"خاب أملهم...."

السنة الثانية عشر ـ العدد 143 ـ ( ذو الحجة  1434 هـ ـ محرم 1435 هـ) تشرين ثاني ـ 2013 م)

بقلم:الشيخ محمد عمرو

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

"خاب أملُهُم"!!.. وصفٌ أطلقه وزير خارجية أمريكا "كيري" على الموقف السعودي في مجلس الأمن الدولي.. البيان السعودي الرسمي برّر اعتذارهم عن قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن بعدم مصداقية الأمم المتحدة!!..

وبغضّ النظر عن صحة هذه المقولة والتي نعرفها جيداً في لبنان منذ قيام كيان الاغتصاب الصهيوني لأرض فلسطين. منذ سنة 1948 إلى 1956 إلى 1973 إلى 1978 إلى 1982 إلى 1993 إلى 1996 إلى 2000 حين فرضت المقاومة الإسلامية على هذا الكيان الانسحاب من الجنوب اللبناني والبقاع الغربي بقوة السلاح، وليس بقرارات مجلس الأمن والتي كانت عبر التاريخ الطويل لا تساوي ثمن الحبر الذي يُكتب بها.

فالعين الأممية الواحدة كانت مغمضةً كلياً وما تزال عن أفعال وجرائم ومجازر الصهاينة وعن الإبادات العنصرية والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين. وكانت حقوق النقض محفوظة دائماً للأمريكي الحامي الأكبر للكيان الغاصب.

وعندما كانت أمريكا تمارس حق النقض وبطريقة عنجهية واستكبارية، حتى على بيان إدانة لفظي ضد إسرائيل وكان "عرب أمريكا" كما يحلو لهم أن يسموا أنفسهم بها انتساباً والتماساً باعتبار أنهم من ضمن أولاد أمريكا المدللين وكانت أمريكا ترعى مصالحهم وتحافظ على امتيازاتهم وعلى كراسيهم وعروشهم وكروشهم. بالمقابل ـ والحق يقال ـ كان هؤلاء العرب مخلصين جداً لسيدهم الأمريكي، ولهذا كانوا يعذرونه دائماً على حقِّ نقضه، بل وعلى سياسته العمياء اتجاه قضية الشعب الفلسطيني أو القضايا العربية المحقة.

وكانوا دائماً يجدون العذر.. بل وينظِّرون للحب الأمريكي العميق للعرب ولقضاياهم... وقد وصل بهم الأمر إلى المشاركة الفاعلة في إسقاط حقوق فلسطيني 48 ومن ثم حق القدس عاصمة لفلسطين، ومن ثم حق اللاجئين ومن ثم حق العودة، ومن ثم حق الفلسطينيين في أرض 67 تحت عنوان تبادل الأراضي ومن ثم المشاركة في الحرب على المقاومة أيام منظمة التحرير وفصائلها المتناحرة، وصولاً إلى أوسلو، ثم فيما بعد إلى الحرب على المقاومة الإسلامية في لبنان وعلى المقاومة الفلسطينية في غزة.

وكانوا جزءاً لا يتجزأ من آلة الحرب الدعائية الأمريكية - الصهيونية والممول الأوحد لكل هذه الحروب. والغطاء العربي الفاضح لأكبر خيانة في التاريخ لشعب كامل.

ومع ذلك لم نجد خيبة أمل بل صفقات أسلحة يميناً وشمالاً بمئات مليارات الدولارات وتغطية مالية في أكبر ثلاث نكسات اقتصادية للغرب في القرن العشرين والواحد والعشرين.

وكان المال العربي وخصوصاً الخليجي في خدمة الصندوق التعاضدي لدول أمريكا وأوروبا. وكانت الكؤوس تدور احتفالاً بقطف رؤوس أعدائهم من بعض العرب المتواجدين في الصف المقابل ولو زوراً.

لم نسمع بخيبة أمل، وإسرائيل تعلن أنها تملك مئات القنابل النووية، وآلاف الأطنان من الكيميائي والجرثومي وتهدد وتتوعد يومياً وجيشها المحتل في حالة مناورة دائمة في البر والبحر والجو.

وفي كل يوم هناك مجزرة بحق الفلسطينيين، وهناك احتقار وازدراء واستهزاء إسرائيلي بالعرب جميعاً.

حتى أن هؤلاء العرب " مجتمعين" لم يستطيعوا أن يأخذوا من الصهيوني بياناً يعلن فيه إيقاف الاستيطان لمدة شهر فقط وفي كل مرة يعودون إلى المفاوضات تحت عنوان أن السلام قدرنا مع أولاد عمنا وجيراننا..؟؟!!!!. أين الحمية كانت وأين الأمل وأين الشهامة التي يدعونها حالياً؟؟!!!.

لكن بعرقهم البدوي الجاهلي، وبوهابيتهم القاتلة لا يجوز الذهاب إلى سلام في سوريا، بل يجب دعم المسلحين متعددي المواهب والجنسيات، وكلِّ شذّاذ الآفاق الذين أتوا بهم إلى سوريا لأجل الحرب الكونية الدائمة والمستمرة على الشعب السوري ولخدمة من؟؟!! الكل يعلم، حتى الطفل الرضيع.

وبأعرافهم الجاهلية ووهابيتهم التكفيرية، لا يحق لإيران امتلاك برنامج نووي سلمي ولا يحق لها التقدم العلمي والتكنولوجي وكيف يقبلون ذلك، وأين الشهامة العربية؟!! ولا يحق لها أن تكون دولة مستقلة في سياستها الخارجية!!.

فلا بد إذاً من المحافظة على صورة المسلم (على شاكلتهم) أبلهاً وغبياً وعميلاً بالفطرة أو تابعاً بالانقياد والطاعة، وهمجياً وعبوساً وأميِّاً. "العرب أمة لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم". مقولة صهيونية في الزمن الغابر، وهم يريدون المحافظة على هذا التراث.

هل حقاً كانت السعودية وصغارها الكسبة والمكتسبة يعتقدون أن أمريكا ستقوم ولو لمرة واحدة بتقديم خدمة لهم لا تتناسب مع مصالحها وإستراتيجيتها.

لكن من كان بالصفات السالفة، يمكن أن يعتقد ما يشاء، لكن الواقع منذ بداية وجود الكيان الصهيوني في منطقتنا هو أن أمريكا لا ترى في منطقتنا سوى إسرائيل، وإسرائيل فقط، والنفط كطاقة وكأرصدة في بنوكها ومصانعها.

أما ما عدا ذلك، فهي لا ترى إلا الأقوياء الذين يقفون في وجهها ووجه ربيبتها، ويُحسب لهم ألف حساب، وأما التابعين والمنقادين فهم وليمة المفاوضات التي ستأكلهم.

ولن ينفع الندم ساعتئذ. ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ صدق الله العظيم.

اعلى الصفحة