اللوحة الرابعة: ملامح وأقلام

السنة الثانية عشر ـ العدد 143 ـ ( ذو الحجة  1434 هـ ـ محرم 1435 هـ) تشرين ثاني ـ 2013 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

نحو تنمية مهارات التفكير

الكتاب:التفكير الناقد واستراتيجيات تعليمه
الكاتب: د. وليد رفيق العياصرة
الناشر: دار أسامة للطباعة والنشر والتوزيع

 

عن دار أسامة للطباعة والنشر والتوزيع صدر مؤخراً كتاب: التفكير الناقد واستراتيجيات تعليمه لمؤلفه د. وليد رفيق العياصرة

يقع هذا الكتاب في 264 صفحة من القطع الكبير ومما جاء فيه: "القابلية للنمو والزيادة التي مُيز بها بنو ادم عن سائر الخلق، تمثلت في نعمة العقل، أول واجل النعم، به يهتدي العبد إلى ربه، وبه أيضا تُعرف الآيات والسنن التي أودعها الخالق كونه، وبفطرة العقل يستدل المخلوق على عظمة مبدعه، فيقبل على عبادة ربه برغبة تدفعه إلى عمارة الأرض، ورهبة تحثه على توجيه سلوكه نحو إرضاء مولاه.

وفي هذا النوع من التعلم (التعلم الفطري)، تنمو قدرات الفرد الطبيعية بتوازن، ليتمكن من استغلال ما أودع الله سبحانه وتعالى فيه من قدرات، ويستثمرها بما يعود عليه بالنفع أولا وعلى مجتمعه ثانياً.

والتربية جزء من النظام الاجتماعي، تهتم بإعداد الفرد الذي يساهم في بناء مجتمعه بإيجابية؛ ليتمكن من الحياة بصورة كريمة، يقدم فيها لمجتمعه بقدر ما يأخذ، وإذا كانت الأمة عبارة عن مجموعات من الأفراد؛ فانه بحق وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة.

إن التربية المنشودة هي التي تحقق غايات وأهداف المجتمع وفق عقيدته وقيمه، ومن الطبيعي أن يأخذ هذا النوع من التربية جل اهتمام المجتمع؛ وذلك لان المستقبل كما أشار (جون توما) في كتاب معلمون لمدارس الغد "إنما يكون المستقبل للأمم التي تستثمر أعظم استثمار ذكاء شبابها، جميع شبابها".

والذكاء في اشمل تعريف له أنه: العمل بهدف والتفكير بعقلانية والتفاعل المثمر مع المحيط، وهو الذي يحدد وظيفة العقل وينمو من خلال التجارب التي يكتسبها الفرد من البيئة، ويتأثر بعامل موروث.

ويتفق هذا التعريف مع غاية التربية في إعداد الفرد المنتج في المجتمع -التفاعل المثمر مع المحيط -، كما أن هذا التعريف يساعد في تحديد المهارات اللازمة لذلك، فعلى سبيل المثال (العمل بهدف) يتطلب امتلاك الفرد لمهارات التخطيط وما يندرج تحتها من علم وفن ومنطق، كما أن التفكير بعقلانية يرتكز على تمكن الفرد من مهارات التفكير المختلفة: استدلالي، ناقد، سابر، إبداعي، ومهارات التفكير الـ(فوق معرفي)، وعلى الرغم من أن المهارات سابقة الذكر متداخلة وتعتمد إحداهما على الأخرى وقد يكون مثار جدل الفصل بينها؛ إلا أننا نتفق على أنها يعتمد عليها الفرد في التعامل مع مشاكل الحياة للتغلب عليها، بأساليب تتوافق مع قيم وعقيدة الفرد والمجتمع، ونتفق أيضاً على أمكانية الحصول على المعرفة بدون تفكير، ولكن لا يمكن أن نفكر بدون معرفة، وأخيراً نتفق على أن العقل(المخ) جامع ذلك كله. يعد التفكير الناقد من أكثر أشكال التفكير تعقيداً نظراً لارتباطه بسلوكيات عديدة، كالمنطق وحل المشكلات، وارتباطه الوثيق بالتفكير المجرد والتفكير التأملي من حيث تشابه العديد من الخصائص.

إن الانفجار المعرفي بشتى مجالات المعرفة، يحتم على الفرد امتلاك مهارات التفكير الناقد، ليكون قادراً على تمييز وامتلاك المعرفة التي تحقق النفع له ولمجتمعه، وليكون قادراً على حل المشكلات التي تواجهه وتواجه مجتمعه. يعد التفكير الناقد شكلاً من أشكال التفكير عالي الرتبة، الذي يتطلب استخدام مهارات التفكير المتقدمة، على غرار التفكير الإبداعي.

يبدو أن تشكيل إنسان عصر المعلومات، وعصر صناعات المقدرة العقلية، يعتمد أساساً على عدد من المتغيرات: المقررات، البيئة، تنوع مصادر التعلم، وغيرها. إلا أن المنفذ لذلك كله هو المعلم، والمشكّل لسلوك الطالب هو طرائق التدريس التي يتبناها، فهي التي تنمي الرغبة في التعلم أو توقفها، فالأولوية في التطوير تكون لطرائق التدريس بطريقة تلبي احتياجات الفترة القادمة والتي تنحصر بعد تعميق الإيمان بالله سبحانه وتعالى.

إن التعليم من أجل التفكير باعتباره هدفاً استراتيجياً, يمكن المتعلم من التعامل بكفاءة وفاعلية مع متغيرات العصر، إن التفكير الناقد، والإبداعي وحل المشكلات هي سبب للتقدم والتطور الحضاري. تعتبر تنمية مهارات التفكير نقلة نوعية في اتجاه تطوير التعليم, وإحداث تغيير في مفاهيمه، حيث لا بد من الربط بين مناهج الدراسة واستراتيجيات التدريس، ومهارات التفكير، وتدريب معدي المناهج والمشرفين التربويين والمدربين في مراكز إعداد المعلمين.

من الواجب تدريب المعلمين على إعداد الدروس وتنفيذها، والابتعاد عن التلقين وتذكر المعارف، واللجوء إلى التحليل والإسهام الإيجابي في التطوير وتقديم الآراء، بما ينمي مهارات التفكير الناقد والإبداعي وغيرها لدى الطلبة.

إن هذا الكتاب يعرف بالتفكير الناقد واستراتيجيات تعليمه، وخصائصه ومبادئه، كما ويناقش العلاقة بينه وبين عدد من أنواع التفكير، ثم يقدم أمثلة تفصيلية ونماذج تطبيقية في تعليم التفكير الناقد، والمهارات اللازمة لممارسته، فالكتاب يعرض المبادئ النظرية للتفكير الناقد، ثم يناقش الجوانب العملية لممارسته بشكل مبسط وواضح، محاولاً تقديم لبنة جديدة في بناء تربية الفرد على التفكير.

وفي ظل هذه الاهتمامات بالتفكير الناقد كسمة عقلية ضرورية للإنسان، كان اهتمام هذه الدراسة في تناول هذا النوع من التفكير الإنساني. 

اعلى الصفحة