله عسكر أولادي وقف في فتره الطاغوت ومنذ الأيام الأولى من نضالات الشعب وعلماء الدين إلى جانب الإمام الخميني الراحل وحضر في الصفوف التي اتسمت بالخطر وتحمل معاناة سنوات من السجن بصبر وثبات وقدم خدمات مخلصة في الخنادق الحساسة والمؤثرة عقب انتصار الثورة الإسلامية وقيام الجمهورية الإسلامية ولم يدخر جهدا في السعي والعمل حتى آخر عمره المليئة بالأحداث لم تتراجع همته ومساعيه المخلصة. وإذ أتقدم من أسرته وأصدقائه ومحبيه بأحر المواساة والتعازي. أسأل الباري عز وجل أن يشمل فقيدنا بفضله ورحمته الواسعة

(السيد علي الحسيني الخامنئي)

نبذة موجزة من حياة الحاج حبيب الله حسين عسكر أولادي(ره)

السيد حبيب الله عسكر أولادي، مواليد مدينة دماوند ضواحي طهران 1932 ميلادي، من أبويين متدينين، هاجر  من دماوند إلى طهران برفقة والديه بسبب فقدان منزلهم سنة 1938 على أثر زلزال مدمر.

شارك في أولى المسيرات التي دعا إليها آية الله كاشاني ضد الأنكليز وعصابات الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وكان عمره 16 سنة في حينها واعتقل مدة أسبوعين، وبعد أن أطلق سراحه بدأ عمله السياسي سنة 1949 ومن ثم كان من المشاركين بفاعلية في مسيرات التي أدت إلى تأميم النفط الإيراني.

انتسب لمجموعة فدائي الإسلام سنة 1945، ومع بداية تحرك ثورة الإمام الخميني (رض) وعند واقعة 15 خرداد 1962 كان عوناً للإمام وملتزماً نهجه، وأميناً لتأمين الدعم واللوجستي للثورة الإسلامية.

اعتقل أيام الشاه المقبور وحكم عليه بالسجن المؤبد وبعد معاناة وصبر واعتقال دام 13 سنة بتهمة دعم مسيرة الإمام الخميني(رض) وتحركاته الثورية ضد الظلم والاستبداد الشاهنشاهي، أطلق سراحه عام 1978 قبيل انتصار الثورة الإسلامية بأشهر قليلة.

بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وبتأييد وترحيب من الإمام الراحل أسس عام 1979 مع خمسة من أركان الثورة، مؤسسة لإعالة وخدمة من لا معيل لهم سميت لجنة إمداد الإمام الخميني، ونظراً لسنوات نضاله الطويلة، وشهرته بالتواضع والصدق وحيث كان ثقة الإمام الخميني(رض) والولي الفقيه، تولى العلاقة الودية مع كبار التجار في الأسواق، وكان محبباً لديهم ووقفوا إلى جانبه في دعم لجنة الإمداد لرعايتها الأيتام والمساكين والعديد من برامجها الاجتماعية داخل إيران وخارجها طيلة 33 سنة....

ومن هنا وبتكليف من الإمام الراحل زار لبنان في العام 1986 وشكل مجموعة إغاثة باسم طرح ضربتي ومن ثم عمل على تقديم الدعم اللازم لتأسيس مؤسسة جمعية الإمداد لترعى من لا معين لهم في لبنان، وكانت آخر زيارة له إلى لبنان سنة 2011 مع وفد نيابي.

كُلِّف من الولي الفقيه بمتابعة العديد من الملفات لإعانة الفقراء والمساكين والأيتام والنازحين، وخصوصاً في وضعية العدوان الصهيوني على لبنان 1993 و1996 بالإضافة لإيجاد برامج لإعانة المنكوبين في طاجاكستان وأفغانستان والبوسنة والعراق والصومال وأذربيجان وسوريا.

ترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية الإسلامية في أربع دورات متتالية في الأعوام الأولى لانتصار الثورة، وتولى منصب وزير التجارة والاقتصاد في عدة حكومات وانتُخب أميناً عاماً لحزب المؤتلفة المالي للثورة الإسلامية في إيران.

خلال الأحداث أو الاختلافات في الرأي بين ساسة نظام الجمهورية الإسلامية عمل كوسيط، يُحتَرَم رأيه لدى مختلف الأطراف لحل النزاعات، منها حوادث عام 2009.

حبيب الله عسكر أولادي، في آخر أيام حياته بالإضافة لعضويته في مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يرأسه الرئيس السابق الشيخ هاشمي رفسنجاني، كان ممثلاً للولي الفقيه ورئيساً للشورى المركزية للجنة إمداد الإمام الخميني( ره) وأميناً عاماً لتجمع الأحزاب جبهة السائرين على خط الإمام الخميني (رض) والقائد الخامنئي.

وافته المنية بعد معاناة طويلة مع مرض عضال بعد ظهر الثلاثاء: 5/11/ 2013.

شيع صباح الخميس في 7/11/ 2013 في موكب مهيب من أمام مدرسة الشهيد مطهري إلى بهشتي زهراء، حيث وورى الثرى.

تغمد الله هذا العلم الراسخ من أعلام التقى والفناء في ذات الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه.

اعلى الصفحة